إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يحيي وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس الذكرى السبعين لإنشاء الحلف، في ظل تحديات أمنية متزايدة خاصة في الجناح الشرقي لهذا التحالف العسكري. ويقول الأمين للناتو ينس ستولتنبرغ إن ذكرى الـ 70 تأتي "في الوقت الذي نواجه فيه عالما أكثر خطورة". وتأسس الحلف في مثل هذا اليوم من عام 1949 في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وكان عند التوقيع على معاهدة إنشائه يضم فقط اثني عشر عضوا من أمريكا الشمالية وأوروبا، لكنه توسع كثيرا عبر العقود الماضية، ويضم الآن 32 عضوا، بينهما فنلندا والسويد اللتين التحقتا به مؤخرا. 

واتفق وزراء خارجية الحلف على البدء في التخطيط للقيام بدور أكبر في تنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بعدما دفعت الحرب الروسية في أوكرانيا الحكومات الأوروبية مرة أخرى للنظر إلى موسكو باعتبارها تهديدا أمنيا كبيرا.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلفاء "اتفقوا على المضي قدما في التخطيط لدور أكبر للحلف في تنسيق المساعدة الأمنية والتدريب" بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول قمة تعقد في واشنطن في تموز/يوليو المقبل.

وأضاف بعد أن أجرى وزراء الخارجية محادثات في بروكسل "التفاصيل ستتبلور في الأسابيع المقبلة. لكن لا يخطئن أحد، يمكن لأوكرانيا الاعتماد على دعم حلف شمال الأطلسي الآن وعلى المدى الطويل".

ورغم الترحيب بالصندوق المقترح من أقرب حلفاء أوكرانيا مثل بولندا ودول البلطيق، يبدو أن هناك شكوكا كبيرة بين حلفاء آخرين.

وأيدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنشاء "آليات طويلة الأمد" لدعم كييف، لكنها حذرت من تحديد أرقام من دون توضيح مصدرها.

وشددت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب على أن الاقتراح الذي ينص على مساهمة أعضاء الناتو وفقا لحجم اقتصادهم ليس "صدقة"، مضيفة "لكن من الخطير تقديم وعود لا يمكننا الوفاء بها".

أما البند الثاني من خطة ستولتنبرغ، والذي يبدو أنه حظي بقبول أوسع، فيتمثل في أن تتولى مهمة تتبع حلف شمال الأطلسي المزيد من السيطرة على تنسيق إمدادات الأسلحة من المجموعة التي تقودها الولايات المتحدة وتشرف حاليا على الدعم.

وتمثل هذه الخطوة تحولا كبيرا في دور الحلف العسكري الغربي الذي يرفض حتى الآن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا خشية أن يؤدي ذلك إلى جره لنزاع مباشر مع روسيا.

لكن المجر، وهي الدولة الأكثر تقاربا مع روسيا في حلف شمال الأطلسي، قالت إنها لن تدعم أي اقتراح قد "يقرب الحلف من الحرب".

وذكر دبلوماسيون أنه بموجب مقترح تقدم به ستولتنبرغ، سيأخذ حلف شمال الأطلسي على عاتقه العمل الذي يقوم به تحالف خاص بقيادة الولايات المتحدة تحسبا لتطورات من بينها أي خفض في الدعم الأمريكي إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وجاءت مقترحات ستولتنبرغ فيما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات في التصدي للجيش الروسي مع تضاؤل الإمدادات من داعمي كييف الغربيين.

ولا تزال الخلافات السياسية داخل الكونغرس الأمريكي تعرقل منذ عدة أشهر، حزمة تمويل بقيمة 60 مليار دولار، لكن هناك آمال في أن يتحرك المشرعون لإقرارها خلال الأسابيع المقبلة.

من جهتها، قالت روسيا الأربعاء إن الحلف عاد لعقلية الحرب الباردة.

وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين أن الحلف ليس له مكان في "العالم متعدد الأقطاب" الذي تقول موسكو إنها تسعى إلى بنائه لإنهاء الهيمنة الأمريكية.

فرانس24/أ ف ب/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات البلدية التركية ريبورتاج حلف شمال الأطلسي حلف شمال الأطلسي أوكرانيا بروكسل روسيا الحرب في أوكرانيا إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل سوريا إيران معارضة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا حلف شمال الأطلسی

إقرأ أيضاً:

هل يحيي ماركو روبيو "عقيدة مونرو" في أمريكا؟

اختار الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو لقيادة وزارة الخارجية. ويُعرف عن روبيو تشدده في السياسة الخارجية خصوصاً تجاه الصين وإيران.

كان مبدأ مونرو محاولة لإبقاء أمريكا اللاتينية بعيدة من ألعاب أوروبا الإمبريالية

لكن الكاتب في موقع "واشنطن فري بيكون" مايك واتسون، يرجح أن تكون المساهمة الأكثر تميزاً لروبيو في أمريكا اللاتينية، حيث يستطيع أن يعيد مبدأ مونرو إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية. بسمارك يحسد أمريكا

إن الجوار الحميد الذي تتمتع به أمريكا هو أحد أعظم المزايا الاستراتيجية لديها. يقال إن المستشار الألماني أوتو فون بسمارك، قال مازحاً: "إن الأمريكيين شعب محظوظ جداً. فمن الشمال والجنوب يحدهم جاران ضعيفان، ومن الشرق والغرب تحدهم أسماك".

Rubio and the Return of the Monroe Doctrinehttps://t.co/S9VmRfxNZm

— Washington Free Beacon (@FreeBeacon) November 16, 2024

لقد استغرق الوصول إلى هذه النقطة مقداراً كبيراً من العمل. فمنذ أشعلت الثورة الفرنسية حريقاً عالمياً قضى في نهاية المطاف على إمبراطوريتي فرنسا وإسبانيا، كان الأمريكيون يخشون تدخل قوى معادية إلى الجنوب منهم. في شراكة هادئة مع بريطانيا العظمى، كان مبدأ مونرو محاولة لإبقاء أمريكا اللاتينية بعيدة من ألعاب أوروبا الإمبريالية. لقد حاولت الولايات المتحدة منذ بداية عهد جويل روبرتس بوينسيت، وزير جون كوينسي آدامز إلى المكسيك، الترويج للجماعات الديمقراطية المؤيدة لأمريكا في المنطقة.

مهمة شاقة

مثل طرد المنافسين البريطانيين والروس مهمة شاقة. فقد كانت بريطانيا القوة العالمية البارزة طيلة القرن ونصف القرن الأول بعد استقلال الولايات المتحدة، ونجحت في جذب أمريكا اللاتينية إلى إمبراطوريتها الاقتصادية غير الرسمية.

وخلال أغلب تلك الفترة، كان عمال المطاحن البريطانيون من بين أفضل زبائن أمريكا اللاتينية، لكن المزارعين الأمريكيين كانوا أكبر منافسيها.

Rubio and the Return of the Monroe Doctrine

⁦@FreeBeacon⁩
https://t.co/v6fZwBn690

— Tim Gradous (@tgradous) November 16, 2024

وبحلول الوقت الذي انهار فيه النفوذ الإقليمي البريطاني، كان الاتحاد السوفييتي مستعداً لدعم الحركات الشيوعية في مختلف أنحاء النصف الغربي للكرة الأرضية. وللفوز بالحرب الباردة في أمريكا اللاتينية، توجب على الولايات المتحدة أن تدخل في شراكة مع ديكتاتوريين أشرار وأن تجذب المنطقة إلى مدارها الاقتصادي الخاص.

بعد الهدوء أضاف الكاتب أنه بعد بضعة عقود من الهدوء النسبي، يتدهور الوضع في أغلب أنحاء أمريكا اللاتينية. فقد أدى التحول الاشتراكي في فنزويلا إلى تحويل الدولة التي تمتلك أكبر احتياطات نفطية مؤكدة في العالم إلى دولة مفلسة. هرب ما يقرب من ثمانية ملايين فنزويلي من وطنهم، وكشفت الانتخابات الصورية التي جرت هذا الصيف أن الرئيس نيكولاس مادورو لن يتخلى عن السلطة. وتكافح المنطقة بشكل عام مع انخفاض النمو الاقتصادي وارتفاع الديون. والجريمة مشكلة رئيسية في دول مثل المكسيك، حيث أطلقت العصابات موجة قتل استمرت لسنوات.
كما أن للولايات المتحدة منافساً جديداً من القوى العظمى في المنطقة. فقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأمريكا الجنوبية، وهي تتوغل في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي. وانضمت أكثر من 20 دولة في أمريكا اللاتينية إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية وتقوم العديد منها ببناء شبكات الاتصالات من الجيل التالي بمعدات هواوي.
وهذه العلاقات ليست اقتصادية وحسب، فقد دعت حكومة البرازيل ذات الميول اليسارية القوات الصينية للمشاركة في التدريبات العسكرية في سبتمبر (أيلول)، واستضافت كوبا قاعدة تجسس صينية منذ سنة 2019 على الأقل. ما الذي يميز روبيو؟ يتمتع روبيو بخبرة واسعة في العمل في المنطقة. هو ابن أبوين كوبيين ويتحدث الإسبانية بطلاقة وقضى حياته المهنية، ممثلاً لولاية فلوريدا. لولايته علاقات ثقافية واسعة النطاق مع المنطقة، وميامي هي العاصمة المالية الفعلية لأمريكا اللاتينية.
وفي مجلس الشيوخ، كان روبيو أحد المشرعين الرائدين للحزب الجمهوري بشأن قضايا أمريكا اللاتينية. أثارت كوبا وفنزويلا غضبه بشكل خاص، وكذلك الزعماء المناهضون لأمريكا في بلدان أخرى. وأدرك أيضاً أن المصالح الأمريكية كانت في أفضل حالاتها في المنطقة عندما كانت الشركات الأمريكية أكثر نشاطاً هناك، لذلك شجع نقل سلاسل التوريد من الصين إلى الدول الصديقة.
بالرغم من المشاكل الكبيرة في المنطقة، ثمة بعض اللبنات الأساسية للنجاح. لا أحد في المنطقة يريد تقليد كوبا أو فنزويلا، وثمة بعض القادة الواعدين مثل الأرجنتيني خافيير ميلي. حسب الكاتب أيضاً، سيكون كبح النفوذ الصيني أصعب من طرد السوفييت، لكن مكافأة أصدقاء أمريكا ومعاقبة خصومها قد يقطعا شوطاً طويلاً في جعل اقتصاد الأمة وحدودها الجنوبية أكثر أمناً.
تاريخياً، كان جوار أمريكا أحد أعظم مزاياها الاستراتيجية. إذا تمكن ترامب وروبيو من استعادة الهدوء في المنطقة، فستستفيد البلاد بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق للأمين العام لحلف شمال الأطلسي على استراتيجية بوتين النووية الخطيرة
  • تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم في شمال العراق
  • وكيلة الخارجية الأمريكية: شراكتنا مع الجزائر جد مهمة لأمن واستقرار شمال إفريقيا والساحل
  • توجو تواجه تحديات إرهابية متزايدة مع توسع رقعة الصراع
  • هل يدفع ترامب أوروبا للتخلي عن أوكرانيا؟
  • منتقدًا هجمات روسية مروعة.. "الناتو" يؤكد استمراره في دعم أوكرانيا
  • الناتو: الهجمات الروسية على شبكة الكهرباء في أوكرانيا تروع المدنيين
  • مجلس الشورى يحيي الذكرى السنوية للشهيد 1446هـ
  • أوكرانيا بين "بايدن" و"ترامب"
  • هل يحيي ماركو روبيو "عقيدة مونرو" في أمريكا؟