عدة ضربات.. هكذا قُتل موظفو الإغاثة في غزة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
أثار مقتل متطوعين أجانب في غارة إسرائلية في قطاع غزة، الاثنين الماضي، غضبا واستنكارا واسعين، فيما دعت واشنطن، إسرائيل، لإجراء تحقيق في الحادث.
وقالت منظمة "ورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي)، التي ينتمي إليها المتطوعون، إنها نسقت دائما مع الجيش الإسرائيلي بشأن تحركات سياراتها، وفق ما نقلت عنها وكالة أسوشيتد برس.
يذكر أن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، كشف في مؤتمر صحفي الثلاثاء أن "أكثر من 180 من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية قُتلوا في غزة".
من جانبه، قال الطاهي الشهير، خوسيه أندريس، مؤسس منظمة "ورلد سنترال كيتشن" لرويترز، إن الهجوم الإسرائيلي استهدف عمال الإغاثة "بشكل منهجي".
شعار شائعقبل عدة أسابيع، دخل المتطوعون في المنظمة إلى غزة للعمل على مساعدة المدنيين المحاصرين هناك، حتى أصبحت سيارات الدفع الرباعي والشاحنات التي تحمل شعار "المطبخ المركزي العالمي" (world central kitchen) شائعة بشكل متزايد، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وكانت "ورلد سنترال كيتشن" واحدة من المنظمات القليلة القادرة على إيصال الإمدادات إلى الجيب المحاصر وتوزيعها على المدنيين الجياع من الشمال إلى الجنوب.
ووفق ذات الصحيفة، كان داخل المركبات الثلاث التي أصيبت، سبعة من موظفي المجموعة والمتطوعين، بينهم فلسطيني كان يعمل مترجما وسائقا في نفس الوقت.
وينتمي عمال الإغاثة الذين لقوا حتفهم لبلدان مختلفة، من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا وأستراليا ودول أخرى تأثرت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
“These are the heroes of WCK. These 7 beautiful souls were killed by the IDF in a strike as they were returning from a full day's mission. Their smiles, laughter, and voices are forever embedded in our memories.” - Erin Gore, CEO. Read more: https://t.co/4f38RQ1l4I pic.twitter.com/neAsSzKVP5
— World Central Kitchen (@WCKitchen) April 2, 2024 الطريق نحو الموتكانت المركبات تسير في نفس الاتجاه لكن بعيدة من بعضها البعض، وقد ظهرت إثر الغارة، محروقة ومشوهة "مما يشير إلى عدة ضربات مستهدفة" وفق وكالة أسوشيتد برس.
وقالت المجموعة إن اثنتين من سيارات الدفع الرباعي التي أصيبت، كانتا مدرعتين، والثالثة كانت عبارة عن مركبة عادية (غير مصفحة) وفق ما نقلت "واشطن بوست".
وكان شعار المؤسسة الخيرية مطبوعا على سطح إحدى المركبات (واحدة منها على الأقل) حتى يمكن التعرف عليها من الجو، لكن إصابتها أحدثت ثقبًا كبيرًا في السقف، بالقرب من الشعار نفسه، وفق ما تشير إليه الصور التي أخذت بعد الغارة.
وتقول أسوشيتد برس، إن الغاراة الإسرائيلية على قافلة الجمعية الخيرية ألقت الضوء على ما يقول المنتقدون للهجوم على غزة إنه قصف إسرائيلي عشوائي وعدم مراعاة للضحايا المدنيين في القطاع، بينما تلقي السلطات الإسرائيلية باللوم على مقاتلي حماس في مقتل مدنيين لأنهم يختفون في مناطق مأهولة بالسكان، وفقها.
وكان فريق المتطوعين الذين لقوا حتفهم، واحدا من الفرق التي تشكل جزءًا من سلسلة الإمداد البحري التي أنشأتها المنظمة، باستخدام المراكب والأرصفة المؤقتة والقوافل لجلب الغذاء من أوروبا إلى نقاط المساعدة حول غزة.
وكانت المجموعة جزءًا من قافلة أفرغت أكثر من 100 طن من المساعدات في مستودع في دير البلح، وفقا لبيان المنظمة.
وكانت السيارات الثلاثة في رحلة العودة إلى مناطق التجمع القريبة من الحدود المصرية متجهة على طول طريق الرشيد.
وقالت "واشنطن بوست" نقلا عن المنظمة، إن الفريق قام بالتنسيق مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين وحصل على تصريح لسلك الطريق.
وكان مسؤولو الجيش الإسرائيلي، قالوا -سابقا- إنهم يعملون بشكل وثيق مع المنظمة منذ أشهر في عملياتها في غزة.
وبعد أن أثارت إصابتهم رد فعل عالمي غاضب، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يجري فحصا متعمقا على أعلى المستويات لفهم ملابسات هذا الحادث المأساوي".
الطريق حيث هوجمت السيارات، يعد أحد الممرات القليلة للمساعدات الإنسانية التي تعبر غزة، وتم تصنيفه على أنه "منطقة شديدة الخطورة" من قبل الأمم المتحدة بسبب الحوادث المميتة هناك، لذلك، كان عمال الإغاثة يرتدون سترات مضادة للرصاص داخل السيارات المدرعة.
وبحسب ما ورد، -تقول الصحيفة- اشتكت المنظمة إلى الجيش الإسرائيلي قبل أيام من قيام قناص بإطلاق النار على سيارة تابعة لها، دون إصابة أي من ركابها.
تفاصيل الغارةفي حدود الساعة 9:30 من مساء ذاك الاثنين، سمع أحد المتطوعين الطبيين في الهلال الأحمر الفلسطيني، صوت انفجار، وبعد دقائق قليلة، تلقى طاقمه مكالمة هاتفية بشأن الغارات الجوية على المركبات.
وقدم الرجل، البالغ 29 عاما، والذي كان يعمل في منطقة ليست بعيدة عن طريق الرشيد، لـ"واشنطن بوست"، مقطع فيديو التقطه من مكان الحادث بعد فترة وجيزة، يظهر متعاونين طبيين حين وصولهم إلى السيارة البيضاء التي كانت متوقفة على الطريق.
قال أحدهم فور وصوله، وهو ينظر إلى داخل السيارة، الملطخ بالدماء: "إنهم أجانب" ثم تساءل آخر "لماذا ضُربوا؟". ليجيبه الأول "ليس لدي أي فكرة عن سبب ضربهم.. كيف لي أن أعرف؟".
وبعد فترة وجيزة، أخرج الطاقم الجثة الأولى المتضررة بشدة، وكان الرجل لا يزال يرتدي سترته المضادة للرصاص.
وقال الشاهد إن أطقما أخرى استجابت لمركبتين أخريين أصيبتا على نفس امتداد الطريق.
وكان العديد من العمال قد التقوا في وقت سابق من يوم الاثنين مع سيغريد كاج، المنسق الخاص للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، في زيارة تهدف إلى تحسين توصيل المساعدات وجعل الظروف أكثر أمانا لأولئك الذين يحاولون توصيلها.
وتُظهر صور ما بعد الهجوم، وتحديد الموقع الجغرافي، أن جميع المركبات دمرت على بعد ميل ونصف من بعضها البعض، مما يشير إلى أن البعض كان لديه فرصة لمواصلة القيادة بعد بدء الهجوم الأول، وفق تقرير الصحيفة الأميركية.
وتظهر الصور، إلى جانب السيارات المتفحمة جزئيا، إحدى السيارات متوقفة على جانب الطريق باتجاه الشمال، وغطاؤها متفكك إلى حد كبير ونوافذها محطمة، بينما بدت أبوابها سوداء اللون من أثار نيران الغارة.
وكانت السيارة الثانية، في منتصف الطريق على بعد نصف ميل إلى الجنوب، وقد أحدثت فتحة في سقفها بجوار شعار WCK الذي امتد إلى نصف عرضها تقريبًا.
وتم العثور على مركبة ثالثة على بعد ميل واحد، على طول الطريق، بينما بدا وكأن الكثير من معدن جسمها تآكل.
وأظهرت مقاطع الفيديو بعض الجثث وقد تضررت بشكل لا يمكن التعرف عليه.
ولم يتسن لموقع "الحرة" أن يطّلع على مقاطع الفيديو التي تحدثت عنها "واشنطن بوست".
وتم التعرف بوضوح على الضحايا من خلال صور جوازات السفر المفتوحة على ستراتهم.
وكان السائق الفلسطيني، سيف عصام أبو طه، لا يزال يرتدي قميص المنظمة.
وقال كريس كوب سميث، المستشار الأمني وضابط المدفعية السابق في الجيش البريطاني، في رسالة للصحيفة إن "الانفجار الصغير والمحدود"، يشير إلى أن المركبات أصيبت بصاروخ أطلقته طائرة بدون طيار وهو "دقيق للغاية وله قوة اختراق كبيرة".
وأضاف أنه من المحتمل أن تكون المركبات الثلاث قد أصيبت بنفس النوع من الذخيرة، لأنه "سيكون من غير المعقول من الناحية التكتيكية إطلاق ذخائر مختلفة على أهداف مختلفة أثناء العملية".
هجوم مستهدف؟في حديث غلبت عليه العاطفة، الأربعاء، قال أندريس لرويترز، إن الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل سبعة من موظفي المنظمة في غزة استهدفهم "بشكل منهجي وعربة تلو الأخرى".
وأضاف في المقابلة المصورة أن المنظمة كانت على اتصال واضح مع الجيش الإسرائيلي الذي كان على علم بتحركات موظفيها.
وتابع أندريس قائلا إن هذا لم يكن "موقفا ينم عن سوء الحظ (لنقول) يا لسوء الحظ، لقد أسقطنا القنبلة في المكان الخطأ".
وأضاف "كان ذلك على مسافة امتدت لما يزيد على 1.5 أو 1.8 كيلومتر، وكانت قافلة الإغاثة واضحة جدا وعليها ملصقات من أعلى.. وشعار ملون.. كان من الواضح جدا من نحن وماذا نفعل".
وقال أندريس إن الجيش الإسرائيلي كان على علم بمكان وجود القافلة. ودعا بالمناسبة إلى إجراء تحقيقات في هذه الواقعة من حكومة الولايات المتحدة ومن حكومات البلدان التي ينتمي لها كل عامل إغاثة أُزهقت روحه.
وأضاف "كانوا يستهدفوننا في منطقة منزوعة السلاح، في منطقة يسيطر عليها جيش الدفاع الإسرائيلي. وكانوا يعلمون أن فرقنا هي التي كانت تتحرك على هذا الطريق.. بثلاث سيارات".
منظمات إغاثة تتحدث عن شن إسرائيل هجمات ضدها على نحو "ممنهج" في غزة أدانت منظمات إغاثية مقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني، الاثنين، في غارة إسرائيلية، قالت إنها مؤشر على الهجمات التي تشنها إسرائيل على نحو "منهجي" ضد المنظمات غير الحكومية في غزة، آملة في اتخاذ "إجراءات" دولية قوية لتفادي وقوع مآسٍ أخرى مماثلة.يشار إلى أن إسرائيل اعتذرت عن الغارة، دون تقديم تفاصيل عما حدث في الهجمات.
ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحادث بأنه "غير مقصود" و"مأساوي".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ تحقيقا لكنه رفض التعليق على تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفيد بأن قواته كانت تستهدف مسلحا محتملا يعتقد الإسرائيليون أنه ربما كان بصحبة القافلة.
ووصف الرئيس التنفيذي للمنظمة، إيرين جور الضربة بأنها "هجوم مستهدف" على الفريق المدني للمجموعة.
من جانبه، قال أندريس في مقابلة رويترز إن قافلة المساعدات تعرضت على الأرجح لما يزيد على ثلاث ضربات، ورفض التأكيدات الإسرائيلية والأميركية بأن الضربة لم تكن متعمدة.
وعندما سئل عما إن كان يقبل بهذا التفسير رد بقول "في البداية، أود أن أقول لا بشكل قاطع".
وأضاف "حتى لو لم نكن ننسق معهم (الجيش الإسرائيلي)، فلا يمكن لأي دولة ديمقراطية أو جيش أن يستهدف مدنيين وموظفين في الإغاثة الإنسانية".
وردا على طلب للتعليق على تصريحات أندريس، أرسلته رويترز، أشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى التعليقات السابقة لرئيس الأركان هرتسي هاليفي التي وصف فيها الحادث بأنه خطأ فادح، وقال إن الهجوم "لم ينفذ بهدف إيذاء عمال الإغاثة في ورلد سنترال كيتشن".
وقال أندريس إنه أنه كان من المفترض أن يكون بنفسه في غزة مع فريقه، ولكن لأسباب مختلفة "لم يتمكن من العودة مرة أخرى إلى غزة".
وطالب أندريس، الذي تحدث مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، الولايات المتحدة ببذل المزيد من الجهود لوقف الحرب.
وقال "على الولايات المتحدة بذل مزيد (من الجهود) حتى يدرك رئيس الوزراء نتنياهو ضرورة إنهاء هذه الحرب على الفور".
يذكر أن بايدن سيجري، الخميس، اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وذلك بعد ثلاثة أيام من شن إسرائيل الهجوم على عمال الإغاثة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ورلد سنترال کیتشن الجیش الإسرائیلی الولایات المتحدة عمال الإغاثة واشنطن بوست فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي: اعتراض هجوم صاروخي مصدره اليمن
شمسان بوست / رويترز
قال الجيش الإسرائيلي في بيان في وقت مبكر من يوم الثلاثاء إن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق بوسط إسرائيل بعد إطلاق مقذوف من اليمن.
وأضاف أنه تم اعتراض الصاروخ قبل أن يعبر إلى الأراضي الإسرائيلية. ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات.
وتطلق جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران طائرات مسيرة وصواريخ بشكل متكرر تجاه إسرائيل فيما وصفته بأنه تضامن مع الفلسطينيين في غزة.