فعَّلت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ برنامج "الحقائب الرقمية"، في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ وفق خطتها التنفيذية؛ ليتواكب مع تزايد أعداد القاصدين والمعتمرين للحرمين الشريفين في العشر الأواخر، ويثري تجربتهم الدينية، ويصل برسالة الحرمين الوسطية إلى العالمية؛ لإفادة أكبر عدد من المسلمين، وتوضيح صورة الإسلام الحق، المبني على السماحة والاعتدال، والرحمة والمحبة، ونشر الخير والسلام.

ويعد برنامج "الحقائب الرقمية" نوعيا مميزا ؛ إذ تتضمن "الحقيبة الرقمية" كتيبات لسماحة الشيخ العلامة: عبدالعزيز بن باز، والشيخ العلامة: محمد بن صالح العثيمين -رحمهما الله-، علاوة لمضمون كتيبات "الحقائب الرقمية"؛ الداعي إلى: نشر الإسلام والعقيدة الصحيحة، والوسطية والاعتدال، والوعي الديني، وتسليط الضوء على الجوانب المهمة في حياة المسلم.

وامتاز برنامج "الحقائب الرقمية" بمرونة تحميلها عن طريق مسح باركود الكتيب المراد؛ الذي يمكِّن القاصد والمعتمر والزائر من خلاله تصفح محتوى الكتيب كاملًا، بأسلوب عصري سلس، ويثري تجربته الدينية، كما يمكِّنه من تداوله ونشره؛ تعميمًا للفائدة.

وأطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ جملة من المناشط والبرامج الدينية النوعية، وسلسلة من العطاءات والإهداءات، خلال شهر رمضان المبارك، وبلغت البرامج ذروتها في العشر الأواخر من الشهر الفضيل؛ تزامنًا مع توافد الأعداد المليونية من المعتمرين والزائرين للحرمين الشريفين؛ ليقضوا الأيام المعدودات في رحابهما، وتلمُّس نفحات ورحمات الشهر الكريم، وتحري ليلة القدر.

يذكر أن رئاسة الشؤون الدينية تعزز منظومة خدماتها الدينية؛ باستثمار التقانة والرقمنة والإعلام الحديث والذكاء الاصطناعي، والحوكمة والعمل المؤسسي الرقمي؛ مواكبةً لرؤية المملكة 2030، ولتيسير انتفاع القاصدين والزائرين والمعتمرين من المنظومة الدينية، ونشر رسالة الحرمين الوسطية عالميًا؛ كما هي تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله- من استحداث جهاز رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: رئاسة الشؤون الدینیة

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد النبوي يتضرع إلى الله بالدعاء لنصرة أهل فلسطين على الاحتلال

تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن فضل الصبر على البلايا والمحن، واليقين والرضا بقدر الله عند حصول الفواجع والأحزان، مبينًا أن الدنيا دار ابتلاء، لايجزع فيها العبد المؤمن، ولا يقنط من فرج ربّه ورحمته.

وأوضح الشيخ الدكتور صلاح البدير في خطبة الجمعة من المسجد النبوي اليوم، أن الدنيا دار نكدٍ وكدر، فجائعها تملأ الوجود، وأحزانها كلما تمضي تعود، وكل يَوْم نرى راحلًا مشيعًا، وشملًا مصدَّعًا، وقريبًا مودَّعًا، وحبيبًا مفجَّعًا، فمن رام في الدنيا حياةً خالية من الهموم والأكدار، فقد رام محالًا.

وأضاف مذكرًا أن من آمن بالقضاء والقدر هانت عليه المصائب، فلا يكون شيء في الكون إلا بعلم الله وإرادته، ولا يخرج شيء في العالم إلا عن مشيئته، ولا يصدر أمر إلا عن تدبيره وتقديره، ولله فِي خلقه أقدار ماضية، لا تُردُّ حكامها، ولا تصدّ عن الأغراض سهامها، وليس أحد تصيبه عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا، وهو في القدر المقدور والقضاء المطور.

وحضّ العباد على عدم استعجال حوادث الأيام إذا نزلت، أو الجزع من البلايا إذا أعضلت، أو استطالة زمن البلاء وأن لا يقنطوا من فرج الله ولا يقطعوا الرجاء من الرحمن الرحيم، فكل بلاء وإن جلّ زائل، وكلّ همّ وإن ثقل حائل، وإن بعد العسر يسرًا، وبعد الهزيمة نصرًا! وبعد الكدر صفوًا، وبعد المطر صحوًا، وعِنْد تناهي الشدَّة تنزل الرحمة، وعند تضايق البلاء يكون الرخَاء، فلا يكونوا ضحايا القلق وجلساء الكآبة، وسجناء التشاؤم وأسارى الهموم، فسموم الهموم تشتّت الأفكار، وتقصر الأعمار.

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الكمد على الشئ الفائت والتلهف عليه، وشدة الندامة والاغتمام له، وفرطُ التحسّر وكثرة التأسف والاستسلام للأحزان يقتل النفس، ويذيب القلب، ويهدم البدن، محذرًا من الإفراط في الأحزان وتهييج ما سكن من الآلام والغرق في الغموم والهموم، والإسراف في تذكّر المصائب والأوجاع، داعيًا إلى الاسترجاع بذكر الله والإيمان بقضائه وقدره، إذ جعل الله الاسترجاع ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، ووعد الصابرين المسترجعين بمغفرته ورحمته جزاء اصطبارهم على محنه وتسليمهم لقضائه، مستشهدًا بما روي عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا" أخرجه مسلم.

وتابع الخطبة، مذكرًا أن الصبر جنّة المؤمن، وحصن المتوكل، داعيًا إلى لزوم الصبر على حلو القضاء ومره، وعلى غمرات البلاء وصدماته، على نكبات الدهر ومصيباته، ففي الصبر مسلاة للأحزان، فما صفا لامرئ عيش ولا دامت لحيّ لذة، فمن وطّن نفسه على الصبر لم يجد للأذى مسًا، ومن صبر على تجرّع الغُصص واحتمال البلايا وأقدار الله المؤلمة صبّ عليه الأجر صبًّا، فالمؤمن يكون صبره بحسن اليقين الذي يزيد الآمال انفساحًا، والصدور انشراحًا، والنفوس ارتياحًا.

وحثّ إمام وخطيب المسجد النبوي على ملازمة قراءة القرآن لأن فيه مسلاة للقلوب، ومسراة للكروب، وبها تصغر نازلة الخطوبه، كما أن لقاء الأصدقاء الصلحاء النصحاء عافية للبدن، وجلاء للحزن، كما أن مما يِبردُ حرّ المصائبُ، ويخفف مرارتها أن يعلم المبتلى بما أصيب به غيره من الناس مما هو أعظم من مصيبته وبيلته، وأن يعلم أن الأنبياء والأولياء لم يخلُ أحدهم مدة عمره عن المحن الابتلاء، مذكرًا أن الأوجاع والأمراض والمصيبات تكفّر الخطايا والسيئات، كما روى أَبِي سَعِيدٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وصَبٍ، ولَا نَصَبٍ، ولَا سَقَمٍ، ولَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهِمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ" أخرجه مسلم.

وأضاف، أن من أمسك نفسه ولسانه عن التسخّط والاعتراض لم يؤاخذ على بكاء عينه وحزن قلبه، واختلاج الألم في صدره، وإنما الذم واللوم والإثم على من لطم وناح وتسخْط واعترض وجزع، مضيفًا أن تأنيس المبتلى المحزون وتسليته، وتهوين المصيبة عليه، والربط على قلبه، وتعزية نفسه المفجوعة والتخفيف عنها من الأعمال النبيلة، والقربات الجليلة.

واختتم خطبة الجمعة بالدعاء والتضرْع للمولى جل وعلا أن ينصر إخواننا في فلسطين، على الطغاة المحتلين، وأن يطهّر المسجد الأقصى من اليهود الغاصبين، وأن يحفظ أهلنا في فلسطين ويجبر كسرهم، ويعجّل نصرهم، ويقيل عثرتهم، ويكشف كربتهم، ويفك أسراهم، ويشفِ مرضاهم، ويتقبل موتاهم في الشهداء.

مقالات مشابهة

  • صحة الشرقية تفعل خدمة التسجيل الإلكترونى بالرقم القومي بالقافلة الطبية بالعاشر من رمضان
  • مناورة لمنتسبي الشؤون المالية في الداخلية ضمن برنامج “طوفان الأقصى”
  • خطيب المسجد النبوي يحذر من 5 أفعال شائعة عند نزول المِحن والبلاء
  • خطيب المسجد النبوي: لا أحد تصيبه عثرة قدم ولا خدش إلا بقدر
  • خطيب المسجد النبوي يتضرع إلى الله بالدعاء لنصرة أهل فلسطين على الاحتلال
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • أمر تنفيذي جديد من ترامب لـتعزيز الحريات الدينية
  • ترامب: نعمل على وقف حرب غزة.. وسأنشئ لجنة رئاسية للحريات الدينية
  • أبو الحسن: لا ضرورة لابتداع معادلات إشكالية في البيان الوزاري
  • الجامع الأزهر يعقد الملتقى اليومي للقراءات العشر.. اليوم وغدًا