شمسان بوست:
2025-04-27@05:00:49 GMT

طرق بسيطة وفعالة للسيطرة على الغضب

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

وكالات:

يمكن أن تكون إدارة الغضب أمرًا صعبًا، لكن الغضب غير المنضبط يمكن أن يؤثر سلبًا على علاقاتك وصحتك.

وتشير دراسة نشرها المعهد الوطني للصحة إلى أن عدم السيطرة على الغضب يؤثر سلباً على الصحة العقلية والجسدية للفرد. ولذلك، من المهم التعامل معه بطريقة إيجابية.

ولفهم أفضل للمصدر والعواطف الكامنة وراء الغضب وإدارته، يشرح سارجون بيدي استشاري علم النفس بـ Lucid Mind بغازي آباد، الغضب والطرق الفعالة للسيطرة عليه، وذلك وفق ما نقل عنه موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

وحسب بيدي «عندما تشعر بالغضب، تظهر أنماط سلوكية معينة؛ فالسلوك عند الشعور بالغضب يختلف في شدته ويعتمد من شخص لآخر؛ يمكن أن يكون باللفظ مثل الصراخ والسب، أما الاعتداء الجسدي فهو نوع آخر، ويمكن للمرء أن يخرج غضبه عن طريق الضرب أو رمي الأشياء أو إغلاق الأبواب. وبعض الأشخاص لا يعبرون عن غضبهم، بل يلتزمون الصمت وقد ينعزلون عن أنفسهم». ويضيف بيدي «يمكن أن يكون الغضب مرئيًا من خلال لغة الجسد أيضًا مثل القبضة المشدودة أو العضلات المتوترة أو الحاجبين المجعدين.

فهم العواطف وراء الغضب
ويشرح بيدي «غالبًا ما يكون الغضب عاطفة ثانوية تنجم عادةً عن المشاعر أو المشاعر الأساسية». مبينا «ان فهم المشاعر الكامنة وراء الغضب يمكن أن يساعد الأفراد على إدارة غضبهم بشكل أفضل ومعالجة أسبابه الجذرية».

يقول بيدي في وصفه للعواطف الكامنة وراء الغضب، إن «بعض المشاعر الشائعة تساهم في الغضب مثل الشعور بالإحباط، والشعور بالأذى أو الخيانة، والشعور بالخوف من مواقف معينة. في الواقع، الشعور بالحزن أو خيبة الأمل بشأن شيء ما يمكن أن يظهر أيضًا في حالة الغضب. إن الشعور بعدم الأمان أو الظلم أو عدم السيطرة على شيء ما يمكن أن يتحول أيضًا إلى غضب. وحتى الشعور بالغيرة يمكن أن يجعل الشخص غاضبًا أيضًا. ولكن لماذا من المهم فهم المشاعر الكامنة وراء الغضب؟».

ويستدرك بيدي قائلا «خلال اكتساب نظرة ثاقبة للأسباب الجذرية لغضبك، يمكنك تعلم كيفية التعامل مع عواطفك بمهارة أكبر وتنمية شعور أكبر بالتوازن العاطفي والوفاء في حياتك. ومن خلال تحديد ومعالجة المشاعر الكامنة وراء الغضب، يمكن للأفراد تطوير طرق صحية للتعامل مع عواطفهم وإدارتها».

تحديد مصدر الغضب
أهم شيء في إدارة الغضب هو تحديد مصدره.

وفي شرحه لكيفية تحديد مصادر الغضب، قال بيدي «إن تحديد مصدر الغضب يتطلب الاستبطان والملاحظة والتفكير. فمراقبة أفكارك ومعتقداتك، والتفكير في ما أثارك في لحظة الغضب تلك، والتأمل في العثور على الموضوعات أو الأنماط التي تظهر في كل مرة تشعر فيها بالغضب تجاه نفسك أو تجاه الآخرين».

طرق فعالة لإدارة الغضب:
وفقًا لبيدي، فطرق التعامل مع الغضب تشمل ما يلي:

– عندما تشعر أن الغضب بدأ يتسلل إليك، تراجع عن الموقف وامنح نفسك بعض الوقت لتهدأ وتستعيد منظورك قبل الرد.

– مارس تمارين التنفس العميق، فهذا سيساعدك على تهدئة عقلك وجسمك وتخفيف غضبك. بدلاً من كتم غضبك أو الهجوم بقوة.

– عبر عن نفسك بشكل حازم وبناء. (استخدم عبارات أنا) لتوصيل مشاعرك واحتياجاتك دون إلقاء اللوم أو اتهام الآخرين.

على سبيل المثال، قل «أشعر بالإحباط عندما…» بدلًا من «أنت تجعلني غاضبًا دائمًا عندما…».

– حاول رؤية الموقف من منظور شخص آخر وفهم مشاعره وعواطفه أيضًا.

– مارس النشاط البدني لأنه يمكن أن يساعد في إطلاق الطاقة المكبوتة والتوتر عندما تكون غاضبًا. – اطلب الدعم وتحدث مع صديق أو أحد أفراد العائلة أو معالجك النفسي بشأن غضبك.

– تدرب على تقنيات اليقظة الذهنية التي ستساعدك على البقاء في اللحظة الحالية وخلق الوعي بأفكارك وعواطفك وأحاسيسك الجسدية.

– ضع حدودًا واضحة لمنع المواقف التي تثير الغضب وحماية صحتك العاطفية.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

لا تغضب!

 

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

يُروى أن رجلًا كان سريع الغضب، لا يحتمل كلمة، ولا يصبر على استفزاز، وفي أحد الأيام، أسقط ابنه الصغير كوب ماء على بعض الأوراق التي كان يقرأها، دون قصد، فما كان من الأب إلّا أن صرخ في وجهه، وركله بعنف، فسقط الطفل وارتطم رأسه بالأرض، لحظات مرَّت كأنها دهر ونُقل الطفل إلى المستشفى مصابًا بإصابة بليغة.

قال الطبيب للأب في غرفة الفحص إن الطفل: "سيكون بخير، لكنه يحتاج للراحة، وسيبقى هنا لعدة أيام". خرج الأب من الغرفة منهارًا، وجلس على أرضية الممر، يبكي بحرقة. لم يكن يبكي الورق، ولا حتى الكوب، بل كان يبكي قلبًا صغيرًا كاد يفقده في لحظة طيش فقال في نفسه: "ما انكسر لم يكن الكوب فقط، بل قلب ذاك الطفل، ذاك الذي كان ينتظر حضني، لا ردة فعلي".

هناك فقط، فهم أن الغضب لا يُعيد ما سُكب، ولا يُصلح ما تمزَّق، لكنه يفسد ما لا يحصى من مشاعر وثقة وطمأنينة.

الغضب شعور فطري، يولد مع الإنسان، ويثور حين تُمس كرامته أو يُواجه ظلمًا، وهو ليس مذمومًا على إطلاقه، فلو كان منضبطًا، يتحرك حين تُنتهك حدود الله أو تُهان الكرامة أو يُهان مظلوم، فإنه غضب محمود، لكن إن كان مدفوعًا بالهوى، بلا عقل ولا حكمة، صار نارًا تحرق أول من تشتعل فيه.

فكم من لحظة غضب جرفت معها سنوات من الحب، وكم من كلمة غاضبة هدمت جسرًا بُني بدمع وصبر، فليس كل غضب يُبرر، ولا كل صراخ يُسمع.

الغضب، إن لم يُضبط، لا يكتفي بخراب العلاقات، بل ينهش صاحبه من الداخل. وأطباء النفس يؤكدون أنَّ الغضب المزمن يرفع ضغط الدم، ويزيد خطر النوبات القلبية، ويُضعف المناعة؛ أي أنَّ الانفعال لا يضر مَن حولك فقط؛ بل يأكلك بصمت من الداخل.

وفي أعظم صور الغضب المشروع، نرى موسى عليه السلام حين عاد إلى قومه فوجدهم يعبدون العجل، فاشتد غضبه لله لا لنفسه، وألقى الألواح، وجرّ أخاه بلحيته، غضبًا للتوحيد، لا لهوى. قال تعالى:
"وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا"... أما رسول الله ﷺ، فكان سيد من يملك نفسه، لا يغضب لنفسه قط، وإنما حين تُنتهك حرمات الله. أوصى رجلًا جاءه يسأله: "أوصني". فقال: "لا تغضب"، ثم كررها مرارًا، وكأنَّها مفتاح النجاة من ندم العمر.

فالإسلام لم يُرد منَّا أن نكبت مشاعرنا، بل أن نُهذبها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". القوة الحقيقية ليست في قبضتك، بل في قدرتك على كبحها وأن تختار الصمت حين تمتلئ بالضجيج، وتقدم العقل على الانفعال، فتكون سيد نفسك لا عبدًا لمزاجك.

الغضب نار، والنار لا تُطفأ بالنار؛ بل بالماء، ومن ماء العقل: أن تسكت، أن تتوضأ، أن تغيّر وضعك، أن تخرج من الموقف قبل أن تندم، فإن كنت واقفًا فاجلس، وإن كنت جالسًا فاضطجع. لا ضعفًا، بل قوةً حقيقيةً في كظم الغيظ.

وفي زحام الحياة، كم من قلوب انكسرت، وصداقات انتهت، وأُسر تهدمت، فقط لأنَّ أحدهم لم يصبر، لم يصمت، لم يُمهل قلبه ثانية واحدة ليفكر.

لنقُل لأنفسنا، كلما أوشكت نار الغضب أن تشتعل "لا تغضبفهي ليست مجرد رجاء؛ بل طوق نجاة، ومفتاح لحياة أكثر حكمة، وصحة، وطمأنينة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لا تغضب!
  • يوم الشفاء العالمي.. كيف تساعد اليوجا في علاج الصدمات العاطفية؟
  • تحديد مناطق خطر تسونامي في إسطنبول وسواحل مرمرة
  • خطوات بسيطة للحصول على "فيش وتشبيه"
  • دون أدوية.. طرق طبيعية وفعالة لعلاج جفاف العين
  • مكة المكرمة.. ضبط مقيم لنشره إعلانات حملات حج وهمية
  • طريقة عمل المسخسخة في المنزل بخطوات بسيطة
  • قتلى جراء عنف العصابات في هايتي للسيطرة على العاصمة
  • الحكومة الصومالية: حركة الشباب تهاجم الجيش للسيطرة على قاعدة استراتيجية وسط البلاد
  • الشعور بالفخر.. البابا تواضروس يهنئ الرئيس السيسي بذكري تحرير سيناء