«الإمارات للإفتاء» يناقش الفتاوى الطبية المستجدة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
نظّم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ملتقاه العلمي الرمضاني الثاني، تحت عنوان «الفتاوى الطبية المستجدة «رؤية حضارية وتطبيقات واقعية وقيم مستدامة»، بحضور الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وعدد من المسؤولين من مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة.
ويأتي الملتقى على غرار مؤتمر المستجدات العلمية الذي نظمه المجلس في نوفمبر الماضي تحقيقاً لأهدافه، ويهدف الملتقى إلى تفعيل أدوات الاجتهاد الحضاري من خلال مواكبة المسائل الطبية المستجدة وتطوراتها الواقعية وآثارها الإنسانية وفق مناهج معتدلة، وذلك بمناقشة عدد من الخبراء المختصين من الكادر الطبي والخبراء الشرعيين من الجانب الشرعي؛ بهدف بناء الفتاوى في المسائل الطبية على أُسس سليمة وتصورات دقيقة تساهم في تعزيز جودة الحياة، وتحافظ على الصحة العامة، وترفع الحرج والمشقة عن أفراد المجتمع، لتأدية عباداتهم بروح إيمانية وسكينة وطمأنينة. أخبار ذات صلة الإمارات: أهمية التعاون الدولي لمواجهة الجرائم ضد الإنسانية «تعليم»: شهادات صفوف النقل «وصفية بالحروف»
وتضمّن الملتقى جلستين علميتين أولاهما «نماذج من التطبيقات الطبية وأثرها على صناعة الفتوى»، وناقشت الجلسة محورين مهمين في المجال الطبي والشرعي والقانوني، وهما (الموت الدماغي والإنعاش الكهربائي استيعابه العلمي والقانوني وفق رؤية إفتائية حضارية)، والمحور الثاني (غسيل الكلى تصوراته العلمية وأحكامه الإفتائية وآثاره على الصيام)، وقد ناقش المحاور عدد من المختصين الطبيين والشرعيين والقانونيين.
وتناولت الجلسة الثانية موضوع «المنهج الإفتائي الحضاري في المسائل الطبية المستجدة»، وجاء فيها ثلاثة محاور رئيسة، وهي «الفتوى في المسائل الطبية بين التطورات والسياقات الواقعية العلمية»، والمحور الثاني «أهمية الاجتهاد المؤسسي في المسائل الإفتائية الطبية المستجدة»، والمحور الثالث «المنهجية العلمية في المسائل الطبية الإفتائية من منطلق وثيقة أبوظبي في الاستيعاب الشرعي».
وسلّط المشاركون الأضواء على مجموعة من المخرجات والتوصيات، ومن أهمها، أن مقاصد الأديان جعلت من حفظ الأنفس، واستدامة جودة الحياة وصحتها، ضرورة من الضروريات الكبرى، ومؤثراً رئيساً في إنتاج الفتوى، ويجب استصحاب هذا الأصل في الفتاوى الطبية لضمان سلامتها، وتحقيق قيم الرحمة والسماحة.
كما أن الفتاوى الطبية المتعلقة بالصيام ينبغي العناية بها، واستيعاب مسائلها، والنظر في مستجداتها، من خلال التصور العميق المبني على الأسس والضوابط العلمية، وتقديم التوعية الإفتائية بأحكام المريض وخاصة الصائم، تحقيقاً لمقاصد التيسير والسماحة في أداء العبادات، المستمدة من ديننا الحنيف.
وأشارت المخرجات والتوصيات إلى أن الرأي الطبي يعد من المرتكزات الأساسية في صناعة «الفتوى الطبية»، وذلك عبر التكييف السليم، والتشخيص الصحيح الذي يعتمد على مشورة الأطباء المتخصصين، مع الأخذ في الاعتبار استيعاب واقع المريض المفضي إلى ترسيخ قيم الرفق، والأمل، وتجنب التشدد في إصدار المحتوى الإفتائي الموجّه للمرضى.
ودعت التوصيات المؤسسات الإفتائية إلى ضرورة مواكبة المستجدات العلمية عامة، والطبية خاصة، وتجديد «أرشيف الإفتاء الطبي»، باعتبار التغيرات الطارئة، والمؤثرات الواقعية المبنية على التطورات العلمية والدراسات المعاصرة.
وأكدت المخرجات ضرورة الحرص والعناية بفئات المرضى والاهتمام بهم، لا سيما المرضى المقيمون في المستشفيات، وإيجاد المخرجات والحلول المناسبة التي تراعي حالهم وتلبي حاجاتهم، وفق الاعتبارات الشرعية، والكليات العامة، المبنية على مبدأ الرفق والرأفة بالمرضى، ورفع الحرج عنهم.
كما أكدت أهمية الرجوع إلى «وثيقة أبوظبي في الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية» الصادرة عن المجلس، في تناول المستجدات العلمية الطبية، وضرورة التقيد بمضامينها، والالتزام بمحدداتها، وتنزيلها في مراحل إنتاج الفتاوى الطبية المعتدلة.
ودعا الملتقى إلى إطلاق مبادرة وطنية كبرى على مستوى دولة الإمارات تهدف إلى تمكين ثقافة الشراكة بين العاملين في المجالين الطبي والشرعي، وتأسيس لجان تنسيقية مشتركة، وتبادل زيارات مستدامة، والوقوف من قرب على أهم التحديات، والوصول إلى حلول تتواءم مع الواقع، وتخدم حال المرضى.
واختُتم الملتقى بتثمين جهود المشاركين من العلماء والخبراء، وتلبيتهم الدعوة، وإسهاماتهم العلمية القيّمة في إنجاح أعمال هذا الملتقى، كما خص بالشكر والتقدير جميع فرق العمل والشركاء الاستراتيجيين من جهات ومؤسسات وطنية في مختلف المجالات: الطبية، والإفتائية، والتعليمية، والثقافية، والتطوعية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الإمارات مجلس الإمارات للإفتاء رمضان الفتاوى
إقرأ أيضاً:
«حمدان الطبية» تنظّم ندوة «مستجدات رعاية الأمومة»
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة 16 حديقة في العين تفوز بـ«العلم الأخضر» انطلاق المؤتمر الإماراتي العالمي الـ12 لجراحة العظام في أبوظبينظّمت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية فعاليات الندوة الإلكترونية بعنوان «آخر المستجدات في رعاية الأمومة»، التي أقيمت عبر منصة «زوم»، وشهدت حضوراً لافتاً من الخبراء والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية من مختلف الدول.
وأكدّت الدكتورة سلامة المهيري، مدير إدارة التميز الطبي في مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية: «إن تطوّر الرّعاية السّابقة للولادة يعدّ من أهمّ الأهداف الاستراتيجية في مجال الطب الحديث، وذلك نظراً لدورها المحوري في تحسين الصحة العامة للأمهات والمواليد. إذ تُظهر الدراسات أن التشخيص المبكر للمضاعفات والمخاطر المرتبطة بالحمل يؤدّي إلى تحسين كبير في نتائج الولادة، ويقلل من معدلات الوفيات والأمراض المرتبطة بالمواليد. ولذلك، يجب أن يتمحور اهتمامنا حول توفير بيئة متكاملة للرعاية التوليدية تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والممارسات الطبية الموحدة، لضمان تقديم أعلى مستويات الرعاية والوقاية».
وشهدت النّدوة مشاركة بارزة من متحدثين عالميين، حيث شارك الدكتور ياسر فادن، رئيس قسم النساء والتوليد من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في المملكة العربية السعودية، والدكتورة سارة بيساري، مدير فني لقسم علم الوراثة الخلوية في المختبر المرجعي الوطني في الإمارات العربية المتحدة،، والدكتور جهاد شلوحي، مؤسس مشارك لمركز SFERE، خبير جراحة الأجنة في مستشفى نيكر للأطفال المرضى في باريس، فرنسا، ما أضفى طابعاً دولياً على الجلسات، ونقل التجارب والخبرات المتنوعة.
وأدارت الجلسة البروفيسورة شمسة العوار، رئيسة قسم النساء والولادة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، التي ساهمت في توجيه النقاشات وإثراء الحوار بين المتحدثين والمشاركين.
واختتمت الندوة بتوصيات شملت تشجيع الفحص الشامل والمتقدم للكشف المبكر عن التشوهات الجينية والمخاطر المحتملة، وتوحيد الإجراءات والممارسات الطبية استناداً إلى أحدث الأدلة العلمية بهدف تحسين مستوى الرعاية المقدمة للأمهات والأطفال.