صحيفة الاتحاد:
2025-03-11@12:58:14 GMT

علي صبري.. «محترف الدراما العراقية»

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

علي عبد الرحمن (القاهرة) 

أخبار ذات صلة محمد مصطفى: «خطّاف» فرصتي الذهبية في الدراما المحلية دنيا المصري: «حق عرب» نقلة نوعية في مشواري الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملة

المؤلف علي صبري، حالة خاصة في كتابة الدراما العراقية، إذ كان اهتمامه الأول تجسيد المظاهر الاجتماعية للبيئة المحلية، وعلى الرغم من قلة أعماله الأدبية الدرامية، وعددها 14 عملاً، فقد أصبحت أيقونة خاصة بالدراما العراقية، محققة نجاحاً جماهيرياً.

وُلد علي صبري الخفاجي عام 1959 بمدينة البصرة، وحصل على شهادته من المعهد التقني متخصصاً في مجال الكهرباء، وعلى الرغم من تخصصه العلمي، كان يملك بذرة إبداع نمت في ظل حبه للكتابة حتى أصبحت شجرة تظلل الدراما العراقية وترفدها بثمار الإبداع. بدأ مسيرته في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال النصوص المسرحية، حيث قدم أول أعماله مسرحية «العاشق» عام 1985. ومع نجاحها على المستوى الجماهيري، قدّم نصه الأدبي الثاني «الديدان» عام 1986، ثم «الخفافيش» و«كيف تصبح مليونيراً»، إلى آخر نصوصه المسرحية «فرسان بني شرف» عام 1993. 
واتجه «محترِف الدراما العراقية» إلى عالم التلفاز عام 1988، حيث قدم أول أعماله الأدبية «البيانو» عام 1988 في 5 حلقات. وفي العام التالي قدم مسلسله «كان حلماً»، ويُعتبر عام 1991 نقطة تحول في مسيرته الأدبية، حيث قدم أول أعماله الدرامية الطويلة «خيوط من الماضي» من 30 حلقة، لتبدأ رحلته الأدبية بعالم الدراما التلفزيونية، مسلّطاً الضوء على واقع المجتمع العراقي من خلال أحداث مسلسلات «الواهمون» و«عربة الخوف» و«الأشرعة»، وسواها من الأعمال الدرامية الاجتماعية. اتجه إلى الدراما التاريخية من خلال ثلاثية «مناوي باشا»، وتناول فيها عبر 3 أجزاء قصة حي مناوي باشا بمدينة البصرة، ومعاناة سكانه إبان الحقبة الملكية.
واعتمد صبري نمط الدراما المسرحية، مضيفاً إليها لمساته الفكرية على شخصيات نصوصه، وطرح مفهوماً إنسانياً كان يود تعميمه خلال أعماله الأدبية. ومن يتابع أعماله يكتشف أنه تناول التاريخ الاجتماعي والسياسي لشخصيات أعماله، وتحديد معالمها وهويتها. وحصد العديد من الجوائز الأدبية والفنية خلال مسيرته الإبداعية، أبرزها جائزة الدولة العراقية للإبداع، وجائزة مهرجان بغداد التلفزيوني لأفضل كاتب سيناريو، بالإضافة إلى جائزة إذاعة بغداد السنوية. وفي نوفمبر عام 2022، قرر الابتعاد عن المعترك الأدبي، نتيجة التغيرات التي طرأت عليه، والتي لا تتناسب مع مكانته الأدبية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الدراما الدراما التلفزيونية الدراما السورية

إقرأ أيضاً:

الفن المقتول والرواية المبتورة

#الفن_المقتول و #الرواية_المبتورة _ د. #منذر_الحوارات

ردَّ الكاتب العظيم ومدير المسرح القومي البريطاني ديفيد هير، على قرار مارغريت تاتشر برفع الدعم عن المسرح بكلمات كانت بمثابة درس تجاوز حدود بريطانيا، إن السياح يأتون الى بريطانيا من أجل عمارتنا واسواقنا ومسارحنا، يأتون من أجل الثقافة التي أنتجتها بريطانيا عبر قرون وجسّدها المسرح، ثم أضاف: إن السياحة هي ثاني أكبر صناعة لدينا، فالسائح ينفق المال، والحكومة تجني الضرائب، فهي إذًا لا تدعم المسرح، بل تستثمر فيه، لأنها تدرك أنه ليس مجرد خشبة، بل هو أداة لتسويق بريطانيا، وأداة لتأكيد هويتها، وتحويل قصصها إلى اقتصاد وثقافتها إلى مورد وطني.

من هذه القصة نكتشف أن دعم الفن واجب على الدول، فالأمر أبعد من المال بكثير، فالفن هو المدماك الذي تُبنى عليه حكايات الشعوب وروايات الدول، لا يمكن بدون مسرح ودراما وسينما وأدب وموسيقى، أن تُبنى قصة وطنية تخص كل مواطن، والمؤسف أننا نتعامل مع الفن باعتباره كمالية، متناسين حكمة ديفيد هير، وعلى الرغم من أن الأردن لا يعاني من مشكلة في غزارة التاريخ، فهو مليء بالقصص والحكايات، إلا أنه يفتقر إلى من يحكيها، مشكلته ليست في غياب الهوية، بل في الوسائل التي تجعلها ملموسة ومحسوسة وقادرة على التحرك بانسيابية خارج الكتب والخطابات الرسمية والبيروقراطية الحكومية، وليس هناك أداة أفضل من الفن، وخصوصاً الدراما، للقيام بذلك، فهي الوحيدة القادرة على خلق ذاكرة جماعية وشخصيات تعيش في وجدان الناس لعقود.

لذلك، فإن غياب الدراما الأردنية الجادة ليس مجرد خسارة لصناعة فنية، بل هو تراجع في قدرة الأردن على أن يكون له حضور في الوجدان المحلي وصوت في الفضاء الثقافي العربي، في الماضي وضعت الدراما البدوية الأردن في كل بيت عربي، لكنها اختفت، إما لعجزها عن إحداث النقلة بين الماضي والحاضر المتجدد، أو لأنها فشلت في مواكبة التغيير في المجتمع، أو لأنها لم تتلقَّ الدعم المناسب لمواكبة ذلك التغيير، كل ذلك جعل الأردن بلا نافذة يطل منها على مواطنيه وعلى ملايين المشاهدين العرب، وخسر بالتالي الفرصة في أن يروي حكايته ويتحكم في تشكيل صورته، ليكون جزءاً من السردية العربية، لا مجرد بلد يُذكر فقط في الأخبار، بالتالي، فإن هذا التراجع لا يتعلق بالفن وحده، بل يُعد تراجعًا في الاستثمار في الهوية الوطنية، وفي بناء سردية يلمسها الأردنيون قبل غيرهم.

مقالات ذات صلة أزمة الهويات الأوروبية.. صراع وتحالف 2025/03/10

أما الفنانون الأردنيون، فلم تقتصر معاناتهم على قلة الفرص، بل وجدوا أنفسهم خارج المعادلة، إذ انعدمت أمامهم المنصات التي تمنحهم الفرصة ليعبّروا عن أنفسهم، مما دفعهم إمّا للهجرة أو الاعتزال أو القبول بأعمال لا ترقى إلى مستوى إمكانياتهم، وأصبحوا ضحايا الفقر والفاقة، ولا نذكرهم أو نتغنى بهم وبماضيهم إلا عندما يتوفاهم الله، هذه الخسارة لا تقف عند الفنانين فحسب، بل تطال المواطن الأردني الذي افتقد الدراما المحلية، وبات يستهلك الدراما المصرية والتركية والخليجية، والتي – رغم كل الاحترام لها – لن يجد فيها الأردني محتوى يعبر عنه، لا عن لهجته ولا قصصه أو مشاكله وأحلامه أو هويته، وهنا، تُرك ليتبنى هويات الآخرين وتصوراتهم، لأن الفن ليس مجرد تسلية، بل هو أداة لصياغة الوعي وترسيخ الانتماء، وخلق شعور عميق بأن المكان الذي نعيش فيه ليس مجرد جغرافيا وجواز سفر، بل ذاكرة وقصة وهوية، ففي عالم اليوم، لا يكفي امتلاك التاريخ، بل يجب معرفة كيف نحكيه ونسوّقه.

لقد دافع ديفيد هير عن المسرح لأنه جزء من إرث بريطانيا وتاريخها واقتصادها، وبالتالي فإن الدفاع عن الفن، وخصوصاً الدراما في بلدنا، يجب أن يأخذ المنحى نفسه، لأنه دفاع عن حكاية الأردن وصورته في داخله ومحيطه، ودفاع عن هويته، فغيابه يترك فراغًا تملؤه هويات الآخرين، وربما أجنداتهم، وحتى لا نجد أنفسنا لاحقًا على قارعة الطريق، غارقين في الضياع، نبكي الرواية والهوية، ينبغي ألا نقتل الفن، لأن ذلك لن يقف عنده، بل سيطال هويتنا، التي ستصبح مبتورة، غير مكتملة، بلا روح، فالدول باتت تُعرف بفنونها كما تُعرف بحدودها، لذلك، فإن السؤال الذي يجب علينا طرحه لا يجب أن يقتصر على: لماذا تراجع الفن في الأردن؟ بل يجب أن يكون: كيف يمكن إعادته ليكون جزءاً أصيلًا في بناء البلد وهويته، لا مجرد هامش يمكن الاستغناء عنه؟ لأن نتيجة ذلك وخيمة.

الغد

مقالات مشابهة

  • عزيز صالح يستعد لطرح أول أعماله المصورة "تراكمات" خلال عيد الفطر
  • ياسمين صبري تفاجئ الجمهور بـ”الأميرة”: أداء مختلف وقضية جريئة!
  • الفن المقتول والرواية المبتورة
  • هدى الإتربي: محمد سامي مخرج محترف.. وبيعرف يجيب الممثل المَطفِي وينوره
  • أعماله تكفي.. عمرو محمود ياسين: لا جدوى من تقديم سيرة ذاتية عن والدي
  • الدراما العراقية.. لم الشمل يحصد العلامة الكاملة في تقييمات الجمهور والنقاد
  • أكثر من (95) مليون برميل نفط حجم الصادرات العراقية لأمريكا خلال 2024
  • حسن الرداد: تلقيت عروضا لإحياء أفراح وحفلات بعد نجاح أغاني أفلامي
  • انتهاء فرص هطول الأمطار في أغلب المدن العراقية
  • انتهاء فرص هطول الأمطار في أغلب المدن العراقية - عاجل