عقد الجامع الأزهر الشريف الحلقة الرابعة والعشرين من حلقات الملتقى الفقهي، الذي يعقد طوال شهر رمضان المعظم، بحضور الدكتور عبد الباسط محمد خلف، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، وفضيلة الشيخ محمد صلاح، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

ملتقى الجامع الأزهر

قال عبد الباسط محمد، إن الدين الإسلامي وضع للعبد حد الاعتدال في إنفاق المال والتوسط في إنفاقه، حيث يقول تعالي (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا)، فلا تكن بخيلا ولا مسرفا مبذرا، فيعود ذلك عليك باللوم والحسرة، فأمرنا الله بالاعتدال، ونهانا عن الإسراف، فإن المسرفين لا يحبهم الله ويبغضهم والذين ينفقون أموالهم في غير هذا الاعتدال وهذا التوسط إنما يضيعون أموالهم والله يكره هذا ويكره هؤلاء.

لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر

أضاف عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، أن الذي يلي الإسراف هو التبذير، وهو إنفاق المال في غير ما أحل الله، ليشتري به أي شيء مما حرمه الله، فهذا يعتبر تبذيرا، ويكفي أن ينفر الإنسان من هذا التبذير، أنه بهذا يكون هو والشيطان سواء أخوان قال تعالي (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)، فالتوسط في كل شيء وصف للأمة المحمدية وصفة لازمة لها لأنها أمة معتدلة قال تعالي (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ).

وأوضح الشيخ محمد صلاح، أن الإسراف من مساوئ الأخلاق التي تعود على صاحبها وعلى المجتمع والأمة بالكثير من الأضرار، فإن الله عز وجل نهى عباده عنه فقال: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وقال تعالى ممتدحا أهل الوسطية في النفقة الذين لا يبخلون ولا يسرفون : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)، ولذا نبه الإسلام على ضرورة الالتزام بالتوسط بين الإسراف والتقتير، وأنه ينبغي على المسلم أن يجعل التوسط منهجا له في كل شئون حياته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر لجنة الفتوى الملتقى الفقهي

إقرأ أيضاً:

هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟.. أمين الفتوى يجيب

هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

ليرد “ عبد السميع” قائلاً:" إن المؤمنون استعظموا أن يٌحاسبوا على ما يخطر في قلوبهم، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاء في الآيات: " قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".. الصحابة حينما نزلت الآية الكريمة خافوا جدًا فسيدنا النبى قال آمنوا بما أنزل الله سبحانه وتعالى، فنزل قول الله سبحانه وتعالى يقول: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ۝ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".

وتابع قائلاً: " كأن الله سبحانه وتعالى يؤصل بهذه الآيات أن خطرات القلب وما يكون بين الإنسان وبين قلبه لا يحاسب عليه إلا إذا صدر عنه بالفعل ".

هل أحاسب على شتيمة الناس في سري

وفي سياق متصل كان قد أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، إن الإنسان لا يُحاسب إلا على ما يفعله أو ما يتلفظ به، كما جاء في الحديث النبوي حيث قال رسول الله: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم؟» .

وأضاف محمود شلبي ، ردا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر البث المباشر عبر صفحة الدار على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» جاء نصه «هل أحاسب على شتيمة الناس في سري؟»، أنه طالما لم يخرج الكلام أو تصدر الأفعال إذن لا يحاسب الإنسان عما يحدث به نفسه.

وأضاف أمين الفتوى «لكن الإنسان لا يترك نفسه للشيطان، فمرة وساوس، وثانية وثالثة، ومن الممكن في النهاية يوصل للقول أو الفعل».

وتابع شلبي «فالإنسان يقطع تلك الوساوس التي تشتمل على شتائم من الشيطان بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث ينصرف عنه الشيطان ولا يفكر فيه».

هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟

قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سب الدين جريمة عظيمة في الشريعة إذا أراد بها صاحبها دين الله تعالى.

وأضاف الشيخ عبد الله العجمي، في إجابته عن سؤال: "ما حكم سب الدين وجزاء من يفعل ذلك؟"، أن سب الدين أمر مستفظع مستقبح يؤدي بصاحبه إلى درجة قبح يحل به إلى الكفر وذلك إذا قصد الديانة، أما إذا لم يقصد الديانة وقصد الشخص ذاته فإن هذا أمر مستقبح وليس محمودًا ومذموم فى الغاية، فضلًا عن أنه كبيرة من الكبائر وحرامًا، فلا يجوز سب الدين أو سب غير المسلم فلا يسب له دينه لأنه يؤدي إلى سب دين المسلمين.

وأشار إلى أنه يجب على الإنسان أن يكون حكيم نفسه فيقرأ الواقع وما يراه أمامه وعلى ضوئه يتصرف ولكن عليه أن يبتعد عن سب الدين للغير.

ما حكم من يسب الدين؟

سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وأجاب "ممدوح"، قائلًا: "إن كل من يسب الدين شخص مختل، وهو أمر لا يحتاج لسؤال وهو جريمة وجناية عظيمة وفاعلها يعرض نفسه للخروج من الملة ويكون على شفا النار والخروج من الدين إن كان لا يقصد، وسب الدين كفر لكن من فعل ذلك هل هو كافر أم لا فهي أمور يجب التحقق منها".

وأضاف أن من قام بهذا الفعل دون أن يكون عنده موانع فلا شك أنه متصف بالكفر، بدلا من أن نبحث عن حكم سب الدين أن نبحث عن عدم القيام به فهو خلق ذميم من بعض الناس وبكلمة واحدة يمكن أن يمحو سجل حسناته مع الله سبحانه وتعالى ولو لا قدر الله ارتد فالردة تحبط الأعمال حتى لو قلت أشهد إلا إله إلا الله.

وتابع قائلًا: "وأقول لمن يسب الدين أنت على خطر الكفر وأنت بين أمرين إما انك كفرت أو انك ارتكبت فعلا اختلف العلماء في صاحبه فاسق ومجرم والعلماء اختلفوا في تكفيرك".

وأوضح أن الأمر خطير والإنسان عليه أن يراقب لسانه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)).

مقالات مشابهة

  • مفتي مصر السابق يشعل ضجة بتصريح حول فناء النار ودخول الجنّة
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي
  • هل يجوز قضاء الصلاة عن الأم أو الأب المقصرين؟ أمين الفتوى يوضح
  • هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟.. أمين الفتوى يجيب
  • كيف نتدرب على رمضان حتى نفوز بالأجر كله.. علي جمعة يوضح
  • ختام دورة إعداد المفتي المعاصر لـ الأئمة الألمان بمنظمة خريجي الأزهر
  • «ملتقى الأزهر للخط العربي والزخرفة» يعقد محاضرة حول «تأريخ كتابة القرآن»
  • أستاذ بالأزهر لـ أئمة ألمانيا: يجب مراعاة الضوابط العلمية للخروج بفتوى سليمة