عقب صلاة التراويح|ملتقى الجامع الأزهر يناقش قضايا التراث الإسلامي بين التقديس والتجديد
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر أمس الأربعاء، في الليلة الخامسة والعشرين من شهر رمضان المبارك، عقب صلاة التراويح؛ «ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية»، تحت عنوان «التراث الإسلامي بين التقديس والتجديد»، بمشاركة فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري عضو مجمع البحوث الإسلامية، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، وفضيلة الشيخ عبد العزيز الشهاوي، شيخ الشافعية بالجامع الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة، المشرف على رواق الأزهر الشريف، بحضور الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ولفيف من علماء وقيادات الأزهر الشريف.
أكد الشيخ عبد العزيز الشهاوي أن لنا تراثا نُجّله ونحترمه، وأجلّه كتاب الله -تعالى- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم السنة المطهرة وهى المصدر الثاني للتشريع، وهذه هي الثوابت، يقول النبي ﷺ: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه".
وأكمل أن الأئمة الأربعة وهم "الإمام أحمد، والإمام الشافعي، والإمام أبو حنيفة، والإمام مالك" كانوا على هدى، فعلى كل مسلم الأخذ من هؤلاء الأئمة، الذين اجتهدوا ووصلوا لدرجة من العلم تؤهلهم لفهم واستنباط الأحكام من الكتاب والسنة"، لافتا أن الاختلاف بين الفقهاء رحمة، وهو اختلاف يعود بالخير على المسلمين، فأمر بديهي أن كل واحد منهم لا يحيط بالعلم كله، فقد يخفى على أحد العلماء بعض من العلم ويعلمه غيره.
من جانبه أوضح الدكتور، العواري، أن الناس إزاء التراث أحد رجلين؛ رجل عاكف فى محرابه متشبث بتلك الكلمات التي جادت بها قريحة أئمتنا الكبار، لا يتجاوزها قيد أنملة، ورجل آخر يرفضها كلية، ويريد هدم التراث، وكلا الطرفين على خطأ، فالأول وقف جامدا أمام ما تركه الأقدمون لم يفكر ولم يجدد، والثاني لم ير سوى الهدم والرفض، مضيفا أن فكر الأئمة ليس مقدسا، بل يحتمل التجديد، ويكون التجديد بالتفسير والتوضيح والفهم والاجتهاد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها".
وبيّن أن الإسلام يطلب منا احترام ما تركه الأقدمون، كما يريد منا النظر فيه، وأن نجدد الفكر، ولكن من خلال علماء أجلاء لهم جميل النظر فيما قدمه الأقدمون، وعظيم الاجتهاد مثلما فعل الأئمة القدامى، كما أجاب الملتقى على أسئلة الحضور، حيث فند علماء الأزهر خلال ردودهم؛ فكر الرافضين للتراث، وقاموا بدحض مزاعهمهم.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث ٢٠ ركعة يوميًّا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- 30 ملتقى بعد التراويح- صلاة التهجد في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات إلى ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم).
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر: بيت المقدس أرض المحشر والمنشر وموضع البعث يوم القيامة
استأنف الجامع الأزهر أمس الأحد، ملتقى الأزهر للتفسير ووجوه الإعجاز القرآني، تحت عنوان: «المسجد الأقصى في القرآن الكريم»، وذلك ضمن الملتقى الأسبوعي الذي يُعقد يوم الأحد أسبوعيا.
شارك في الملتقى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور صلاح عاشور، أستاذ التاريخ وعميد كلية اللغة العربية الأسبق، وأدار اللقاء الدكتور رضا عبد السلام، الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم.
في مستهلّ اللقاء، أكّد الدكتور إبراهيم الهدهد أنّ ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم لم يقتصر على آية الإسراء، كما يظن بعض الناس، بل ورد في عددٍ من السور، منها: البقرة، وآل عمران، والأعراف، والقصص، والمؤمنون، وسورة ق، لافتًا إلى أن بيت المقدس هو أرض المحشر والمنشر، والموضع الذي يُبعث فيه الخلق يوم القيامة.
وأشار فضيلته إلى أن النبي ﷺ نبّه إلى فضل المسجد الأقصى، وأمر بشدّ الرحال إليه، فإن لم يستطع المسلم الوصول إليه، فليُسرج فيه زيتًا، أي يسهم في عمرانه ودعمه، مستدلًا بحديثه ﷺ: «فمن أسرج فيه زيتًا فكأنما صلى فيه»، مؤكدًا أن هذا الحديث الشريف يُحمّل الأمة بمختلف أطيافها—عامةً وعلماءً وحكامًا—مسؤولياتٍ تجاه المسجد الأقصى.
وأوضح الدكتور الهدهد أنّ القول بأن المسجد الأقصى كان قبلةً لليهود هو قول باطل، إذ لم ينسبه القرآن إليهم قط، بل خاطبهم بقوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ﴾، ولم يقل: "عن قبلتنا"، مشيرًا إلى دقّة التعبير القرآني الذي ينفي نسبتهم للمسجد الأقصى، ويؤكد أنه قبلة المسلمين وحدهم، وأرض النبوات، وموضع البركة التي بارك الله فيها وحولها.
من جانبه، أشار الدكتور صلاح عاشور إلى المكانة العظيمة التي يحتلها المسجد الأقصى في نفوس المسلمين، مستشهدًا بعادة «المجاورة» التي درج عليها العلماء والعباد في أروقته، كما جاور العلماء البيت الحرام، مذكرًا بما فعله الزمخشري في مكة حتى لُقّب بـ«جار الله».
وبيّن الدكتور عاشور أنّ افتتاح سورة الإسراء بذكر المسجد الأقصى هو تصريح قرآني بمكانته، وإشارة إعجازية بتحديد الزمن بلفظ: ﴿لَيْلًا﴾، ممّا يدل على وقوع الرحلة في جزء من الليل، ويُعزّز المعجزة النبوية ويُجسّد التوأمة الروحية والدينية بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ويؤكّد أن الأقصى جزء لا يتجزّأ من هوية الأمة الإسلامية.
كما حذّر فضيلته من محاولات الاحتلال الصهيوني لهدم المسجد الأقصى، بذريعة البحث عن ما يُسمّى "هيكل سليمان"، موضحًا أنّها دعاوى باطلة تُستخدم كستارٍ لتهويد المسجد وهدمه وتدنيسه، في منطقة سكنها العرب منذ القدم، مؤكدًا أن بيت المقدس وفلسطين ستبقيان عربيةً خالصة، مهما طال العدوان، ومهما حاول العدو المحتل تزييف التاريخ.
وفي ختام الملتقى، شدّد الدكتور رضا عبد السلام على أنّ المحتل يسعى إلى اختلاق شرعيةٍ تاريخية في أرض فلسطين، وهي أرض عربية خالصة، وستظل كذلك إلى يوم الدين، مشيرًا إلى أنّ التاريخ نفسه يشهد على عروبة القدس وفلسطين، وأن محاولات التزييف لن تنجح أمام وعي الأمة وثباتها.