تسبب الفشل الذريع في تحقيق إنجازات للولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان، بل وانسحابها المهين من كليهما جعلها تعيد حساباتها في سياساتها الخارجية، خصوصا تجاه دول منطقة الشرق الأوسط. 
وأشارت وسائل اعلام وتقارير ليبية أنه قررت الإدارة الأمريكية إعادة بلورة استراتيجية جديدة في ليبيا، تختلف عن تلك التي كانت سابقاً.

وأصبحت تعتمد لغة غامضة وملتبسة تجاه قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.


فقد سبق وأن أفادت مصادر إعلامية مقربة من القيادة العامة للجيش، أن ممثلين عن شركات عسكرية أمريكية، عقدوا سلسلة من الاجتماعات مع المشير خليفة حفتر ونجليه خالد وصدام، المعروفين في الوسط العسكري في الشرق الليبي بصفتهما قائدين حيويين.
والهدف من اللقاءات تقديم الدعم العسكري الأمريكي لقوات حفتر، بالتزامن مع تنامي دور ونشاط البنتاغون على الساحة الليبية بشقيها الشرقي والغربي بحسب ما ورد في صحيفة إنترسبت الأمريكية.


إلا أن الدعم الأمريكي مشروط بالبدء بعملية توحيد الجيش الوطني بالقوات العسكرية المتشكلة من الميليشيات المسلحة في مناطق الغرب الليبي، والتي يعمل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة على توحيدها بحسب تصريحات سابقة له.
وتحاول الولايات المتحدة إستغلال الخلاف الناشئ بين رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الوطني الليبي، عبد الرازق الناظوري، وحفتر، وإستمالته الى صفها من أجل تمرير أجندتها وفرضها على حفتر، المحبوب من الأوساط الشعبية لمواقفه الوطنية الرافضة للهيمنة الأجنبية.


كما أن المصادر أكدت على أن وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية أجرت اتصالات مع عسكريين ليبيين رفيعي المستوى في الجيش الوطني، دون علم المشير بها، وذلك من أجل الضغط على حفتر بقبول المخطط الأمريكي.


وبحسب المعلومات التي إستطاعت صحيفة إنترسبت الحصول عليها، فإن الأميركيين يقومون بإعداد قائد اللواء 444 محمود حمزة لمنصب القائد العام للجيش بدلاً عن حفتر، نظراً لنيتهم التخلص من شخصية شعبية تعارض الكثير من أهدافهم.
فمن المعروف أن محمود حمزة بدأ مسيرته العسكرية في قوة "الردع" التي يقودها عبد الرؤوف كارة، في الغرب الليبي، ثم انفصل عنها وأسس كتيبة "20-20" ومقرّها معيتيقة، تحولت لاحقاً إلى "اللواء 444".
وانضمت الكتيبة إلى رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، لتصبح من أهم المجموعات المسلّحة في العاصمة طرابلس، حيث تسيطر على مناطق واسعة واستراتيجية في غرب ليبيا.
من جانبه، أكد المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم أن واشنطن تتعاون مع المشير خليفة حفتر وتتشاور معه، إلا أنها في الوقت نفسه تعمل ضده وتهاجمه.
وبحسب بلقاسم، فإن ذلك يندرج ضمن إطار سياسة واشنطن المتمثلة بالـ "لا صديق" و "الـ لا عدو" التي تعتمد على دعم أشخاص ثم ازاحتهم حسب المصلحة، لخلق الفتن واشعال الصراعات واللعب على كل الجبهات، بما يضمن مصالحها ويحقق أهدافها.
كلام  بلقاسم تؤكده العديد من التقارير الصحفية لجهات إعلامية موالية لواشنطن، تتهم فيها قوات حفتر التي تصفها بالميليشيات، بالتورط في عمليات قتل تعسفي وغير مشروع وإخفاء قسري وتعذيب، وتجنيد أطفال واستخدامهم في الصراع.
كما أنه في سياق الحرب الإعلامية المتواصلة على حفتر، نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً، ألقت فيه اللوم على حفتر، بسبب تقاعس قواته في إصدار التحذيرات اللازمة واتخاذ تدابير للتخفيف من المخاطر قبل إعصار دانيال، الذي ضرب درنة منذ حوالي 6 أشهر.
على الرغم من أن المتقاعس الحقيقي في الكارثة التي حلّت بالمدينة هي حكومة الوحدة الوطنية، الذي تسبب بعجز في الميزانية العامة بسبب فساده، وعدم إجراء حكومته صيانة ملائمة للسدود التي انهارت وتسببت بالفيضان في درنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة ليبيا أفغانستان

إقرأ أيضاً:

مرغم: يجب تحرير ليبيا من “مشروع حفتر” بقوة السلاح وتشكيل “مجلس الثوار” لقيادة هذه العملية

????️ ليبيا | مرغم: الانتخابات مستحيلة في ظل وجود حفتر والبعثة “تخدم أجندات خارجية”

???? اتهامات للبعثة الأممية بصناعة الفوضى ????
أعرب عضو المؤتمر الوطني العام السابق وعضو جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرغم، عن استغرابه من صدور المبادرات السياسية عن من وصفهم بـ”النخبة”، معتبرًا أنهم لا يعيشون الواقع الليبي، ولم يقرأوا نتائج خطة البعثة الأممية منذ عهد المبعوث مارتن كوبلر.

???? القيادة العامة مستبعدة.. لكنها طرف معترف به ⚖️
وفي مداخلة له عبر برنامج “حوار المساء” على قناة “التناصح”، التابعة للمفتي المعزول الغرياني، وتابعتها صحيفة المرصد، قال مرغم إن الاتفاق السياسي نصّ على إلغاء القيادة العامة، ومع ذلك، لا تزال البعثة والمجتمع الدولي يتعاملون معها، متسائلًا عن سبب الإصرار على اعتبارها طرفًا سياسيًا رغم استبعادها “بجرة قلم”، حسب تعبيره.

???? رفض إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات ????️
مرغم شكّك في نزاهة أي عملية انتخابية في ظل وجود حفتر، واصفًا إشراف البعثة الأممية على الانتخابات بأنه “تكليف الذئب بحراسة الدجاج”، زاعمًا أنها خاضعة لدول تمتلك أجندات خاصة في ليبيا، وبالتالي لا تصلح لأن تكون وسيطًا نزيهًا.

???? دعوة إلى تشكيل مجلس وطني جديد ????️
وأكد مرغم أنه لا يمكن تحرير البلاد من القوى المسيطرة بالسلم فقط، مطالبًا بتشكيل ما سماه “مجلس الثوار” لقيادة هذا المشروع. كما اقترح تشكيل مجلس وطني انتقالي جديد، وسحب الاعتراف من السلطات الحالية، داعيًا البلديات والسفراء إلى إعلان ولائهم لهذا المجلس أو العودة لشرعية المؤتمر الوطني العام.

???? انتقاد للمسار السياسي الحالي وللجنة الاستشارية ????
وفي ختام حديثه، قال مرغم إن “الاستبداد يسيطر على ثلاثة أرباع البلاد”، مشيرًا إلى أن اللجنة الاستشارية عاجزة عن إصدار قوانين أو التصدي لما أسماه مشروع حفتر، واصفًا الانتخابات في الوضع الراهن بأنها مجرد “أوهام لا تستند إلى الواقع”، مؤكدًا أنه لا يمكن تحرير البلاد من “الاحتلال والقوة المسلحة” إلا باستخدام القوة، مطالبًا بتشكيل “مجلس الثوار” لقيادة هذا المشروع، لأن ما وصفه بـ”مشروع حفتر”، لا يسمح بأي تغيير حسب زعمه.

مقالات مشابهة

  • المشير حفتر يستقبل وزير الداخلية الإيطالي ونائبه لبحث الأمن والاستقرار
  • مرغم: يجب تحرير ليبيا من “مشروع حفتر” بقوة السلاح وتشكيل “مجلس الثوار” لقيادة هذه العملية
  • السفارة الأمريكية: أعدنا 7 تماثيل إلى ليبيا منذ 2018
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية و"لعبة الخلد" مع الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • الشويهدي: إعمار مرزق “معجزة”.. والمصالحة برعاية المشير حفتر وعقيلة كانت المفتاح
  • نائب أمير منطقة الرياض يُشرف حفل السفارة الأمريكية بذكرى اليوم الوطني
  • من وجهة نظر صينية: كيف زعزع اليمنيون مكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً؟
  • المشير حفتر من مرزق: لا مدينة منكوبة بعد اليوم.. الجنوب واحة للاستثمار والسلام
  • مدير الشؤون السياسية بإدلب يلتقي وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية
  • الترهوني: زيارة البارجة الأمريكية تعكس تحولًا في طريقة تعامل واشنطن مع الملف الليبي