جامعة القرويين تقوم بدور محوري في مجال علوم الدين الإسلامي والشريعة (ندوة علمية)
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
أفادت ندوة علمية بأن جامعة القرويين ماتزال، بعد مرور 1200 سنة على تأسيسها، تضطلع بدور محوري في مجال العلوم والمعرفة، خاصة علوم الدين الإسلامي والشريعة، باعتبارها أعرق مؤسسة للتعليم العالي في المغرب.
هذه الندوة التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالتعاون مع مؤسسة دار الحديث الحسنية، حول موضوع “جهود جامع القرويين وجامعته في خدمة التراث الإسلامي، العناية بالمخطوطات نموذجا” تطرق فيها المشاركون إلى المكانة المتميزة التي يحظى بها جامع القرويين، مشيرين إلى أن الجامع بات بمثابة ملتقى عالمي لرجال العلم وأرباب التربية والدعوة، إذ جعلوا منه مركزا للإرشاد والتوجيه، ليصبح بعدها منارة للتعليم المتخصص بعلوم الشريعة وعلوم اللغة العربية وغيرها من العلوم ذات الصلة بالحياة العامة.
وقال محافظ خزانة القرويين بفاس، عبد الفتاح بوكشوف، « إن خزانة القرويين بفاس تعتبر من أهم الخزانات العريقة بالمغرب والعالم العربي والإسلامي، نظرا لما تتوفر عليه من تراث مخطوط يتميز بالندرة والتفرد ».
وأشار إلى أن هذه الخزانة تعد الوحيدة التي استمرت في أداء مهامها، منذ تأسيسها، مبرزا أن ذلك راجع إلى العناية الخاصة التي ما فتئ يوليها ملوك المغرب من أجل الحفاظ على التراث الإسلامي.
وأكد المشرف العلمي لخزانة القرويين، عبد الحميد العلمي، أنه بالرغم من مرور 1200 سنة على تأسيس جامعة القرويين، إلا أنها لا تزال تضطلع بدور مهم في صيانة التراث الإسلامي، لا سيما بالمخطوطات التاريخية التي تزخر بها خزانة الجامعة، والتي تتعدد مجالاتها وتخصصاتها.
وسجل أن هذا اللقاء العلمي يهدف إلى فتح آفاق علمية واعدة أمام الطلبة المغاربة والأجانب للاطلاع على هذا الموروث الثقافي والعلمي المهم، فضلا عن كونه مرجعا أكاديميا أساسيا في استكمال مسارهم الدراسي.
وقال مدير المركز النيجيري للبحوث العربية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، الخضر عبد الباقي محمد، إن جامعة القرويين تعتبر مفخرة فاس وجوهرها على مر التاريخ، علما أنها أول جامعة بالعالم العربي والإسلامي، مسلطا الضوء على إشعاعها القاري، خاصة في الحفاظ على التراث الإسلامي ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء. كلمات دلالية الاوقاف الشريعة القرويين ندوة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الاوقاف الشريعة القرويين ندوة التراث الإسلامی
إقرأ أيضاً:
ندوة علمية لـ”تريندز” تناقش آفاقاً جديدة للتعاون بين مراكز الفكر الصينية والعربية في العصر الحديث
أبوظبي – الوطن:
أكدت ندوة علمية بمركز تريندز للبحوث والاستشارات أهمية التعاون الفكري والثقافي بين الصين والدول العربية، في إطار تعزيز التفاهم المشترك وتحقيق التنمية، مؤكدةً أهمية التواصل الثقافي، وبناء منصات بحثية وتعاون مستدام يُمكّن من استشراف حلول مستقبلية لتحديات مشتركة بين الجانبين.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع معهد دراسات تاريخ ووثائق الحزب الشيوعي الصيني، ومجموعة بيت الحكمة للثقافة تحت عنوان “مستقبل التعاون بين مراكز الفكر الصينية والعربية في العصر الجديد”،وذلك بمقره في أبوظبي، بهدف تعزيز الشراكات البحثية وتطوير التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية.
حضر الندوة وفد صيني رفيع المستوى برئاسة معالي سون دونغ شنغ، نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب الشيوعي الصيني، وسعادة السفير الصيني لدى دولة الإمارات تشانغ إي مينغ، إضافة إلى عدد من الباحثين والخبراء من الجانبين.
وفي كلمته الترحيبية، عبّر الدكتور محمد عبداللـه العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، عن اعتزاز المركز باستضافة هذه الفعالية التي تركز على تعزيز التعاون بين المؤسسات الفكرية والبحثية الصينية والعربية، وتبادل الأفكار بما يخدم التنمية المشتركة ويعزز استقرار المجتمعات.
وشدد الدكتور محمد العلي على أهمية التعاون بين مراكز الفكر، مشيراً إلى أن “تريندز” يسعى منذ انطلاقته إلى تعميق هذه الروابط، وقد نجح في إقامة شراكات بحثية واسعة النطاق تغطي مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين.
وأشار إلى نجاح مركز “تريندز” في تنظيم “قمة تريندز الأولى لمراكز الفكر في دول البريكس” في موسكو، والتي بحثت دور المؤسسات البحثية والإعلامية في تطوير السياسات وتعزيز القوة الناعمة لدول البريكس.
ولفت الدكتور محمد العلي إلى أن مركز تريندز يولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع المراكز الصينية، حيث أقام أنشطة بحثية مشتركة مع السفارة الصينية لدى دولة الإمارات ومجموعة الصين للإعلام، وشارك في “معرض بكين الدولي للكتاب 2024″، وافتتح مكتباً افتراضياً في الصين لتعزيز التعاون البحثي والفكري بين الجانبين.
وأكد أن التعاون بين مراكز الفكر أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات العالمية المتزايدة ،حيث يمكن لهذه المراكز من خلال تبادل الأفكار والرؤى أن تسهم في صياغة استراتيجيات شاملة لمواجهة هذه التحديات.
نموذج عالمي
بدوره أكد معالي سون دونغ شنغ، نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في كلمته بالندوة على أهمية تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية لتحقيق التحديث المشترك وبناء “مجتمع ذي مصير مشترك”. وأشار إلى المبادئ الخمسة للتحديث الصيني التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، ومنها أهمية القيادة الشاملة للحزب، والالتزام بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتركيز على التنمية المرتكزة على الشعب.
وأبرز سون دونغ شنغ ضرورة تعميق الإصلاح والانفتاح، وتطوير “روح النضال”، حيث يشمل التحديث الصيني تحقيق الرخاء المشترك والتوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية. وأشاد بالدور الإيجابي لمبادرات الصين مثل “الحزام والطريق”، والتعاون في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، والطاقة، والتكنولوجيا، مما يُعزز التعاون مع الدول العربية. وأضاف أن التعاون الصيني العربي يشكل نموذجاً عالمياً للتنمية السلمية والتفاهم المتبادل، معبراً عن أمله في استمرار هذه الشراكة لخلق مستقبل أفضل للجميع.
تحديث متوازن
من جانبه أعرب سعادة السفير الصيني لدى دولة الإمارات تشانغ إي مينغعن سعادته بالحضور، مشيداً بالعلاقة العميقة بين الصين والإمارات، مؤكداً أن الصين تواصل جهودها نحو تحقيق “التحديث الصيني النمط”، الذي يسعى لتعزيز التوازن الدولي وإطلاق مكاسب تنموية جديدة تعود بالنفع على العالم بأسره. كما أشار السفير إلى أهمية التعاون الصيني العربي، لا سيما في ضوء توقيع الصين وثائق تعاون ضمن مبادرة “الحزام والطريق” مع 22 دولة عربية، ومشاريع البنية التحتية التي تعود بالفائدة على ما يقارب ملياري شخص.
البحث العلمي أداة قوية
وفي مداخلة لها أمام الندوة.. تطرقت الباحثة موزة المرزوقي، رئيسة قسم الدراسات الاقتصادية بمركز “تريندز”، إلى آفاق التعاون بين الصين والعالم العربي في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبيئة، مشيرة إلى أن التعاون البحثي والفكري بين الطرفين يشكل أداة قوية لدعم استراتيجيات التحديث والتنمية المستدامة. كما تحدثت عن دور مراكز الفكر في إقامة شراكات تهدف إلى استكشاف حلول للتحديات البيئية مثل التصحر وندرة المياه، وتطوير استراتيجيات لمدن مستدامة تتكامل فيها الطاقة المتجددة والمساحات الخضراء.
مرجع أساسي للتنمية
بدورها سلطت الأستاذة هوه نا، مديرة القسم العربي بإدارة البحوث السادسة بمعهد تاريخ ووثائق الحزب، الضوء على “أهمية التحديث الصيني النمط كمرجع أساسي للدول النامية”، مشيرة إلى إسهام الصين في تحقيق التنمية والسلام من خلال مبادراتها العالمية، ودعمها للدول العربية في رسم مسارات مستقلة للتنمية. وأكدت هوه نا على أن التحديث الصيني النمط هو مسار للتنمية السلمية، حيث يهدف إلى التشارك والنفع المتبادل، ويعزّز رؤية حضارية تقوم على المساواة والحوار.
توصيات الندوة
وفي ختام الندوة ألقى الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، توصيات المجموعة، والتي تتلخص في ضرورة إصدار نشرات ودراسات دورية باللغتين العربية والصينية، تركز على موضوعات التحديث والعصرنة ومواجهة التحديات العالمية، مع التركيز على دور الصين في التنمية العالمية وازدهار المجتمعات، وتعزيز التأهيل اللغوي والبحثي، من خلال العمل على توفير برامج تأهيل لغوية متخصّصة تشمل دورات ميدانية لتطوير مهارات الباحثين العرب باللغة الصينية، وكذلك تعزيز تعليم اللغة العربية للباحثين الصينيين، وذلك بهدف سد الفجوة اللغوية وتمكين الباحثين من العمل والتواصل بشكلٍ مباشر وتبادل الأفكار بفعالية.
ومن التوصيات أيضاً تنظيم مؤتمر سنوي دوري لمراكز الفكر الصينية والعربية، يُقام بشكلٍ دوري في إحدى العواصم العربية وفي العاصمة الصينية بكين بالتناوب لمناقشة المستجدات والتطورات في مجالات التعاون، واستعراض أطر جديدة للشراكة المستدامة بين الجانبين، بما يسهم في بناء علاقات أعمق وأقوى. وتشجيع التعاون الأكاديمي المباشر بين الجامعات الصينية والعربية في الدراسات المشتركة حول الثقافة والدراسات الإقليمية الخاصة بالجانبين، دون الاعتماد على أطراف وسيطة، وإبراز عظمة العلاقات الصينية العربية من خلال إعداد دراسات وأبحاث مشتركة تُبرز عمق العلاقة التاريخية والثقافية بين الحضارتين الصينية والعربية، وإطلاق مبادرات للاستدامة والتنمية خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والبيئة والابتكار الزراعي، حيث يمكن للصين أن تشارك خبراتها في الطاقة الشمسية والري المستدام، مما يسهم في معالجة تحديات التصحر ونقص المياه التي تواجه المنطقة العربية.