ألــوان| مصطفى حسين.. رائد الصحافة الساخرة الذى سجل بشخصياته هموم الوطن
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
«كمبورة وعبده مشتاق والكحيت وكفر الهنادوة» أبرز شخصيات رائد الصحافة الساخرة وساحر الابداع "مصطفى حسين" رسام الكاريكاتير الذى حول شخصياته إلى حقيقة، حيث شكّل ثنائيًا مع الراحل أحمد رجب بجريدة «الأخبار».
يُعد الفنان مصطفى حسين علمًا من أعلام فن الكاريكاتير في مصر والعالم العربي، حيث سجل بريشته هموم الوطن، ورسوماته تفوح برائحة الكرامة المصرية، التي عبر بها عن آرائه في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر طوال أكثر من ٥٥ عامًا.
نشأته
ولد مصطفى حسين عام ١٩٣٥ في حي الحسين العريق، والتحق بمدرسة جامع البنات ثم مدرسة الجمالية الابتدائية، حيث قابل الأستاذ عدلي مدرس الرسم الذي اكتشف تميزه في الرسم عن زملائه، فكان هو بداية مشواره الفني، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة، ومنذ بدأ دراسة الفن، أختير هو وزميلاه إيهاب وناجي شاكر للعمل معًا في دار الهلال عام ١٩٥٢، وبعدها عمل في مجلة “الإثنين والدنيا”، ومن خلال خطوطه وألوانه الجريئة.. اختاره المسئولون لرسم غلاف المجلة، وكان عبارة عن الكرة الأرضية مقسومة نصفين، أحدهما أمريكا والأخرى الاتحاد السوفيتي، باعتبارهما قطبي العالم.
مسيرته الإبداعية
خلال مسيرة إبداعية طويلة، شغل "حسين" العديد من المواقع، منها رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير ١٩٦٤ ورئيس تحرير مجلة كاريكاتير ١٩٩٣، كما تم اختياره نقيبًا للفنانين التشكيليين عام ٢٠٠٢، ونشرت أعماله فى العديد من دول العالم كفرنسا وروسيا.
لم يكتف مصطفى حسين بتفرده فى الرسم الساخر، فنجح أيضًا فى وضع اسمه بين عمالقة الرسوم التوضيحية فى ذلك الوقت، أمثال بيكار وصاروخان والحسين فوزى، إذ استطاع تسخير خطوطه الرشيقة فى رسم شخصيات وأبطال القصص الصحفية والمقالات، وكان لمجلة «آخر ساعة» النصيب الأكبر من تلك الرسومات، التى قضى فيها ١١ عامًا خلال فترة الستينيات، والتى قدم فيها رسومات عديدة لمقالات وقصص كبار الكتاب.
الثنائى الساخر
كما التحق "حسين" بمدرسة أخبار اليوم كمدرسة مختلفة للإعلام على يد مصطفى وعلي أمين، وكانت فلسفة هذه المدرسة أن يجتمع الكتاب الساخرون مع رسامي الكاريكاتير لطرح الأفكار وطرق معالجتها، وبدأ الإبداع المشترك مع الكاتب الساخر أحمد رجب، وأصبحا ثنائيا فنيا، ومن هنا جاءت الرسومات الكاريكاتورية التي مست قلوب الناس، وبعض الحلول لمشاكلهم السياسية والاجتماعية.
جوائز وأوسمة
حصل مصطفى حسين على العديد من الجوائز والأوسمة، منها نوط الامتياز من الدرجة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية، كما وصفه فنانو الكاريكاتير بأنه من أهم وأفضل رسامى الكاريكاتير فى العالم، وبعد مسيرة إبداعية طويلة غاب رسام الكاريكاتير الكبير مصطفى حسين عن عالمنا صباح يوم ١٦ أغسطس ٢٠١٤ عن عمر ناهز ٧٩ عامًا فى غرفة الإنعاش بمستشفى أمريكى بعد صراع طويل مع مرض السرطان، تاركًا أعمالًا فنية خالدة ستظل حديث الأجيال المتعاقبة.
محافل محلية ودولية
مثل الفنان الراحل مصر في كثير من المعارض المحلية والدولية، منها معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون بأرض الأوبرا مارس ٢٠٠٤، ومعرض ضمن مهرجان الإبداعات التشكيلية الموجهة للطفل بقصر الفنون يناير ٢٠٠٦.. ومعرض لفن الكاريكاتير بمركز محمود سعيد للفنون بالإسكندرية عام ٢٠٠٨، ومعرض بالمتحف القبطي في مصر القديمة ديسمبر ٢٠٠٩، ومعرض ١٠٠ سنة كاريكاتير بمركز رامتان في متحف طه حسين يناير ٢٠١١، ومعرض الكاريكاتير والثورة بقاعات جمعية محبي الفنون الجميلة بجاردن سيتي أكتوبر ٢٠١١، ومعرض “هم يضحك” والتي نظمته الجمعية المصرية للكاريكاتير بالتعاون مع بنك التعمير والإسكان مايو ٢٠١٢، ومن المعارض الجماعية الدولية معرض ابتسامات مصرية في بلغاريا مايو ٢٠٠٧.
كما نشرت إبداعاته بالعديد من دول العالم منها فرنسا وروسيا، ووصفه فنانو الكاريكاتير بأنه من أهم وأفضل رسامي الكاريكاتير في العالم كما قدم العديد من رسوم كتب الأطفال في مصر والعالم العربي، وصمم الأفيشات منها أفيش الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، ونال الكثير من الجوائز والتكريمات، منها جائزة علي ومصطفى أمين كأحسن رسام صحفي مصري عام ١٩٨٥، وجائزة الدولة التشجيعية لرسوم الأطفال عام ١٩٧٦، وجائزة الدولة التقديرية عام ٢٠٠٣، ثم توج بجائزة مبارك للفنون “النيل” عام ٢٠١٠ وحصل على درع من جامعة المستقبل مايو ٢٠١١.
رحيل فارس الكاريكاتير
أصيب مصطفى حسين بمرض السرطان وأجرى جراحة دقيقة في الولايات المتحدة وخضع بعدها للعلاج الكيماوى حتى فوجئ الجميع برحيل فارس الكاريكاتير، فى أغسطس ٢٠١٤ عن ٧٩ عاما.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصطفى حسين فن الكاريكاتير احمد رجب مصطفى حسین العدید من فی مصر
إقرأ أيضاً:
دوبلير «الجولانى»
المتابع للفيديوهات الأخيرة لقائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولانى أو أحمد الشرع، يجد شبيها يتحرك معه، ويؤدى دورا بالتنسيق مع الحراسة الخاصة به.
نعم.. ثمة «دوبلير» لحماية القائد الجديد من الاغتيال المستقبلى، رغم أنه لا خصومة مع اللاعبين الكبار وهم الأمريكان والروس والإسرائيليين والأتراك.. فقد طمأنهم القائد جميعا.
فقط الخصومة مع إيران، وانصار النظام السابق، وهم من الضعف اللوجيستى والتقنى الذى يستحيل معه الإقدام على تنفيذ اغتيالات فى سوريا.
ليس المثير هنا «الدوبلير» الذى تم ايجاده سريعا وتهذيب لحيته وهندمته بحرفية ومهارة عالية لحماية الجولانى، وإنما المثير هو كيفية الوصول لهذه الخطط التأمينية رفيعة المستوى، بينما الدولة السورية مدمرة تماما حسب الوصف الروسى والواقعى.
فلا جيش ولا شرطة ولا قضاء ولا مؤسسات، بينما تأمين «القائد» يتم على أعلى مستوى استخباراتى.
«الدوبلير» يكشف عمق التنسيق مع أجهزة دولية أعمق من المؤسسات السورية المدمرة، حتى يستقر «الجولانى» على رأس السلطة الجديدة فى سوريا.
قديما كنا نقرأ عن دوبليرات الرؤساء خصوصا الرئيس الراحل صدام حسين، وابنه عدى.
ومعروفة قصة لطيف الصالحى الضابط العراقى السابق الذى استعان به عدى نجل صدام، ليكون شبيهه ويفديه حال الاغتيال.
والمصادفة أن «الصالحى» كان كرديا، وأجرى الأطباء عمليه جراحية لفكه العلوى حتى يتطابق مع الفك المشوه لعدى، وحتى لا يستطيع أن ينطق حرف الراء.
ويقال إنه فر إلى كردستان عام 1991 وساعدته المخابرات الأمريكية فى الانتقال إلى النمسا.. لكن محاولات تجنيده باءت بالفشل، فحاربته المخابرات الأمريكية بعدها واختطفته وسجنته وعذبته عشرة أشهر.
وقد صدر فيلم بلجيكى هولندى يحكى قصته بعنوان «الشيطان المزدوج».
أما صدام الأب فقد أحاطته عشرات الروايات عن الدوبليرات، لدرجة أن اعتقاله فى الحفرة كان «مفبركا» وأن ساجدة زوجته ذهبت ألى زيارته بعد اعتقاله، ولم تمكث معه سوى دقائق لأنها اكتشفت أنه ليس زوجها، وإنما دوبلير.
حتى مشهد الإعدام، قالوا إن شبيه صدام هو الذى خضع لحبل المشنقة ومات معتقدًا أنها تمثيلية.
ومؤخرًا قرأنا عن قصة لا نعرف مدى مصداقيتها ذكرها الجنرال كيريلو أو بودانوف، رئيس المخابرات الأوكرانية، تحكى أن الرئيس الروسى بوتين خلال زيارته لإيران عام 2022 بدا أكثر نشاطا من المعتاد وهو ما يعنى أن دوبليره كان هو الضيف.. وتكرر الأمر نفسه فى زيارة بوتين للجبهة الأوكرانية.
يبقى السؤال: «من يؤمن ويهندم ويدير رأس السلطة الحالية فى سوريا؟».
سؤال ستبرهن عنه الأيام المقبلة.
ونتمنى أن يأتى الوقت الذى نرى فيه الشقيقة سوريا، تقف على أقدام وطنية ثابتة.
حفظ الله مصر وسوريا.