«كمبورة وعبده مشتاق والكحيت وكفر الهنادوة» أبرز شخصيات رائد الصحافة الساخرة وساحر الابداع "مصطفى حسين" رسام الكاريكاتير الذى حول شخصياته إلى حقيقة، حيث شكّل ثنائيًا مع الراحل أحمد رجب بجريدة «الأخبار».

يُعد الفنان مصطفى حسين علمًا من أعلام فن الكاريكاتير في مصر والعالم العربي، حيث سجل بريشته هموم الوطن، ورسوماته تفوح برائحة الكرامة المصرية، التي عبر بها عن آرائه في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر طوال أكثر من ٥٥ عامًا.

نشأته              

ولد مصطفى حسين عام ١٩٣٥ في حي الحسين العريق، والتحق بمدرسة جامع البنات ثم مدرسة الجمالية الابتدائية، حيث قابل الأستاذ عدلي مدرس الرسم الذي اكتشف تميزه في الرسم عن زملائه، فكان هو بداية مشواره الفني، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة، ومنذ بدأ دراسة الفن، أختير هو وزميلاه إيهاب وناجي شاكر للعمل معًا في دار الهلال عام ١٩٥٢، وبعدها عمل في مجلة “الإثنين والدنيا”، ومن خلال خطوطه وألوانه الجريئة.. اختاره المسئولون لرسم غلاف المجلة، وكان عبارة عن الكرة الأرضية مقسومة نصفين، أحدهما أمريكا والأخرى الاتحاد السوفيتي، باعتبارهما قطبي العالم.

مسيرته الإبداعية

خلال مسيرة إبداعية طويلة، شغل "حسين" العديد من المواقع، منها رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير ١٩٦٤ ورئيس تحرير مجلة كاريكاتير ١٩٩٣، كما تم اختياره نقيبًا للفنانين التشكيليين عام ٢٠٠٢، ونشرت أعماله فى العديد من دول العالم كفرنسا وروسيا.

لم يكتف مصطفى حسين بتفرده فى الرسم الساخر، فنجح أيضًا فى وضع اسمه بين عمالقة الرسوم التوضيحية فى ذلك الوقت، أمثال بيكار وصاروخان والحسين فوزى، إذ استطاع تسخير خطوطه الرشيقة فى رسم شخصيات وأبطال القصص الصحفية والمقالات، وكان لمجلة «آخر ساعة» النصيب الأكبر من تلك الرسومات، التى قضى فيها ١١ عامًا خلال فترة الستينيات، والتى قدم فيها رسومات عديدة لمقالات وقصص كبار الكتاب.

الثنائى الساخر

كما التحق "حسين" بمدرسة أخبار اليوم كمدرسة مختلفة للإعلام على يد مصطفى وعلي أمين، وكانت فلسفة هذه المدرسة أن يجتمع الكتاب الساخرون مع رسامي الكاريكاتير لطرح الأفكار وطرق معالجتها، وبدأ الإبداع المشترك مع الكاتب الساخر أحمد رجب، وأصبحا ثنائيا فنيا، ومن هنا جاءت الرسومات الكاريكاتورية التي مست قلوب الناس، وبعض الحلول لمشاكلهم السياسية والاجتماعية.

جوائز وأوسمة

حصل مصطفى حسين على العديد من الجوائز والأوسمة، منها نوط الامتياز من الدرجة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية، كما وصفه فنانو الكاريكاتير بأنه من أهم وأفضل رسامى الكاريكاتير فى العالم، وبعد مسيرة إبداعية طويلة غاب رسام الكاريكاتير الكبير مصطفى حسين عن عالمنا صباح يوم ١٦ أغسطس ٢٠١٤ عن عمر ناهز ٧٩ عامًا فى غرفة الإنعاش بمستشفى أمريكى بعد صراع طويل مع مرض السرطان، تاركًا أعمالًا فنية خالدة ستظل حديث الأجيال المتعاقبة.

محافل محلية ودولية

مثل الفنان الراحل مصر في كثير من المعارض المحلية والدولية، منها معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون بأرض الأوبرا مارس ٢٠٠٤، ومعرض ضمن مهرجان الإبداعات التشكيلية الموجهة للطفل بقصر الفنون يناير ٢٠٠٦.. ومعرض لفن الكاريكاتير بمركز محمود سعيد للفنون بالإسكندرية عام ٢٠٠٨، ومعرض بالمتحف القبطي في مصر القديمة ديسمبر ٢٠٠٩، ومعرض ١٠٠ سنة كاريكاتير بمركز رامتان في متحف طه حسين يناير ٢٠١١، ومعرض الكاريكاتير والثورة بقاعات جمعية محبي الفنون الجميلة بجاردن سيتي أكتوبر ٢٠١١، ومعرض “هم يضحك” والتي نظمته الجمعية المصرية للكاريكاتير بالتعاون مع بنك التعمير والإسكان مايو ٢٠١٢، ومن المعارض الجماعية الدولية معرض ابتسامات مصرية في بلغاريا مايو ٢٠٠٧.

كما نشرت إبداعاته بالعديد من دول العالم منها فرنسا وروسيا، ووصفه فنانو الكاريكاتير بأنه من أهم وأفضل رسامي الكاريكاتير في العالم كما قدم العديد من رسوم كتب الأطفال في مصر والعالم العربي، وصمم الأفيشات منها أفيش الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، ونال الكثير من الجوائز والتكريمات، منها جائزة علي ومصطفى أمين كأحسن رسام صحفي مصري عام ١٩٨٥، وجائزة الدولة التشجيعية لرسوم الأطفال عام ١٩٧٦، وجائزة الدولة التقديرية عام ٢٠٠٣، ثم توج بجائزة مبارك للفنون “النيل” عام ٢٠١٠ وحصل على درع من جامعة المستقبل مايو ٢٠١١.

رحيل فارس الكاريكاتير

أصيب مصطفى حسين بمرض السرطان وأجرى جراحة دقيقة في الولايات المتحدة وخضع بعدها للعلاج الكيماوى حتى فوجئ الجميع برحيل فارس الكاريكاتير، فى أغسطس ٢٠١٤ عن ٧٩ عاما.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصطفى حسين فن الكاريكاتير احمد رجب مصطفى حسین العدید من فی مصر

إقرأ أيضاً:

رائد فضاء باكستاني سيكون أول أجنبي على متن محطة الفضاء الصينية

في 24 أبريل/نيسان 2025، أطلقت الصين بنجاح مهمة شنتشو-20، مرسلة 3 رواد فضاء صينيين إلى محطة تيانغونغ الفضائية، والتي تعد واحدة من محطتين عاملتين حاليا في فضاء الأرض، إلى جانب محطة الفضاء الدولية التي أُطلقت عام 1998.

وتُعدّ هذه الرحلة الفضائية المأهولة الـ15 للصين والمهمة الـ20 في برنامج شنتشو، الذي بدأ قبل أكثر من 30 عاما.

وانطلقت مركبة شنتشو-20 الفضائية في الساعة 5:17 مساءً بالتوقيت المحلي من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غرب الصين، على متن صاروخ لونغ مارش-2 إف.

ومن المتوقع أن يمكث رواد الفضاء الثلاثة على متن المحطة لمدة 6 أشهر تقريبا، لإجراء تجارب علمية ومهام صيانة.

رواد الفضاء الثلاثة الذين انطلقوا إلى المحطة الفضائية الصينية (أسوشيتد برس)

باكستان في الفضاء

ومع استقرار الأوضاع في تيانغونغ وتكرار الرحلات إليها، تفكر الصين في توسيع نشاطها لمستوى دولي، حيث وقّعت الصين وباكستان مؤخرا اتفاقية تاريخية تُمهد لإرسال أول رائد فضاء باكستاني إلى محطة "تيانغونغ"، ليصبح بذلك أول رائد أجنبي ينضم إلى طاقم صيني في المدار.

هذه الخطوة ليست مجرد إنجاز رمزي، بل تعبّر عن تحول نوعي في سياسة الفضاء الصينية التي ظلت لعقود تتسم بالانغلاق، وتتجه الآن نحو الانفتاح المدروس على العالم النامي.

ومن الناحية العلمية، تمثل الاتفاقية توسعا في برنامج الفضاء الصيني، الذي يسعى إلى تعزيز مكانة الصين في قيادة الجهود الدولية لاستكشاف الفضاء، خاصة مع بناء وإدارة محطة تيانغونغ المستقلة بعد استبعاد الصين من المشاركة في محطة الفضاء الدولية بسبب القيود الأميركية.

ومن المقرر أن تستغرق عملية اختيار وتدريب رائد الفضاء الباكستاني نحو عام كامل، يخضع خلالها لبرنامج تأهيلي مكثف في الصين لضمان جاهزيته للمهمة القصيرة المقررة مع زملائه الصينيين.

المحطة الفضائية الصينية تيانغونغ (أسوشيتد برس) سياسة الفضاء

أما من الناحية السياسية، فإن هذه الخطوة تعزز بشكل واضح التحالف الإستراتيجي بين بكين وإسلام آباد، الذي يمتد عبر مجالات متعددة، من الأمن والدفاع إلى الاقتصاد والبنية التحتية.

إعلان

ويبرز "الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني"، أحد أبرز مشروعات مبادرة الحزام والطريق، كدليل حي على هذا التحالف؛ حيث ضخت الصين استثمارات ضخمة في تطوير الموانئ، والطرق، وشبكات الطاقة، لا سيما في ميناء جوادر الإستراتيجي، فضلا عن مشاريع تكنولوجية تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي مشترك.

وفي هذا الإطار، يبدو أن التعاون الفضائي لا يُنظر إليه بمعزل عن هذا المشهد الأشمل، بل يُعد امتدادا طبيعيا له. إذ توظف الصين برنامجها الفضائي كأداة دبلوماسية لتعميق نفوذها بين العديد من الدول، مقدمة بديلا علميا وتقنيا عن الهيمنة الغربية التقليدية في الفضاء.

وفي المقابل، تجد باكستان -التي تسعى إلى تنشيط برنامجها الفضائي المحدود القدرات- فرصة نادرة لتعزيز حضورها الدولي والمساهمة في مجتمع الفضاء العالمي.

ومن منظور أوسع، يمكن قراءة هذا التطور كجزء من المنافسة المتصاعدة على "دبلوماسية الفضاء"، حيث باتت القوى الكبرى تستخدم برامجها الفضائية لتعزيز الشراكات، وبناء التحالفات، وفرض نفوذها الجيوسياسي، ليس فقط على الأرض بل في الفضاء أيضا.

مقالات مشابهة

  • رائد فضاء باكستاني سيكون أول أجنبي على متن محطة الفضاء الصينية
  • تشكيل الأهلي المتوقع في كأس العالم للأندية بعد اقتراب انضمام محمد بن رمضان
  • الأمم المتحدة تحذر: العديد من الفلسطينيين قد يموتون جراء الحصار الإسرائيلي
  • ابرز هموم الأردنيين .. البطالة وتكاليف المعيشة والفقر
  • أخبار العالم | أوكرانيا تكذّب مزاعم روسيا بشأن استعادة السيطرة على كورسك.. وترحيب عربي واسع بتعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس دولة فلسطين وإسرائيل تعترض صاروخًا جديدًا قادمًا من اليمن
  • منتدى الإعلاميين يدعو لتكثيف التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين
  • ميسي ضد حسين الشحات.. «فيفا» يشعل صراع مواجهة الأهلي وإنتر ميامي
  • مشروع رائد في عالم الموضة.. إنتاج أول جلد من ديناصور “تي ريكس” في العالم
  • «إيه القرف ده».. ريم مصطفى تعلق على مشهدها المثير للانتقادات الساخرة في «سيد الناس»
  • النائب رائد المالكي: لا تشرفنا قمة عربية اذا كان الثمن هو التنازل عن خور عبد الله للكويت