خبراء: واشنطن لن تتخذ أي موقف للجم إسرائيل والعرب أصبحوا نقطة ضعف غزة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
لا تبدو الولايات المتحدة الأميركية عازمة على اتخاذ أي خطوة لوضع حد للجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين أو عمال الإغاثة في قطاع غزة، في حين تحولت المواقف العربية إلى نقطة ضعف للقطاع، كما يقول خبراء.
فرغم استهداف الجيش الإسرائيلي المتعمد لفريق الإغاثة التابع للمطبخ المركزي العالمي، فإن مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي جون كيربي، أكد أنه لا توجد لدى واشنطن أي خطط للتحقيق في هذا الحادث.
ولم يقف كيربي عند هذا الحد، لكنه قال إن الولايات المتحدة لا تملك أي دليل على انتهاك إسرائيل للقانون الدولي طوال هذه الحرب.
وتمثل هذه التصريحات دليلا على أن إدارة الرئيس جو بايدن غير مستعدة لاتخاذ أي خطوة من شأنها وقف الجرائم الإسرائيلية، كما يقول الدبلوماسي الأميركي السابق تشارلز دان، الذي قال إن واشنطن لا تفعل شيئا سوى التعبير عن أسفها.
موقف غير مترابط
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال دان إن تصريحات إدارة بايدن "لا تسير على وتيرة واحدة وغير مترابطة وبالتالي لا ترسل رسالة متماسكة".
لكن المؤسف -يقول دان- هو مواصلة جون كيربي التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بينما الأمر لم يعد كذلك، مشيرا إلى أن كثيرين في الحزب الديمقراطي بدؤوا يدركون هذه الحقيقة وهو ما خلق أزمة بالنسبة لبايدن، حسب تعبيره.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح حسن أيوب فيرى أن إدارة بايدن "أعطت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضوءا أخضر غير مسبوق، وهو لا يحتاج سوى نصف هذا الضوء لارتكاب كل ما يمكنه ارتكابه من جرائم".
وقد أدركت إدارة بايدن هذا الأمر وهو ما دفع الرئيس الأميركي لتغيير لهجته خلال الفترة الماضية، لكن كيربي وغيره من مسؤولي الإدارة يسارعون لتفنيد أحاديث بايدن، كما يقول أيوب.
لذلك، فإن أقصى ما يمكن لواشنطن فعله -حسب أيوب- هو أن تقبل بنتائج تحقيق إسرائيلي سينتهي إلى أن الأمر كان نتيجة خطأ، لأنها تعرف أن لديها فائض قوة يجعلها تقتل دون محاسبة.
موقف صعب
وعن سبب هذا الموقف الأميركي الذي بات يهدد سمعة واشنطن عالميا، يقول دان إن إدارة بايدن تعيش موقفا صعبا "لأن هناك الكثير من الاعتبارات السياسية التي يجب عليها التعامل معها وهي تتحدث عن الوضع الفظيع الحالي"، مضيفا أن "بايدن يتحدث عن ضرورة حماية عمال الإغاثة بينما يتم تمرير شحنات سلاح كبيرة لإسرائيل".
ومن هذا المنطلق، يعتقد دان أن واشنطن تسير على خطين لا يلتقيان، حتى إنه لا يعرف ما الذي تريده أميركا أكثر مما يحدث لاتخاذ موقف فعال خصوصا إزاء الأزمة الإنسانية التي ستتفاقم الأسابيع المقبلة، برأيه.
ورغم أن حالة الغضب غير المسبوقة في أميركا ضد إسرائيل وضد الدعم العسكري الأميركي لها، فإن هناك حالة من التوازن بين الحزبين خصوصا في الكونغرس بشأن مواصلة دعم تل أبيب -حسب دان- الذي أشار إلى تأكيد بايدن أنه يؤيد مواصلة دعم إسرائيل.
وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة دخلت عاما انتخابيا، فإن دان يعتقد أنه من المستحيل أن يقدم بايدن على اتخاذ خطوة فعالة ضد إسرائيل "بدليل أن قراراته السياسية والعسكرية لا تدعم وقف إطلاق النار أو إيصال المساعدات الذي يتحدث عنه".
أما أيوب فيذهب إلى أبعد من حديث دان، بقوله إن الموقف الأميركي "أسوأ من الإسرائيلي، لأن سلوك إسرائيل في غزة والضفة الغربية ذهب بعيدا إلى حد جعل واشنطن غير قادرة على التصرف، حتى إن دولا مثل كندا وبريطانيا وهولندا اتخذت مواقف أكثر تقدما من واشنطن".
وبالتالي، فإن واشنطن بهذا الموقف من إسرائيل "لم تترك أي احترام لقواعد التحالف لأنها غير قادرة على تطويع واحد من أصغر حلفائها (إسرائيل) فما الذي يمكنها فعله مع حليف كبير مثل بريطانيا أو كندا".
وعن طبيعة العلاقة بين أميركا وإسرائيل، يقول دان إنه "لا يمكن تحديد من يتحكم في من"، لكنه يجزم بأن واشنطن "أسيرة سياساتها طويلة الأمد التي تظهر الآن في الكونغرس".
ورغم أن الإدارة الأميركية يمكنها القيام بالكثير من الأمور السياسية والدبلوماسية لكن من غير المحتمل أن تفعل هذا في عام الانتخابات، كما يقول دان.
خلق الفوضىوعن هذا السلوك الإسرائيلي تجاه المساعدات وفرق الإغاثة، يقول أيوب إن هناك تصعيدا إسرائيليا إقليميا يحرج الولايات المتحدة، مؤكدا أن تل أبيب "غير معنية بإيصال المساعدات لسكان غزة، وقد عملت على منع وجود أي توزيع منظم لها، وخلق حالة فوضى وربما حرب أهلية في القطاع".
ويفسر أيوب ذلك برغبة إسرائيل في إجبار الفلسطينيين على القبول بشروطها ومنها اقتطاع 30% من مساحة القطاع، والإبقاء على وجود عسكري دائم لها فيه، وإيجاد قوة حفظ سلام عربية في غزة".
ومع ذلك، فإن أيوب يقول إن الأكثر غرابة خلال الحرب الحالية هو أن مواقف الدول العربية "هي الأكثر ضعفا، لأنها غير مستعدة للاعتراف بأن العالم يتغير وأن الولايات المتحدة لم تعد سيدة العالم"، مؤكدا أن الموقف العربي "أصبح نقطة ضعف كبرى فيما يجري في غزة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الولایات المتحدة إدارة بایدن کما یقول
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحذر إسرائيل بشأن وقف أوامر الاعتقال ضد مستوطنين
حذرت الإدارة الأميركية، الأحد، إسرائيل بشأن قرار الأخيرة المتعلق بوقف إصدار أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين المشتبه في مهاجمتهم للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت تل أبيب من هذا القرار، وقدرته على زيادة العنف في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف المسؤولون أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أوصل رسالة إدارة بايدن خلال المكالمة الهاتفية التي جمعته، السبت، مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس وأعرب عن قلقه العميق بشأن القرار.
وقال كاتس لأوستن إن قراره بوقف إصدار أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين كان "خطوة داخلية اتخذت انطلاقا من الالتزام بالمبادئ الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "استخدام مثل هذه الأوامر ضد المواطنين غير مسموح به في أي ديمقراطية في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة"، بحسب بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
ولفت وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن قراره اتخذ بسبب "التهديدات الفلسطينية الخطيرة والعقوبات الدولية غير المبررة المتخذة ضد المستوطنين".
وقال مسؤول أميركي لأكسيوس إن قرار كاتس بالتوقف عن استخدام أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين العنيفين "مضلل للغاية".
وأضاف المسؤول أن الاعتقال الإداري هو الشيء الوحيد الذي سمح لإدارة بايدن بالادعاء بأن إسرائيل تفعل شيئا لمنع عنف المستوطنين، وتابع: "الآن لا يمكننا فعل ذلك بعد الآن".
وأكد المسؤولان أن الولايات المتحدة تتوقع ألا تستخدم أوامر الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأن يتم اعتقال جميع المشتبه بهم في الإرهاب - اليهود والفلسطينيين - ومحاكمتهم وفقًا لنفس المعايير.