هل اتفقت إيران وأمريكا على عدم التصعيد؟.. رسائل تكشف نوايا البلدين
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
بغداد اليوم - ترجمة
في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق أول أمس الإثنين، الذي أسفر عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، قالت مصادر أمريكية، إن طهران وواشنطن اتفقتا على عدم تصعيد التوتر.
وأصبحت هجمات إسرائيل على مراكز تواجد القوات الإيرانية وقوات حزب الله في سوريا مسألة عادية إلى حد كبير، لكن اغتيال كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في مبنى تابع للبعثة الدبلوماسية الإيرانية سيعتبر "تصعيدا غير مسبوق" على الأقل حتى المستقبل القريب.
ولهذا السبب أكد المسؤولون الأمريكيون رسمياً أنهم بعد هذا الهجوم بعثوا برسالة إلى إيران مفادها أن أمريكا لا علاقة لها بهذا الهجوم.
وقالت مصادر مطلعة لموقع قناة "العربية" بالنسخة الفارسية، "كان لا بد من النظر إلى نقاط الضعف وإمكانية تعريض الأمريكيين، المدنيين والعسكريين، للخطر".
كما ترى واشنطن أنه من الضروري فتح قناة اتصال مع الإيرانيين لضمان عدم تصاعد التوتر وعدم تعرض الأمريكيين المتمركزين في المنطقة للخطر.
وبحسب هذه المصادر فإن الرسالة الأمريكية تؤكد بوضوح أن القوات وأجهزة الاستخبارات في هذا البلد لم تشارك بأي شكل من الأشكال في التحضير للهجوم على دمشق وعلى إيران أن تتصرف وفقاً لذلك.
رسالة بدون تهديدات
وأكدت المصادر ذاتها أن الرسالة الأمريكية لم تتضمن أي تحذير أو تهديد ضد إيران.
وفي تبرير هذه السياسة يؤكد المتحدثون باسم الحكومة الأمريكية أن الحكومة الأمريكية لا ترى ضرورة للتحذير أو التهديد؛ خاصة أن تحذير واشنطن السابق لطهران لا يزال قائماً، ولم تهاجم الجماعات التابعة لإيران الأمريكيين منذ شهرين.
ومن خلال إرسال مبعوثيها لاجتماع مع ممثلي الحكومة الإيرانية، أبلغت إدارة بايدن الوفد الإيراني بأنها تعتبر إيران مسؤولة عن أي هجوم تشنه الفصائل المسلحة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
وبحسب المصادر، أكد هؤلاء المبعوثون أنه في حال هاجمت هذه القوات القوات الأمريكية في هذين البلدين، فإن بايدن سيكون جاهزاً لمهاجمة أهداف في الأراضي الإيرانية.
منذ أكثر من 50 يومًا، لم تطلق الفصائل أي صواريخ، ولم تستهدف القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، أو التنف، أو حتى القواعد التي يتواجد فيها الأمريكيون في العراق.
ويعتقد المتحدثون باسم الحكومة الأمريكية حالياً أن طهران تسيطر فعلياً على هذه الفصائل في العراق وسوريا ويمكنها أن تطلب منهم وقف هذه الهجمات، كما توافق هذه الجماعات على هذا الطلب.
النظرة المشتركة لأمريكا وإيران
المثير في أداء أمريكا وإيران هو أنه من وجهة نظر حكومة بايدن، يمكن رؤية بصمات إيران في كل مكان في الشرق الأوسط، لكن على الرغم من ذلك، لا تحاول طهران ولا واشنطن تصعيد التوتر في المنطقة، الشرق الأوسط، وكلاهما لا يريد أن يتسع نطاق الصراع الإقليمي. وغزة سوف تذهب إلى أبعد من ذلك.
وبحسب المصادر الأمريكية، فإن طهران تريد الاستقرار والسلام أكثر من واشنطن، على الأقل حتى إشعار آخر.
وبطبيعة الحال، فإن مثل هذا السلام لا يعيق أنشطة الجانبين في الشرق الأوسط لأن الولايات المتحدة أبقت على قواتها العديدة في المنطقة، بما في ذلك سوريا والعراق والأردن ودول الخليج، فضلاً عن البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وخليج عدن.
المتحدثون باسم الحكومة الأمريكية الآن، الذين يرون أن إرسال رسالة مباشرة إلى إيران كان ضروريا لإنقاذ حياة الجنود والمدنيين الأمريكيين، يشعرون بقوة أن الوضع في المنطقة لن يتصاعد.
وحملت إيران على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الولايات المتحدة، مسؤولية الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
كما ذكر عبداللهيان في تغريدة له نشرها أمس واطلعت عليها وكالة أنباء "بغداد اليوم"، أن "طهران بعثت برسالة إلى واشنطن عبر السفير السويسري في إيران"، من دون أن يكشف عن محتوى الرسالة.
لكن مصادر في الخارجية الإيرانية أوضحت في تصريح سابق للوكالة بأن "الرسالة تضمنت طلب طهران من واشنطن بعدم التدخل في الرد الإيراني المرتقب على إسرائيل".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحکومة الأمریکیة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: واشنطن تسعى لربط ملف السلام في اليمن بوقف التصعيد في البحر الأحمر
يمانيون../
أكد وزير الخارجية والمغتربين، جمال عامر، خلال لقائه اليوم الأربعاء مع مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن واشنطن تسعى لربط ملف السلام في اليمن بوقف التصعيد في البحر الأحمر، مع مواصلة ضغوطها على المنظمات الدولية لتقليص المشاريع الإنسانية في البلاد.
وفي اللقاء، رحب الوزير عامر بزيارة مدير منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى استعداد الحكومة اليمنية للتعاون الكامل لتعزيز العمل الإنساني. وأوضح أن صنعاء وفرت بيئة ملائمة لعمل المنظمات الدولية، رغم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة لدعم الكيان الصهيوني.
وأشار الوزير إلى أن الضغوط الأمريكية تستهدف تقليص المساعدات الإنسانية في اليمن باستثناء المشاريع المرتبطة بالإبقاء على الحياة، في محاولة لإجبار صنعاء على تغيير موقفها الداعم لغزة في مواجهة جرائم الحرب.
وأكد عامر أن صنعاء ملتزمة بحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، موضحاً أن الاستهداف يقتصر على السفن المملوكة أو المتجهة إلى الكيان الصهيوني. كما شدد على أن حل التوتر في البحر الأحمر يمكن تحقيقه وفق المعادلة التي طرحها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والتي تدعو إلى وقف جرائم الحرب في غزة مقابل إنهاء التوتر البحري، دون الحاجة إلى التصعيد العسكري الأمريكي المكلف.
وأضاف أن القيادة في صنعاء قادرة على تقديم الخدمات للشعب اليمني رغم الحصار المستمر منذ عشر سنوات، مشيراً إلى أن الحصار الأمريكي الأخير فاقم الأوضاع الإنسانية.
من جانبه، أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية التزام الأمم المتحدة بدعم الشعب اليمني، مشيراً إلى جهود متواصلة لزيادة المساعدات الإنسانية، خاصة في المجالات الصحية والغذائية، باعتبارها ضرورة إنسانية ملحة.