مبدع “الطيور الطايرة”.. كوكب حمزة يرحل في المهجر
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
الدنمارك – وفي في الدنمارك امس الثلاثاء 2 أبريل الملحن العراقي الكبير كوكب حمزة أثر وعكة صحية لم تمهله طويلا.
ولد كوكب حمزة في ناحية القاسم في محافظة بابل عام 1944 وبعد دراسته الثانوية التحق بقسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة، وبعد تخرجه في المعهد، بدأ حياته المهنية كمعلم في مدرسة المربد في البصرة، وكانت أول أغنية سجلها لإذاعة بغداد هي “مر بيه” التي غنتها المطربة غادة سالم، ولكنها لم تلق نجاحا كبيرا.
وبعد ذلك قرر كوكب خلق أغنية عراقية جديدة تواكب الأغنية العربية وحينها قال “بدأت أنظر إلى رتابة الأغنية العراقية التي كانت مخنوقة بالمقام والموال والبستة، على العكس من تطور الأغنية المصرية الهائل، واستنتجت بأنني لا يمكن ان أخلق أغنية حديثة بأدوات قديمة”. لذلك اتجه إلى دراسة الفولكلور خلال وجوده في البصرة، حيث لحن أغنية “يا نجمة” التي غناها حسين نعمة والتي تعتبر أولى أغانيه الشهيرة، التي كانت مزيجاً من الغناء العراقي الفولكلوري والموشح الأندلسي، تلتها أغنية “القنطرة بعيدة” و أغنية “يا طيور الطايرة” التي غناها سعدون جابر وأغاني عديدة وكثيرة.
اشتهر كوكب كملحن منذ ستينيات القرن الماضي، وكانت أغانيه انسجاماً مع حركة التطور تحمل ملامح جديدة في أسلوب البناء الموسيقي والآفاق التعبيرية في الالحان وأصوات جديدة خالفت المألوف في شكل الاغنية. وكانت أولى ألحانه مقطوعة موسيقية بعنوان “آمال”.
اضطر كوكب لمغادرة العراق يوم 21 تموز 1974، بسبب مواقفه السياسية وتوجه إلى تشيكوسلوفاكيا ومن ثم إلى الاتحاد السوفياتي، بعدها درس الموسيقى في أذربيجان وتنقل ما بين كردستان وسوريا وأمريكا، حتى استقر به المطاف في الدنمارك عام 1989.
وقد أصدر في المهجر مقطوعة موسيقية بعنوان “وداعاً بابل” عام 1992 ثم قدم أغنية أخرى بعنوان “الجراد يغزو بابل”. بعد مكوثه في أوروبا قرر الانتقال للمغرب ودراسة الموسيقى، تعرف هناك على فاطمة القرياني التي قدمت بعض أغانيه وكذلك أسماء لمنور.
وقد أطلق النقاد على الملحن كوكب حمزة الذي يعتبر من الشخصيات البارزة في عالم الفن الموسيقي العراقي والعربي، لقب (مكتشف النجوم) فهو من اكتشف أفضل الأصوات العراقية مثل حسين نعمة ورياض أحمد وستار جبار وسعدون جابر وعلي رشيد، والمطربة المغربية أسماء لمنور.
لقد ترك كوكب حمزة بصمته في عالم الموسيقى العراقية والعربية، حيث كانت أغانيه وألحانه تحمل روح الفن الأصيل والإبداع، وكان يعتبر من أعمدة الفن العراقي والملحنين المتميزين الذين ساهموا في إثراء التراث الفني العراقي. لقد تميزت أعمل الملحن كوكب حمزة بالجودة والإبداع، ويعتبر رحيله خسارة كبيرة للمشهد الفني العراقي، الذي فقد أحد أبرز رموزه ومواهبه، وسوف يتذكر جمهوره ومحبيه وزملائه إرثه الفني الذي سيظل خالدا وسيبقى محفورا في ذاكرتهم.
المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: کوکب حمزة
إقرأ أيضاً:
«أنا موجودة بكل أغانيه».. قصة عبد الوهاب ونهلة القدسي في عيد الحب
مع الاحتفال بعيد الحب المصري الذي يوافق الـ4 من نوفمبر، أول ما يهتم به عدد كبير من الناس، قصص الحب، وتعد قصة حب الموسيقار محمد عبد الوهاب ونهلة القدسي، واحدة من القصص الخالدة في الوسط الفني، مليئة بالتفاصيل التي تشبه حياة الناس، إذ كان الزوجان بعيدان عن الخيال، لذا عاش عبد الوهاب الموسيقار الهادئ في قلب نهلة، وأحست بأن كل كلمة يغنيها لها، وكل لحن يخرج من قلبه يلامس قلبها، بعفوية شديدة عندما سألها الكاتب عمرو عبد السميع في حوار نادر عن اللحن الذي تشعر بأن عبد الوهاب قدمه لها، قالت «عبد الوهاب كله كان بتاعي».
بداية قصة حب عبد الوهاب ونهلة القدسيفي لقاء نادر مع البرنامج الإذاعي حروف وأغنيات، قالت نهلة القدسي، إنها ولدت في دمشق، ثم سافرت إلى الأردن وهي وحيدة والديها، سافرت الأسرة إلى أمريكا وبعد عودتها إلى لبنان مع صديقاتها، ذهبن إلى إحدى الحفلات للموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1957، وبعد 9 أشهر تقريبا عام 1958 تم الزواج.
تقول «القدسي»: «لم يكن لي اهتمامات فنية، لكن بعض الأغاني سمعتها له ولأم كلثوم كنت معجبات صوتها، وفي حفلته استمعنا إلى أغنية قولي عملك إيه قلبي، كنت مطلقة وهو مطلق وحصل اعجاب متبادل وصار النصيب، قابل والدي وكتبنا الكتاب في دمشق، كان والدي عايش وقتها وقضينا شهر العسل في سوريا».
ومن بين الأصدقاء الحاضرين بالإضافة إلى المصورين للمجلات، حضر أنيس منصور الزفاف: «كنت بعيد عن الوسط الفني والصحفي، كان أنيس منصور اللي زفني هو وعبد الوهاب، بعد أسبوع رجعنا مصر، كان له أغنية لازم يسجلها».
روت «القدسي» أنها مع الوقت والعشرة، ظهرت طباع كل واحد منهما، كل شخص أظهر أجمل ما عنده، لكن «عبد الوهاب» تغير نوعا ما بعد الزواج، قائلة: «العشرة بينت طباع كل شخص، هو كان موسوس، لازم يغسل صابونة بصابونة، بس الوسوسة دي قلت، وقت لما كنا بلبنان كان يسهر للصبح يغازلني بعد الزواج ألاقيه ينام، قلت له إيه دا أنت مش كنت بتسهر، قالي ما أنا كنت باجي مصر أنام».
نهلة القدسي: أغاني عبد الوهاب كلها ليفي حوار نادر مع الكاتب الصحفي عمرو عبد السميع في كتاب «حوارات الفن والحب والحرية»، عندما سُئلت نهلة القدسي عن الأغنية التي تشعر أن عبد الوهاب غناها لها قالت: «عبد الوهاب كله كان بتاعي، وكنت أحس إني موجودة في كل لحن أنتجه بعد زواجانا».
وأضافت «القدسي»: «كنت أحب أغني له آخر ما يلحنه، لأنني أكون في الجو الذي يتم فيه إنتاج الأغنية ولم أكن أرجع لأغانيه القديمة، أحب آلة له العود كان يحمله بحب، وكان يأخذ رأيي ويصفه رأي الشعب الذي لا يعمل به».