ماذا يعني استمرار إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه الغلاف؟.. الفلاحي يجيب
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
قالت القناة 14 الإسرائيلية، إن 3 صواريخ سقطت في مناطق مفتوحة أطلقت من قطاع غزة باتجاه كيسوفيم بمنطقة غلاف غزة.
وفي هذا الإطار، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، أن استمرار إطلاق الصواريخ يؤكد أن فصائل المقاومة لا تزال لديها قدرة قتالية؛ وهو ما يمكنها من استهداف مناطق التحشد الأمامية لجيش الاحتلال بمنطقة الغلاف.
وخلال فقرة التحليل العسكري على الجزيرة، تساءل الفلاحي عما كانت تفعله قوات الاحتلال داخل القطاع بعد مرور 180 يوما، مشيرا إلى أن هناك إشكالية إسرائيلية كبيرة بتحقيق الأهداف الإستراتيجية للحرب وهي تدمير حماس ونزع سلاحها وقتل قادتها.
واعتبر الخبير الإستراتيجي أن القصف من غزة رسائل للداخل الإسرائيلي، وإلى القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية مفادها بأن ما تريدون تحقيقه لن يكون سهلا.
ومع ذلك أقر بنجاح إسرائيل جزئيا في إضعاف البنية التحتية للمقاومة بسبب المعارك الدائرة، لكون الحرب الحالية بين جيش نظامي وقوات غير نظامية، وهي حرب عصابات وقتال داخل المناطق المبنية.
ولفت الخبير العسكري إلى أن فصائل المقاومة لديها قدرات قتالية، وتتكيف مع إطالة المعركة حيث تختفي بمرحلة ثم تظهر لاحقا ضمن تكتيكاتها على غرار عمليات القنص التي قال إنها مؤثرة وقد توقف تقدم لواء كامل ليوم أو يومين.
وحول استمرار أداء المقاومة رغم طول أمد الحرب، قال الفلاحي إنه عندما تضع خططا عسكريا لهجوم مثل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي واجتياح منطقة الغلاف فإن التخطيط يكون على مستوى عال وكبير.
واستخدمت مبادئ الحرب في الهجوم برا وبحرا وجوا، بحسب الخبير الإستراتيجي، الذي شدد على أن التخطيط العسكري يكون بناء على تقدير أسوأ ظروف المعركة وأمدها، وهو ما يتطلب الحفاظ على القوى البشرية والقدرات العسكرية والبنى التحتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
بدء العد التنازلي لنتنياهو
لم يكن بنيامين نتنياهو في وضع أسوأ من وضعه الحالي، فكل شيء في المنطقة يجري عكس ما يشتهي نتنياهو، ولا يوجد ما يشير إلى أنه سوف يستطيع استعادة زمام المبادرة، بعدما كان الانخراط الأمريكي المباشر في الحرب الذي حصل عليه في صيف العام الماضي وتعزّز بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد أنقذه من مأزق محتوم كان واضحاً أن حرب الطوفان والإسناد قد وضعته فيها حتى تموز 2024م، قبل زيارة واشنطن، حيث كان القتال في غزة يسجل إنجازات للمقاومة، بينما كان الشمال يشتعل بصواريخ المقاومة، وكان عدد المتظاهرين طلباً لوقف الحرب قد بلغ نصف مليون متظاهر، وقد انقلب المشهد كلياً بعدما استردّ نتنياهو زمام المبادرة عبر عمليات اغتيالات طالت قادة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وتفجيرات البيجر واللا سلكي وكلها تبدو البصمات الأمريكية واضحة عليها، وقد تتابعت بسرعة خلال شهرين ما بين اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية أواخر تموز، واغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أواخر أيلول، بعد عودة نتنياهو من واشنطن، هذه المرّة تبدو واشنطن من جهة عالقة في البحر الأحمر ولا ينقذها إلا وقف الحرب على غزة وفق اتفاق تقبله المقاومة، ويعتبر اليمن أن سبب إقفال الممر المائي الاستراتيجي أمام السفن المتجهة نحو موانئ كيان الاحتلال قد زال، وتعتبر واشنطن أن مبرر حربها قد زال بالمقابل، وتبدو واشنطن من جهة ثانية منخرطة في مفاوضات جدّية مع إيران، قبلت واشنطن خلالها تجاوز شروط مسبقة شكّلت عناوين احتجاج الرئيس الأمريكي على الاتفاق السابق ومبررات الانسحاب منه، وفي طليعتها البرنامج الصاروخي الإيراني ودور إيران في الإقليم ودعمها لحركات المقاومة، وبالرغم من التجاذبات المتوقعة في المفاوضات التقنية يتحدّث الرئيس دونالد ترامب عن تفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق دون الأخذ بطلبات نتنياهو، ولا بصيحات الحرب التي يطلقها، بعدما كشفت الحرب الأمريكية على اليمن محدودية القدرة العسكرية الأمريكية في تغيير المشهد السياسي في المنطقة، وتحولت إلى رسالة لأمريكا حول ما ينتظرها في الحرب على إيران بدلاً من أن تكون رسالة أمريكية لإيران حول ما ينتظرها إن رفضت شروط واشنطن التفاوضية، وأمريكا مستعجلة للتخفف من ملفات تعيق تفرغها لمعركة مفتوحة تجارياً مع الصين حتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق تفاوضي ينهي أزمة الرسوم الجمركية، حيث تعود الأولوية الأمريكية للاقتصاد، في السياق ذاته الذي تجري فيه الحركة الأمريكية نحو روسيا، خصوصاً أن واشنطن ضمنت بتدخلها رفع التهديد عن “إسرائيل”، بينما انتقل ضغط الملف الإنساني في غزة وضغط قضية الأسرى الى البيت الأبيض، بينما تبدو حرب نتنياهو قفزة في المجهول بلا أفق، بالتوازي مع التبدل في اتجاه المشهد الأمريكي، تغيّر في اتجاه المشهد العسكري، حيث القتل والتدمير بوحشية استنفد اختبارات التأثير على الرأي العام وظهرت الحركات التي يمكن إطلاقها بوجه المقاومة، رغم المساهمات العربية والفلسطينية، هشة وضعيفة وهامشية، بينما بدت المقاومة أكثر تشدداً في مطالبها، خصوصاً مع الإعلان عن تمسك المقاومة بصفقة شاملة ورفض السير مجدداً باتفاق على مراحل، ما جعل العمل العسكري البرّي ضرورة لا غنى عنها. وهنا بدأت بالظهور صور متعاكسة للجانبين، فعلى الجانب الفلسطيني ظهرت مقاومة منظمة بروح معنوية عالية، وقد ضمّت إلى صفوفها آلاف الشباب الجدد، ومقابلها على الجانب الإسرائيلي هناك عجز في الوحدات المقاتلة وتمرّد في الاحتياط وعرائض احتجاجية لآلاف العسكريين ضد الحرب، والنتيجة عودة النزيف بقوة إلى صفوف جيش الاحتلال، وهذه نتيجة مرشحة للتصاعد كلما استمرت الحرب.
في الداخل الإسرائيلي هناك مزيد من الاتساع في دائرة الاحتجاج، وتصاعد في الملفات القضائية التي تلاحق نتنياهو وحكومته، خصوصاً أمام المحكمة العليا، وانضمام الرئيس السابق للشاباك رونين بار إلى صفوف شهود الخمسة نجوم المستعدين للذهاب إلى النهاية في مطاردة نتنياهو بملفات محكمة، بينما تشير استطلاعات الرأي العام الى تراجع مريع في شعبية الحرب التي صارت هي نفسها شعبية نتنياهو، وقد كان لافتاً ما نقلته القناة 13 عن أن “25,1 % فقط من الإسرائيليين يؤيّدون استمرار الحرب على قطاع غزة، و63,7% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى”، وهي نسبة غير مسبوقة، حيث بقيت نسبة مؤيدي نتنياهو والحرب عند عتبة 38% في أسوأ المراحل السابقة بالنسبة لنتنياهو.. دوائر التأثير الثلاث تتحرّك على إيقاع عناصر ثابتة تزيدها زخماً، حيث يخسر نتنياهو مزيداً من الاستعداد الأمريكي لتغطية حربه التي تريد توظيف القدرة الأمريكية لتحقيق انتصار وليس لرفع تهديد كما كان الحال من قبل، كما سوف يظهر مزيد من نزيف جيش الاحتلال وتراجعه مقابل تصاعد ما تظهره المقاومة من فعالية وحضور، بينما الوضع الداخلي يشهد وسوف يشهد مزيداً من الحصار لخيارات نتنياهو في ضوء الأفق المسدود أمام حربه في تحقيق إنجازات من جهة، والكلفة العالية المترتبة عليها من جهة مقابلة.
*رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية