جولة استراتيجية متقنة، برز فيها جنرالات الجيش كمايستروهات ، متقاربين ومتباعدين. إنها اللعبة الدبلوماسية، التي تتطلب مهارة تبادل الأدوار، أتقنها البرهان وجنرالاته بلمسات فنية.
إذا عدنا للماضي القريب فإن الإطاحة بالبشير لم تكن لتحدث دون تنسيق دقيق وتواصل مستمر مع البرهان والكباشي، بالإضافة إلى قادة أمنيين وسياسيين آخرين.

ذلك التواصل أسس لعلاقة ثقة بين البرهان والكباشي مع السعودية والإمارات ومصر، بينما نال كل منهما استحسانًا من الولايات المتحدة وإسرائيل.

عند اندلاع الحرب، وتحت شعار الدفاع عن كرامة الوطن، انخرط الشعب بكل أطيافه وتوجهاته، من المحافظين وأصحاب النزعات الإسلامية إلى غيرهم، في الحرب، ياسر العطا بفضل خطاباته النابضة بالشعبوية التي صدحت بلسان حالهم وخاطبت وجدانهم الوطني حقق شعبية كاسحة وسط التيارات الوطنية وكذلك الاسلامية. بالمقابل، اتخذ الكباشي من الخطاب الدبلوماسي جسرًا نحو العالم الخارجي.
لمواجهة استراتيجية تبادل الأدوار و منذ اللحظات الأولى للحرب، اعتمدت ميليشيات الدعم السريع على تكتيك إشاعة أن “مراكز القرار متعددة” كجزء من الحرب النفسية، وهي استراتيجية قديمة ، من فلسفات فن الحرب وصولاً إلى النهج الروسي الكلاسيكي في الحرب النفسية، القرار الذي نعرفه والذي يتفق عليه كل القادة هو “بل بس” إلى أن تُهزم الميلشيات وتجنح للسلم.

البعشوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن سيطرته على "مواقع استراتيجية" شرقي الخرطوم

أعلن الجيش السوداني، الاثنين، استعادة سيطرته على "مواقع استراتيجية" شرقي ولاية الخرطوم وسط البلاد، بعد معارك مع قوات الدعم السريع.

 

وأفاد الجيش في بيان، بأن "القوات المسلحة وقوات الاحتياطي المركزي (تابعة للشرطة) تتقدم في محور شرق النيل وتستلم مزيدا من المواقع الاستراتيجية المهمة (دون تحديد) بعد دحر وسحق مليشيا الدعم السريع".

 

وبذلك، يفرض الجيش سيطرة واسعة على محافظة شرق النيل الكبرى ويقترب من جسر "المنشية" المؤدي إلى وسط العاصمة، ويعد آخر الجسور التي لازالت تحت سيطرة "الدعم السريع" على النيل الأزرق.

 

وإذا استعاد الجيش سيطرته على جسر المنشية يكون قد ضرب حصارا مطبقا على قوات الدعم السريع المتمركزة وسط العاصمة بمحيط القصر الرئاسي والمطار الدولي.

 

 

وبث الجيش عبر صفحته بفيسبوك مقطع فديو لقواته في منطقة شرق النيل وقرب جسر المنشية الرابط بين شرقي مدينة الخرطوم ووسطها.

 

كما تداول ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لقوات الجيش وهي تجول بعدد من المواقع الحكومية في "شرق النيل".

 

وحتى الساعة 17:45 (ت.غ)، لم يصدر عن "الدعم السريع" تعليق على التطورات العسكرية الأخيرة.

 

وخلال الأيام الماضية، تمكن الجيش من استعادة أحياء كافوري وحلة كُوكُو بمدينة بحري (شرقي العاصمة)، ما مكنها من التقدم جنوبا باتجاه "شرق النيل".

 

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان.

 

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و75 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" في أحياء شرق المدينة وجنوبها.

 

ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.


مقالات مشابهة

  • نداء حمدوك.. ورئيس وزراء البرهان الجديد !!
  • الثائر الجيد هو الثائر الميت: التصفيات الجسدية كأداة لإعادة إنتاج الهيمنة في السودان
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على "مواقع استراتيجية" شرقي الخرطوم
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • ماجد المصري: سيف الحديدى فى مسلسل آدم كان من أصعب الأدوار التي قدمتها
  • علمانية الشفشافة وكارتيل مهربي الذهب (الحلو – دقلو) لن تقسم السودان بل ستوحده
  • نختلف أو نتفق مع البرهان فقد أثبتت هذه الحرب أنه قائد شجاع ومحنك وصبور
  • البرهان.. مخاطر الرقص على رؤوس الأفاعي
  • المليشيا سحبت أبناء الماهرية تاركة شباب المسيرية دون مساعدة ولا تسليح