جولة استراتيجية متقنة، برز فيها جنرالات الجيش كمايستروهات ، متقاربين ومتباعدين. إنها اللعبة الدبلوماسية، التي تتطلب مهارة تبادل الأدوار، أتقنها البرهان وجنرالاته بلمسات فنية.
إذا عدنا للماضي القريب فإن الإطاحة بالبشير لم تكن لتحدث دون تنسيق دقيق وتواصل مستمر مع البرهان والكباشي، بالإضافة إلى قادة أمنيين وسياسيين آخرين.

ذلك التواصل أسس لعلاقة ثقة بين البرهان والكباشي مع السعودية والإمارات ومصر، بينما نال كل منهما استحسانًا من الولايات المتحدة وإسرائيل.

عند اندلاع الحرب، وتحت شعار الدفاع عن كرامة الوطن، انخرط الشعب بكل أطيافه وتوجهاته، من المحافظين وأصحاب النزعات الإسلامية إلى غيرهم، في الحرب، ياسر العطا بفضل خطاباته النابضة بالشعبوية التي صدحت بلسان حالهم وخاطبت وجدانهم الوطني حقق شعبية كاسحة وسط التيارات الوطنية وكذلك الاسلامية. بالمقابل، اتخذ الكباشي من الخطاب الدبلوماسي جسرًا نحو العالم الخارجي.
لمواجهة استراتيجية تبادل الأدوار و منذ اللحظات الأولى للحرب، اعتمدت ميليشيات الدعم السريع على تكتيك إشاعة أن “مراكز القرار متعددة” كجزء من الحرب النفسية، وهي استراتيجية قديمة ، من فلسفات فن الحرب وصولاً إلى النهج الروسي الكلاسيكي في الحرب النفسية، القرار الذي نعرفه والذي يتفق عليه كل القادة هو “بل بس” إلى أن تُهزم الميلشيات وتجنح للسلم.

البعشوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يستعيد سنجة.. البرهان يتعهد بتحرير المزيد (شاهد)

أعلن الجيش السوداني، السبت، استعادة السيطرة على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار جنوب شرق البلاد، بعد مواجهات مع قوات الدعم السريع التي كانت قد سيطرت على المدينة وأجزاء كبيرة من الولاية منذ حزيران/ يونيو الماضي. 

ونشرت وحدات الجيش التي دخلت إلى سنجة مقاطع فيديو تظهر تواجدها داخل المدينة، معلنة تحريرها، ومتعهدة بمواصلة العمليات لتحرير باقي المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع في ولايات سنار، الجزيرة، الخرطوم، ودارفور. 


ووصل رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، السبت، إلى مدينة سنجة بعد إعلان تحريرها من سيطرة الدعم السريع. 

وأكد البرهان خلال زيارته أن المدينة عادت إلى حضن الوطن، متفقدا سير العمليات العسكرية في محور ولاية سنار، حيث يواصل الجيش عملياته لاستعادة السيطرة على المناطق المتبقية تحت سيطرة قوات الدعم السريع. 
 
في حزيران/ يونيو الماضي، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة سنجة بعد مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني في ولاية سنار.

وتوسعت قوات الدعم السريع شرقًا في الولاية، حيث سيطرت على مدن مثل السوكي، والدندر، وكركوج، وأم بنين، إلى جانب عدد كبير من القرى الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق. 


وتسبب سقوط سنجة وقتها في نزوح أكثر من 55 ألف مواطن من المدينة والقرى المجاورة، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية في المنطقة.

واتهمت منظمات حقوقية قوات الدعم السريع بمواصلة انتهاكاتها ضد المدنيين في ولاية الجزيرة وسط السودان، مما أدى إلى نزوح آلاف الأسر.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، الجمعة الماضية، نزوح نحو ستة آلاف أسرة من بلدة التكينة شمالي ولاية الجزيرة، بسبب هجمات نفذتها قوات الدعم السريع. 

وشهدت الولاية تجدد الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عقب انشقاق القيادي في قوات الدعم السريع، أبو عاقلة كيكل، وإعلانه الانضمام إلى صفوف الجيش السوداني. 

وتأتي هذه التطورات في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في ولاية الجزيرة، مع تصاعد العنف المستمر في عدة مناطق بالسودان.


نزوح آلاف الأسر من التكينة
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، في بيان لها٬ أن نحو 6 الاف أسرة نزحت من بلدة التكينة والقرى المحيطة بها في ولاية الجزيرة 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بسبب هجمات نفذتها قوات الدعم السريع. 

وأوضح البيان أن الأسر النازحة لجأت إلى مواقع مختلفة، شملت مدينة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة، ومناطق شرق النيل في الخرطوم، وولاية نهر النيل شمال البلاد، بحثًا عن مأوى. 

وتأتي هذه الموجة الجديدة من النزوح في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية بالسودان، نتيجة استمرار العنف والاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

25 ألف قتيل و10 ملايين نازح ولاجئ
منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربًا دامية أسفرت عن مقتل نحو 25 ألف شخص وتشريد حوالي 10 ملايين نازح ولاجئ. 


وامتد القتال إلى 13 ولاية من أصل 18 في السودان، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وتزايدت الدعوات الأممية والدولية لتحرك عاجل لتجنب كارثة إنسانية تهدد الملايين، في ظل نقص حاد في الغذاء والاحتياجات الأساسية بسبب استمرار العنف. 

وتواجه البلاد خطر المجاعة والموت على نطاق واسع، مع استمرار المعاناة الإنسانية في ظل غياب حلول سياسية تنهي النزاع.

مقالات مشابهة

  • البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 
  • البرهان: الحرب أنهكت الشعب ولا بد من مواصلتها!
  • ترامب يخطط لطرد المتحولين جنسيًا من الجيش الأمريكي.. تداعيات استراتيجية على التوظيف العسكري
  • البرهان: الحرب أنهكت الشعب ولا بد من مواصلتها !!
  • سودانيون يحتفون بسيطرة الجيش على مدينة سنجة
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • البرهان يكشف عن المرحلة المقبلة في السودان
  • دروشة بعض السياسيين السودانيين في التعامل مع مصر!
  • الجيش السوداني يستعيد سنجة.. البرهان يتعهد بتحرير المزيد (شاهد)
  • الآثار النفسية والاجتماعية للحرب في السودان.. قضايا منسية