قصة آية ، لقاء يتجدد عبر موقع صدى البلد من خلال بيان معاني القرآن الكريم وأسباب النزول على مدار شهر رمضان 2024، ونتناول فيه اليوم، قصة آية 33 من سورة الأنفال، يقول تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)”.

قصة آية 33 من سورة الأنفال

جاء في تفسير الإمام ابن كثير لقوله تعالى : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، حدثنا عكرمة بن عمار ، عن أبي زميل سماك الحنفي، عن ابن عباس قال : كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : قد قد ! ويقولون : لا شريك لك، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك.

ويقولون : غفرانك ، غفرانك ، فأنزل الله : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) قال ابن عباس : كان فيهم أمانان : النبي - صلى الله عليه وسلم - والاستغفار، فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبقي الاستغفار .

وقال ابن جرير : حدثني الحارث ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا أبو معشر ، عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا، قالت قريش بعضها لبعض : محمد أكرمه الله من بيننا ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) فلما أمسوا ندموا على ما قالوا ، فقالوا : غفرانك اللهم ! فأنزل الله - عز وجل - : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) إلى قوله : ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) [ الأنفال : 34 ] .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) يقول: ما كان الله ليعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم ، ثم قال : (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) يقول : وفيهم من قد سبق له من الله الدخول في الإيمان ، وهو الاستغفار - يستغفرون ، يعني : يصلون - يعني بهذا أهل مكة . وروي عن مجاهد ، وعكرمة، وعطية العوفي ، وسعيد بن جبير، والسدي نحو ذلك .

وقال الضحاك وأبو مالك : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) يعني: المؤمنين الذين كانوا بمكة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الغفار بن داود ، حدثنا النضر بن عربي [ قال ] قال ابن عباس : إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم : فأمان قبضه الله إليه ، وأمان بقي فيكم ، قوله : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ).

قال أبو صالح عبد الغفار : حدثني بعض أصحابنا ، أن النضر بن عربي حدثه هذا الحديث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس .

وروى ابن مردويه وابن جرير ، عن أبي موسى الأشعري نحوا من هذا وكذا روي عن قتادة وأبي العلاء النحوي المقرئ .

وقال الترمذي : حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن نمير ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ، عن عباد بن يوسف ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنزل الله علي أمانين لأمتي : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) فإذا مضيت ، تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة.

قصة آية 2 من سورة الفجر.. ما الليالي العشر المقصودة بقسَم الله؟ قصة آية 56 من سورة يوسف.. أسرارها ومعنى :«وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ»؟

ويشهد لهذا ما رواه الإمام أحمد في مسنده ، والحاكم في مستدركه ، من حديث عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الشيطان قال: وعزتك يا رب ، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الرب: وعزتي وجلالي ، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني .

ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا رشدين - هو ابن سعد - حدثني معاوية بن سعد التجيبي ، عمن حدثه ، عن فضالة بن عبيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله ، عز وجل .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قصة آية سورة الأنفال القران الكريم صلى الله علیه وسلم ابن عباس قصة آیة من سورة قال ابن بن أبی عن أبی

إقرأ أيضاً:

من حفظ سورة واحدة إلى القرآن كاملًا.. أطفال طحانوب يتألقون في مسابقة رمضانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنفست الأرض عبير القرآن، وتألقت الأرواح بنور الفرقان، حيث نظم نفرٌ من أهل الخير بقرية طحانوب مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، مسابقة لتسميع القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، حيث امتلأت الأجواء بخشوع الحافظين، وصدحت حناجر الأطفال بآيات الله البينات، فتسامت الأرواح وارتقت القلوب إلى سماوات الطهر والإيمان.

أطفال في عمر الزهور، لم تتجاوز أعمار بعضهم أربع سنوات، ترعرعوا على حب القرآن وتوشحوا بوشاح النور، فتدفقت من أفواههم آيات كأنها لآلئ تتناثر على بساط الإيمان، ووقف المتطوعون كجنود الخير، ينسجون من عطائهم نورًا يعانق السماء، في مشهد تهتز له القلوب وتخشع له الأفئدة.

وكانت المسابقة عيدًا روحانيًا تسمو فيه النفوس وتتعانق فيه الأرواح على حب القرآن الكريم، وليس مجرد اختبار للذاكرة وتنافس على الألقاب، فقد اجتمعت أفئدة الأطفال والشباب والشيوخ، يتبارون في تلاوة آيات الله البينات، ويصدحون بحروفه النورانية في خشوع يلامس شغاف القلوب، فتتراقص أروقة الجامع على ألحان الإيمان وتغتسل الأرواح بنور الفرقان، في مشهد يفيض بالجمال والعظمة، وقف المتطوعون يوزعون البهجة في كل زاوية، يصفّون الصفوف، ويهيئون الأجواء لتكون على قدر جلال الحدث، ولم يدخروا جهدًا في التنظيم والإعداد، ليكون اللقاء جامعًا للخير والتقوى، تتناثر فيه درر الحكمة من أفواه الحافظين، وتتعالى فيه أصوات الود والدعاء، وكأنما الجنة قد فتحت أبوابها لتعانق الأرض، فهذه الاحتفالية تُرسي دعائم الود والتراحم بين أبناء القرية، وتجدد العهد مع القرآن الكريم، لتنشأ أجيال على حب القرآن، في بيت من بيوت الله يفيض بالنور والعطاء، ليكون شاهدًا على أن الخير في أمة محمد لا ينقطع.

محمد السيد عمر: نهدف لإحياء حب القرآن الكريم بين الأطفال

قال محمد محمد السيد عمر، صاحب فكرة المسابقة وموجه عام تربية فنية بإدارة شبين القناطر بالأزهر الشريف، في تصريح خاص لمحررة البوابة نيوز، "لقد فكرنا في هذه المسابقة لجذب الأطفال إلى القرآن منذ نعومة أظفارهم، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وقد كنا نتوقع مشاركة 200 طفلًا فقط، لكن فوجئنا بتقدم 643 طفلًا، وهذا النجاح يعكس حب الأطفال للقرآن ورغبتهم في التعلم".

وأضاف، استهدفت المسابقة التسميع للأطفال من سن الرابعة وحتى 15 عامًا، ولاقت إقبالًا غير مسبوق من أبناء القرية، إذ شارك فيها 643 طفلًا، رغم أن التوقعات الأولية كانت تشير إلى مشاركة حوالي 200 طفل فقط، وقد جاءت هذه المبادرة انطلاقًا من اهتمام شباب القرية ورجال الخير بتوجيه الأطفال نحو حفظ القرآن الكريم، بدلًا من الانشغال بالألعاب الإلكترونية ومتابعة البرامج عبر الإنترنت، مشيرًا إلى أنه قد تحوّل المسجد طوال الشهر الكريم إلى منارة قرآنية، يتردد فيها صدى التلاوات، ويجتمع فيها الأطفال بشكل يومي، تاركين التجوال في الطرقات، ليقضوا أوقاتهم بين أيدي شيوخ القرية يتلون القرآن ويتعلمون أحكامه.

وأضاف “عمر” أن المسابقة اعتمدت بالكامل على الجهود الذاتية والتبرعات الخاصة بأهل الخير، حيث تم التنسيق مع الجهات المعنية، من بينها الشيخ محمد عمران في إدارة شبين القناطر، والشيخ صفوت أبو السعود وكيل وزارة الأوقاف في بنها، لضمان إجراء المسابقة بشكل قانوني، وهو ما تم بعد تحريات أمنية استمرت أسبوعًا.

وأشار الأستاذ محمد السيد عمر إلى أن جميع المشاركين حصلوا على جوائز تشجيعية، حتى من لم يحققوا النسبة المطلوبة للنجاح، وذلك لتحفيزهم على الاستمرار في حفظ القرآن، وتم تكريم 323 طفلًا اجتازوا الاختبارات بنجاح، فيما حصل الذين حققوا نسبة 90% فأكثر على مصاحف وشهادات تقدير ومبالغ مالية، فيما نال الباقون هدايا رمزية لتشجيعهم على المضي قدمًا في طريق الحفظ.

مروان فرج: هناك 8 متسابقين سمعوا القرآن الكريم كاملًا وسعداء بذوي الهمم 

ولعل أبرز ما ميّز هذه المسابقة مشاركة أصحاب الهمم، حيث أوضح الأستاذ مروان محمد فرج، أحد المنظمين، أن هناك 6 من أصحاب الهمم شاركوا في المسابقة، واستطاع أحدهم تسميع 17 جزءًا من القرآن بإتقان، ما يعكس عزيمتهم وصمودهم في مواجهة التحديات، كما أبدى إعجابه بمستوى الحفظ والتلاوة لدى الأطفال عمومًا، مشيرًا إلى أن هناك 8 متسابقين أتموا حفظ القرآن كاملًا، و3 متسابقين حفظوا 27 جزءًا، بالإضافة إلى 6 آخرين أتموا 20 جزءًا.

وأشار إلى أن الشيوخ المشاركين قد تفانوا في العطاء وبذل الوقت والجهد وهم الشيخ محمد عبدالقادر والشيخ محمد إبراهيم نصار والشيخ مختار محمد مختار والشيخ عرفة محمد مصطفى والشيخ محمود جمال أبو ستيت والشيخ صبحي أبو السعود. 

محمد الجدي: الهدف ليس فقط التسميع بل غرس حب القرآن في نفوس الأطفال 

من جانبه، قال محمد طه الجدي، أحد المشرفين على المسابقة: "كانت هذه المسابقة تقام بانتظام قبل أن تتوقف منذ عام 2011 لأسباب أمنية، ولكن بفضل جهود أهالي القرية، عادت المسابقة من جديد، مقسمة إلى مستويات تبدأ من حفظ سورة واحدة وتصل إلى حفظ القرآن كاملًا".

وأضاف “الجدي”،  أن اجتياز الاختبارات كان يتطلب تحقيق نسبة لا تقل عن 70%، فيما حصل من تجاوزوا 90% على شهادات تقدير ومبالغ مالية ومصاحف، وأشاد بالدور الكبير الذي قام به الشباب والشيوخ المتطوعون لإنجاح هذه المبادرة، موضحًا أن الهدف منها ليس فقط حفظ القرآن بل غرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال.

وأشاد بجهود المنظمين من شباب القرية وخاصة منطقة مسجد سعد، وهم صالح السيد عمر وعبد الهادي شاكر حجاج وعبد الحافظ فرج واسلام السيد عمر. 

صبحي ياسين: فخورون بمستوى الطلاب وشغفهم بالتلاوة والحفظ 

أوضح صبحي خليل ياسين، أحد المنظمين، فخره بمستوى الطلاب وشغفهم بالتلاوة والحفظ، مؤكدًا أن المسابقة تمت بنزاهة تامة ودون أي تمييز.،وقال: "تشرفت كثيرًا بالمشاركة في هذه المسابقة، حيث اختبرت أكثر من 100 طالب في قصار السور، وكان مستوى الطلاب مميزًا للغاية، وكانت اللجنة حريصة على تقييم الطلاب وفق معايير واضحة تشمل مخارج الحروف وطريقة التلاوة ودقة الحفظ".

وفي ختام الحفل، وجه محمد محمد السيد عمر رسالة شكر إلى جميع من ساهم في إنجاح المسابقة، من الشباب المتطوعين إلى المشايخ ورجال الخير، مؤكدًا أن العام القادم سيشهد توسعًا في الفعاليات والجوائز، مع توقع أن تصل الميزانية الذاتية إلى 50 ألف جنيه، كما ناشد الجهات الحكومية بتبني الفكرة ودعمها لتصبح فعالية سنوية على مستوى أكبر، مؤكدًا أن دعم الدولة سيعزز من قيمة المبادرة ويضمن استمراريتها بما يخدم مصلحة الأجيال الناشئة، وهكذا رسمت قرية طحانوب نموذجًا مشرفًا في رعاية حفظة القرآن، من خلال مبادرة تطوعية تعكس الروح الطيبة لأهل القرية وتقديرهم لكتاب الله، وتلك الجهود المباركة التي بُذلت خلال الشهر الفضيل، ستظل شاهدة على العطاء والإخلاص في تربية الأجيال على حب القرآن وتعاليم الإسلام.

مقالات مشابهة

  • معنى الله الصمد.. خالد الجندي يشرح تفسير سورة الإخلاص
  • من حفظ سورة واحدة إلى القرآن كاملًا.. أطفال طحانوب يتألقون في مسابقة رمضانية
  • أب يعذب طفليه حتى الموت
  • خالد الجندي يوضح معنى قوله تعالى اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً
  • لماذا لم يبعث الله رُسلا بعد النبي محمد؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • لماذا سمي يوم القيامة بـ يوم التغابن؟.. خالد الجندي يكشف
  • الشيخ خالد الجندي: المنافقون اتخذوا أيمانهم درعًا زائفًا
  • المتقون.. من هم وما صفاتهم وثمراتهم؟
  • لماذا قصفت إسرائيل ضاحية بيروت الجنوبية؟ محللون يجيبون
  • تكبيرات عيد الفطر 2025.. اسمعها الآن بأجمل الأصوات