ما ذا كان يفعل ثلاثة جنود سابقين في الجيش البريطاني في غزة؟
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
لندن- أثار مقتل 3 مواطنين بريطانيين في القصف الإسرائيلي على سيارة تابعة للمنظمة الإنسانية "المطبخ المركزي العالمي" في قطاع غزة، الكثير من الجدل في المملكة المتحدة، فبمجرد الإعلان عن هويات المواطنين الـ3، توالت علامات الاستفهام حول خلفياتهم وأسباب وجودهم في القطاع.
أما سبب هذا الجدل فهو الخلفية العسكرية للمواطنين الـ3 الذين تم اغتيالهم من طرف جيش الاحتلال، وكثر اللغط حول علاقتهم بالمخابرات البريطانية وإن كانوا فعلا في مهمة إنسانية أم أن وجودهم في القطاع كان لأغراض أمنية محضة.
وإن كان من الصعب الجزم بعلاقة الـ3 بالمخابرات البريطانية، فإن هناك خيطين قويين يقودان نحو التعرف أكثر على من يكون هؤلاء. الخيط الأول يبدأ من علاقتهم بالجيش البريطاني والثاني يكمن في طبيعة الشركة التي كانوا يعملون فيها.
القاسم المشترك بين البريطانيين الـ3 الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، أنهم جميعا خدموا في الجيش البريطاني، بل إن واحدا منهم كان عضوا في القوات الخاصة البريطانية.
جيمس هندرسون البالغ من العمر 33 سنة هو أحد الـ3، وقد خدم لمدة 6 سنوات في القوات البحرية البريطانية، وخلال هذه السنوات نجح في أن يصبح عضوا في القوات الخاصة المقاتلة التابعة للبحرية البريطانية، وبالنظر إلى صفحته على موقع "لينكد إن" (Linked in) فإن جيمس يصف نفسه بأنه "عسكري ملتزم وبأنه يأخذ على محمل الجد سلامة الآخرين".
وغادر جيمس الجيش البريطاني سنة 2016 قبل أن يشتغل في القطاع الخاص في مجال الأمن والتأمين، وانتقل بين العديد من المناطق الساخنة في العالم إلى أن انتهى به المطاف في غزة التي كان من المقرر أن يغادرها يوم الاثنين المقبل لولا أن الجيش الإسرائيلي استهدف سيارته ورفاقه بشكل مباشر.
أما جون شابمان، فهو أيضا عسكري سابق يبلغ من العمر 57 سنة وكان عضوا في قوات النخبة في الجيش البريطاني وقضى سنوات طويلة في الجيش الذي التحق به مباشرة بعد مغادرته للمدرسة. وقضى جون شابمان أسابيع قليلة في قطاع غزة رفقة منظمة "المطبخ العالمي".
وغادر جون الجيش البريطاني قبل 4 سنوات للالتحاق هو الآخر بشركة للأمن الخاص وهي نفس الشركة التي كان يعمل فيها جيمس هنرسون.
وأخيرا جيمس كيربي، وهو عسكري سابق في الجيش البريطاني وقناص أيضا وخبير في القذائف ويبلغ من العمر 47 سنة. وحسب تصريح أدلت به أسرته إلى شبكة "بي بي سي" فإن جيمس خدم في مناطق الصراع المسلح من قبل كالبوسنة والهرسك وكذلك في أفغانستان وقد كان يعرف جيدا خطورة السفر إلى غزة.
ويصف جيمس نفسه على حسابه في موقع "لينكد إن" (Linked In) بأنه خبير "الحماية الفردية القريبة وكذلك المراقبة الأمنية والحماية".
ماذا يفعلون في غزة؟
الرابط الذي يجمع العسكريين البريطانيين الـ3 أنهم يشتغلون لصالح شركة الأمن البريطانية المعروفة "سولاس غلوبال" التي تعرف نفسها بأنها شركة لتأمين الرحلات وكذلك تأمين الأشخاص والممتلكات، كما أنها مسجلة لدى وكالة الأمن الرقمي البريطاني (إن سي إس سي) بأنها شركة لمواجهة الهجمات الإلكترونية ومحاولات القرصنة.
أما تواجدهم في قطاع غزة فهو حسب بيان لمؤسسة "المطبخ العالمي" من أجل توفير الحماية لطاقم المؤسسة الذي كان يعمل هناك.
وبعد أن كثر الجدل حول أسباب تواجد العسكريين الـ3 في قطاع غزة والأنباء التي تتحدث عن كونهم يعملون مع المخابرات البريطانية، انبرى عدد من العسكريين السابقين وغيرهم لنفي هذه الفرضية، وذلك من خلال عدد من التغريدات على موقع "إكس".
وذلك ما فعله الجنرال البريطاني شارلي هيربيت، عندما نشر صورة له رفقة رجل مسلح وقال إنه جندي سابق في قوات النخبة في الجيش البريطاني، مؤكدا أنه من الطبيعي أن تلجأ منظمات العمل الإنساني إلى عسكريين سابقين يشتغلون مع شركات الأمن الخاصة للعمل معهم في المناطق عالية المخاطر.
وتوالت التغريدات التي ترد على الجنرال البريطاني من شخصيات تشتغل في قطاع النفط أو حتى الإعلام للتأكيد على صحة روايته بأنه سبق لهم التعامل مع عسكريين سابقين باتوا يعملون مع شركات الأمن الخاص خلال تنقلاتهم للأماكن عالية المخاطر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی الجیش البریطانی فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
قصف واشتباكات على الحدود.. الجيش اللبناني يتواصل مع السلطات السورية لضبط الأمن
أعلن الجيش اللبناني، الإثنين، “أن مناطق لبنانية تعرضت للقصف من الأراضي السورية فردت الوحدات العسكرية على مصادر النيران وعززت انتشارها لضبط الوضع الأمني”.
وكشف الجيش اللبناني عن “إجراء اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بهدف ضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية”.
وجاء في بيان للجيش اللبناني: “بتاريخ 16 مارس الجاري، قتل سوريَان اثنان وأصيب آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر – الهرمل، وتم نقل جريح إلى أحد المستشفيات للمعالجة وفارق الحياة”.
وأضاف في بيان له عبر حسابه في منصة “إكس”: “على أثر ذلك، نفذ الجيش تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل أمس حتى ساعات الصباح الأولى، وسلم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري”.
وتابع البيان: “في موازاة ذلك، تعرضت قرى وبلدات لبنانية في المنطقة للقصف من جهة الأراضي السورية، فردّت الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني”.
وأردف: “تستمر الاتصالات بين قيادة الجيش والسلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية”.
وشهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا تصعيداً أمنياً خطيراً، حيث تعرضت مجموعة من عناصر الجيش السوري ومراسلين إعلاميين لهجوم صاروخي، أسفر عن إصابة أحد الإعلاميين.
ووثقت مقاطع فيديو نشرتها قنوات إعلامية سورية غير رسمية اشتباكات ليلية دامية وانتشاراً لعناصر من الجيش السوري على الحدود، بالإضافة إلى تحليق طائرة مسيرة من طراز “شاهين” تابعة للجيش السوري لمراقبة الوضع المتوتر في المنطقة.
وفي تطور مأساوي، ذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية أن “الصليب الأحمر اللبناني نقل ثلاث جثث عُثر عليها قرب الساتر الترابي في بلدة القصر الحدودية مع سوريا إلى مستشفى الهرمل الحكومي”، مؤكدة أن “الأجهزة الأمنية تتولى التحقيق في الحادث”.
وتصاعدت حدة التوتر مع إعلان وزارة الدفاع السورية في بيان رسمي مساء أمس الأحد أن مجموعة من عناصر “حزب الله” خطفت ثلاثة عناصر سوريين على الحدود، وهو ما نفاه الحزب بشكل قاطع في بيان مضاد، معتبراً هذه الأخبار “مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة.
وأفادت “قناة الجديد” اللبنانية بتجدد الاشتباكات صباح اليوم بوتيرة خفيفة، حيث استهدفت العشائر آلية تابعة للأمن العام السوري في محلة مطربا على الجانب السوري من الحدود.
إلى ذلك، نفذ الجيش اللبناني انتشارا على الحدود مع سوريا بالتزامن مع تجدد الاشتباكات.