رغم أن المُشرِّع المصرى فرض عقوبات صارمة على كل ما يعرض حياة الإنسان للخطر، إلا أنه لم يتطرق لاستخدام المبيدات والأسمدة الضارة التى تتسبب فى إصابة الملايين كل عام بأخطر الأمراض الفتاكة، وتودى بحياتهم، لذلك طالب المتخصصون بضرورة تعديل التشريع المصرى حتى لا تظل جريمة استخدام الأسمدة والمبيدات الضارة بلا عقاب.
فى هذا السياق، أشار عصام الدين أبوالعلا المحامى بالنقض، إلى أن المشرع المصرى لم يفرض عقوبات محددة على جريمة استخدام أسمدة غير مطابقة للمواصفات فى أعمال الزراعة، وما قد يسبب استعمالها من أضرار كبيرة على المواطنين قد تصل للإصابة بأمراض خطيرة تصل إلى الوفاة.
وقال: نظراً لأنه لا توجد قوانين خاصة تعاقب على مثل هذه الأفعال فإن الأمر يعود إلى القواعد العامة المنصوص عليها فى قانون العقوبات وقانون الإجراءات الجنائية وبعض القوانين الخاصة؛ مثل تشريعات الغش التجارى، فسواء ترتب على استعمال أسمدة غير مطابقة للمواصفات ضرر بالغير أم لم يترتب عليه أضرار، فإن الجريمة تكون قد اكتملت أركانها.
وأوضح أن العقوبة تخضع للسلطة التقديرية، ففى حالة ثبوت أن الأسمدة والعلاجات والمبيدات غير صالحة كان القانون الواجب تطبيقه هو قانون الغش والتدليس رقم 48 لسنة 1941 والمعدل بالقانون رقم 281 لسنة 1994.
وأضاف أن القانون يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تجاوز عشرين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من خدع أو شرع فى أن يخدع المتعاقد معه بأية طريقة من الطرق فى أحد الأمور الآتية: «ذاتية البضاعة إذا كان ما سلم منها غير ما تم التعاقد عليه»، «حقيقة البضاعة أو طبيعتها أو صفاتها الجوهرية أو ما تحتوى من عناصر نافعة، وبوجه عام العناصر الداخلة فى تركيبها»، «نوع البضاعة أو منشؤها أو أصلها أو مصدرها فى الأحوال التى يعتبر فيها - بموجب الاتفاق أو العرف - النوع أو المنشأ أو الأصل أو المصدر المسند غشاً إلى البضاعة سبباً أساسياً فى التعاقد»، «عدد البضاعة أو مقدارها أو مقاسها أو كيلها أو وزنها أو طاقتها أو غيارها».
وقال المحامى بالنقض إن العقوبة تكون الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز ثلاثين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا ارتكبت الجريمة المشار إليها فى الفقرة السابقة أو شرع فى ارتكابها باستعمال موازين أو مقاييس أو مكاييل أو دمغات أو آلات فحص أخرى مزيفة أو مختلفة أو باستعمال طرق أو وسائل أو مستندات من شأنها جعل عملية وزن البضاعة أو قياسها أو كيلها أو فحصها غير صحيحة.
ويرى المستشار القانونى أنه يجب على المشرع أن يتدخل بوضع تشريعات تحمل عقوبات رادعة على المتاجرين بصحة المواطنين؛ لأنه من غير المقبول أن يرتكب مزارع أو مورد أسمدة جريمة الغش التى قد يترتب عليها أمراض خطيرة، بل قد يترتب عليها وفاة البعض، ولا يُعاقب، ومن المعلوم أنه إذا ترتب على استعمال الأسمدة الضارة وفاة فإن الركن المادى والركن المعنوى لجريمة القتل يكون قد توافرا فى حق من اقترف الجريمة، ومن ثم فلا يجب أن يكتفى المشرع بعقوبات قانون الغش والتدليس، بل يجب أن يكون هناك قانون أكثر ردعا نظراً لخطورة الجريمة.
وأشار إلى حق المتضرر دائماً فى التعويض طبقاً لنص المادة ١٦٣ من القانون المدنى، والتى جاء مفادها أن كل خطأ سبب ضرراً للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجريمة بلا عقاب خبراء قانون لا تقل عن
إقرأ أيضاً:
حملة مداهمات واسعة لمكافحة أوكار الجريمة في النهود
نفذت الأجهزة الأمنية المشتركة بولاية غرب كردفان، حملة مداهمات واسعة النطاق بمدينة النهود، استهدفت أوكار الجريمة والظواهر السالبة، وأسفرت عن ضبط عدد من المتعاطين والمروجين وتدمير مصانع للخمور البلدية.وأشاد مدير شرطة الولاية العميد شرطة (حقوقي) دكتور معز عبدالقادر علي محمد، بنجاح الحملة، مشيرًا إلى أن العمليات الأمنية المشتركة تمثل أحد أهم أدوات بسط الأمن والحد من الأنشطة الإجرامية. وأكد أن الشرطة ماضية في تنفيذ خططها الرامية إلى تجفيف منابع الجريمة وتعزيز الطمأنينة وسط المواطنين.من جانبه وصف المدير التنفيذي لمحلية النهود رئيس لجنة أمن المحلية الأستاذ موسى علي إبراهيم، الحملة بأنها “نقطة تحول في العمل الأمني بالمحلية”، مؤكدًا أن التنسيق المحكم بين الأجهزة أسهم في سرعة الاستجابة وفاعلية التنفيذ. وأضاف أن المحلية ستواصل دعمها لهذه الجهود لضمان استدامة الأمن والاستقرار.وأفاد مدير شرطة محلية النهود العقيد شرطة آدم محمد، أن الحملة استهدفت عدداً من الأحياء والاوكار التي تم رصد أنشطة إجرامية فيها، مشيرًا إلى أن العمليات نُفذت وفق معلومات دقيقة وخطط مسبقة بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.وأوضح أن نتائج الحملة تعكس جاهزية القوات وكفاءتها في التعامل مع التهديدات الأمنية، مؤكدًا أن العمل سيتواصل بوتيرة أعلى خلال الفترة المقبلة لملاحقة المجرمين والحد من انتشار الجريمة.وتشير (سونا) إلى أن الحملة شهدت مشاركة ميدانية واسعة من قيادات الأجهزة الأمنية المشتركة والقضائية، ما يعكس التكاتف المؤسسي في مواجهة التحديات الأمنية بمحلية النهود.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب