شمسان بوست:
2024-11-26@16:57:06 GMT

آخر إمبراطور من أصول يمنية.. من هو؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

المصدر : RT

كانت سيرة تافاري ماكونين الرجل الذي ارتقى إلى عرش إثيوبيا في 2 نوفمبر عام 1930 باسم هيلا سيلاسي الأول، أسطورية بجدارة من بدايتها وحتى نهايتها المأساوية.

كان تافاري المولود في 23 يوليو عام 1892، يعتبر نفسه الحفيد 225 لملكة سبأ بلقيس والنبي سليمان، وقد انتهى المطاف به في قبر سري تحت أرضية قصره.



والد تافاري ماكونين الذي أصبح يدعى هيلا سيلاسي بعد تعميده، كان أحد المستشارين العسكريين الكبار لإمبراطور الحبشة منليك الثاني، وقد ورث لقب الوجاهة والنفوذ “رأس” منه بعد وفاته في مارس عام 1906، ثم عين لاحقا حاكما لمسقط رأسه هراري في عام 1911.

بعد وصول إياسو الخامس إلى عرش الإمبراطورية الحبشية في عام 1913، برز تكتل في أعلى هرم السلطة في البلاد ضده بسبب تمسكه بالإسلام، علاوة عل مساندته لألمانيا في تلك الحقبة.

احتد الصراع وأفضى إلى خلع هذا الإمبراطور وتنصيب الأميرة زوديتا، ابنة منليك الثاني، فيما أصبح تافاري ماكونين وصيا رئيسا على الإمبراطورة وقائدا للقوات الإمبراطورية.

الإمبراطور المخلوع صحبة والده حاولا استرداد العرش بالقوة والزحف على العاصمة أديس أبابا إلا أن المحاولة فشلت وتمكن تافاري من سحق جيشهما.

بحلول عام 1917، تمكن تافاري ماكونين من القضاء على فلول الإمبراطور المخلوع تماما، وبدأ بعد أن استتب الأمر له في إجراء إصلاحات داخلية وخارجية.

لم يتوقف طموح تافاري عند هذا الحد، واعتلى العرش رسميا باسم هيلا سيلاسي في 2 نوفمبر عام 1930، وقلد نفسه في تلك المناسبة بأعلى وسام في البلاد وهو، الصليب الأكبر من وسام سليمان

تمكن إمبراطور إثيوبيا الجديد من إحداث تغييرات مهمة في بلاده منذ أن تولى الوصاية على العرض.

تلك الإصلاحات تعززت بعد توليه العرش، ورفعت من مكانة بلاده وحولتها إلى دولة استثنائية في القارة الإفريقية حينها.

تم بناء العشرات من المؤسسات التعليمية والمستشفيات في إثيوبيا، وأوليت عناية خاصة لاستخراج الذهب والفضة، كما انضمت البلاد إلى عصبة الأمم، وظهر لها لأول مرة في تاريخها، دستور في يوليو عام 1931. هذا الدستور بني على القانون الأساسي لدستور “ميجي” في الإمبراطورية اليابانية.

لم يهنأ حفيد ملكة سبأ الأسطوري بعرشه طويلا، فقد زحفت القوات الإيطالية لاحتلال إثيوبيا بعد أن حصلت على موطئ قدم في إريتريا.

تصدى هيلا سيلاسي لقوات الغزو الإيطالي بقيادة الجنرال رودولفو غراتسياني، إلا أن تلك الحرب الضروس انتهت باستيلاء الإيطاليين على أديس أبابا في 5 مايو 1936، ثم اصبح ملكها فيكتور إيمانويل الثالث، إمبراطورا لإثيوبيا.

هيلا سيلاسي فر إلى جيبوتي ومنها إلى السودان ثم حط في بريطانيا لاجئا سياسيا بلا عرش، فيما بقيت إثيوبيا تحت السيطرة الإيطالية حتى الخامس من مايو عام 1941، تاريخ دخول القوات البريطانية إليها وطرد الإيطاليين من هناك.

كان بين القوات البريطانية في ذلك الوقت قوة محلية قادها هيلا سيلاسي بنفسه، تضاعف عددها مع التقدم نحو أديس أبابا.

تمكن الإمبراطور هيلا سيلاسي العائد إلى العرش، من القضاء على معارضيه وجيوب المتعاطفين مع الاحتلال الإيطالي بشكل تام في عام 1943، وبدأ مجددا في محاولة بناء بلاده بطرق عصرية.


الأوضاع الداخلية لم تستقم له تماما وتعرض الإمبراطور لمحاولات للإطاحة به واغتياله، ثم دخل في خريف عام 1961 في نزاع مسلح مع إريتريا التي سعى أهلها إلى الانفصال عن إثيوبيا، وخاضوا في سبيل ذلك كفاحا مسلحا تواصل لعدة عقود.

الكوارث والنكبات لم تتوقف عند هذا الحد، وشهدت البلاد بين عامي 1972 – 1974 مجاعة قاسية ناجمة عن الجفاف أودت بحياة عدد كبير من السكان. اتسع الاستياء من النظام القائم، وبادر الجيش إلى التدخل وقام بالإطاحة بالإمبراطور هيلا سيلاسي في 12 سبتمبر عام 1974.

اعتقل الإمبراطور وجميع أفراد عائلته ووضع تحت الإقامة الجبرية. في وقت لاحق في 27 أغسطس عام 1975 قتل هيلا سيلاسي الأول مع ستين من كبار الشخصيات المقربة منه.

شاع أن الإمبراطور وكان ناهز حينها من العمر 83 عاما قد قتل بكتم أنفاسه بوسادة، فيما أعلنت الحكومة العسكرية الإثيوبية المؤقتة أن هيلا سيلاسي “توفى بعد إصابته بمرض خطير”.

لاحقا تبين أن الإمبراطور الذي اشتهر بولعه بالحياة المترفة وبالملابس البراقة المذهبة وبتربية الأسود والفهود قد دفن مع أفراد حاشيته في قبر سري بالقرب من مرحاض تحت أرضية القصر الإمبراطوري.

جثة هيلا سيلاسي استخرجت في فبراير عام 1992، وتم التأكد منها، وأعيد دفن رفاته في 5 نوفمبر عام 2000 بشكل رسمي في كنيسة الثالوث المقدس في العاصمة أديس أبابا. هكذا طويت صفحة هذا الإمبراطور “الأسطوري”.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: أدیس أبابا

إقرأ أيضاً:

فاروق فلوكس يكشف أسرار نشأته: والدتي من أصول تركية ووالدي صعيدي

تحدث الفنان فاروق فلوكس عن نشأته في حي عابدين بالقاهرة، أحد الأحياء الشهيرة في العهد الملكي، حيث وُلد في 11 نوفمبر، وهو اليوم نفسه الذي يتزامن مع عيد ميلاد الملك فاروق، مؤكدًا أنه نشأ في بيئة مليئة بالتنوع الثقافي، فكانت والدته من أصول تركية ووالده صعيدي، وكان جيرانه من مختلف الجنسيات، بينهم اليهودي والأرمني، ما منح طفولته بعدًا خاصًا.

وأشار «فلوكس» خلال استضافته في برنامج «واحد من الناس» المُذاع على فضائية «الحياة»، إلى أنه كان يشاهد الملك فاروق ينظر من شرفة قصره المطل على ميدان عابدين، بينما يردد الشعب «يا زين يا فاروق» تعبيرًا عن حبهم له.

مغادرة الملك فاروق مصر عبر مركب المحروسة

وبشأن مغادرة الملك فاروق مصر، كشف فلوكس عن حزنه العميق بعد رحيل الملك، وقال: «كان فاروق محط حب المصريين، وزعلت جدًا عندما غادر مصر على مركب المحروسة، خاصة بعد الأحداث التي أدت إلى خروجه».

التكوين الثقافي لفاروق فلوكس 

وأوضح أنه بدأ دراسته في كلية الهندسة، حيث كان لديه شغفًا بتعلم الفنون الهندسية، لكن الحياة أخذته في مسار آخر حينما دخل مجال التمثيل، مشيرًا إلي أنه أيضًا درس في كلية الحقوق.

وفي حديثه عن خدمته العسكرية، قال فلوكس إنه تطوع في الجيش المصري عام 1955، وشارك في حرب السويس عام 1956، وهو ما أثر بشكل كبير على رؤيته للعالم وعلى شخصيته.

مقالات مشابهة

  • «كوداك» الأميركية لمعدات التصوير تبيع مجموعة أصول إلى «ماستركارد»
  • حادث مروع في السعودية ينهي حياة أسرة يمنية بالكامل
  • فاروق فلوكس يكشف أسرار نشأته: والدتي من أصول تركية ووالدي صعيدي
  • مصر تحذر من خطورة تصرفات إثيوبيا تجاه نهر النيل
  • وفاة صادمة لكاتبة قصص أطفال يمنية شهيرة
  • "gfh" تستحوذ على أصول سكنية بـ300 مليون دولار في أميركا
  • شاهد | سيدة يمنية افتتحت مشروع مما تنتجه من أشغال تراثية من سعف النخيل
  • غانتس يدعو للعمل بقوة ضد أصول الحكومة اللبنانية
  • مقاتلة الجيل السادس الصينية.. ماذا تعرف عن الإمبراطور الأبيض؟
  • غرق 6 أفراد من أسرة يمنية أثناء نزهة في وادي مور