لجريدة عمان:
2025-04-22@09:56:35 GMT

لماذا يستفزنا نديم قطيش لهذا الحد؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

رغم أن مستخدمي الشبكات الاجتماعية ما قصروا في نديم قطيش، إلا أنني أُريد تحليل خطابه أكثر لنفهم لما يستفزنا هراء «الشرقين أوسطين» لهذا الحد. أعتمد في نقدي على المقال الذي نشرته الشرق الأوسط في 26 مارس 2024، الذي يحمل شكلا ومضمونا ما قاله على سكاي نيوز، ربما مع بعض التفصيل.

يقول في الفقرة الثانية: «في غزة، يصارع أكثر من مليون فلسطيني شبح المجاعة، في حين تنفق مدن مئات المليارات من الدولارات للتطوير».

وصياغة الأمر بهذه الطريقة يقول لنا أن ثمة واقعين: الأول، واقع تفرض فيه قوى متحكمة (إسرائيل ومسانديها) على مجتمع غزة المجاعة، فيما تصل مجتمعات من الرفاه بحيث تُقامر بملايين الدولارات في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الجديدة. فيما يُدرج في الفقرة التالية الأسباب التي يعتقد قطيش أن المجاعة نتيجتها، فيقول: «غزة اليوم فريسة للنتائج المميتة لمشروع تهيمن عليه أيديولوجيا المقاومة، وضحية مكشوفة بناسها وعمرانها لسياسات محددة عاجزة عن تجاوز صراعات الماضي والتأسيس لمستقبل آخر.» وفقا لقطيش ثمة سببان للإبادة في غزة. الأول، يتمثل في تبني أهالي غزة لأيدولوجيا المقاومة، أما الثاني فيتمثل في عدم تحركهم باتجاه تجاوز صراعات الماضي. نفهم أن صراع الماضي الذي يعنيه هنا هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. اعتبار هذا الصراع ينتمي إلى الماضي، يعني أن الكاتب لا يؤمن أن إسرائيل -ما قبل 7 أكتوبر- كانت تفرض على الغزيين بشكل يومي ظروفا خانقة تمنعهم من ممارسة الحياة الطبيعية، هذا إذا ما استثنينا الحروب المُدمرة العديدة التي مرت على القِطاع. ينطلق الكاتب في نقده من منطق مغلوط وهو اعتبار أن الفلسطينيين والخليجيين تتوفر لهم الظروف ذاتها، في تجاهل لوقوع أراضيهم تحت الاحتلال لثلاثة أرباع قرن، تعرضهم للتطهير العرقي، للحصار، الفصل العنصري، القتل، السجن، التعذيب، النزوح المتتالي، العقاب الجماعي، إلى آخره من أشكال القهر التي تجعل الحياة الطبيعية غير ممكنة. فما بالك بأن يكون لديهم رفاه التخطيط للمستقبل، والمقامرة بملايينهم في استثمارات غير محسوبة، توحي -على نحو مزيف ومقنع- بالتنمية والتطوير (وهذا سنتناوله لاحقا). فوق هذا فهو يُحمّل الضحايا مسؤولية مصيرهم، عوضا عن نقد الفاعل، ونقد المتواطئين. فثمة سياق جعل حماس تحكم القطاع. تأييد ما فعلته حماس من عدمه شيء، والفصل بين السلطة الحاكمة والمحكومين شيء آخر تماما. هذا في الظروف التي تتولى فيها القوة الحاكمة السلطة على نحو طوعي عبر الانتخابات، فما بالك ببؤرة صراع، تحكم فيها قوة تمكنت من تولي السلطة عبر انقلاب.

أما عن تبنيهم للمقاومة، فالمقاومة -كما أفهمها- وبحكم التعريف، تأتي كردة فعل للتعرض للظلم (أيا كان)، إنها تعني أنك الطرف الأضعف في الصراع، وأنك تستخدم ما بيديك من أدوات (مهما قلت، ومهما ضعف مفعولها) لرفع هذا الظلم. فأنت لا تُسمي افتعال روسيا لحربها ضد أوكرانيا مقاومة، بينما ينطبق على دفاع أوكرانيا عن نفسها مفهوم المقاومة. المقاومة إذن ليست خيارا، ويُمكن أن ينبري تحتها عدد لانهائي من الأفعال. فحمل مفاتيحك حول عنقك حتى تحين العودة - مقاومة، وزرع أشجار الزيتون كُلما اقتلعت - مقاومة، وأن تطبخ العدس كل يوم لمن هُجروا من الشمال - مقاومة أيضا، وحمل السلاح مقاومة لا شك في مشروعيتها. ولنفترض أن للفلسطينيين أن يختاروا بين الرضا بالاستعمار، ومقاومته. كيف لنا أن نجعل الرضا أرفع شأنا أخلاقيا من المقاومة؟ عندما نكون أمام معضلة أخلاقية كثيرا -أجرؤ أن أقول غالبا- ما يكون الفعل الفاضل (كما يحب أن يسميه الفلاسفة) أصعب من الرذائل. الاستسلام أسهل من التغيير، والرضا بالشيء أيسر من رفضه وتحمل ثمنه الذي كثيرا ما يكون باهظا.

يتحدث قطيش في الفقرة نفسها عن «(إعلاء) أولويات السلام». فكرة السلام في السياق الفلسطيني مهمة؛ لأنها لطالما استخدمت كعذر لاستدامة توسيع المستعمرات، وكل أشكال الظلم التي تأتي مع الاستعمار، بينما تجري مباحثات السلام مثل إلهاء عما يحدث على الأرض. لمباحثات السلام أيضا وظيفة أخرى، وهو تأطير القضية بشكل يُساوي بين الطرفين. فيما ينزع من الفلسطينيين حقهم في استعادة الأرض، العودة، تحديد المصير، والتأكيد أن الوجود الإسرائيلي غير مشروع البتة، وما كانت الدولة الإسرائيلية لتوجد لو أن العالم -لا أقول يسير بمبادئ العدالة- ينبري للمبادئ نفسها، دون تمييز. مفاوضات السلام تضع العرب في موقع مساومة، وتعرضهم لضغط يدفعهم للقبول ببعض ما لهم، عوض أن يُرد لهم حقهم الكامل.

لن أُعلق على عدم سياقية ما يقوله عن هجمات السابع من أكتوبر؛ لأننا «خلّصنا الكلام» في هذه المسألة لكثرة ما «عدنا وزدنا فيها».

قبل أن أُنهي المقال، أُحب التعليق على تقليعة الذكاء الاصطناعي. من يُتابع مبادرات الإمارات والسعودية في هذا المجال، يُدرك بسهولة أن استثماراتهم في المجمل شكلية، إنها تدعي المواكبة، بل والريادة، دون أن توفر الظروف للتطوير وأهمها الوعي الحقيقي، والمساءلة الأخلاقية والقانونية لهذه التكنولوجيا.

نعم ثمة شرقان أوسطان، شرق نجحت فيه القوى الاستعمارية للتوصل إلى صيغة تُقنّع فيها استعمارها تحت أقنعة الاستشارات والصفقات الاقتصادية، وشرق آخر يظهر فيه بجلاء بطش الاستعمار والاستغلال والعنصرية. شرق وُفرت له ظروف تُلهيه بما يكفي ليكون راضيا ومستكينا، وآخر تُجبره الظروف على أن يصمد ويقاوم. شرق تقدر فيه السلطة على شراء الأصوات، وملاحقتها -إن تعذر الشراء-، وشرق لا يملك رفاهية اللعب الناعم، فتتواطأ فيه السلطة مع الجناة، وتساهم في الإبادة. شرق يشتعل، وشرق يُوشك أن يشتعل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«مقاومة وانتصار» فى ختام مسرح الجنوب ومصر تستحوذ على معظم الجوائز

شهد الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، والناقد الفني هيثم الهوارى رئيس المهرجان، رئيس اتحاد المسرحين الأفارقة، مساء أمس الأحد، حفل ختام الدورة التاسعة للمهرجان الدولي لشباب الجنوب، الذي نظمته مؤسسة «س» للثقافة والإبداع، على مدار 6 أيام وسط إقبال جماهيري لمشاهدة العروض المسرحية المُقدمة بقصر الثقافة ومركز الأورام بقنا، وعدد من القرى النجوع ومراكز الشباب، والأورام، والتي استمرت في الفترة من 15 إلى 20 أبريل الجاري على مدار 6 أيام متواصلة، بالإضافة إلى الورش التدريبة في مجال التمثيل، التأليف، المكياج، العرائس.

ختام فعاليات مسرح الجنوب

بدأ الحفل بالعرض المسرحي «مقاومة وانتصار» نتاج ورشة التمثيل، تدريب المخرج أحمد السيد، والذى تناول القضية الفلسطينية بعد التحرير كيف ستكون مستقبلاُ، أعقبه فيلم عن حصاد المهرجان لدورته التاسعة.

ختام فعاليات مسرح الجنوب

ثم كرمت إدارة المهرجان بعض الرموز الداعمة من قبل المهرجان، وتكريم الفرق المشاركة، لجان التحكيم والعروض، الإعلاميين والصحفيين، وقام بتقديم الحفل الكاتب بكرى عبد الحميد، والإعلامية سمية فتحي.

وكانت نتيجة لجنة تحكيم مسابقة مسرح الشارع والفضاءات المفتوحة التي أعلنتها لجنة التي أعلنتها لجنة التحكيم والمكونة من الدكتورة رانيا فتح الله من مصر، والدكتور محمد عبد المنعم من مصر، والفنان عادل شمس من البحرين، كالتالي:

أولاً: شهادات التقدير والتميز:

- منح شهادة تقدير للفنان علي عن عرض «علي حافه الانهيار».

- منح شهادة تميز لعرضه «طف وطاف»- العراق.

ثانياً: الجوائز الفردية

- جائزة أفضل موسيقى عن عرض «فوبيا»- العراق للدكتور قيس الكناني.

جائزة أفضل سينوجرافيا عن عرضه «فوبيا»- العراق.

جائزة أفضل ممثل ثاني «أزهرى الأسدى» عرض «طف وطوفان» - العراق.

- جائزة أفضل ممثله ثاني «مناصفة بين: فاطمة الزهراء و نزهة حسنى» عرض «طف وطوفان» العراق.

- جائزة أفضل ممثل أول «زين الكريدى» عرضه «فوبيا» - العراق.

- جائزة أفضل ممثلة أولى «صافية الطرابلسى» عرضه «طف وطوفان» - العراق.

- جائزة أفضل نص مسرحي «طف وطوفان» للمؤلف محمود أحمد - العراق.

- جائزة أفضل مخرج « حسين الذهبى» عرضه «فوبيا»- العراق.

ثالثاً: جائزة العرض الفائز بالمركز الأولى

- حصل عليها عرضه «فوبيا» لفرقة اللوغوس - العراق.

أما نتيجة المسابقة الرسمية، والتي أعلنتها لجنة التحكيم والتي تكونت من الفنان القدير طالب البلوشى، والفنان القدير وليد سعد الدين، والفنان القدير يوسف إسماعيل، كالتالي:

فئة التمثيل

- أفضل ممثل أول: عبد العاطى نادى عن مسرحية الواغش «مــصــر».

- أفضل ممثل ثاني: عبد القادر الدريدى عن مسرحية فى شارع الحرب «تونس».

- أفضل ممثل ثالث: مصطفى محمد غريب عن مسرحية ميراث الدم «مـصــر».

- أفضل ممثلة أولى: نيرفانا الخطيب عن مسرحية رحيل «الأردن».

- أفضل ممثلة ثانية: ايمان متولى عن مسرحية الواغش «مصر».

- أفضل ممثلة ثالثة: مريم صوفى عن مسرحية وانقطع الخط «المغرب».

ختام فعاليات مسرح الجنوب

النص المسرحي

- أفضل نص مسرحي أول: الواغش «رأفت الدويرى» مــصـر.

- أفضل نص مسرحي ثاني: فى شارع الحرب «نزهة حسنى - حسان العوينى» تونس.

- أفضل نص مسرحي ثالث: وانقطع الخط «شكيب عبد الحميد» المغرب.

الإخراج

- أفضل إخراج أول هو: فى شارع الحرب «نزهة حسنى» تونس.

- أفضل إخراج ثاني هو: الواغش «أحمد عبد المنتصر فؤاد» مــصـر.

- أفضل إخراج ثالث هو: عجيج فاطمة «محمد الحجيرى» البحرين.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة

- ذهبت إلى «كولومبيا» عن مسرحية أحبك ماريا.

شهادات التقدير للجنة التحكيم

- عبد الفتاح عمر عن مسرحية الواغش «مصر».

- جومانا رضا جرجس عن مسرحية ميراث الدم «مصر».

- صافيا الطرابلسى عن مسرحية فى شارع الحرب «تونس».

- ميرنا محمد عن مسرحية شريط كاسيت «مصر».

جائزة السينوغرافيا

- أفضل جائزة سينوغرافيا أول ذهبت إلى مسرحية الواغش «مصر».

-أفضل سينوغرافيا ثانى ذهبت إلى مسرحية فى شارع الحرب «تونس».

- أفضل سينوغرافيا ثالث ذهبت إلى مسرحية شريط كاسيت «مصر».

ختام فعاليات مسرح الجنوب

الجائزة الكبرى

- جائزة افضل عرض مسرحي أول ذهبت إلى مسرحية الواغش «مصر».

- جائزة افضل عرض مسرحي ثاني ذهبت إلى مسرحية شارع الحرب «تونس».

- جائزة افضل عرض مسرحي ثالث ذهبت إلى مسرحية وانقطع الخط «المغرب».

يذكر أن الدورة التاسعة من المهرجان، تحمل اسم الدكتور عايدة علام، وتحتفل بالمسرح الفلسطيني تحت شعار «المسرح مقاومة»، برعاية وزارة الثقافة، وزارة الشباب والرياضة، محافظة قنا، مؤسسة مصر الخير، مؤسسة إيزيس للاستشارات الهندسية، مدينة دريمز، دار الوفاء للطباعة النشر، جمعية التنمية والبيئة والمجتمع بدندرة، مجلة المشهد المسرحي، جميعة أنا المصرى بقنا.

اقرأ أيضاًمسرح الجنوب يُشعل أجواء قنا بعروض فنية متنوعة في مركز شباب دندرة

فعاليات مسرح الجنوب بمعهد الأورام بقنا

قنا تستعد لانطلاق مهرجان مسرح الجنوب في دورته التاسعة منتصف أبريل المقبل

مقالات مشابهة

  • توحيد الصف الفلسطيني أساس الصمود
  • لماذا حرصت القسام على توثيق عملية بيت حانون بالفيديو؟ خبير عسكري يجيب
  • صوت الشارع العالمي.. حين تتحول المظاهرات إلى مقاومة دبلوماسية
  • رفع أنقاض الماضي
  • «مقاومة وانتصار» فى ختام مسرح الجنوب ومصر تستحوذ على معظم الجوائز
  • “الشرع” و”أبو مازن” يعلنان محاربة المقاومة الفلسطينية.. عميلان لـ “توجّـه” واحد!
  • عبد السلام فاروق يكتب: عمار الشريعي.. قيثارة الموسيقى التي أنارت دنيا النغم
  • البزري: لتكون هذه المناسبة المجيدة حافزاً لتخطّي الأزمات التي عايشناها
  • لماذا ترتفع أسعار الذهب، ومتى تنخفض؟ إليكم العوامل الحاسمة التي تؤثر في سعر الذهب.
  • كذبة جدلية الهامش والمركز ودولة ٥٦ هي من أكبر الاكاذيب التي دمر بها السودان الحديث