لجريدة عمان:
2025-04-17@04:26:21 GMT

مؤتمر باريس حول السودان.. بارقة أمل

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

بعد مضي عام كامل من بداية الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع سيعقد في العاصمة الفرنسية باريس مؤتمر دولي حول السودان في منتصف هذا الشهر (أبريل).

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الذي سيتزامن مع موعد مبدئي لاستئناف المفاوضات بين طرفي الحرب في 18 من الشهر الجاري، في ظل سعي جاد من المجتمع الدولي للالتفات إلى حرب السودان المنسية، بعد أن بلغت أعداد النازحين واللاجئين جراء هذه الحرب مستويات غير مسبوقة بحسب تقارير الأمم المتحدة، حيث بلغ عدد النازحين واللاجئين أكثر من 8 ملايين سوداني في أقل من عام.

وفيما تبدو مؤشرات واضحة على أن ثمة توافقا بين اللاعبين الإقليميين والدوليين هذه المرة بضرورة إنهاء الحرب العبثية في السودان، بعد أن كشف المبعوث الأمريكي للسودان توم برييلو عن توافق لمسه من الأطراف الإقليمية والدولية إثر جولة له في المنطقة شملت دولاً عربية وإفريقية معنية بالشأن السوداني، فإن ثمة ارتباطا وثيقا بين موعد انطلاق مؤتمر باريس في 15 من شهر أبريل الجاري، وبين موعد أولي لاستئناف المفاوضات في 18 من الشهر ذاته.

وبحسب الصحافة الفرنسية فإن المؤتمر سيناقش ملفات مختلفة حول الحرب في السودان، سواءً أكان ذلك في الجانب الإنساني أم الجانب السياسي؛ نظرًا للارتباط الوثيق بين الملفين، كما ستشارك في المؤتمر أطراف دولية وإقليمية وازنة، تضم الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي والإيقاد. ويبلغ عدد جميع المشاركين عشرين دولة ومنظمة دولية.

يهدف المؤتمر إلى «السماح للأسرة الدولية بأن تكون فعالة بصورة جماعية من أجل التوصل، في مرحلة أولى، لفتح مسارات للمساعدات الإنسانية وإيقاف إطلاق النار ثم استئناف عملية للسلام».

داخليًا، كان واضحًا أن الأزمة السياسية السودانية بعد أن تحولت إلى صراع مسلح أصبحت أكثر بعدًا عن قدرة الفرقاء السياسيين السودانيين على اجتراح حلول محلية يتوافقون عليها، فالمؤشرات التي كانت ينطوي عليها حراك المجتمع السياسي السوداني وطبقته الحزبية بعد الثورة وقبل الحرب كانت من الوضوح بمكان في الدلالة على انسدادات بنيوية في طبيعة الأزمة.

ذلك أن التجربة السياسية لنظام المتشددين الذي استمر 30 عامًا إثر انقلابهم على الحكومة الديمقراطية المنتخبة في عام 1989 كانت قد راكمت من الخطايا السياسية ما جعل من تعقيدات تدخل المجتمع الإقليمي والدولي في السودان أمرًا بالغ التركيب بحيث يمكننا القول إن تدخلات المجتمع الدولي إثر الخطايا السياسية طوال ثلاثين عامًا شهدت محطات فارقة؛ منها الحصار الاقتصادي للسودان الذي استمر لأكثر من 27 عامًا وأدخل السودان في أزمات كبيرة لعبت دورًا مؤثرًا في تعطيل التنمية والتحديث، كما أن إدراج السودان في لائحة الدول الراعية للإرهاب زاد من مشكلات السودان اللوجستية مع العالم، إلى جانب الحروب الأهلية التي اندلعت في دارفور وجبال النوبة وشرق السودان، وانتهاءً بانفصال جنوب السودان في عام2011 لهذا يمكن القول إن هذه الحرب الدائرة في الخرطوم منذ عام بين الجيش وقوات الدعم السريع هي ذروة المأزق السياسي الذي راكمته خطايا نظام الرئيس المعزول عمر البشير طوال ثلاثين عامًا.

لقد مر السودان بحروب أهلية طرفية اندلعت فيه حتى قبل استقلاله، واستمرت محطات الحرب الأهلية متنقلة تنطفئ هنا لتشتعل هناك، إلى أن اندلعت الحرب في المركز (الخرطوم) الذي كان يشعل الحروب في الأطراف.

يدرك السودانيون مرارات الحرب الأهلية، نتيجة تاريخ طويل صحبوا فيه تلك الحرب المتنقلةً بين جنوب البلاد وغربها وشرقها، لهذا فإن هذه الحرب اليوم تبدو فيها التدخلات الاقليمية والدولية بادية للعيان، الأمر الذي يمكن القول معه؛ إنه متى ما أدركت تلك الأطراف أن ثمة حاجة لوقف هذه الحرب خشية وصولها إلى نقطة اللاعودة في منطقة جيوسياسية خطيرة كالسودان الذي تجاوره 5 دول شهدت حروبًا أهلية (ليبيا- تشاد- إفريقيا الوسطى- أثيوبيا- جنوب السودان) فإن هناك إمكانية لتوقف الحرب داخل السودان.

وبحسب تقرير التصنيف المرحلي لإحدى الهيئات العالمية فإنه «دون وقف فوري للأعمال القتالية ونشر كبير للمساعدات الإنسانية... فإن سكان ولايتي الخرطوم والجزيرة ودارفور الكبرى وكردفان الكبرى، مهددون بالوصول إلى أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية خلال موسم الجفاف المقبل الذي يبدأ في أبريل- مايو 2024». لهذا يستبق المجتمع الدولي جهوده لوقف الحرب في السودان قبل حلول شهر مايو المقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السودان فی فی السودان هذه الحرب الحرب فی

إقرأ أيضاً:

مؤتمر علمي يناقش دور الذكاء الاصطناعي في الصيدلة بجامعة كفر الشيخ | صور

شهد الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، اليوم، المؤتمر العلمي الحادي عشر والذي نظمته كلية الصيدلة جامعة كفر الشيخ، بالاشتراك مع نقابة صيادلة كفر الشيخ، تحت عنوان " الذكاء الاصطناعي في الصيدلة والرعاية الصحية".

رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد احتفالات عيد القيامة بكنيسة مارمينا والبابا كيرلس | صورمحافظ كفر الشيخ: توفير 150 كرتونة مواد غذائية بأسعار مخفضة بمدينة مسير

جاء ذلك بحضور الدكتور علي أبو شوشة، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الأسبق، والدكتور محمد أبو والي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب الأسبق، والدكتور حسن يونس، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث السابق، والدكتور رمضان الدوماني، عميد كلية الصيدلة، ومقرر المؤتمر، والدكتور محمد فهمي نقيب الصيادلة، وعمداء كليات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة من مختلف الجامعات المصرية وطلبة الكلية.

القيادة السياسية تهتم بالبحث العلمي

وخلال كلمته، رحب الدكتور عبدالرازق دسوقي رئيس جامعة كفرالشيخ، بالحضور، مؤكداً أن القيادة السياسية تهتم بنشر الفكر والوعي والبحث العلمي، مشيدًا بما يشهده التعليم العالي والبحث العلمي من تطوير على مستوى المنشآت والأنشطة العلمية والذي يأتي في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وخطة الدولة للعمل في المحاور الخاصة بـ رؤية مصر2030 بهدف إتاحة التعليم للجميع دون تمييز.

وأشار رئيس جامعة كفر الشيخ، إلى أن المؤتمر يهدف إلى الاستفادة من تطبيق نتائج الأبحاث العلمية في مجالات الصيدلة وصناعة الدواء والتخصصات الطبية الأخرى لخدمة المجتمع بمختلف فئاته متمنيا التوفيق والخروج بتوصيات تخدم العملية التعليمية في الجامعة.

كما أعرب رئيس الجامعة عن سعادته بالتعاون المثمر بين كلية الصيدلة ونقابة الصيادلة على مدار سنوات، مثمنًا الدور الحيوي الذي تقوم به كلية الصيدلة في خدمة المجتمع والتفاعل مع الأحداث الطبية الهامة التى تتعلق بالدواء وصحة الفرد.

وأشار إلى أن إدارة الجامعة تهتم اهتماماً كبيراً بالبحث العلمي وأن الندوات والمؤتمرات وورش العمل فرصة مهمة لالتقاء الأجيال العلمية وتبادل الخبرات والتواصل العلمي للوصول إلى الجديد، مقدماً الشكر لكل القائمين على المؤتمر.

وأكد رئيس جامعة كفر الشيخ، أن قطاع الصحة في مصر يحظى باهتمام وعناية متزايدين؛ لكونه من المجالات الرئيسية للتنمية البشرية بشكل خاص وللمسار التنموي للبلاد بشكل عام، فضلًا عما يمثله الانتفاع بخدمات صحية متطورة من تكريس للمبادئ والحقوق الأساسية للإنسان على اختلاف انتماءاته الاجتماعية والجغرافية وغيرها. والذي يأتي في إطار خطة الدولة للعمل في المحاور الخاصة برؤية مصر2030، والتي شملت الإصلاح في عدة محاور منها إصلاح المنظومة الصحية، وتضمنت الاستراتيجية في مجملها إجراءات تهدف بالأساس إلى دعم هذا القطاع؛ حتى يصبح قادرًا على الاطلاع بدوره في معاصرة المسيرة التنموية وتأمين حياة سليمة وصحية لكل المصريين.

وفي كلمته، رحب الدكتور رمضان الدوماني عميد كلية الصيدلة ومقرر المؤتمر، بالضيوف المشاركين في المؤتمر متمنيًا التوفيق فيما يناقشة من محاور هامة، وأشار إلى أن المؤتمر تضمن العديد من المحاور في المجالات المختلفة التي تهم المجتمع، وأن الكلية تسير بخطى ثابتة من أجل استحداث برامج مميزة ووحدات متخصصة لخدمة المجتمع. 

وأضاف، أن المؤتمر يهدف للتوعية الصحية من خلال طلاب الكلية، وذلك في إطار دورها المجتمعي تجاه المجتمع، حيث تقدم الكلية خريجين مدربين على أعلى مستوى لخدمة الأهالي.

حاضر خلال فعاليات المؤتمر نخبة من العلماء المصريين وخبراء الطب والصيدلة المتميزين بغرض تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والمعرفة بين الباحثين والطلاب وتحقيق الدور المهم لكلية الصيدلة في خدمة المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الحرب في عامها الثالث.. ما الثمن الذي دفعه السودان وما سيناريوهات المستقبل؟
  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • ريال مدريد يودع دوري أبطال أوروبا على يد آرسنال الذي ضرب موعدًا مع باريس سان جيرمان
  • أكاديمية الشرطة تنظم مؤتمرًا علميًا حول مفردات بناء الشخصية المصرية ومردودها على الأمن
  • سردية لندن: مؤتمر لم يُصفّق له الكيزان ولم يحضره القتلة
  • مؤتمر لندن ومعادلة المكسب والخسارة
  • فشل مؤتمر بريطانيا في تشكيل مجموعة اتصال لمحادثات وقف الحرب بالسودان
  • السودان.. “الخارطة الإفريقية” تتصدر مناقشات مؤتمر لندن
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب
  • مؤتمر علمي يناقش دور الذكاء الاصطناعي في الصيدلة بجامعة كفر الشيخ | صور