واشنطن (رويترز) - تواجه إيران معضلة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا، وهي كيفية الرد دون إشعال فتيل صراع أوسع يقول محللو شؤون الشرق الأوسط إن طهران لا ترغب فيه على ما يبدو.

وجاء هجوم يوم الاثنين الذي أسفر عن مقتل قائدين وخمسة مستشارين عسكريين إيرانيين في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، في الوقت الذي تسرّع فيه إسرائيل حملة طويلة الأمد على إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها.

وتعهد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي بالثأر.

ولدى طهران خيارات. إذ يمكنها إطلاق العنان للجماعات المتحالفة معها لشن عمليات على القوات الأمريكية، أو استخدامها لشن ضربات على إسرائيل مباشرة، أو تكثيف برنامجها النووي الذي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة طويلة إلى كبح جماحه.

وقال مسؤولون أمريكيون تحدثوا شريطة عدم كشف هوياتهم إنهم يراقبون الوضع عن كثب لمعرفة ما إذا كانت الجماعات المتحالفة مع إيران ستهاجم القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا، مثلما حدث في الماضي، ردا على الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم الاثنين.

وتوقفت مثل هذه الهجمات الإيرانية في فبراير شباط بعد أن ردت واشنطن على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن بعشرات الضربات الجوية على أهداف في سوريا والعراق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وفصائل مدعومة منه.

وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم لم يحصلوا بعد على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الجماعات المتحالفة مع إيران تتطلع إلى مهاجمة القوات الأمريكية في أعقاب هجوم يوم الاثنين، والذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنه أسفر عن مقتل أعضاء في الحرس الثوري الإيراني من بينهم القائد الكبير محمد رضا زاهدي.

وحذرت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء طهران صراحة من مهاجمة قواتها.

وقال روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "لن نتردد في الدفاع عن قواتنا، ونكرر تحذيراتنا السابقة لإيران ووكلائها بعدم استغلال الوضع... لاستئناف هجماتهم على العسكريين الأمريكيين".

* تجنب حرب شاملة

قال مصدر يتابع القضية عن كثب وطلب عدم ذكر اسمه إن إيران تواجه من جديد إشكالية الرغبة في الرد لردع إسرائيل عن شن مزيد من تلك الهجمات بينما تريد أيضا تجنب حرب شاملة.

وتابع قائلا "يواجهون تلك المعضلة الحقيقية.. فإذا ردوا قد يستتبع ذلك مواجهة لا يريدونها بوضوح... يحاولون تعديل وضبط أفعالهم بطريقة تظهر استعدادهم للرد لكن ليس للتصعيد".

وأضاف "إذا لم يردوا في تلك الحالة فستكون حقا علامة على أن ردعهم نمر من ورق"، قائلا إن إيران قد تهاجم سفارات لإسرائيل أو منشآت يهودية في الخارج.

وقال المسؤول الأمريكي إنه بالنظر إلى حجم الضربة الإسرائيلية قد تضطر إيران للرد بمهاجمة مصالح إسرائيلية أكثر من ميلها للنيل من قوات أمريكية.

ويقول إليوت أبرامز خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، إنه يعتقد أيضا أن إيران لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل لكنها قد تستهدف مصالح إسرائيلية.

وأضاف أبرامز "أعتقد أن إيران لا تريد حربا كبيرة بين إسرائيل وحزب الله حاليا، وبالتالي أي رد لن يأتي في صورة تحرك كبير من جهة حزب الله". وتعتبر الجماعة اللبنانية أقوى حليف عسكري لطهران في المنطقة.

وتابع قائلا "لديهم العديد من السبل الأخرى للرد... على سبيل المثال من خلال محاولة تفجير سفارة إسرائيلية".

كما يمكن أن ترد إيران بتسريع وتيرة تطوير برنامجها النووي الذي كثفت العمل عليه منذ انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، وهو اتفاق يهدف لتقييد قدرات طهران النووية مقابل منافع اقتصادية.

لكن أقوى خطوتين، وهما زيادة نسبة النقاء الذي تخصب له اليورانيوم لترتفع إلى 90 بالمئة وهي نسبة صالحة لصنع قنابل وإحياء العمل على تصميم سلاح فعلي قد يكون لها أضرار على طهران إذ قد تستدعي ضربات إسرائيلية أو أمريكية.

وقال المصدر الذي يتابع القضية عن كثب "ستعتبر إسرائيل والولايات المتحدة الحلين بمثابة قرار للحصول على قنبلة... ستكون مخاطرة كبرى. هل هم مستعدون لها؟ لا أعتقد ذلك".

ولا يتوقع جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي.إس.آي.إس) في واشنطن ردا إيرانيا ضخما على الهجوم على سفارتها.

وقال "اهتمام إيران بتلقين درس لإسرائيل أقل من اهتمامها بإظهار عدم ضعفها أمام حلفائها في الشرق الأوسط".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يصمد أمام تهديدات ترامب

انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي، في أول خطاب رئيسي له أمام جمهور عالمي بعد بدايته ولايته الثانية في البيت الأبيض، يوم الإثنين الماضي.

وعززت الانتقادات مخاوف بروكسل على مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقال ترامب من واشنطن، عبر تقنية التصوير المرئي: "لدينا عجز مع الاتحاد الأوروبي يقدر بمئات مليارات الدولارات، ولا يرضى ذلك أحداً، وسنعمل على حل هذه المشكلة".

وفي خطابه الذي استمر قرابة ساعة أمام قادة الأعمال والسياسة المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس في سويسرا، قال ترامب إن بلاده تعامل "على نحو غير عادل..وسيىء للغاية" من الاتحاد الأوروبي، بسبب قواعد الأعمال والتجارة في التكتل. 

استياء أمريكي 

كما اتهم الرئيس الأمريكي الاتحاد الأوروبي بالعزوف عن شراء المنتجات الزراعية، والسيارات من بلاده، وأعرب عن استيائه من شراء أوروبا كميات غير كافية من النفط والغاز من أمريكا. وأشار ترامب، أثناء حملته الانتخابية إلى خطط فرض رسوم جمركية إضافية تتراوح بين 10% و20% على واردات بلاده من الاتحاد الأوروبي، وقال إن من شأن هذه العائدات تعزيز الصناعات المحلية، ومعالجة العجز التجاري. 
وقد كان هناك خلاف تجاري عنيف بين أمريكا والتكتل الأوروبي خلال ولاية ترامب الأولى. 

وفرض ترامب في 2018 رسوما جمركية على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد برسوم جمركية على المنتجات الأمريكية الواردة لأسواقه، مثل الدراجات النارية طراز هارلي ديفيدسون، وويسكي البوربون، والملابس الجينز.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في خطابها أمام دافوس، يوم الثلاثاء، إن التكتل مستعد للتحدث مع ترامب وأن "الأولوية القصوى للاتحاد الأوروبي ستكون الانخراط مبكراً ومناقشة المصالح المشتركة والاستعداد للتفاوض". 

براغماتية أوروبية 

وأضافت فون دير لاين،"سنتسم بالبراغماتية، لكننا سنتمسك دوماً بمبادئنا لحماية مصالحنا، والحفاظ على قيمنا". وتبنت فون ديرلاين نبرة تصالح في خطابها، دون التطرق إلى الرئيس الأمريكي بشكل مباشر. ورغم ذلك، شددت رئيسة المفوضية على أن العالم في سبيله لدخول "حقبة جديدة من المنافسة الجيوستراتيجية القوية"، وأن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى تحسين العلاقات مع الصين، ودول أخرى مثل الهند، مع احتدام المنافسة العالمية. 

وأشارت فون ديرلاين أيضاً إلى نتائج محادثات الاتحاد الأوروبي مع الدول الأربع أعضاء تجمع ميركسور السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية، البرازيل، والأرجنتين، وبارغواي، وأوروغواي، إضافة إلى المكسيك وسويسرا، باعتبارها نجاحات حققتها المشاركة الأوروبية.

وكرر الرئيس الأمريكي في خطابه أمام دافوس تعهداً سابقاً بعد أدائه اليمين الدستورية، باستهداف الاتحاد الأوروبي بالرسوم الجمركية، لتصويب مظاهر الخلل التجاري للتكتل مع بلاده، كما سلط الضوء على عجز تجاري بـ 350 مليار دولار مع الاتحاد.. والمفوضية الأوروبية في وقت سابق ما ردده ترامب عن عجز بـ 350 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي.
وقال متحدث باسم المفوضية، إن العجز لا وجود له، وأن لدى الجانبين نقاط قوة متكاملة، مضيفاً "لدينا فائض في تجارة السلع، ولدى الولايات المتحدة فائض في تجارة الخدمات".

وحسب بيانات الاتحاد الأوروبي، بلغت قيمة الصادرات السلعية الأمريكية للتكتل 347.1 مليار يورو في 2023، مقابل 503.8 مليارات يورو قيمة واردات الولايات المتحدة من الاتحاد.
وأوضح المتحدث أن صادرات الولايات المتحدة من الخدمات للاتحاد الأوروبي بلغت 396.4 مليار يورو في نفس العام، مقابل 292.4 مليار يورو قيمة وارداتها من التكتل.

وتكرر الحديث عن المخاوف على التجارة مع أمريكا في الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الأول من ولاية ترامب الثانية، وقد ظهر في بروكسل شعار مفاده، الاحتفاظ بالهدوء والالتزام بنهج مدروس.
وقالت نائب رئيسة المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا، إن الاتحاد الأوروبي "يفضل تجنب المواجهة"، وذلك في مؤتمر بالعاصمة البلجيكية نظمته الشبكة البحثية "منتدى الاقتصاد الجديد"، مضيفة "على الاتحاد الأوروبي الحفاظ على هدوء أعصابه"، وأضافت "لا يبدو من الملائم اعتقاد أن أفضل رد يمكن تقديمه على الاستفزازات هو تصعيد الاستفزازات".
وسرعان ما ظهرت قضيتا الدفاع والطاقة بمثابة مجالين يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحسين العلاقات فيهما مع الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب، وتعويض أسباب الخلاف في العلاقات التجارية.

وتعهد رئيس وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتش في تهنئته لترامب ببداية ولاية الجديدة، بتعزيز التعاون بين بلاده وأمريكا في المجال العسكري، والطاقة. وغرد بلينكوفيتش عبر إكس قائلاً: "نتطلع إلى العمل مع الرئيس ترامب وإدارته لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. سنبني على تعاوننا القوي في المجال العسكري والطاقة".

ومن جانبه، قال رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب إنه يريد ترقية العلاقات الثنائية بين بلاده وأمركيا وتعزيز العلاقات مع تولي ترامب منصبه. وذكر رئيس وزراء بلغاريا السابق، وعضو المعارضة حالياً كيريل بيتكوف، أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض "يجب أن تشكل حافزاً" لدفع جهود الدفاع في أوروبا.

توافق 

وقال بيتكوف إن إمدادات الغاز الطبيعي المسال من أمريكا ستكون "أكثر تنافسية" في السوق الأوروبية، بما يتوافق مع سياسة ترامب في الطاقة، وبما يقلل من اعتماد القارة على الوقود الأحفوري من روسيا. 

"لن ندفع".. الخلافات الأمريكية الأوروبية حول أوكرانيا تتصاعد في دافوس - موقع 24أطل حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس بانتقادات لاذعة للقادة الأوروبيين، مستهدفين أسلوب تعاملهم مع الحرب في أوكرانيا. وأفاد أحد كبار المسؤولين في إدارة ترامب أن محاولات أوروبا ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال أي مفاوضات سلام مع روسيا ستقابل ...

ويأتي تحرك الاتحاد الأوروبي لخفض الاعتماد على مصادر الطاقة من روسيا على خلفية التهديد المتزايد بأن حرب الكرملين على أوكرانيا قد تعرض أمن التكتل للخطر. وفي الوقت نفسه، طالب ترامب الذي يعارض شراء الاتحاد الأوروبي مصادر الطاقة من روسيا، فيما تتحمل الولايات المتحدة كلفة كبيرة للدفاع عن أوروبا في إطار حلف ناتو، الدول الأعضاء في التحالف إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي لديها، أي أكثر من ضعف الحد الأدنى الحالي، الذي يبلغ 2%. 

واستغلت بولندا، الدولة العضو الوحيدة في ناتو التي لها حدود مشتركة مع روسيا وأوكرانيا، عودة ترامب إلى البيت الأبيض لتضغط على الحلف لاتخاذ مزيد من الخطوات للدفاع عن نفسه.

وقال رئيس وزراء بولندا دونالد توسك، أمام البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء الماضي: "لا تسألوا أمريكا عما يمكنها أن تفعل من أجل أمننا. اسألوا أنفسكم ما الذي يمكننا أن نفعله من أجل أمننا"، في ترديد لصدى قول الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، منذ عقود، والذي قال فيه: "لا تسأل عما يمكن أن يفعله بلدك لك، اسأل ما يمكنك القيام به لبلدك".

ودعا توسك شركاءه الأوروبيين إلى قراءة مطالبة ترامب باستثمار دول حلف الأطلسي 5% من ناتجها المحلي الإجمالي في الدفاع، على أنه "تحد إيجابي.فالحليف وحده هو الذي يمكن أن يتمنى أن يكون حليفه أقوى". 

وشددت دول أخرى على ما تراه إيجابيات، حيث قال رئيس التشيك بيتر بافيل إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تشكل، قبل كل شيء فرصة، وأضاف أنه يترقب مقترحات الإدارة الأمريكية الجديدة حول أوكرانيا وكيفية إنهاء الحرب. 
وقال بافيل للصحافين خلال زيارة لمونتنيغرو: "لننظر إلى الأمر بإيجابية. ما الذي يمكن أن نستفيده من لحظة الترقب هذه التي أتت بها الإدارة الجديدة، خاصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا". وتتصدى أوكرانيا لعدوان روسي شامل على أراضيها منذ قرابة ثلاث سنوات، وذلك بفضل المساعدات العسكرية، وأوجه العون الأخرى التي يقدمها الغرب، خاصة الولايات المتحدة. وقال الرئيس ترامب، منذ بضعة أيام، إنه يأمل التوصل لوقف إطلاق النار في الأشهر الستة الأولى من رئاسته، الثانية.
ويُذكر أن  ترامب قال في وقت سابق إنه سينهي الحرب خلال 24 ساعة بعد عودته إلى البيت الأبيض.

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن الحصول على طائرة متطورة من روسيا
  • الحرس الثوري الإيراني يكشف شراء طهران طائرات سوخوي-35 روسية
  • إيران تتحدث عن "مشاورات" للتعامل مع سياسات ترامب تجاه طهران
  • إيران تنفي طلب «التفاوض المباشر» مع الولايات المتحدة
  • البرلمان الإيراني: طهران ليس لديها أي مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة
  • الاتحاد الأوروبي يصمد أمام تهديدات ترامب
  • وسط أزمة اقتصادية خانقة والتضخم المرتفع.. إيران تواجه تحديات رفع الأجور
  • عاجل - مصادر: إسرائيل تلقت قائمة أسرى مختلفة وتدرس خيارات للرد
  • اعتقال مراهقتين في إيران رقصتا في نصب الجندي المجهول بطهران (فيديو)
  • طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل