تحليل- خيارات كثيرة أمام إيران للثأر من إسرائيل.. لكن كلها محفوفة بالمخاطر
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
واشنطن (رويترز) - تواجه إيران معضلة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا، وهي كيفية الرد دون إشعال فتيل صراع أوسع يقول محللو شؤون الشرق الأوسط إن طهران لا ترغب فيه على ما يبدو.
وجاء هجوم يوم الاثنين الذي أسفر عن مقتل قائدين وخمسة مستشارين عسكريين إيرانيين في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، في الوقت الذي تسرّع فيه إسرائيل حملة طويلة الأمد على إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها.
ولدى طهران خيارات. إذ يمكنها إطلاق العنان للجماعات المتحالفة معها لشن عمليات على القوات الأمريكية، أو استخدامها لشن ضربات على إسرائيل مباشرة، أو تكثيف برنامجها النووي الذي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة طويلة إلى كبح جماحه.
وقال مسؤولون أمريكيون تحدثوا شريطة عدم كشف هوياتهم إنهم يراقبون الوضع عن كثب لمعرفة ما إذا كانت الجماعات المتحالفة مع إيران ستهاجم القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا، مثلما حدث في الماضي، ردا على الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم الاثنين.
وتوقفت مثل هذه الهجمات الإيرانية في فبراير شباط بعد أن ردت واشنطن على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن بعشرات الضربات الجوية على أهداف في سوريا والعراق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وفصائل مدعومة منه.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم لم يحصلوا بعد على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الجماعات المتحالفة مع إيران تتطلع إلى مهاجمة القوات الأمريكية في أعقاب هجوم يوم الاثنين، والذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنه أسفر عن مقتل أعضاء في الحرس الثوري الإيراني من بينهم القائد الكبير محمد رضا زاهدي.
وحذرت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء طهران صراحة من مهاجمة قواتها.
وقال روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "لن نتردد في الدفاع عن قواتنا، ونكرر تحذيراتنا السابقة لإيران ووكلائها بعدم استغلال الوضع... لاستئناف هجماتهم على العسكريين الأمريكيين".
* تجنب حرب شاملة
قال مصدر يتابع القضية عن كثب وطلب عدم ذكر اسمه إن إيران تواجه من جديد إشكالية الرغبة في الرد لردع إسرائيل عن شن مزيد من تلك الهجمات بينما تريد أيضا تجنب حرب شاملة.
وتابع قائلا "يواجهون تلك المعضلة الحقيقية.. فإذا ردوا قد يستتبع ذلك مواجهة لا يريدونها بوضوح... يحاولون تعديل وضبط أفعالهم بطريقة تظهر استعدادهم للرد لكن ليس للتصعيد".
وأضاف "إذا لم يردوا في تلك الحالة فستكون حقا علامة على أن ردعهم نمر من ورق"، قائلا إن إيران قد تهاجم سفارات لإسرائيل أو منشآت يهودية في الخارج.
وقال المسؤول الأمريكي إنه بالنظر إلى حجم الضربة الإسرائيلية قد تضطر إيران للرد بمهاجمة مصالح إسرائيلية أكثر من ميلها للنيل من قوات أمريكية.
ويقول إليوت أبرامز خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، إنه يعتقد أيضا أن إيران لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل لكنها قد تستهدف مصالح إسرائيلية.
وأضاف أبرامز "أعتقد أن إيران لا تريد حربا كبيرة بين إسرائيل وحزب الله حاليا، وبالتالي أي رد لن يأتي في صورة تحرك كبير من جهة حزب الله". وتعتبر الجماعة اللبنانية أقوى حليف عسكري لطهران في المنطقة.
وتابع قائلا "لديهم العديد من السبل الأخرى للرد... على سبيل المثال من خلال محاولة تفجير سفارة إسرائيلية".
كما يمكن أن ترد إيران بتسريع وتيرة تطوير برنامجها النووي الذي كثفت العمل عليه منذ انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، وهو اتفاق يهدف لتقييد قدرات طهران النووية مقابل منافع اقتصادية.
لكن أقوى خطوتين، وهما زيادة نسبة النقاء الذي تخصب له اليورانيوم لترتفع إلى 90 بالمئة وهي نسبة صالحة لصنع قنابل وإحياء العمل على تصميم سلاح فعلي قد يكون لها أضرار على طهران إذ قد تستدعي ضربات إسرائيلية أو أمريكية.
وقال المصدر الذي يتابع القضية عن كثب "ستعتبر إسرائيل والولايات المتحدة الحلين بمثابة قرار للحصول على قنبلة... ستكون مخاطرة كبرى. هل هم مستعدون لها؟ لا أعتقد ذلك".
ولا يتوقع جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي.إس.آي.إس) في واشنطن ردا إيرانيا ضخما على الهجوم على سفارتها.
وقال "اهتمام إيران بتلقين درس لإسرائيل أقل من اهتمامها بإظهار عدم ضعفها أمام حلفائها في الشرق الأوسط".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
تلغراف: إيران في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم إسرائيلي
قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن إيران وضعت أنظمة الدفاع حول مواقعها النووية في حالة تأهب قصوى وسط مخاوف من هجوم محتمل من إسرائيل والولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة -عن مصدرين حكوميين رفيعي المستوى- أن إيران عززت الدفاعات حول مواقعها النووية والصاروخية الرئيسية، بما في ذلك نشر قاذفات إضافية لأنظمة الدفاع الجوي.
وقال مسؤولون إن هذه الإجراءات تأتي استجابة لمخاوف متزايدة من احتمال القيام بعمل عسكري مشترك من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
ويأتي ذلك بعد تحذيرات من المخابرات الأميركية لكل من إدارتي جو بايدن ودونالد ترامب بأن إسرائيل من المرجح أن تستهدف المواقع النووية الإيرانية الرئيسية هذا العام.
وقال أحد المصادر لتلغراف "إنهم (السلطات الإيرانية) ينتظرون الهجوم، ويتوقعونه كل ليلة، وكل شيء في حالة تأهب قصوى، حتى في المواقع التي لا يعرف أحد عنها".
وأضاف "العمل على تحصين المواقع النووية مستمر منذ سنوات، لكنه تكثف خلال العام الماضي، خاصة منذ أن شنت إسرائيل الهجوم الأول.. التطورات الأخيرة، بما في ذلك تصريحات دونالد ترامب والتقارير عن خطط محتملة من إدارته لضرب إيران، زادت من تكثيف الجهود".
إعلانوتبادلت إيران وإسرائيل الهجمات خلال العام الماضي، والآن تخشى إيران أنه بدعم من ترامب، الذي دعا إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية، قد يكون الهجوم الإسرائيلي وشيكا.
دفاع ضعيفواعترف أحد المسؤولين أن أي ضربة كبيرة قد تجعل إيران عرضة للخطر بسبب أنظمة دفاعها التي أضعفت بشدة جراء ضربات إسرائيل العام الماضي، وقال "تم نشر العديد من قاذفات أنظمة الدفاع الجوي الإضافية، لكن هناك تقديرا بأنها قد لا تكون فعالة في حال وقوع ضربة واسعة النطاق".
وطورت إيران نظام دفاع جوي محليا، وتملك أنظمة صواريخ "إس-300" الروسية لحماية مواقعها النووية.
ومع ذلك، يُعتقد أن هذه الأنظمة ليست قوية بما يكفي للحماية من أسلحة إسرائيل المتطورة، مما دفع إيران إلى الضغط على روسيا لتسريع تسليم أنظمة صواريخ "إس- 400".
وأعلن الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية والفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، مؤخرا أن إيران تطور أيضا نظام دفاع صاروخي باليستي لمواجهة أي هجوم إسرائيلي. وأشار إلى أن نظام الدفاع سيكون جاهزا في مارس/آذار المقبل لتأمين طهران وعدة مدن رئيسية.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، استأنف ترامب حملته "للضغط الأقصى" على إيران، بما في ذلك الجهود الرامية إلى منعها من الحصول على أسلحة نووية عن طريق تقليص صادراتها النفطية إلى الصفر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق إنه بدعم من ترامب، ستقوم حكومته بـ"إنهاء المهمة" مع إيران.
وأعرب ترامب عن تفضيله للتوصل إلى اتفاق مع طهران، لكنه أوضح أيضا أنه يدرس اتخاذ إجراء عسكري أميركي إذا فشلت المفاوضات.
وقال مسؤول إيراني لتلغراف إن هناك الآن مخاوف في طهران من أن "الولايات المتحدة قد تنضم وتشن هجوما أوسع نطاقا قد يعرّض وجود الجمهورية الإسلامية للخطر".
وأوضح جيسون برودسكي، مدير السياسات في مجموعة الضغط "متحدون ضد إيران النووية"، أن هناك عدة طرق يمكن للولايات المتحدة من خلالها دعم هجوم إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية.
إعلانوقال "يمكن للولايات المتحدة دعم ذلك سياسيا، ويمكنها دعمه من حيث الاستطلاع الاستخباراتي وقدرات التزود بالوقود جوا، كما يمكنها دعمه بنقل ذخائر متطورة ووسائل توصيل قادرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني".