لإتقان التفكير والإدارة.. جامعات أميركية تدرس طلابها الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
تنشط جامعات وكليات في الولايات المتحدة لتصميم مقررات دراسية لتدريس الذكاء الاصطناعي، وتحث طلابها على التفاعل بشكل جدي مع هذا العلم الناشئ، بينما أخضعت مؤسسات تعليمية أخرى عددا من الأستاذة لتدريبات على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتدريسها، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وتراهن مؤسسات تعلمية أميركية متعددة على أن صقل الطلاب بمهارات التعامل المحترف والفعال مع أدوات الذكاء الاصطناعي، وتقول إن "ذلك من شأنه أن يرفع حظوظهم في المنافسة على الوظائف المميزة والمتقدمة".
ولا يتوقف الأمر على الطلاب الجامعيين، إذ تدفع كليات إدارة الأعمال الكبرى مرشحي ماجستير إدارة الأعمال أيضا، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كعقل وأداة تفكير ثانية، بخاصة مع تزايد اتجاه أصحاب العمل لتوظيف المواهب التي تتمتع بمهارات الذكاء الاصطناعي، وفق الصحيفة.
وتركز كلية كوغود لإدارة الأعمال بالجامعة الأميركية بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، إذ تقوم بتدريس التكنولوجيا من خلال 20 فصلا جديدا أو معدلا، بدءً من المحاسبة الجنائية وحتى التسويق.
ونقلت الصحيفة عن عميد كلية كوغود، ديفيد مارشيك، قوله إن "فهم واستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح الآن أمرا أساسيا، ويشبه إلى حد كبير تعلم الكتابة أو التفكير، إذ يحتاج كل طالب إلى معرفة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في كل ما يفعله".
سيتضمن العمل الدراسي الجديد للذكاء الاصطناعي في أميركا، التنقيب عن النصوص والتحليلات التنبؤية واستخدام "تشات جي بي تي"، وستشمل الدورات الجديدة فصول دراسية حول الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد البشرية.
وأوردت الصحيفة، أن "40 بالمائة من طلاب كليات إدارة الأعمال المحتملين، قالوا وفقا لاستطلاع أجراه مجلس القبول، إن تعلم الذكاء الاصطناعي ضروري للحصول على درجة الدراسات العليا في إدارة الأعمال".
ويشجع أساتذة في كليات الإدارة والأعمال بعدد من الجامعات الأميركية حاليا، الطلاب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، تماما مثل استخدامهم للآلة الحاسبة في الرياضيات.
وتشير الأستاذة في كلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا، لشينا إينغار، إلى أنه "يجب أن يستخدم حاملو ماجستير إدارة الأعمال الذكاء الاصطناعي لتوليد الأفكار بسرعة وبشكل شامل، شريطة أن يتم طرح الأسئلة الصحيحة على التكنولوجيا".
وأضافت: "لا يزال يتعين على المستخدم توجيه الذكاء الاصطناعي، وإلا سيحدث عدد من الأخطاء، إذ لا يمكن إلغاء القرار والتدخل البشري، والاعتماد كليا على الذكاء الاصطناعي".
أحد التمارين التي تدرسها إينغار لطلابها هو استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد أفكار تجارية من وجهات النظر الآلية، حيث توضح المهمة كيف يمكن إعادة صياغة الأفكار لجماهير مختلفة وبناءً، على وجهات نظر مختلفة.
وبحسب الصحيفة، استخدم بليك بيرغيرون، وهو طالب ماجستير في إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا، الذكاء الاصطناعي التوليدي لطرح أفكار تجارية عن خدمة سفر توصي بالوجهات المفضلة، بناءً على الشبكات الاجتماعية للأشخاص، بعد سحب البيانات من منشورات أصدقائهم.
وقال بيرغيرون إنه "اعتمد على الذكاء الاصطناعي في إجراء اختبار ضبط الفكرة، وعرض الإيجابيات والسلبيات، ونماذج الأعمال المحتملة".
وتناولت الصحيفة تجربة روبرت براي، الذي يقوم بتدريس إدارة الأعمال في جامعة نورث وسترن، وأشارت إلى أن براي أدرك أن "تشات جي تي بي" يمكنه الإجابة على كل سؤال تقريبا في الكتاب المدرسي الذي يستخدمه في دورة تحليل البيانات، ولذلك قام بتحديث المنهج الدراسي.
وفي العام الماضي، بدأ براي التركيز على تدريس البرمجة لإنشاء النصوص والتعليمات البرمجية. وقال إن "عدد المسجلين قفز إلى 55 طالبا من 21 طالبا في ماجستير إدارة الأعمال".
وأضاف أن "المهندسين كان لهم في السابق ميزة على خريجي إدارة الأعمال بسبب خبرتهم التقنية، ولكن الآن يمكن لطلاب ماجستير إدارة الأعمال استخدام الذكاء الاصطناعي للمنافسة في هذا المجال".
وأشار عدد من الأساتذة إلى أنه "بإمكانهم تدريس المزيد من المواد بمساعدة الذكاء الاصطناعي"، بينما لفت آخرون إلى أنهم "يطلبون خلال الساعات الإضافية، من الطلاب تقديم ابتكارات الذكاء الاصطناعي لزملائهم".
وقال عميد كلية فوكوا بجامعة ديوك، بيل بولدينغ، إن "الحرم الجامعي هو المكان الذي يجب على الطلاب التفكير فيه حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول".
وأضاف "نعمل على التكيف مع الذكاء الاصطناعي وتدريسه وتوظيفه، وهذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذا الأمر، لأنه لا يمكننا إيقافه، فقد أكل عالمنا وسيأكل عالم الجميع".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: استخدام الذکاء الاصطناعی ماجستیر إدارة الأعمال الاصطناعی فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الذكاء الاصطناعي» يرسم تصوراً لـ«شكل العالم» بعد 30عاماً
رسم الذكاء الاصطناعي “تصورًا لشكل العالم بعد 30 عامًا، حيثُ ستكون التطورات في العالم بحلول عام 2050 مدفوعة بشكل أساسي بتكنولوجيا المعلومات، وخصوصا الذكاء الاصطناعي على وجه التحديد”.
ووفق الصورة، “جاء تصور الذكاء الاصطناعي بعد أن تم سؤال روبوتات الذكاء الاصطناعي عن كيف ستكون السنوات الثلاثين القادمة على كوكب الأرض، وفيما يلي بعض الاتجاهات الرئيسية التي من المرجح أن تشكل السنوات الثلاثين القادمة”، بحسب الذكاء الاصطناعي.
وبحسب الذكاء الاصطناعي، “ستكون السنوات الثلاثين القادمة وقتًا للتغيير والاضطرابات العظيمة لكوكب الأرض، حيث يواجه العالم عددًا من التحديات، بما في ذلك تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، وعدم الاستقرار السياسي، في المقابل ستزدهر تكنولوجيا الاتصالات والنقل وسيختبر البشر حدود التعاون والابتكار مع الروبوتات”.
وبحسب الذكاء الاصطناعي، “يعد تغير المناخ أحد التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه العالم اليوم، وقد بدأنا نشعر بآثار تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، في شكل أحداث مناخية أكثر تطرفًا، وارتفاع مستويات سطح البحر، وتغيرات في الأنماط الزراعية، وإذا لم نتخذ إجراءات لمعالجة ، فإن العواقب ستكون مدمرة، ويُعتبر التفاوت الاقتصادي تحديًا رئيسيًا آخر يواجه العالم اليوم، وستتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهذا سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وعدم استقرار سياسي، ومن أجل ذلك نحن بحاجة إلى إيجاد طرق للحد من التفاوت الاقتصادي وخلق عالم أكثر عدالة وإنصافًا”.
ووفق التصورات، “إن تطوير التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتعديل الجينات لديه القدرة على إحداث ثورة في حياتنا، ولكنه يفرض أيضًا تحديات جديدة، لذلك نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لضمان استخدام هذه التقنيات للخير وليس للضرر، ويتوقع الذكاء الاصطناعي أنه مع تزايد المخاوف بشأن تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، قد يكون هناك تركيز أقوى على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وستؤدي الكثير من الجهود للتخفيف من آثار تغير المناخ والحد من انبعاثات الكربون إلى ممارسات أكثر استدامة في الصناعات والأنشطة اليومية، وعلى سبيل المثال، في صناعة النقل، سيحول الذكاء الاصطناعي قطاع النقل تمامًا بعد 30 عامًا من خلال تمكين السيارات ذاتية القيادة من خلال الأتمتة والشاحنات والطائرات بدون طيار، مما سيؤدي إلى تحسين السلامة وتقليل الازدحام المروري وزيادة الكفاءة”.
كما توقع الذكاء الاصطناعي “أنه بعد 30 عامًا، من المتوقع أن يعيش أكثر من ثلثي سكان العالم في المناطق الحضرية، مما سيؤدي إلى تطوير مدن أكثر ذكاءً وترابطًا، وترسم توقعات الذكاء الاصطناعي صورة لعالم سيشهد ارتفاع درجات الحرارة والمزيد من الكوارث الطبيعية وارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة التحضر، لكن سيساعد التقدم التكنولوجي في مجالات مثل الطاقة المتجددة والرعاية الصحية والنقل والمدن الذكية في التخفيف من بعض الآثار السلبية لهذه التغييرات”.