ظهر مؤخرًا اتجاه ملحوظ وهو الزيادة في الخصومات الحصرية والتي يمكن الوصول إليها فقط من خلال تطبيقات الهواتف النقالة. هذا التحول ليس مجرد رغبة عابرة، ولكنه أصبح استراتيجية سائدة بين الشركات الراغبة في الظفر بولاء العملاء. تكشف إحصائيات promocodius.com، وهي منصة تقديم خصومات ورموز ترويجية عن الزيادة الملحوظة في تكرار هذه العروض بنسبة 53% في عام 2023 مقارنة ببضع سنوات مضت، مما يبرز الأهمية المعطاة للتفاعل عبر التطبيقات.

ما الذي يكمن خلف هذا الاتجاه؟

طريقة لتحويل تفاعل المستهلك من خلال خصومات تركز على التطبيق

تشير الدراسات الحديثة التي أجرتها PromoCodius إلى أن حوالي 75% من أكبر شركات التجارة الإلكترونية تقدم حاليًا خصومات حصرية ورموز ترويجية في تطبيقاتها على أجهزة الهواتف النقالة، وهو ارتفاع كبير مقارنة بما كان يُقدم منذ عامين. يعكس هذا الارتفاع جهود الشركات لجذب انتباه المستهلك وتأسيس علاقات دائمة عبر صفقات تقدمها الشركات على تطبيقات الهواتف النقالة فقط.

ما سر تفضيل رموز الترويج في تطبيقات الهواتف النقالة؟ قد تبدو الإجابة واضحة: السيطرة الجلية التي تتمتع بها منصات الهواتف النقالة، حيث تعيد تشكيل الساحة التجارية وتتحدى النهج التقليدية للمواقع الإلكترونية. في الولايات المتحدة وحدها، ارتفعت مبيعات التجزئة عبر الهواتف النقالة إلى 360 مليار دولار أمريكي في عام 2021، وتشير التوقعات إلى أن أن هذا الرقم سيتضاعف قريبًأ، ليصل إلى حوالي 710 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، وفقًا لبيانات Statista. ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي هو أعمق من النمو المحتمل للتجارة عبر الهواتف النقالة.

وفقًا لما صرحت به Alisa Sklyarova، مديرة مشروع PromoCodius، السبب بسيط ولكن عميق، "يدفع استياء زوار المواقع الإلكترونية إلى اتجاههم لاستكشاف بدائل أو صرف النظر نهائيًا عما يبحثون عنه. ومع ذلك، في بيئة تطبيق الهاتف النقال، يكون التبديل أكثر إزعاجًأ، مما يجعل المستخدمين أكثر عرضة للبقاء بسبب عناء تثبيت وتعلم تطبيق جديد".

تسمح التطبيقات أيضًا بالاتصال المباشر، مما يتيح التسويق الشخصي من خلال الإشعارات والعروض الترويجية المخصصة، مما يعزز الولاء للعلامة التجارية. ويصبح تثبيت التطبيق رمزًا للولاء، حيث يجد المستخدمون الراحة وتجارب العلامة التجارية الغامرة التي تندمج في حياتهم الرقمية.

الشركات تفضل التطبيقات الويب التقدمية بدلاً من التطبيقات

تقنيًا، هناك اتجاه فرعي آخر آخذ في الظهور: تفضل الشركات بشكل متزايد تطبيقات الويب التقدمية (PWAs) على تطبيقات الهواتف النقالة التقليدية بسبب كفاءتها من حيث التكلفة وسرعة تحميلها. تسمح التطبيقات الويب التقدمية للشركات بتوسيع نطاق رموز الترويج الحصرية لجمهور أوسع مع الحفاظ على معايير تجربة المستخدم. تعمل هذه التطبيقات بطريقة مشابهة للتطبيقات المدمجة المتاحة عبر متصفحات الويب المبنية باستخدام لغة البرمجة HTML5 وJavaScript. تقدم تطبيقات الويب التقدمية إمكانية التحميل الفوري والانخفاض في معدلات الارتداد، وإمكانية الحصول على معدلات تحويل أعلى، مما يلبي احتياجات 6.3 مليار مستخدم هاتف ذكي على مستوى العالم وفقًا لتقييمات بوابة Medium. في الواقع فإن تطبيقات الويب التقدمية أحدثت ثورة في ممارسات تطوير الويب، مع توقع وصول السوق إلى 10.44 مليار دولار بحلول عام 2027، حسب توقعات Statista، مما يجعلها منصة جيدة لبناء ولاء العملاء للشركات على اختلاف أحجامها.

وهكذا، يشير زيادة رموز الترويج المخصصة حصرًا لتطبيقات الهواتف النقالة إلى انحراف استراتيجي نحو توحيد التفاعل مع العملاء داخل نظام بيئي رقمي متكامل. مع تطور المشهد الرقمي، يصبح اعتماد حلول مبتكرة مثل تطبيقات الويب التقدمية ضروريًا للشركات الطامحة إلى احتلال مركز مميز في المنافسة الشرسة في مجال التجارة الإلكترونية.

PromoCodius عبارة عن منصة عبر الإنترنت تقدم كوبونات وصفقات وخصومات حالية لآلاف من تجار التجزئة المشهورين والرواد.تأسست عام 2016. تعمل في أوكرانيا، جمهورية التشيك، بولندا، سلوفاكيا، رومانيا، السويد، الدنمارك، فنلندا، النرويج، إسبانيا، المكسيك، الولايات المتحدة، تركيا.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (2)

في الجزء الأول من هذا المقال، استعرضنا كيف مرّ ذوي الهمم بمراحل مختلفة عبر التاريخ، بداية من اعتبارهم عبء على أي دولة ويجب التخلّص منهم، ووصولًا إلى تحديد أيام عالمية للاحتفاء بهم، وتخصيص خطط بعينها من أجل دمجهم في المجتمع وتيسير حياتهم اليومية، ولم يكن هناك أكبر من الذكاء الاصطناعي الذي أحدث ثورة حقيقية باختراعات ونماذج سهّلت الكثير على هؤلاء في مهامهم اليومية، بل وساعدتهم أن يحلموا أكثر دون التفكير في أي عائق قد يعيقهم.

وفي الجزء الثاني، نستكمل تلك الثورة، لنعرف كيف أثر الـ AI في حياة أصحاب الاحتياجات الخاصة، وكما وفّر لأصحاب الإعاقات البصرية والسمعية الكثير من الأدوات التي تسّهل عليهم حياتهم، فاليوم نوضح كيف ساعد أصحاب ذوي الإعاقة الحركية، وذلك من خلال الروبوتات التي باتت بإمكانها فعل الكثير من الروتين اليومي لأي إنسان مثل الطهي والتنظيف وما إلى ذلك، ما يعني أن ذوي الهمم لم يعدوا في حاجة أن يعانوا كثيرًا لإنجاز تلك الأمور الصغيرة.

الروبوتات لم تتوقف عند هذا الحد فقط، بل بات هناك أنواع قادرة على إرشاد أصحاب الإعاقة البصرية على التنقل في البيئات المختلفة دون الاصطدام بأي شيء أو الحاجة إلى شخص يتحمل عناء اصطحابهم إلى أي مكان.

ومن الروبوتات إلى الأطراف الصناعية، يستكمل الذكاء الاصطناعي ثورته، إذ تمكّن الـ AI من تطوير الأطراف الصناعية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد ما وفّر تحكم أفضل وحركة أكثر طبيعية بجانب تجارب تدريبية أكثر فعالية للمستخدمين من خلال الواقع الافتراضي والمعزز "VR" و"AR".

ولأننا في عالم الهاتف المحمول والتكنولوجيا الرقمية، ولا يمكن الاستغناء عنهما، دخل الذكاء الاصطناعي هذا القطاع أيضًا من أجل دمج أفضل لذوي الهمم، فباتت هناك تطبيقات المساعدة مثل ترجمة لغة الإشارة وتطبيقات التنقل للمكفوفين، بجانب تطبيقات التعلّم الإلكتروني المخصصة لهم، وتطبيقات التواصل بالفيديو، وهي تطبيقات شهدت مبادرات كثيرة مثل مبادرة "التكنولوجيا للجميع" التي اطلقتها الأمم المتحدة لضمان حصول جميع الأشخاص على إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والاستفادة منها، بل وبات هناك جوائز مثل جائزة "التكنولوجيا من أجل الخير" من قِبل مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" لتكريم المشروعات التي تساهم في تحسين حياة ذوي الهمم من خلال استخدام التكنولوجيا.

نتيجة هذا الدعم والمبادرات، ظهرت الابتكارات الواحد تلو الآخر، لوحة مفاتيح وشاشة بطريقة برايل لخدمة نحو 40 مليون شخص مصاب بالعمي وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، ناهيك عن 217 مليون مصابون بضعف شديد في البصر، مساعد صوت مثل "SIRI" و "ALEXA " و"Amazon ECHO لإنجاز ما يريده صاحب الهمّة دون أن يتحمّل حركات بدنية مُرهقة، بل وظهرت انظمة مثل HOME KIT من Apple وgoogle home للتحكّم في التدفئة والتبريد والإضاءة والموسيقى من خلال ضغطة زر.

القائمة تشمل ايضا سماعات طبية حديثة إذ من المتوقع وفقا لمنظمة الصحة العالمية أن يصل عدد من يعانون من ضعف السمع بحلول عام 2050 إلى ما يقارب من مليار شخص حول العالم، بجانب تطبيقات للاتصال المرئي وتحسينها وهذا يساعد أيضًا ضعاف السمع أو فاقديه من التحدث فيديو عبر SKYP أو Apple"s facetime بلغة الإشارة او قراءة الشفاه.

أما آخر صيحات ثورة الذكاء الاصطناعي، هو تحقيق حلم غالِ لذوي الإعاقة الذين يشاهدون مباريات كرة القدم ويتمنّون مثل الجميع أن يمارسوها بل ويحترفون في الأندية، ومن يعلم ألا يحق لهم أن يحلم أن يكون واحد منهم "محمد صلاح جديد"، حلم كان لا يتخطى الأحلام لكن الذكاء الاصطناعي دخل هذا المضمار بل وعمل على دمجهم من خلال تطبيقات مبتكره تساهم في خلق فرص متساوية للجميع بغض النظر عن قدراتهم.

هذا ليس مجرد حديث، بل إن أندية مثل توتنهام هوتسيبر، بدأت بالفعل من خلال تقديم برامج تساعد الأطفال المكفوفين على تعلّم ممارسة كرة القدم باستخدام التقنيات الاصطناعية، ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه أن يشجع على ذلك ويقدم الدعم المالي والتقني للأندية التي تُبادر بتطبيق هذه التقنيات.

أما من الناحية الفنية، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي متعددة، فمثلا تساعد الكفيف على سماع تحركات الكرة كما تساعد الصٌم على فهم تعليمات المدرب، كذلك تساهم في تقديم خطط تدريبية مخصصة تساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحسين ادائهم، كما يُمكن أن تدمجهم أكثر من خلال تقديم وظائف لهم في مجال التحليل أو التدريب أو الإدارة.

وأخيرًا، هذا فقط ما تحقق في أولى مراحل ثورة الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم، وفي ظل عالم لا يتوقف عن التغيير فإن القادم يؤكد أنه أفضل لتلك الفئة بالتحديد.

مقالات مشابهة

  • جوميز: الزمالك لا يستحق الفوز في لقاء فاركو اليوم
  • فوضى الطاكسيات تعرقل تطور النقل الحضري بالمغرب قبل حلول المونديال ولفتيت يتوعد نقل التطبيقات
  • "تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية GIS في حفظ وتوثيق التراث" ورشة بمكتبة الإسكندرية
  • «جوجل» تروج للتطبيقات بميزة المجموعات
  • ‏مدير ناحية بعشيقة يتمسك بمنصبه ويرفض انقلاب مجلس نينوى: دوافع سياسية وطائفية
  • بدائل chat GPT.. تعرف عليها
  • محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (2)
  • مبادرة “100 براند سعودي” تثري أسبوع الموضة في باريس بعرض أزياء حصرية لـ11 علامة سعودية
  • تقنية البنات بجدة تفتح باب القبول للعام التدريبي 1446هـ.. إليكم الرابط
  • الكلية التقنية الرقمية للبنات بجدة تفتح باب القبول للعام التدريبي 1446هـ