الجزيرة:
2024-11-08@12:31:47 GMT

هل تصمد صناعة الخيزران في غانا أمام تحديات السوق؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

هل تصمد صناعة الخيزران في غانا أمام تحديات السوق؟

غانا- تشتهر أفريقيا -ومنها غانا– بخيزرانها الذي يعد من أجود الأنواع في العالم، واعتمد الأفارقة بشكل عام على الخيزران والقش والقصب في صناعة المفروشات التقليدية من أسرّة وطاولات وكراسي، لكن هذه المهنة تتراجع تدريجيا لأسباب عديدة.

يعمل "أليكس" في هذه المهنة منذ زمن طويل، وقد ورثها عن أجداده وحاول أن يطورها لتواكب العصر، على حد تعبيره، من خلال تنفيذ تصاميم حديثة.

لكنه لا يزال يرتطم بحائط من الخيبة يحول بينه وبين تطويرها، ويقول "مهنة مفروشات الخيزران عريقة وقديمة ورثناها عن أجدادنا ونحاول التمسك بها، بعد أن تخلى عنها كثير من الصناع المهرة ومن الزبائن أيضا".

يشتكي صانعو الخيزران من تراجع اهتمام الغانيين بصناعة الخيزران التقليدية (الجزيرة) منافسة شديدة

ويضيف أليكس "بعض الناس من طبقات معينة من المجتمع لم تعد تلائمهم مفروشات الخيزران التقليدية، واتجهوا نحو ما هو أحدث باقتناء المفروشات المستوردة ولا سيما الصينية منها لأنها أرخص ثمنا".

ويتابع "أصبحت المنافسة شديدة بسبب اهتمام الصين بهذه الصناعة وإغراق السوق العالمية بها، بينما نحن ما زلنا نعمل بأدوات بدائية وعلى الأرصفة".

تواجه مهنة صناعة مفروشات الخيزران تحديات أخرى تجعل منها مهنة تلفظ أنفاسها، وفق تعبير "آيزك" أحد العاملين فيها. ويرى أن استغلال الحرف الفنية -لمجرد أنها يدوية الصنع في أفريقيا- ما زال يعترض طريق التراث الأفريقي الغني نحو الأسواق العالمية.

ويقول آيزك "يأتي أحيانا بعض التجار ويشترون منتجاتنا بأبخس الأثمان، لكن الحال لم يعد كما كان في السابق، فاليوم حتى المواد الخام التي نعتمد عليها ونقطع مسافات طويلة للحصول عليها، أصبحت غالية الثمن بسبب استغلال التجار بحجة قلة المحاصيل وانتشار العمران".

ويضيف "كما أن الحكومات لا تعتني بالحرف اليدوية ولا تحافظ عليها ولا نتلقى أي دعم منها. نعمل لنؤمن قوت يومنا، وفي موسم المطر نعاني لأنه يعيق عملنا، وأحيانا قد يكون السبب في فقدان قطع ومواد عديدة، فمياه الأمطار تجعل بعض الأخشاب رطبة وغير صالحة للاستخدام".

ماوكو يعمل منذ صغره في نحت التماثيل وصناعة الأبواب وصناديق الحلي (الجزيرة) حس فني

ساعدت البيئة الطبيعية في خلق ذاك الحس الفني الفطري عند بعض الحرفيين، ففي غانا يشتهرون بنحت الخشب وصناعة تماثيل تجسد تراثهم وثقافتهم وبيئتهم، كالأقنعة الخشبية التي كان يستخدمها زعماء القبائل الأفريقية.

يعمل "ماوكو" منذ أن كان صغيرا في نحت التماثيل وصناعة الأبواب وصناديق الحلي، وقد ورث هذه المهارات عن والده لتأمين لقمة عيشه، لكنه -كغيره من النحاتين- يملك حسا فنيا وموهبة حقيقية في تجسيد ثقافته، خاصة عندما نرى الأدوات التي تنتج هذه التحف الفنية المميزة، وهي مجرد إزميل ومدق خشبي.

وقد يستغرب البعض أن نعومة ملمس التمثال ناتجة عن شغل يدوي لا دخل لأي آلة فيه.

يقول ماوكو "بات السياح يهتمون أكثر باقتناء هذه المنحوتات كتراث أفريقي، بينما لم يعد ذلك يثير اهتمام الناس هنا، خاصة بعد فتح باب استيراد الأبواب المصنعة والمنحوتات والتحف الصينية، فأصبحت هذه الحرفة لا تكاد توفر شيئا للعاملين فيها، لكنني لا أستطيع التخلي عنها ولا أعرف مهنة غيرها".

لا نستطيع إنكار تأثير الصناعات الحديثة خاصة في البلدان النامية التي تُعتبر بيئة تجارة حية، بسبب فقر مواردها وضعف صناعاتها.

أسانتوا تعلمت صناعة قبعات وسلال القش من والدتها (الجزيرة) صراع البقاء

لكن أفريقيا ما زالت تصارع للإبقاء على صناعاتها وحرفها التقليدية حية، رغم بساطتها ومحدوديتها، ولا سيما بوجود قرى لا تزال بسيطة لم تطرق الحداثة بابها يوما، بسبب بعدها عن مراكز الثقل الاقتصادي.

ومن هذه القرى شمال غانا الذي تقطنه الأغلبية المسلمة، حيث ما زال الناس يعتمدون على ملابس مصبوغة ومنقوشة بطرقهم التقليدية وكذلك الأحذية والحقائب النسائية والحلي وسلال القش والقبعات.

تقول "أسانتوا"، وهي سيدة شمالية انتقلت إلى العاصمة أكرا للبحث عن عمل ولا تزال تتكلم لغة القبيلة المحلية، إنها تعلمت مهنة صناعة قبعات القش من والدتها، وصناعة السلال التي يعتمد عليها أهل القرى كثيرا في وضع حاجياتهم للتسوق أو تخزين الطعام.

وتوضح أنها تصنع منها أحجاما وأشكالا مختلفة، وتعتمد على القش كمادة أساسية، خصوصا الملون الذي يساعدها على إضافة لمسة فنية إلى منتجاتها.

غانا تشتهر بنحت الخشب وصناعة تماثيل وأقنعة خشبية تجسد تراثها وثقافتها (الجزيرة)

وتقول أسانتوا "البيع في الشمال أكثر منه في العاصمة، لكنه أرخص، وفي الحالتين المواد متوفرة فقط في منطقة كوماسي وسط البلاد، ويجب أن أسافر للحصول عليها، وبذلك تكون تجارتي وصناعتي غير رابحة بشكل جيد، لكنني أحاول الحفاظ عليها قدر المستطاع".

وتتابع "هناك العديد من الناس الذين باتوا يفضلون القبعات المستوردة وخاصة المستعملة التي تباع بسعر زهيد، والحقائب أيضا، عوضا عن السلال التي أصنعها".

وإذا كانت موجة التحديث والتكنولوجيا الصناعية قد أسهمت إلى حد كبير في انقراض مهن عديدة حول العالم، فهل ستواجه هذه المهن والحرف الفنية في غانا وأفريقيا فيضان البضائع المستوردة؟ أم إنها ستنقرض وتندثر معالمها التي صمدت مئات السنين؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

ما العوامل التي ساعدت ترامب على العودة القوية؟

حقق الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب عودة استثنائية فجر الأربعاء، ليصبح الرئيس الأول الذي يفوز بولايتين غير متتاليتين منذ أكثر من قرن، بعد أن هزم المرشحة الديمقراطية نائب الرئيس كامالا هاريس، في معركة غير مسبوقة للدخول إلى البيت الأبيض.

أصبحت هاريس الآن ثاني مرشحة ديمقراطية تخسر أمام ترامب، بعد هيلاري كلينتون في 2016.

ويقول موقع "ذا هيل" إن هذه العودة مذهلة لأسباب عدة، بينها أن مسيرة ترامب السياسية بدت كأنها انتهت بعد إنكار هزيمته في انتخابات 2020، وحفز أنصاره على تنظيم مسيرة إلى مبنى الكابيتول، الحدث الذي تسبب في شغب وإخلاء الكونغرس. وبعد هذا الحدث، بات ترامب أول رئيس على الإطلاق يساءل مرتين أمام الكونغرس، واتهم في أربع قضايا جنائية منفصلة، واعتبر مسؤولاً عن اعتداء جنسي في قضية مدنية، وأدين في المحكمة الجنائية بـ 34 تهمة جنائية بتزوير سجلات تجارية.

BREAKING: Donald Trump wins second term in historic return to White House, defeating Kamala Harris, ABC News projects. @rachelvscott has more. https://t.co/05YwkDwzOR pic.twitter.com/mZcr8HBeBC

— Good Morning America (@GMA) November 6, 2024 لكن ترامب كان مدعوماً من قاعدة شديدة الولاء، ومعظمها يصدق سرديته القائلة، إنه وقع ضحية ظلم مؤسسة سياسية وقانونية وإعلامية فاسدة.
وقال ترامب لأنصاره في وست بالم بيتش بولاية فلوريدا في الساعات الأولى من صباح اليوم: "تغلبنا على العقبات التي لم يكن أحداً يعتقد أنه يمكن التغلب عليها"، واصفاً فوزه بـ "نصر رائع للشعب الأمريكي".
كما استفاد من عدم السخط العام عن سجل الرئيس جو بايدن.
وكانت علامة التحذير الأولى لهاريس، عبارة عن إعلان مبكر جداً، مفاده أن ترامب سيفوز بولاية فلوريدا. لم تكن النتيجة في حد ذاتها صادمة، لكن فوز ترامب بما يقرب من ضعف هامش الست نقاط الذي تنبأت به متوسطات استطلاعات الرأي، كان نذير شؤم  للمرشحة الديمقراطية.

5 takeaways as Donald Trump wins White House for a second time https://t.co/lUyv3hfxuo

— The Hill (@thehill) November 6, 2024

واستمر النمط المؤيد لترامب معظم ليل الثلاثاء، مع وجود ولايات ديمقراطية يفترض أنها آمنة مثل فرجينيا، وحتى نيوجيرسي معلقة ومترددة لفترات طويلة، ما كان باعثاً على قلق فريق هاريس، بينما قفز ترامب إلى الصدارة المبكرة في كل ولاية متأرجحة.

الناخبون السود

وركزت الكثير من التغطيات الإعلامية غداة الانتخابات على قدرة ترامب، على النجاحات في أوساط الناخبين السود، خاصةً الرجال منهم، أو مع الناخبين الأصغر سناً.
وفي الواقع، كانت التغييرات في تلك المجموعات الديموغرافية متواضعة، على الأقل وفق استطلاعات الرأي الحالية، والتي قد تتغير إلى حد ما مع إضافة بيانات جديدة.
ولكن كانت هناك صدمة حقيقية واحدة. فقد تحول الرجال اللاتينيون نحو ترامب بهامش مذهل، وفق استطلاعات رأي لشبكة سي إن إن الأمريكية.
وفي 2020، أظهرت استطلاعات الرأي هذه، أن الرجال اللاتينيين يصوتون لبايدن في مواجهة ترامب بفارق 23 نقطة، أي 59% مقابل 36%.

وعد باقتصاد افضل

وأظهرت الاستطلاعات المتكررة لآراء الناخبين، لسي إن إن الثلاثاء، أنهم يصوتون لترامب في مواجهة هاريس بفارق 10 نقاط، أي 54% مقابل 44%، وسيؤدي الفارق المذهل بـ 33 نقطة إلى الكثير من الأسئلة غير المريحة. وسيزعم أنصار ترامب أن توجهاته الثقافية المحافظة ووعده باقتصاد أفضل، ساعدا في تحويل مجرى الأمور.
وبطبيعة الحال، أصبحت هاريس الآن ثاني مرشحة ديمقراطية تخسر أمام ترامب، بعد هيلاري كلينتون في 2016.
وكانت الكثير من آمال الديمقراطيين معلقة على فكرة خروج النساء بأعداد غير مسبوقة لانتخاب أول رئيسة للبلاد، بعد عامين فقط من إسقاط المحكمة العليا قضية رو ضد وايد. لكن ذلك لم يحدث.

ومن المؤكد أنه كانت هناك فجوة واسعة بين الجنسين، لكن استطلاعات الرأي حتى الآن لا تظهر أنها كانت أكبر، بطريقة ذات معنى، عما كانت عليه منذ أربع سنوات.
وعلى العكس، صوتت النساء لبايدن ضد ترامب بفارق 15 نقطة في 2020، وفقاً لاستطلاعات الرأي لسي إن إن. هذا العام، تظهر الاستطلاعات أن هاريس تتقدم في الحصول على أصوات الناخبات بفارق 10 نقاط فقط. وهذا لا يعني أن الإجهاض  تحول إلى قضية رابحة عند الجمهوريين. لم يحدث ذلك.

الإجهاض

وُثبت ذلك أن قضية الإجهاض لم تثبت فعاليتها بالقدر الذي احتاجته هاريس. والنتيجة كارثة للديمقراطيين. لقد خسرت مرشحتهم أمام رجل يعتبره كثيرون في حزبهم خطراً حقيقياً على الديمقراطية الأمريكية. لذلك، سيبدأ توجيه أصابع الاتهام على الفور.
وسيهب الكثير من الديموقراطيين للحديث عن تسلسل الأحداث، التي أدت إلى انسحاب بايدن من السباق في يوليو (تموز) الماضي،   بعد فشل المناظرة في أواخر يونيو(حزيران).
ولعل عدد الذين يعتقدون أن الرئيس كان سيُبلي أفضل من هاريس، قليل جداً.
لكن قراره برفض التنحي بعد فترة ولاية واحدة، وافتقار الحزب إلى الرغبة في انتخابات تمهيدية تنافسية ضده، سيكون موضع شكوك من قبل الذين يشعرون أن مثل هذه العملية، إما كانت ستعزز هاريس أو تفرز مرشحاً أفضل. كما سيخضع خطاب هاريس خلال حملتها لتدقيق شديد.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: مستعدون لتصدير المنتجات المصرية التي تلبي احتياجات السوق البوركيني
  • برلماني: الاقتصاد الوطني صمد أمام تحديات عالمية وصراعات جيوسياسية بأقل الخسائر الممكنة
  • صناعة عمر كمال.. طاهر محمد طاهر يمنح الأهلي التقدم على زد بالدوري «فيديو»
  • مفاجأة «الأبطال».. صناعة فرنسية !
  • النائب حسن عمار: الاقتصاد الوطني صمد أمام تحديات عالمية وصراعات جيوسياسية
  • السوداني: واجهنا تحديات كبيرة بتنفيذ مشروع طريق التنمية ونحن اليوم أمام عراق جديد
  • عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. تحديات كبرى تنتظر الرئيس الـ47 للولايات المتحدة
  • ما العوامل التي ساعدت ترامب على العودة القوية؟
  • وزير الصحة: ترشيد الاستهلاك الدوائي أسهم في حل أزمة نقص الأدوية.. والنقل: الاهتمام بدعم وتوطين صناعة الدواء وإزالة أي تحديات.. وإجمالي مبيعات السوق الدوائية بـ277 مليارًا
  • العكّاري: شركات الصرافة آخر المسامير التي تدق في نعش السوق الموازية