الجزيرة:
2025-01-23@21:47:52 GMT

هل تصمد صناعة الخيزران في غانا أمام تحديات السوق؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

هل تصمد صناعة الخيزران في غانا أمام تحديات السوق؟

غانا- تشتهر أفريقيا -ومنها غانا– بخيزرانها الذي يعد من أجود الأنواع في العالم، واعتمد الأفارقة بشكل عام على الخيزران والقش والقصب في صناعة المفروشات التقليدية من أسرّة وطاولات وكراسي، لكن هذه المهنة تتراجع تدريجيا لأسباب عديدة.

يعمل "أليكس" في هذه المهنة منذ زمن طويل، وقد ورثها عن أجداده وحاول أن يطورها لتواكب العصر، على حد تعبيره، من خلال تنفيذ تصاميم حديثة.

لكنه لا يزال يرتطم بحائط من الخيبة يحول بينه وبين تطويرها، ويقول "مهنة مفروشات الخيزران عريقة وقديمة ورثناها عن أجدادنا ونحاول التمسك بها، بعد أن تخلى عنها كثير من الصناع المهرة ومن الزبائن أيضا".

يشتكي صانعو الخيزران من تراجع اهتمام الغانيين بصناعة الخيزران التقليدية (الجزيرة) منافسة شديدة

ويضيف أليكس "بعض الناس من طبقات معينة من المجتمع لم تعد تلائمهم مفروشات الخيزران التقليدية، واتجهوا نحو ما هو أحدث باقتناء المفروشات المستوردة ولا سيما الصينية منها لأنها أرخص ثمنا".

ويتابع "أصبحت المنافسة شديدة بسبب اهتمام الصين بهذه الصناعة وإغراق السوق العالمية بها، بينما نحن ما زلنا نعمل بأدوات بدائية وعلى الأرصفة".

تواجه مهنة صناعة مفروشات الخيزران تحديات أخرى تجعل منها مهنة تلفظ أنفاسها، وفق تعبير "آيزك" أحد العاملين فيها. ويرى أن استغلال الحرف الفنية -لمجرد أنها يدوية الصنع في أفريقيا- ما زال يعترض طريق التراث الأفريقي الغني نحو الأسواق العالمية.

ويقول آيزك "يأتي أحيانا بعض التجار ويشترون منتجاتنا بأبخس الأثمان، لكن الحال لم يعد كما كان في السابق، فاليوم حتى المواد الخام التي نعتمد عليها ونقطع مسافات طويلة للحصول عليها، أصبحت غالية الثمن بسبب استغلال التجار بحجة قلة المحاصيل وانتشار العمران".

ويضيف "كما أن الحكومات لا تعتني بالحرف اليدوية ولا تحافظ عليها ولا نتلقى أي دعم منها. نعمل لنؤمن قوت يومنا، وفي موسم المطر نعاني لأنه يعيق عملنا، وأحيانا قد يكون السبب في فقدان قطع ومواد عديدة، فمياه الأمطار تجعل بعض الأخشاب رطبة وغير صالحة للاستخدام".

ماوكو يعمل منذ صغره في نحت التماثيل وصناعة الأبواب وصناديق الحلي (الجزيرة) حس فني

ساعدت البيئة الطبيعية في خلق ذاك الحس الفني الفطري عند بعض الحرفيين، ففي غانا يشتهرون بنحت الخشب وصناعة تماثيل تجسد تراثهم وثقافتهم وبيئتهم، كالأقنعة الخشبية التي كان يستخدمها زعماء القبائل الأفريقية.

يعمل "ماوكو" منذ أن كان صغيرا في نحت التماثيل وصناعة الأبواب وصناديق الحلي، وقد ورث هذه المهارات عن والده لتأمين لقمة عيشه، لكنه -كغيره من النحاتين- يملك حسا فنيا وموهبة حقيقية في تجسيد ثقافته، خاصة عندما نرى الأدوات التي تنتج هذه التحف الفنية المميزة، وهي مجرد إزميل ومدق خشبي.

وقد يستغرب البعض أن نعومة ملمس التمثال ناتجة عن شغل يدوي لا دخل لأي آلة فيه.

يقول ماوكو "بات السياح يهتمون أكثر باقتناء هذه المنحوتات كتراث أفريقي، بينما لم يعد ذلك يثير اهتمام الناس هنا، خاصة بعد فتح باب استيراد الأبواب المصنعة والمنحوتات والتحف الصينية، فأصبحت هذه الحرفة لا تكاد توفر شيئا للعاملين فيها، لكنني لا أستطيع التخلي عنها ولا أعرف مهنة غيرها".

لا نستطيع إنكار تأثير الصناعات الحديثة خاصة في البلدان النامية التي تُعتبر بيئة تجارة حية، بسبب فقر مواردها وضعف صناعاتها.

أسانتوا تعلمت صناعة قبعات وسلال القش من والدتها (الجزيرة) صراع البقاء

لكن أفريقيا ما زالت تصارع للإبقاء على صناعاتها وحرفها التقليدية حية، رغم بساطتها ومحدوديتها، ولا سيما بوجود قرى لا تزال بسيطة لم تطرق الحداثة بابها يوما، بسبب بعدها عن مراكز الثقل الاقتصادي.

ومن هذه القرى شمال غانا الذي تقطنه الأغلبية المسلمة، حيث ما زال الناس يعتمدون على ملابس مصبوغة ومنقوشة بطرقهم التقليدية وكذلك الأحذية والحقائب النسائية والحلي وسلال القش والقبعات.

تقول "أسانتوا"، وهي سيدة شمالية انتقلت إلى العاصمة أكرا للبحث عن عمل ولا تزال تتكلم لغة القبيلة المحلية، إنها تعلمت مهنة صناعة قبعات القش من والدتها، وصناعة السلال التي يعتمد عليها أهل القرى كثيرا في وضع حاجياتهم للتسوق أو تخزين الطعام.

وتوضح أنها تصنع منها أحجاما وأشكالا مختلفة، وتعتمد على القش كمادة أساسية، خصوصا الملون الذي يساعدها على إضافة لمسة فنية إلى منتجاتها.

غانا تشتهر بنحت الخشب وصناعة تماثيل وأقنعة خشبية تجسد تراثها وثقافتها (الجزيرة)

وتقول أسانتوا "البيع في الشمال أكثر منه في العاصمة، لكنه أرخص، وفي الحالتين المواد متوفرة فقط في منطقة كوماسي وسط البلاد، ويجب أن أسافر للحصول عليها، وبذلك تكون تجارتي وصناعتي غير رابحة بشكل جيد، لكنني أحاول الحفاظ عليها قدر المستطاع".

وتتابع "هناك العديد من الناس الذين باتوا يفضلون القبعات المستوردة وخاصة المستعملة التي تباع بسعر زهيد، والحقائب أيضا، عوضا عن السلال التي أصنعها".

وإذا كانت موجة التحديث والتكنولوجيا الصناعية قد أسهمت إلى حد كبير في انقراض مهن عديدة حول العالم، فهل ستواجه هذه المهن والحرف الفنية في غانا وأفريقيا فيضان البضائع المستوردة؟ أم إنها ستنقرض وتندثر معالمها التي صمدت مئات السنين؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

أول أزمة عاجلة أمام ترامب.. "نقص البيض" في الأسواق

ألحقت أزمة إنفلونزا الطيور المتصاعدة أضرارا كبيرة بإمدادات البيض في الولايات المتحدة الأميركية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويشكل تحديا فوريا لإدارة ترامب.

ويشهد سوق البيض في الولايات المتحدة أزمة حادة بسبب تفشي إنفلونزا الطيور، مما تسبب في نقص الإمدادات وارتفاع كبير في الأسعار. وفق موقع "أكسيوس" الأميركي.

وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فقد تأثر ما يقرب من 13 مليون طائر بالفيروس خلال الـ30 يوما الماضية.

نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار

وتعاني متاجر التجزئة من صعوبة توفير البيض على الأرفف، حيث فرض البعض قيودا على كميات الشراء المتاحة للمستهلكين.

وقال جايسون هارت، الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر "ألدي" لـ"أكسيوس"، إن "الوضع الحالي صعب للغاية بالنسبة للمستهلكين، حيث أن تأثير إنفلونزا الطيور على الإمدادات هو السبب الرئيسي".

ووصلت أسعار البيض إلى مستويات قياسية، حيث تجاوز سعر الدزينة الكبيرة 7 دولارات في بعض المناطق، مثل الجنوب الشرقي والجنوب الأوسط، في حين بلغت الأسعار في الغرب الأوسط نحو 6.95 دولار.

تأثير الأزمة على السوق

وأوضح محلل تجارة عالمي في شركة "إيغز أنليميتد" برايان موسكوجيوري، أن ارتفاع الأسعار يعود إلى تأثر الموردين مباشرة بالفيروس، وارتفاع تكاليف استبدال الإمدادات بسبب نقصها في السوق.

وأضاف أن "الوضع الحالي هو الأصعب الذي شهدته السوق على الإطلاق".

الطلب المرتفع والتحديات

وقالت رئيسة مجلس البيض الأمريكي، إيميلي ميتز، إن الطلب على البيض ظل مرتفعًا بشكل استثنائي لفترة طويلة، مشيرة إلى أن عدم اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة الفيروس قد يؤدي إلى استمرار التحديات للمستهلكين.

وأعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأسبوع الماضي تخصيص 590 مليون دولار لشركة "موديرنا" لتسريع تجارب لقاح إنفلونزا الطيور.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى تأثير هذه الخطوة على الأزمة الحالية.

التوقعات

وقد توقعت جهات مختصة أن تستمر أسعار البيض في الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار نقص الإمدادات حتى يتم السيطرة على تفشي الفيروس وإعادة استيطان الطيور.

وقال موسكوجيوري إن "المزارع تبذل قصارى جهدها لاحتواء الأزمة، ولكن الحل النهائي يعتمد على وقف انتشار الفيروس".

مقالات مشابهة

  • استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار اليوم الخميس
  • استخراج كارت الفلاح الذكي.. تحديات مستمرة أمام تحقيق التطوير الرقمي
  • نائب وزير الإسكان يبحث مسئولي ‏أحد التحالفات العالمية توطين صناعة عدادات المياه
  • أول أزمة عاجلة أمام ترامب.. "نقص البيض" في الأسواق
  • إلى بائعي ضميرهم ومهنيتهم الاعلامية
  • تعليم الشيوخ تناقش الأثر التشريعي لقانون التوقيع الإلكتروني وصناعة تكنولوجيا المعلومات
  • طريقة اعتاد عليها الفرعون.. محمد صلاح يسجل هدف ليفربول الأول أمام ليل «فيديو»
  • مكالمات الواي فاي.. تكلفتها وطريقة والهواتف التي تعمل عليها
  • تحديات تتكشف أمام القطاع الصحي بغزة بعد وقف إطلاق النار
  • «الخارجية» تتسلم البراءة القنصلية من قنصل عام غانا في دبي