استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى فترة رئاسته الجديدة، بتحديد رؤى وأهداف المرحلة القادمة، بعد أن أدى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة أمس الأول، وحدد الرئيس بشكل واضح أسس بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، بعد أن تخلصت مصر من براثن التطرف والإرهاب والدمار والانهيار، وأيضًا الصمود فى مواجهة العقبات الهائلة التى فرضتها الظروف الدولية والتحديات والصراعات الإقليمية التى وقف فيها الشعب المصرى صامدًا وراسخًا رسوخ الجبال فى مواجهة كل هذه الأزمات ليؤكد أنه شعب من معدن نادر.
مؤكد أن الروى التى أعلنها الرئيس فى خطابه أمس الأول، وتضمنت الكثير من شواغل المصريين، بما فيها زيادة نسب الإنفاق على الحماية الاجتماعية للأسر الفقيرة التى عانت من الظروف الاقتصادية الصعبة، وأيضًا تبنى عملية إصلاح مؤسسى شامل لضمان الانضباط المالى وترشيد الإنفاق العام تحقيقًا للحوكمة السليمة، كلها تشكل طموحات وأحلاماً عامة المصريين فى الجمهورية الجديدة.. إلا أن تحقيق المحاور السبعة التى قطعها الرئيس على نفسه فى فترة رئاسته الجديدة، تحتاج إلى حكومة على قدر عالٍ من الكفاءة والمسئولية والجدية على اعتبار أننا أمام برنامج محدد يحقق طموحات وتطلعات الشعب المصرى فى الجمهورية الجديدة، وينقل مصر بحق إلى مصاف الدول الرائدة والحديثة على شتى المستويات وفى اعتقادى أن تشكيل الحكومة الجديدة يحتاج إلى جهود مضاعفة لاختيار أكفأ العناصر سواء كانت سياسية أو علمية أو فنية، خاصة أن المرحلة القادمة فى حاجة إلى تحقيق نسب نمو عالية وحلول مبتكرة من خارج الصندوق فى قطاعات بعينها مثل الصناعة التى تشكل أهم قطاعات التنمية وتحسين أداء الميزان التجارى من خلال تقليل فاتورة الاستيراد، وهذا لن يتأتى إلا بتوطين الصناعة والتوسع فى الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر فى كل مكان على أرض مصر، وأيضًا قطاع السياحة الذى فقد المنافسة فى المحيط الإقليمى برغم كل ما تملكه مصر من موارد طبيعية وكنوز تراثية وحضارية تجعل من هذا القطاع أحد أهم موارد الدخل القومى.
الحقيقة أن حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة رئاسية جديدة، رغم بساطته، إلا أنه جاء معبرًا عن قيمة وعراقة مصر، وأيضًا شاهدًا على تطورها وحداثتها، فلم يكن أداء الرئيس اليمين الدستورية فى مبنى مجلس النواب الجديد والعملاق بالعاصمة الإدارية، إلا تأكيدًا على العبور إلى الجمهورية الجديدة بكل ما تحمله من حداثة وتطور شهدتها مصر فى السنوات القليلة الماضية، ويزهو ويفخر بها كل محب لوطنه من خلال هذا الصرح الذى يليق بعراقة الحياة البرلمانية فى مصر والتى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ وتحديدًا منذ عام 1866 الذى شهد تطورًا كبيرًا فى الحياة البرلمانية المصرية بعد إنشاء مجلس النواب الاستشارى بمرسوم الخديو إسماعيل على غرار النظم البرلمانية الأوروبية ويتألف أعضاؤه من 75 عضوًا من النواب والشيوخ، كما توجه الرئيس إلى النصب التذكارى الجديد الذى يليق ويخلد ذكرى شهداء مصر وسطر أول كلمة فى سجل الشرف للنصب وقام بوضع إكليل من الزهور، وبعدها شهد الرئيس رفع العلم المصرى على أطول سارى فى ساحة الشعب بالعاصمة الإدارية، وجميعها كانت مشاهد ورسائل ليست للشعب المصرى وحده، وإنما لكل دول وشعوب العالم، لتؤكد أن مصر التاريخ والسيادة والعراقة، هى ذاتها مصر الحاضر والحداثة والتطور، وأيضًا المستقبل الواعد بفضل رباط شعبها.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ اليمين الدستورية مجلس النواب العاصمة الإدارية الجديدة مصر وأیض ا
إقرأ أيضاً:
افتتاح فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. ووزير الثقافة: دورة استثنائية.. وتوظيف التطورات الرقمية لتقديم خدمة مميزة للرواد
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أمس، فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، تحت شعار «اقرأ... فى البدء كان الكلمة»، بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس.
شهد الافتتاح حضوراً رسمياً واسعاً، إذ شارك عدد من كبار المسئولين والشخصيات العامة، من بينهم: الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، والدكتور سامح الحنفى، وزير الطيران المدنى، والمستشار محمود فوزى، وزير الشئون والمجالس النيابية، ومحمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتور محمد عبدالرحمن الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور نظير عيَّاد، مفتى الجمهورية، واللواء هانى أبوالمكارم، مساعد وزير الداخلية، رئيس أكاديمية الشرطة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، واللواء أسامة نجا، مساعد وزير الدفاع للتدريب، بالإنابة عن السيد وزير الدفاع، وعدد من سفراء الدول المشاركة، وممثلو الوزارات والهيئات الثقافية.
وبدأ وزير الثقافة والوزراء جولتهم بزيارة جناح وزارة الثقافة، الذى يضم للمرة الأولى أجنحة متنوعة لقطاعات الوزارة المختلفة، كما زاروا جناح وزارة الدفاع، الذى سلط الضوء على الإسهامات الثقافية للقوات المسلحة فى تعزيز الوعى الوطنى، وجناح وزارة الداخلية، ووجهوا التهنئة للقيادات الأمنية بمناسبة أعياد الشرطة، وكذا جناح هيئة الرقابة الإدارية، وكذلك جناح حلايب وشلاتين، والمعروضات البيئية.
وثمّن وزير الثقافة حرص القوات المسلحة على المشاركة بالمعرض، وما يجسده ذلك من اهتمام بمشاركة أجهزة الدولة بكافة المجالات، والعمل على زيادة الوعى القومى للمواطنين، والتعريف بجيش مصر العظيم عبر التاريخ. كما تفقدوا جناح سلطنة عمان، ضيف شرف الدورة الـ56، الذى يُقام على مساحة كبيرة ويقدم التراث والفنون العمانية، وذالك برفقة الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصى، وزير الإعلام العمانى، والسيد سعيد بن سلطان البوسعيدى، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية للثقافة، والسفير عبدالله بن ناصر الرحبى سفير سلطنة عمان بالقاهرة.
كما شملت الجولة أجنحة الأزهر الشريف، وهيئة كبار العلماء، إلى جانب أجنحة دولية مثل هيئة الشارقة للكتاب، وحكومة الفجيرة، وهيئة النشر السعودية التى تشارك لأول مرة. وتفقّد الحضور عدداً من أجنحة الدول المشاركة، منها المملكة العربية السعودية، والإمارات بأجنحتها المتعددة، وقطر، والبحرين، وغيرها، وكذلك أجنحة الوزارات والمؤسسات المحلية، وفى مقدمتها وزارات الشباب والرياضة، والسياحة والآثار، والبيئة، والرقابة المالية، والرقابة الإدارية، والبورصة، والمجلس القومى للمرأة، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ومكتبة الإسكندرية، وجناح حرف حلايب وشلاتين.
وأعرب وزير الثقافة عن اعتزازه بتنظيم مصر لهذا المحفل الثقافى الدولى الذى يجسد ريادتها الثقافية، وقال إن معرض القاهرة الدولى للكتاب لا يمثل فقط حدثاً ثقافياً عالمياً، بل يعكس أيضاً مكانة مصر كجسر للتواصل بين الحضارات، هذا المعرض هو منصة تجمع بين الفكر والإبداع، ويؤكد التزام مصر بدعم الثقافة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة ونشر قيم السلام العالمى.
وأضاف: «استضافة مصر لأحد أهم الملتقيات الثقافية الإبداعية فى العالم إنما يجسد حرصها على استثمار الثقافة فى دعم الروابط الإنسانية بين الحضارات المتعددة، تأكيداً لأهمية نشر السلام العالمى بين شعوب العالم وتعددية الثقافات، وهو ما يُلقى علينا مسئولية كبيرة إزاء بذل المزيد من الجهد والتطوير للخدمات التى يقدمها المعرض، ليؤدى هذا الدور على الوجه الأمثل، وأن تكون دورة هذا العام تاريخية بمعنى الكلمة، وهو ما يظهر بوضوح من خلال ما يشهده المعرض من أفكار ورؤى إبداعية مبتكرة تواكب التطورات التكنولوجية والرقمية التى يشهدها العالم من حولنا، وتطويعها لخدمة أهدافنا الثقافية وأهميتها فى بناء الإنسان على أسس من الوعى والإدراك البناء للتحديات الوطنية التنموية بالمجالات المتعددة».
وتابع الوزير: «اليوم، ونحن فى قلب معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته السادسة والخمسين، نجد أنفسنا فى لحظة تاريخية جديدة تلتقى فيها أجيال الثقافة والفكر والإبداع، حيث إن هذا المعرض هو منبر لا يُضاهى لعرض الإنجازات الفكرية والفنية، وميدان يتلاقى فيه الكُتاب مع القارئ، ونحتفل بالكتاب الذى لا يزال يحمل فى طياته أعمق المعانى وأعظم الأفكار الإنسانية، لنؤكد أن الثقافة هى القوة الحقيقية التى تبنى الأمم وتدفعها نحو التقدم، لنؤكد أيضاً من خلاله أن مصر، دائماً وأبداً، ستظل منارةً للعلم والفكر والإبداع فى كل المجالات».
وقال: «نعمل على تقديم دورة استثنائية هذا العام من خلال توظيف التطورات الرقمية لدعم الثقافة، وتقديم تجربة متميزة للمشاركين والزوار». ووجّه وزير الثقافة الشكر لجميع من ساهم فى تنظيم هذا الحدث الكبير، داعياً الجميع للاستمتاع بالأنشطة والفعاليات التى يقدمها المعرض.
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب تنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين العساسى، تحت شعار: «اقرأ… فى البدء كان الكلمة»، وتستمر حتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، وتحل عليه «سلطنة عمان» ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصرى، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، ويأتى المعرض بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة و6150 عارضاً للإصدارات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، تمثل قارات العالم، ومن بينها أكثر من 10 دول تشارك لأول مرة وهى: تشيلى، بلجيكا، الكونغو، رومانيا، بلغاريا، النمسا، بليز، بيرو، هولندا، سورنام، كولومبيا، فيتنام، تنزانيا، سنغافورة، وبوليفيا، ويشمل المعرض برنامجاً ثقافياً ثرياً يضم أكثر من 600 فعالية متنوعة.