الجزيرة:
2024-12-24@18:24:30 GMT

رواندا.. 30 عاما على الإبادة الجماعية

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

رواندا.. 30 عاما على الإبادة الجماعية

تبدأ رواندا، الأحد المقبل، مراسم إحياء ذكرى مرور 30 عاما على الإبادة الجماعية التي شهدتها عام 1994 ونفذها متطرفون من عرقية الهوتو ضد أقلية التوتسي على مدى 100 يوم دامية، قُتل خلالها أكثر من 800 ألف رجل وامرأة وطفل، معظمهم من عرقية التوتسي.

وإلى جانب ضحايا التوتسي، قتل أيضا عدد من الهوتو المعتدلين في المجازر التي انقلب فيها أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء على بعضهم، في إحدى فصول التاريخ الأكثر قتامة في أواخر القرن العشرين.

وبعد 3 عقود، أعادت الدولة الصغيرة بناء نفسها في ظل حكم الرئيس بول كاغامي الدكتاتوري، لكن ما زال صدى إرث الإبادة الصادم يتردد في أنحاء المنطقة.

وحفاظا على التقاليد، سيتم إحياء ذكرى 7 أبريل/نيسان ـيوم أطلق متطرفو الهوتو، ومليشيات حملة القتل المروّعة عام 1994ـ عبر إضاءة كاغامي شعلة إحياء الذكرى في "نصب كيغالي" التذكاري للإبادة الجماعية حيث يعتقد بأن أكثر من 250 ألف ضحية تم دفنهم.

وسيلقي كاغامي الذي ساعد جيشه المتمرد "جبهة رواندا الوطنية" في وقف المجازر، خطابا بهذه المناسبة، وسيضع أكاليل الزهور على المقابر الجماعية، فيما ستحضر بعض الشخصيات الأجنبية ما أطلق عليه "كويبوكا" وتعني إحياء الذكرى 30.

صورة لجنود زائيريون في 18يوليو/تموز 1994 يقفون على الحدود في بلدة غوما الشرقية أمام أكوام من الأسلحة المصادرة من قوات الحكومة الرواندية المخلوعة (الفرنسية) لن يتكرر

تؤذن المراسم المقررة يوم الأحد ببدء أسبوع الحداد الوطني إذ سيتوقف كل شيء في رواندا وستُنكّس الأعلام. وخلال تلك الأيام، لن يُسمح بعزف الموسيقى في الأماكن العامة، أو على الإذاعة، كما ستمنع التلفزيونات من بث المناسبات الرياضية والأفلام، ما لم تكن على صلة بمراسم إحياء الذكرى.

وستقام مراسم بهذه المناسبة أيضا في الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي وغيرهما. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة الذكرى "هذه السنة، نذكّر أنفسنا بجذور الإبادة المتعفنة: الكراهية"، مضيفا "ولأولئك الذين يسعون لتقسيمنا، علينا إيصال رسالة واضحة وقاطعة وعاجلة.. لن يتكرر الأمر".

يذكر أن المجتمع الدولي واجه انتقادات شديدة لفشله في حماية المدنيين، وخفضت الأمم المتحدة عديد قوتها لحفظ السلام بعد فترة قصيرة من اندلاع أعمال العنف.

جندي من الجبهة الوطنية يحمل صندوق ذخيرة على خط المواجهة في جيتيراما خلال أيام جرائم الإبادة الدامية (الفرنسية) إطلاق نار أو ضرب أو طعن حتى الموت

أثار اغتيال الرئيس المنتمي إلى الهوتو جوفينال هابياريمانا ليل 6 أبريل/نيسان 1994عندما أُسقطت طائرته فوق كيغالي موجة غضب في أوساط متطرفي الهوتو ومليشيا "إنترهاموي"، حيث قتل ضحاياهم بإطلاق النار عليهم أو ضربهم، أو طعنهم حتى الموت، في عمليات قتل غذتها الحملة الدعائية المناهضة للتوتسي التي تم بثها على التلفزيون والإذاعة.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، يقدر بأن ما بين 100 ألف إلى 250 ألف امرأة تعرضت للاغتصاب، وفر مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من عرقية الهوتو الذين شعروا بالخوف من الهجمات الانتقامية في أعقاب الإبادة إلى بلدان مجاورة بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية. وما زالت المقابر الجماعية تُكتشف في رواندا حتى اليوم.

وفي عام 2002، أقامت رواندا محاكم أهلية حيث يمكن للضحايا الاستماع إلى "اعترافات" أولئك الذين اضطهدوهم. وعلى مدى 10 سنوات تم الاستماع إلى 1.2 مليون قضية رغم أن المنظمات الحقوقية رأت أن النظام أدى أيضا إلى إجهاض العدالة إذ استخدمه بعض المشتكين لتصفية حسابات.

واليوم، لم تعد بطاقات الهوية الرواندية تذكر إن كان الشخص من الهوتو أو التوتسي. ويتعلم طلاب المدارس الثانوية عن الإبادة في إطار منهج دراسي خاضع لرقابة مشددة.

زائرة تنظر إلى صورة أحد الضحايا في النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي (الفرنسية ـ أرشيف) ندوب الماضي

وُلد حوالى ثلثي سكان رواندا بعد الإبادة. ويسعى كثر للمساعدة على إعادة صياغة تاريخ بلادهم المؤلم ووضع رواية جديدة. وقالت مديرة المشاريع روكسان مودينج (27 عاما) "منذ كنت طفلة وقصة رواندا هي قصة إعادة بناء، وندوب الماضي ما زالت قائمة، لكنّ هناك طاقة مختلفة الآن، شعورا بالإمكانية".

وتفيد السلطات الرواندية بأن مئات المشتبه بهم في الإبادة ما زالوا فارين، بما في ذلك في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا المجاورتين. وحتى الآن، تم تسليم 28 فقط إلى رواندا على مستوى العالم.

وحاكمت فرنسا -إحدى أبرز الوجهات للروانديين الفارين من العدالة في بلدهم- وأدانت نحو 5 أشخاص على خلفية تورطهم في عمليات القتل، وكانت فرنسا حينذاك من أهم الدول الداعمة لهابياريمانا، ما أدى إلى عقود من التوتر بين البلدين.

وفي عام 2021، أقر الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون بدور بلاده في الإبادة، ورفضها الاستجابة إلى التحذيرات من مجازر مقبلة، ما دفع كاغامي للإشادة بالرئيس الفرنسي لقيامه بـ"خطوة كبيرة".

ورغم أن ماكرون لم يذهب إلى حد تقديم الاعتذار ونفى أي تواطؤ لفرنسا في عمليات القتل، قال كاغامي إن من شأن التقارب أن يمهّد لعلاقة "أفضل" بين البلدين.

في المقابل، ترتبط كيغالي بعلاقة عداوة مع كينشاسا إذ اتُّهمت "جبهة رواندا الوطنية" بقتل عشرات آلاف المدنيين أثناء ملاحقتها مرتكبي الإبادة في الكونغو.

واتُّهمت حكومة كاغامي بتسليح متمرّدي "إم23" بقيادة التوتسي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ونفت كيغالي الاتهامات لكنها تفيد بأن التوتسي في جارتها الأكبر هم ضحايا الاضطهاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

المحويت تشهد فعاليات نسائية إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام

الثورة نت|

أقيمت بمحافظة المحويت اليوم، فعاليات نسوية بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء واليوم العالمي للمرأة المسلمة ووقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني واللبناني نظمتها الهيئة النسائية الثقافية بمدينة المحويت.

وفي الفعاليات ألقيت كلمات أكدت أهمية إحياء ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام لاستلهام الدروس والعبر من حياتها العطرة بصحبة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.

وتناولت الكلمات الفضائل الحميدة التي تحلت بها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ومكانتها في الإسلام

وشددت الكلمات على أهمية تعزيز وحدة الصف والعمل على تحصين المجتمع من مخاطر الحرب الناعمة والاقتداء بنهج أعلام الهدى وقادة الأمة ممن سجلوا أروع التضحيات في سبيل مقارعة أعداء الأمة.

ونوهت الكلمات بصمود المرأة اليمنية وصبرها وثباتها في مواجهة العدوان دفاعا عن عزتها و كرامتها مستمدة ذلك الصمود من سيرة السيدة فاطمة الزهراء وأتباع أخلاقها وصفاتها الكريمة .

كما نظمت الهيئة النسائية الثقافية بمدينة المحويت وقفة احتجاجية تضامناً مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.

ورددت المشاركات في الوقفة الهتافات المنددة بمجازر الإبادة الجماعية والجرائم المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الإنسانية في غزة ولبنان أمام مرئ ومسمع العالم وخنوع وانبطاح زعماء الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة مع العدو الغاصب.

وأكد بيان الوقفة النسائية على مواصلة الشعب اليمني وقوفه إلى جانب اخوانه في غزة ولبنان والاستعداد لتقديم التضحيات وبذل الغالي والنفيس انتصارا للمظلومين والمستضعفين باعتبار ذلك واجبا دينيا وعربيا وقوميا وإنسانيا وأخلاقيا.

ودعا البيان الشعوب العربية والإسلامية إلى الجهاد في سبيل الله والدفاع عن المقدسات والانتصار للشهداء من النساء والأطفال والضغط على الأنظمة والحكومات بفك الحصارِ عن قطاعِ غزةَ للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية.

 

 

مقالات مشابهة

  • باحث: نتنياهو يستغل المفاوضات لتمرير الإبادة الجماعية في غزة
  • في ذكرى الاستقلال.. البعثة الأممية تحث على إحياء العملية السياسية
  • بالصور.. شمال غزة يسطّر فصلًا جديدًا من البطولة في مواجهة الإبادة الجماعية
  • لمحاكمتها بتهم الإبادة الجماعية..بنغلاديش تطالب الهند بتسليم الشيخة حسينة
  • قيادي بـ«فتح» عن الإبادة الجماعية في غزة: إلى متى سيظل العالم صامتًا؟
  • الملحن أحمد مصطفى: المنصات تعيد إحياء الأغاني من جديد
  • ألمانيا.. المئات يشاركون في وقفة صامتة إحياء لذكرى ضحايا هجوم ماجدبورج
  • المحويت تشهد فعاليات نسائية إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام
  • فعالية نسائية بمديرية المنيرة بالحديدة إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء
  • العزي: تهديد اليمن مغامرة خطيرة والأسهل إنهاء الإبادة الجماعية في غزة