بوابة الوفد:
2024-12-26@12:16:28 GMT

بين إيلات ودمشق.. سوريا الجريحة

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

لم يمر سوى 6 ساعات على استهداف مسيرات المقاومة العراقية القاعدة البحرية الإسرائيلية فى إيلات حتى جاء رد إسرائيل فى هجوم غير مسبوق كاسرًا قواعد الاشتباك المعروفة، وحرب «الظل» بين محور المقاومة «الممانعة» وإسرائيل منذ 7 أكتوبر، بضرب القنصلية الإيرانية بالعاصمة دمشق وفى أرقى أحيائها «المِزّة» ومقتل العميد محمد رضا زاهدى ثانى أهم جنرال بفيلق القدس بعد اغتيال قاسم سليمانى مطلع 2020.


زاهدى، صيد ثمين لإسرائيل فهو العقل المدبر للحرس الثورى بسوريا ولبنان، ولعب دورًا رئيسيًا فى توسيع أنشطة «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» فى لبنان، وهمزة الوصل بين حزب الله اللبنانى والمخابرات السورية.
إيلات ودمشق يتشابهان فى كون كل طرف تخطى قواعد الاشتباك، لأول مرة تتعرض إسرائيل للحرج بضرب قاعدة عسكرية وأحد الموانى المهمة اقتصاديا وسياحيًا وعسكريا، وهى رمزية وجدت فيها إسرائيل إهانة تستدعى الرد، والتجاهل يشجع الفصائل الإيرانية فى لبنان وسوريا والعراق واليمن لزيادة الضربات وتأثيرها وردود أفعالها فى الشارع الإسرائيلى الذى يغلى بفعل نتنياهو!
الرد على ضرب إيلات وبعد سويعات له دلالة، أن سوريا مكشوفة بمدنها وشوارعها وحواريها لإسرائيل كما هو الحال لكل دول المواجهة المناوئة لدولة الاحتلال، لدرجة تشعرك أن الموساد يحفظ خبايا هذه المناطق وقد يعرفها أكثر من تل أبيب وحيفا وإيلات لعاملين رئيسيين، نجاح المخابرات الإسرائيلية فى تكوين شبكات تجسس عنقودية تمدها بمعلومات على مدار الساعة، ومن تحليل الضربات وتوقيتها ودقتها ينكشف أن هناك اختراقا لدوائر ضيقة وقريبة من أصحاب القرار فى مختلف المؤسسات وخاصة الحساسة بدول محور المقاومة، وساعد إسرائيل التقنيات الفائقة «مخابراتية وعسكرية» وخاصة فى الطائرات المحملة بصواريخ «ذكية» وكاميرات تساعد فى دقة التصويب والتأثير والانفجار، مع تلافى الأخطاء وتلاشى لبس أو غموض، بفضل حليفتها أمريكا.
ويزيد من النجاح التفاوت والفجوة فى القدرات والإمكانيات بين إسرائيل ودول المواجهة تتسع لأسباب عدة يتسع المجال هنا لذكرها.
إسرائيل تسعى لاستدراج إيران لحرب مفتوحة مع أمريكا، حتى لا تكون وحيدة فى حربها للقضاء على دولة قريبة من القنبلة النووية، وضعف إيران وعدم ردها يشجع إسرائيل، ومنذ مقتل قاسم سليمانى وبعده عالم الذرة فخرى زادة تُردد «سنرد فى الوقت والمكان المناسبين»، ولم يظهر بعد فجر الزمان ولا مكان موقعة الثأر!
إيران زاد موقفها صعوبة مقارنة بما قبل طوفان الأقصى، بعد أن استنزفت إسرائيل حزب الله عتادا وجنودا ومقتل خبراء إيرانيين، وتراجع قوة حماس، وإيران تفتقر لأسطول طيران حديث، فالطائرات تعود لفترة السبيعينيات، ومُسيراتها وصواريخ الباليستية لن تصمد كثيرا أمام الأذرع الطويلة، وضرب مواقع إيرانية «حساسة» تعطلها وتعيدها للوراء قرونا!
فرق بين سوريا -عندما زرتها قبل أن يتكالب عليها المستعمرون- وسوريا اليوم الممزقة والجريحة، راهنت على إيران فى استعادة الأمن وأرض الجولان المغتصبة وهو رهان خاسر، قد يخرج المستعمر الأمريكى والتركى والروسى الذين تقاسموا أراضيها الجميلة ومن الصعب زحزحة إيران التى سحقت الشعب واستعمرت الأرض ورسخت ثقافتها وفلسفتها وباتت سوريا محافظة من المحافظات الإيرانية!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل مسيرات المقاومة العراقية البحرية الإسرائيلية محور المقاومة الممانعة جنرال

إقرأ أيضاً:

رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء

على مدار أكثر من 14 شهرًا من المحاولات المكثفة التي تقودها مصر والولايات المتحدة وقطر، بدأت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تُحقق تقدماً ملحوظاً، ما يجعل التوصل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى. وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر طوال المدة المذكورة عن تدمير أكثر من 85% من منشآت غزة، ومصرع أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتجاوز عدد الإصابات حاجز الـ100 ألف شخص، في ظل حرب إبادة أدانها المجتمع الدولي.

ورغم التفاؤل المتزايد بنجاح هذه الجولة من المفاوضات، تتمسك حكومة بنيامين نتنياهو، وفق تصريحاته، بشرط القضاء التام على المقاومة الفلسطينية، وهو ما يعتبره البعض محاولة لإرضاء الجناح المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وفي المقابل، اضطرت المقاومة الفلسطينية إلى تقديم تنازلات تحت وطأة الضغوط العسكرية والجيوسياسية، مثل القبول بإبعاد شخصيات فلسطينية بارزة، وتوقيع اتفاق غير ملزم من إسرائيل. تعمل مصر بدورها على توحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق توافق بين السلطة الفلسطينية والمقاومة، سعيًا لقطع الطريق على حجج إسرائيل التي تروج لغياب شريك فلسطيني موحد نتيجة الانشقاق الداخلي، وهو ما جاء ضمن مباحثات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا مع زعامات إقليمية ودولية.

ويرى محللون أن نتنياهو يستغل هذه الظروف لإرضاء الجناح المتطرف في حكومته، مستفيدًا من الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية كبرى، إضافة إلى التغييرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة. ويأتي هذا في ظل تكتم كبير على تفاصيل المفاوضات لضمان إنجاحها. ومع ذلك، كشفت تسريبات محدودة عن تنازلات وصفتها حركة حماس بـ«المرونة»، والتي جاءت نتيجة التحديات التي واجهتها المقاومة خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتعطل جبهة الإسناد التي كان يمثلها حزب الله في جنوب لبنان.

وفق ما يعتبره محللون "تنازلات" من المقاومة، فإن حماس أبدت استعدادها لإبعاد شخصيات قيادية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إلى خارج الأراضي المحتلة ضمن صفقة الإفراج، إلى جانب العشرات من الأسرى الفلسطينيين كحل وسط. حاليًا، يدور التفاوض حول تحديد البلدان التي سيتم ترحيل هؤلاء الأسرى إليها. في الوقت نفسه، أكدت التسريبات أن القوات الإسرائيلية لن تُخلي مواقعها العسكرية على الفور، خاصة من محوري نتساريم وفيلادلفيا، لكنها ستنسحب تدريجيًاً بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. في هذا السياق، تتمسك إسرائيل بتسلم جميع الأحياء منهم، بينما تسعى حماس إلى تسليم جثث الموتى أولاً كشرط للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.

كما كشفت التسريبات عن نوايا إسرائيل بمراقبة دقيقة لعودة السكان إلى شمال قطاع غزة، حيث سيتم الإشراف على دخولهم مع فحص الأنشطة السابقة للأفراد، مع فرض قيود على دخول الشباب. أضف إلى ذلك، أن إسرائيل تحتفظ بحقها في التدخل العسكري داخل القطاع إذا رأت ضرورة أمنية، سواء لملاحقة المقاومين أو لأهداف أمنية أخرى، مما يعني استمرار القطاع تحت الرقابة الأمنية والعسكرية الدائمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

من النقاط الخلافية البارزة، إصرار المقاومة الفلسطينية على توقيع إسرائيل اتفاقاً مكتوباً بضمان دولي، بينما تكتفي إسرائيل بالمطالبة ببيان مصري قطري فقط لوقف إطلاق النار دون توقيع ملزم. في هذا السياق، أوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن المرحلة الأولى من الهدنة ستستمر ستة أسابيع، وتشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى المحتجزين، مقابل إطلاق مئات السجناء الفلسطينيين.

وتتواصل المفاوضات بمشاركة فرق فنية تضم وسطاء مصريين رفيعي المستوى، ومسؤولين أمريكيين وقطريين، بجانب ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. في الوقت ذاته، وصل آدم بوهلر، مندوب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الرهائن، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، إلى المنطقة في إطار توصية من ترامب بإنهاء المفاوضات قبل تسلمه السلطة في 20 يناير. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن هذه المحادثات تعد الأفضل مقارنة بجولات التفاوض السابقة

اقرأ أيضاً«الاحتلال الإسرائيلي» يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي بغزة

واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية «صور»شرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية

مقالات مشابهة

  • المقاومة مستمرّة: “إسرائيل” تحت مجهر القانون
  • رسائل دبلوماسية والسفارات مغلقة: تصريحات قلقة صادرة من إيران وسوريا
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل اعتداءاتها وتوتر متزايد على لبنان وسوريا
  • تعليق الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا حتى أواخر يناير
  • رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء
  • تعليق الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا
  • طهران: سوريا علقت الرحلات الجوية الإيرانية حتى 22 يناير
  • بيان عاجل للحكومة الإيرانية بشأن مفاوضات تحديد مصير سفارتي طهران ودمشق
  • الحكومة الإيرانية: طهران ودمشق مستعدتان لإعادة فتح السفارات
  • الحرس الثوري: دعم جبهة المقاومة اللبنانية ومواصلة تعزيز القوة العسكرية الإيرانية