بوابة الوفد:
2025-02-02@12:51:03 GMT

العربدة الإسرائيلية!

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

فى وقت متقارب قامت إسرائيل بعمليتين هما الأجرأ والأكثر خطورة على صعيد تجاوز الأعراف والقوانين الدولية، بعيدًا عن تطورات الموقف بشأن الحرب الجارية على الفلسطينيين فى غزة رغم تعلق العمليتين بذلك الوضع.
العملية الأولى هى قصف القنصلية الإيرانية فى سوريا ما أدى إلى مقتل سبعة من كبار ضباط الحرس الثورى الإيرانى على رأسهم قائد فيلق القدس محمد رضا زاهدى.

والثانية هى تلك التى أدت إلى مقتل سبعة أيضًا ولكن من موظفى الإغاثة فى غزة فى هجوم نادر ادعت إسرائيل انه عن غير قصد وهو ما أدى إلى تعليق أعمال منظمة المطبخ المركزى العالمى بسبب العملية.
وفى معرض تحليل الدوافع وراء تلك العمليتين ترد على ذلك النهج الذى يكشف ويؤكد فكرة العربدة الإسرائيلية فى المنطقة عدة ملاحظات أولها أن إسرائيل تتحول وبشكل واضح إلى أحد أسباب التوتر الإقليمى بل والعالمى، حيث إن الوضع الخطير الذى تشهده المنطقة منذ أكثر من خمسة شهور بعد طوفان الأقصى إنما جاء بسبب السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، هذا فضلًا بالطبع عن تجذر تلك الحالة على مدار عقود بسبب إسرائيل وإصرارها على عدم منح الفلسطينيين حقوقهم.
من ناحية ثانية، فمن الواضح أن تعثر تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة فى ظل الصعوبات التى يواجهها نتانياهو داخليًا ربما دفعته إلى القفز فى الهواء بخطوة يهدف من خلالها إلى توسيع نطاق الحرب بما قد يغير من موقف الولايات المتحدة والتى تتحفظ على سياساته.
من الملاحظات الأخرى على تلك العملية غياب رد الفعل الدولى المندد بتلك العملية على القنصلية الإيرانية وهو ما يشير إلى حالة نفاق دولى، حيث من المتوقع أن يكون الموقف مغايرًا فيما لو كان الأمر عكسيًا ممثلًا فى هجوم إيرانى على هدف مدنى إسرائيلى.
من المتوقع أن تؤدى تلك العملية إلى تعزيز حالة عدم الاستقرار فى المنطقة، حيث لن تمرر إيران الأمر دون رد وهو ما يبدو فى موقف واشنطن التى حرصت على النأى بنفسها عن العملية فى ضوء توقع أن تنال عمليات الإنتقام الإيرانية من القوات الأمريكية سواء فى سوريا أو العراق.
أما على صعيد العملية ضد فريق الاغاثة فرغم تنوع جنسيات القتلى وأغلبهم غربيون، إلا أنه من الملاحظ فتور رد الفعل الغربى واقتصاره على المطالبة بتحقيق فى الأمر وسط توقع بألا يكون لذلك من تأثير فعلى على السياسات الإسرائيلية تجاه عمليات الإغاثة والتى تستهدف وأدها لزيادة الأوضاع سوءًا على الفلسطينيين من أجل دفعهم إلى الهجرة طوعًا إلى الخارج.
يفرض ذلك الوضع التساؤل حول مدى تحول إسرائيل إلى قوة مهيمنة فى الإقليم يشابه وضع القوى الكبرى فى النظام الدولى وهو تساؤل يجد مبرراته فى ضوء ضعف ردود أفعال الجانب العربى على المجازر الإسرائيلية ضد الأشقاء فى غزة.
مؤدى ذلك دون كثير اجتهاد أن إسرائيل ربما لا تفهم سوى لغة القوة وأنها تمارسها بذكاء وبشكل يعزز مركزها الإقليمى والدولى ومن المتصور أن غياب رد الفعل على ذلك النهج قد يعزز شعور تل أبيب بقوتها وخصوصية وضعها.. ولعل فى ذلك درس هام للعرب علهم يسارعون إلى تحديد سبل مواجهته... لو كان الأمر يشغلهم من الأصل! 
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق العربدة الإسرائيلية تأملات قامت إسرائيل تجاوز الأعراف الفلسطينيين

إقرأ أيضاً:

مصلحة السجون الإسرائيلية توزع "أساور تذكارية" على الأسرى الفلسطينيين المحررين

 أفادت القناة 12 التلفزيونية بأن مصلحة السجون الإسرائيلية تقوم بتوزيع "أساور تذكارية" على الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت القناة نقلا عن بيان صادر عن مصلحة السجون اليوم الجمعة أنه: "بموجب قرار القيادة السياسية، كجزء من عملية "كانفي درور" لإعادة الرهائن، عندما يتم إطلاق سراح الإرهابيين، سيتم منح كل واحد منهم سوار تعريف، والذي سيحمل أيضا نقشا باللغتين العبرية والعربية: الشعب الأبدي لا ينسى وسألاحق أعدائي وسألحق بهم".

 

وأثارت الهدايا التذكارية التي قدمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للأسرى منذ بدء الإفراج عنهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موجة واسعة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، في خطوة وصفها المراقبون بـ "الذكية" ضمن إستراتيجية الحرب الإعلامية.

ومن المنتظر أن تفرج إسرائيل يوم السبت المقبل، عن 90 أسيرا فلسطينيا، بينهم 9 محكومين بالسجن المؤبد، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

بدورها، ستفرج حركة "حماس" عن 3 رهائن إسرائيليين آخرين، وهم: عوفر كالديرون، وشموئيل كيث سيجال، وياردين بيباس.

ومنذ 19 يناير الماضي، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، كجزء من اتفاق تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة "حماس" لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • ‏وكالة الأنباء الفلسطينية: 25 قتيلا وهدم 100 منزل بشكل كامل في مخيم جنين بالضفة الغربية جراء العملية العسكرية الإسرائيلية
  • يد واحدة أمام الأطماع الإسرائيلية.. مصر والدول العربية تحبط محاولات تهجير الفلسطينيين
  • 25 قتيلاً..ارتفاع عدد القتلة الفلسطينيين في العملية الإسرائيلية ضد جنين
  • استشهاد 19فلسطينيا في مخيم جنين من بدء العملية الإسرائيلية عليها
  • مصلحة السجون الإسرائيلية توزع "أساور تذكارية" على الأسرى الفلسطينيين المحررين
  • ديفيد هيرست: تغلب الفلسطينيين على حرب الإبادة الإسرائيلية وعادوا إلى الديار
  • وصول الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية إلى غزة
  • هيئة البث الإسرائيلية: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيجري ليلا
  • هيئة البث الإسرائيلية: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ليلا بعد تأخير الحافلات
  • هيئة البث الإسرائيلية: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيجري ليلًا