بوابة الوفد:
2024-12-26@13:24:04 GMT

العربدة الإسرائيلية!

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

فى وقت متقارب قامت إسرائيل بعمليتين هما الأجرأ والأكثر خطورة على صعيد تجاوز الأعراف والقوانين الدولية، بعيدًا عن تطورات الموقف بشأن الحرب الجارية على الفلسطينيين فى غزة رغم تعلق العمليتين بذلك الوضع.
العملية الأولى هى قصف القنصلية الإيرانية فى سوريا ما أدى إلى مقتل سبعة من كبار ضباط الحرس الثورى الإيرانى على رأسهم قائد فيلق القدس محمد رضا زاهدى.

والثانية هى تلك التى أدت إلى مقتل سبعة أيضًا ولكن من موظفى الإغاثة فى غزة فى هجوم نادر ادعت إسرائيل انه عن غير قصد وهو ما أدى إلى تعليق أعمال منظمة المطبخ المركزى العالمى بسبب العملية.
وفى معرض تحليل الدوافع وراء تلك العمليتين ترد على ذلك النهج الذى يكشف ويؤكد فكرة العربدة الإسرائيلية فى المنطقة عدة ملاحظات أولها أن إسرائيل تتحول وبشكل واضح إلى أحد أسباب التوتر الإقليمى بل والعالمى، حيث إن الوضع الخطير الذى تشهده المنطقة منذ أكثر من خمسة شهور بعد طوفان الأقصى إنما جاء بسبب السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، هذا فضلًا بالطبع عن تجذر تلك الحالة على مدار عقود بسبب إسرائيل وإصرارها على عدم منح الفلسطينيين حقوقهم.
من ناحية ثانية، فمن الواضح أن تعثر تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة فى ظل الصعوبات التى يواجهها نتانياهو داخليًا ربما دفعته إلى القفز فى الهواء بخطوة يهدف من خلالها إلى توسيع نطاق الحرب بما قد يغير من موقف الولايات المتحدة والتى تتحفظ على سياساته.
من الملاحظات الأخرى على تلك العملية غياب رد الفعل الدولى المندد بتلك العملية على القنصلية الإيرانية وهو ما يشير إلى حالة نفاق دولى، حيث من المتوقع أن يكون الموقف مغايرًا فيما لو كان الأمر عكسيًا ممثلًا فى هجوم إيرانى على هدف مدنى إسرائيلى.
من المتوقع أن تؤدى تلك العملية إلى تعزيز حالة عدم الاستقرار فى المنطقة، حيث لن تمرر إيران الأمر دون رد وهو ما يبدو فى موقف واشنطن التى حرصت على النأى بنفسها عن العملية فى ضوء توقع أن تنال عمليات الإنتقام الإيرانية من القوات الأمريكية سواء فى سوريا أو العراق.
أما على صعيد العملية ضد فريق الاغاثة فرغم تنوع جنسيات القتلى وأغلبهم غربيون، إلا أنه من الملاحظ فتور رد الفعل الغربى واقتصاره على المطالبة بتحقيق فى الأمر وسط توقع بألا يكون لذلك من تأثير فعلى على السياسات الإسرائيلية تجاه عمليات الإغاثة والتى تستهدف وأدها لزيادة الأوضاع سوءًا على الفلسطينيين من أجل دفعهم إلى الهجرة طوعًا إلى الخارج.
يفرض ذلك الوضع التساؤل حول مدى تحول إسرائيل إلى قوة مهيمنة فى الإقليم يشابه وضع القوى الكبرى فى النظام الدولى وهو تساؤل يجد مبرراته فى ضوء ضعف ردود أفعال الجانب العربى على المجازر الإسرائيلية ضد الأشقاء فى غزة.
مؤدى ذلك دون كثير اجتهاد أن إسرائيل ربما لا تفهم سوى لغة القوة وأنها تمارسها بذكاء وبشكل يعزز مركزها الإقليمى والدولى ومن المتصور أن غياب رد الفعل على ذلك النهج قد يعزز شعور تل أبيب بقوتها وخصوصية وضعها.. ولعل فى ذلك درس هام للعرب علهم يسارعون إلى تحديد سبل مواجهته... لو كان الأمر يشغلهم من الأصل! 
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق العربدة الإسرائيلية تأملات قامت إسرائيل تجاوز الأعراف الفلسطينيين

إقرأ أيضاً:

في ذكرى الاستقلال.. البعثة الأممية تحث على إحياء العملية السياسية

في الذكرى الثالثة والسبعين لاستقلال ليبيا، تقدمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأحر التهاني للشعب الليبي. وهي مناسبة لاستحضار التضحيات الجسيمة التي بذلتها ليبيا لنيل حريتها وسيادتها، وللاحتفاء بما أظهره مواطنوها من عزم وتصميم.

وأضافت البعثة، “من المؤسف أن هذه الذكرى باتت، منذ ثلاث سنوات، مناسبة للتذكير بفشل الانتخابات وتأجيل تطلعات الليبيين إلى التعبير عن إرادتهم الحرة واختيار قادتهم وتجديد شرعية مؤسساتهم”.

وتابعت في بيان، “ومن الأهمية بمكان أن يستلهم القادة الليبيون اليوم من إرث المؤسسين، وأن يجتمعوا على كلمة سواء للحفاظ على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وأن يعملوا لتحقيق مستقبل مستدام لجميع المواطنين. فعلى عاتقهم تقع مسؤولية حماية الأمة الليبية التي بذل أسلافهم الغالي والنفيس من أجلها”.

مقالات مشابهة

  • إعلان انتهاء العملية الإسرائيلية في طولكرم وحصيلتها شهداء وجرحى ودمار كبير
  • نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين استهداف إسرائيل مخيم النصيرات
  • انعكاسات أزمة تقييد القضاء في إسرائيل على الفلسطينيين
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 45.361 منذ بدء العدوان الصهيوني
  • ارتفاع الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 45.361 منذ بدء العدوان
  • حزن في بيت لحم تضامنا مع أوجاع الفلسطينيين
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على شمال غزة
  • من دير ياسين إلى غزة.. آلة القتل الإسرائيلية مستمرة بحق الفلسطينيين
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • في ذكرى الاستقلال.. البعثة الأممية تحث على إحياء العملية السياسية