لجريدة عمان:
2025-04-18@03:14:16 GMT

رسائل مهرّبة على أرجل الحمام

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

في ختام رسالته التي وجّهها في يوم المسرح العالمي الذي يوافق 27 مارس من كلّ عام، يصل الكاتب المسرحي النرويجي يون فوسيه إلى خلاصة من ثلاث كلمات هي (الفن هو السلام)، جعلها عنوانًا لرسالته، التي ترجمها المخرج التونسي أنوار الشعافي، فالفنّ ضدّ الكراهيات والصراعات، والنزاعات، والحروب؛ لأنه يقف في صفّ الحياة، لتبدو أجمل، والحرب، كما يقول فوسيه الحائز على جائزة نوبل للآداب 2023م: «صراع ضدّ ما يكمن في أعماقنا، ضدّ ما هو متفرّد وهو أيضا صراع ضدّ الفنّ، ضدّ جوهر كلّ فنّ»، هذا الانتصار لروح السلام، أعادني إلى أول رسالة كُتبت بمناسبة يوم المسرح العالمي الذي أقرّه المعهد الدولي للمسرح، بالتعاون مع منظّمة اليونسكو الدوليّة عام 1961م وجرى الاحتفال به لأوّل مرّة في 27 مارس عام 1962، تلك الرسالة التي وجّهت بتلك المناسبة، كتبها الفرنسي جان كوكتو، وقد لفت نظري المقطع الذي يوضّح فيه أهمّيّة المسرح في حياة الشعوب، فهو يقول: «مثّل اليوم العالمي للمسرح فرصة لالتقاء الغرائب: المفرد والجمع، الموضوعي والذاتي، الوعي واللاوعي، وفرصة ليظهر المسرح للعالم عجائبه كل الخلافات التي يعيشها العالم نتيجة لانفصال العقول بفعل الحواجز اللغوية، ستصبح الأمم والشعوب، بفضل أيام المسرح العالمي، على دراية بكنوز بعضها البعض، وستعمل معًا لتحقيق السلام العالمي»، مستشهدًا بمقولة نيتشه: «إن الأفكار التي تغيّر وجه العالم تأتي إلينا على أرجل الحمام»، وكما تلاحظون، ففي الرسالتين، الأولى التي كُتبت عام 1962م والأخيرة التي كُتبت هذا العام، ثمّة قاسم مشترك أعظم، رغم الفاصل الزمني بينهما الذي يبلغ أكثر من ستة عقود، هو الدعوة للسلام العالمي، والتآخي، وإذابة الخلافات، فالسلام يبقى هدفا للمشتغلين في الفنون جميعا، وفنّ المسرح تحديدا، فللمسرح دور كبير في إحداث التغييرات الاجتماعية، والسياسيّة، كونه على تماس مباشر مع الجمهور، وقد عرفت الحكومات والمؤسسات ذلك، فقامت بدعمه، فهو السبيل الوحيد لترسيخ قيم المحبّة والسلام، والقضاء على العنف، والدمار الذي عانى منه العالم بعد حربين عالميتين طاحنتين، فعقب الحرب العالمية الثانية أنشئ المعهد الدولي للمسرح، الذي يعدُّ أكبر منظمة للفنون المسرحية في العالم، وذلك عام 1948م.

وما أحوج عالمنا اليوم للسلام! فرغم كلّ تطوّر حضاري حصل، وتقدّم تكنولوجي جعل العالم قرية كونيّة صغيرة، بقيت الحروب مستمرة، وكيف لا تستمرُّ ومشعلو الحرائق يغذّونها بالكراهيات خدمة لمصالحهم !؟، وكيف لا تكثر الفتن وحسابات تجار الحروب في البنوك ترتفع يومًا بعد آخر إثر كلّ حرب؟ ولا يدفع فواتير الحروب التي تهدّد أمن المجتمعات غير الشعوب المقهورة من أعمارها، وقوت يومها، على حساب أمنها واستقرارها، ولكن إلى حدّ يمكن للمسرح أن ينجح في أداء رسالته السامية المتمثّلة في الإقلال من الضغائن، والدعوة إلى إحلال السلام؟

بلا شكّ، أن المسرح كونه يقف على مسافة قريبة من الجمهور الواسع، قادر على ذلك؛ نظرا لقاعدته الشعبية الواسعة، وقدرته العالية على التأثير، وانحيازه للضعفاء، والمعدمين، وقضايا الإنسان، تقول الفنانة المغربية الراحلة ثريا جبران في رسالتها التي وجّهتها بمناسبة اليوم العربي للمسرح سنة 2013م: «يَعتني المسرح بمَعطُوبي الحروب، والمهزومين والمظلومين والمَكْلُومين. ويُعطِي الصوتَ لِمَنْ لا صَوْتَ له، وينْتَصرُ للجنون الذي يَقُولُ الحِكْمةَ وينْطِقُ بالمَوْعظةِ الحَسنَة»، ومن هنا برزت أهميّة المسرح، وكثرت المهرجانات، والفرق، والملتقيات المسرحية، وفي سلطنة عُمان دعت وزارة الثقافة والرياضة والشباب، مؤخّرًا، الفرق المسرحية العمانية التي يبلغ عددها (54) فرقة للمشاركة في مهرجان المسرح العماني بنسخته الثامنة الذي سيقام في 22 من سبتمبر القادم، في مدينة العرفان، ومنذ يوم نشر الإعلان، والفرق المسرحية تكثّف الجهود من أجل المشاركة في هذه التظاهرة المسرحيّة التي تعدُّ الأكبر من نوعها في سلطنة عُمان، والجمعية العمانيّة للمسرح مستمرّة في برامجها، وقد أعلنت عن مسابقة في التأليف المسرحي، والعيون تتجه إلى مجمّع عُمان الثقافي الذي يضمّ مسرحا وطنيا، وهذا يوفّر قاعة كبيرة مجهّزة للعروض المسرحيّة، وقاعات للتدريبات، وكلّ هذا الدعم يأتي، لإدراك سلطنة عمان الدور الكبير للمسرح في الحياة، وأهميّته في نشر ثقافة المحبّة ورسائل السلام التي تحملها أرجل الحمام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذی ی ة التی

إقرأ أيضاً:

وفد رسل السلام يزور مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ويطلع على جهودها في السياحة الثقافية

جواهر الدهيم – “الجزيرة”

زار وفد من رسل السلام – المنظمة الكشفية العالمية- مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض حيث كان في استقبالهم معالي المشرف العام على المكتبة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وإدارة المكتبة.

وقام الوفد بالاطلاع على البرامج والمشروعات الثقافية والمعرفية التي تعمل المكتبة من خلالها على نشر مختلف عناصر الثقافة في داخل المملكة وخارجها.

كما اطلع الوفد على البرنامج السياحي للمكتبة الذي تعززه استراتيجيتها الجديدة في إضفاء الطابع السياحي على مقتنياتها التي تشكل متحفا معرفيا مفتوحا،  حيث تمتلك المكتبة هذه الإمكانية التي تجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية الثقافية للزوار من مختلف جنسيات العالم، وتقديم المعارف المتنوعة والمقتنيات التي تخدم السائحين في التعرف على المملكة من مختلف الوجهات التاريخية والجغرافية والاقتصادية والعمرانية والسياحية.

ورحب معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر بزيارة وفد رسل السلام للمكتبة، والتعرف على ما تقوم به من برامج وأنشطة متعددة وعلى مقتنياتها التي تتجاوز ( 3 ) مليون مادة معرفية، وبرامجها الثقافية والسياحية ومعارضها النوعية في المملكة وحول العالم، مشيرا إلى أن  الكشافة لديهم كفاءة في المهارات القيادية. في كثير من دول العالم، حيث يمثل شباب و شابات الكشافة قوى هائلة من أجل الخير في بلدانهم ومجتمعاتهم. وهناك الآلاف من القصص عن الكشافة كانت أداة أساسية في الحفاظ على السلام وقد تواصلت الكشافة مع بعضها البعض بالرغم من الاختلافات و الحواجز، ووجدوا أن هناك العديد من العوامل التي تجمعهم.

اقرأ أيضاًالمجتمعأمير المدينة المنورة يدشّن مهرجان الثقافات والشعوب

وأضاف ابن معمر: أنا فخور بأن وطني المملكة العربية السعودية لعب دوراً أساسياً في إنشاء هذا البرنامج المتميز. والذي بلغ حالياً  57 مليون كشاف لأكثر من 176 دولة، الذين يقومون بدور رسل السلام لخدمة مجتمعاتهم. وأن العالم اليوم في أمس الحاجة لجهود هؤلاء الشباب من أجل إحداث تغييرات إيجابية في هذا العالم.

وكان الوفد قد  شاهد جانبا من مقتنيات المكتبة المهمة كالمخطوطات النادرة والعملات والمسكوكات السعودية والعربية والإسلامية القديمة، واطلع على عدد من الكتب المصورة بعدد من اللغات، كما حظيت موسوعة المملكة العربية السعودية بمجلداتها العشرين باهتمام الوفد الذي شاهد جانبا من الصور التاريخية للمملكة والصور التي التقطها الرحالة الأوربيون خلال رحلاتهم للمملكة  عبر عصورها المختلفة، كما شاهد المعرض الدائم المفتوح لصور الأميرة أليس التي قامت بتصوير مجموعة كبيرة لمشاهد من تاريخ المملكة ، حيث زارت المملكة  في ثلاثينيات القرن العشرين، خلال السنوات الأولى لتأسيس المملكة على يد  الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – كما شاهد الوفد معرض المسكوكات الإسلامية النادرة ومعرض قلب الجزيرة العربية.

يذكر أن برنامج (رسل السلام) إحدى مبادرات منظمة الكشافة العالمية، التي تتضمن أيضا مبادرة : الحوار من أجل السلام، ومبادرة الحفاظ على التراث، ومبادرة الكشافة من أجل التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • المسرح القومي يستضيف افتتاح "ملتقى القاهرة الدولي الأول لفن الحكي".. صور
  • "كارمن" يبهر الحضور ويجمع نجوم المسرح في مصر والعالم العربي بمسرح الطليعة
  • الدب الأمريكي الذي قد يقتل صاحبه!
  • القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمي للفن
  • بالصور.. القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمي للفن
  • القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمي للفن.. صور
  • ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)
  • ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
  • وفد رسل السلام يزور مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ويطلع على جهودها في السياحة الثقافية
  • شاهد بالفيديو.. طفل سوداني يفاجئ المطربة عشة الجبل ويرمي عليها أموال النقطة أعلى المسرح الذي كانت تغني فيه وساخرون: (المشكلة بعد الحفلة تنتهي يبكي يقول عاوز قروشي)