لماذا يدمن البعض مشاهدة مقاطع فيديو التنظيف السريعة؟ ولماذا تُشعرنا بالراحة؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
بينما كانت الفوضى تحيط بسارة؛ فتنتشر حولها الأتربة في كل مكان، ويفيض حوض المطبخ بالأطباق المتسخة، والفراش بحاجة إلى ترتيب، تقرر الشابة مشاهدة مقطع فيديو من بين آلاف المقاطع التي تحمل عنوان "نظفوا معي" (Clean with Me) لعلها تحصل على أفكار لتنظيف المنزل. تمرر إصبعها على الشاشة، وتتوالى مقاطع الفيديو، ويمر الوقت دون أن تشعر، فتصبح أكثر هدوءا رغم أن شيئا لم يتغيّر بالفوضى المحيطة بها.
سارة هي واحدة من بين ملايين النساء والرجال الذين يستمتعون بمشاهدة هذا النوع من مقاطع الفيديو، والتي تتشابه في كونها تدور حول الفكرة الرئيسية ذاتها على الرغم من اختلاف تفاصيلها؛ شخص ينظف منزله مستعرضا تفاصيل هذه العملية، من فرك الأحواض، وتنظيف الأرضيات وتبديل الملاءات وغيرها. بعض المقاطع طويل وتفصيلي، في حين يمتد البعض الآخر لأقل من دقيقة، لكنها تلقى رواجا كبيرا على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مشاركة الأطفال في تنظيف البيت.. استغلال أم تربية؟list 2 of 4رائحة النظافة القاتلة.. أخطر 5 أمراض تصيب السيدات بسبب مواد التنظيفlist 3 of 410 خرافات عن التنظيف لا ينبغي تصديقهاlist 4 of 4أخطاء عليك تجنبها عند تنظيف بشرتك بالموجات فوق الصوتية أو الزيوتend of listعام 2017 أطلقت أماندا بيج قناتها على يوتيوب، وبعد 6 أشهر فقط تمكنت من جني الأرباح عبر تصوير مقاطع لتنظيف منزلها، وقد لاحظت أنها تحصد قدرا عاليا من المشاهدات.
وبحسب لقائها مع صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأميركية، بلغ دخلها رقما مكونا من 6 أرقام، ما يكفيها لإعالة أسرتها وأبنائها الثلاثة في منزل شاسع المساحة.
وتضم قناتها أكثر من 400 ألف مشترك، وتعتبرها وظيفة بدوام كامل، إذ تحتاج لحوالي 40 ساعة عمل أسبوعيا لإنتاج المحتوى.
ما سر نجاح هذه المقاطع؟يفسر العلماء الإقبال الكبير على مشاهدة هذه المقاطع بأنها تؤدي لشعور بالراحة يشبه الشعور الناتج عن التعرض لظاهرة تعرف باسم "أسمار" (ASMR) أو "استجابة القنوات الحسية الذاتية" (Autonomous Sensory Meridian Response).
يشير المصطلح إلى نوع من ردات الفعل يحدث عند التعرض لمحفزات معينة مسموعة أو مرئية، ويشبه وخزا يبدأ من فروة الرأس مرورا بمؤخرة العنق وحتى العمود الفقري.
وفي دراسة نشرت عام 2018، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يمرون بهذه التجربة، شعروا بأعراض مثل الاسترخاء، وانخفاض معدل ضربات القلب، وازدياد المشاعر الإيجابية، بدرجة تشبه ما يحدث عند سماع الموسيقى أو ممارسة التأمل.
ويشرح أستاذ العلوم الحيوية بجامعة شيناندواه في ولاية فيرجينيا الأميركية كريغ ريتشارد في كتابه "وخزات الدماغ"، أن التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أشار إلى وجود تشابه بين المناطق التي يتم تنشيطها في الدماغ أثناء تجربة "أسمار"، وتلك التي تنشط أثناء السلوكيات العاطفية. ويرى أن مقاطع الفيديو المذكورة يمكن أن تؤدي إلى شعور بالراحة يشبه تجربة "أسمار"، خاصة لو كان مصحوبا بأصوات لطيفة، وحركات بطيئة نسبيا ويمكن التنبؤ بها.
وتختلف الاستجابة العصبية من شخص لآخر، إذ لا يشعر الجميع بهذه الاستجابة الحسية المتمثلة في الشعور بالوخز، لكن طبقا للطبيبة النفسية بجامعة إسكس في إنجلترا جوليا لارا بوريو، فحتى لو لم يشعر الجميع بالاستجابة نفسها، فهذا المحتوى يمكن أن يساعد المصابين بالاكتئاب ونوبات القلق واضطرابات النوم على التحسن. وهو ما أكدته دراسة أجريت في جامعة سوانسي وجدت أن 80% من المشاركين الذين تعرضوا لمحتوى "أسمار" أعربوا عن تأثيره الإيجابي على مزاجهم، بينما أشار 69% منهم إلى أنه خفف من شعورهم بالاكتئاب.
وقد أشار بحث نشره مركز"نبراسكا" الطبي في 2022 إلى إمكانية الاستفادة من هذه الظاهرة كأداة مستقبلية لتخفيف أعراض القلق والاكتئاب.
لكن باحثين آخرين مثل ديفيد وارن المختص في علوم الأعصاب، أشاروا إلى عدم وجود تجارب سريرية تثبت أن لها تأثيرا دائما على الصحة العقلية.
وبعيدا عن الاستجابة الحسية التي تؤدي إليها هذه الظاهرة، هناك تأثير آخر لهذه المقاطع لا يمكن تجاهله، فهي ببساطة تخفف من شعورنا بالذنب لعدم قيامنا بالمهام المطلوبة منا، وهو ما يفسره علماء الأعصاب بما يطلق عليه نظرية (الخلايا العصبية المرآتية) ويقصد بها أن مشاهدة شخص يقوم بعمل ما تثير فينا الاستجابة العصبية نفسها التي تحدث عن قيامنا به بأنفسنا، يعني هذا أن مشاهدتنا لمقطع تنظيف المنازل تمنحنا شعور بالرضا يشبه الذي نحصل عليه عندما ننظف منازلنا، بدون بذل مجهود.
الجانب السلبيلكن على الجانب الآخر هناك بعض الأضرار الناتجة عن الانغماس في مشاهدة هذه المقاطع، حيث تربط بعض الدراسات بين مشاهدة مقاطع الفيديو السريعة بمختلف أنواعها وبين انخفاض مدى الانتباه بمرور الوقت، فقد يجد المرء نفسه أقل قدرة على التركيز لفترات أطول.
من ناحية أخرى، فالشعور بالراحة الفورية الذي ينتابك بعد مشاهدتها يعد مجرد مسكن مؤقت، وحل مجاني وسهل، لا يتطلب بذل أي جهد، وهو ما يؤدي أحيانا لتجاهل المشكلة الحقيقية. فبدلا من الانغماس في مثل هذه المقاطع، ننصح بأن تبحث عن المشكلة لتحاول إيجاد حل.
ويمكن أن يكون تنظيف المنزل الفعلي نوعا من العلاج، فطبقا للمختصة الاجتماعية السريرية كارولين جيفن، يمثل التنظيف تقنية علاجية موثقة لتحسين أعراض الاكتئاب، ونوعا من التنشيط السلوكي يتضمن إكمال مهام محددة قابلة للقياس لبناء الشعور بالثقة، والقدرة على السيطرة.
وهو ما يعني أن غسيل الأواني المتراكمة في الحوض يمكن أن يخفف من شعورك بالاكتئاب!
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات مقاطع الفیدیو هذه المقاطع یمکن أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
صحف العالم.. ترامب يعلق المساعدات لأوكرانيا.. وشكر إسرائيلي لأمريكا على المعدات العسكرية السريعة
واشنطن بوست: قيام رئيس أمريكي بابتزاز كييف.. خيانة للولايات المتحدة نفسها .إندبندنت البريطانية: على أوروبا ضمان قدرة زيلينسكي على التفاوض من موقع قوةسي إن إن: مصادر: ترامب يوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد مواجهة حادة مع زيلينسكي
تناولت الصحف العالمية بشكل مكثف أحداث أوكرانيا ولقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب الذي كان عاصفًا قبل أيام وغزة ورغبة نتنياهو في اشعال القتال مرة أخرى.
قال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة سي إن إن الإخبارية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بوقف مؤقت لشحنات المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا بعد خلافه الحاد في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي.
وقال مسؤولون ومحللون إن وقف المساعدات، الذي جاء بعد أن عقد ترامب سلسلة من الاجتماعات مع كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض، قد يكون له تأثير سيء على قدرات أوكرانيا على القتال.
وقال أحد المسؤولين إن الأمر سيظل قائما حتى يقرر ترامب بغير ذلك بعدما يرى أن زيلينسكي قد يكون قد تعهد بالسعي إلى محادثات السلام، مما يجبر أوكرانيا بشكل أساسي على الجلوس على طاولة المفاوضات من خلال التهديد بمزيد من الخسائر في ساحة المعركة.
وقال المسؤول في البيت الأبيض "لقد أوضح الرئيس أنه يركز على السلام. ونحن بحاجة إلى أن يلتزم شركاؤنا بهذا الهدف أيضًا. نحن نوقف ونراجع مساعداتنا للتأكد من أنها تساهم في التوصل إلى حل".
بعد أكثر من أسبوع من العداء العلني بين واشنطن وكييف، يعد و قف الإمدادات يوم الاثنين العلامة الأكثر جوهرية على مدى تدهور العلاقة منذ تولي ترامب منصبه.
قالت صحيفة إندبندنت البريطانية في افتتاحية بعنوان "على أوروبا أن تضمن قدرة زيلينسكي على التفاوض بشأن السلام من موقع قوة".
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، "لم يسبق لـ 'زعيم العالم الحر' أن قال لدولة شجاعة تكافح من أجل بقائها إنه سيكون من الأفضل لها أن تستسلم. ولا ينبغي لدونالد ترامب أن ينجح في دفع الشعب الأوكراني إلى الاستسلام".
وأشارت الصحيفة إلى أن "لا أحد توقع شراسة ترامب في محاولته إهانة زيلينسكي" على الرغم من "استبداد الرئيس الأمريكي وإعجابه بالدكتاتوريين"، متهماً الرئيس الأوكراني بـ "المقامرة بحرب عالمية ثالثة".
واتهمت الصحيفة، ترامب، "ببيع قيم الجمهورية الأمريكية"، التي تأسست على حق الشعوب في تحديد مستقبلها.
ورأت أن استراتيجية ترامب "لا تتمثل في أن تتفاوض أوكرانيا على إنهاء الحرب من موقع قوة، بل في إرغامها على إنهاء الحرب من خلال وضعها في موقف ضعف".
الصحيفة دعت، الأوروبيين، إلى "التحرك لضمان عدم نجاح ترامب في دفع الشعب الأوكراني إلى الاستسلام"، وقالت "يتعين على أوروبا وحدها الآن أن تضمن قيام الأوكرانيين بالتفاوض من أقوى موقع ممكن".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست إن "قيام رئيس أمريكي بابتزاز كييف مقابل مساعدتها على مقاومة روسيا يشكل خيانة لما ينبغي للولايات المتحدة أن تدافع عنه".
ويعد تحول موقف الولايات المتحدة في عهد ترامب، من داعم إلى أوكرانيا إلى لعب دور الوسيط لتحقيق السلام مع "تعاطف متزايد مع روسيا" بمثابة "خبر سيء" لحلفاء واشنطن الأوروبيين.
وحدثت المشادة الجمعة ولم تكن فقط بسبب أخطاء ترامب بل بسبب شراسة زيلينسكي، التي خدمته بشكل رائع في الأيام الأولى بعد تدخل روسيا في عام 2022، لكنها كانت عدواً له" في اللقاء الأخير.
من جانبها، ذكرت صحف عبرية كأحرنوت وتايمز أوف اسرائيل وغيرهم بأنه ثمة ثقة ضعيفة في حكومة نتنياهو .
وذكرت الصحف بأن ثمة تحقيق داخلي للجيش الإسرائيلي يؤكد عل الفشل الذريع للجيش الإسرائيلي في حماية كيبوتس كفار عزا خلال هجوم 7 أكتوبر وأن الفشل في حماية كفار عزا أدى إلى مقتل 62 شخصا وإصابة 18 وأسر 19 بينما عانت القوات من غياب القيادة والتنسيق في كفار عزا يوم 7 أكتوبر.
في هذه الأثناء، زودت أمريكا إسرائيل بما تريده من أسلحة، حيث ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه شكر وزير الدفاع الأمريكي على دعم إدارة ترمب في تسريع المساعدات العسكرية لهم وإنه اتفق مع نظيره الأمريكي على وجوب إعادة جميع الرهائن وإنهاء حكم حماس في غزة وعلى إن تظل إيران التهديد الأكبر للأمن الإقليمي و"سنعمل معا لمنعها من الحصول على أسلحة نووية".
من جانبه وفق ما ذكرت الصحف الصهيونية، فقد هاجم الوزير الصهيوني السابق أفيجدور ليبرمان أعلم لماذا يخشى رئيس وزراء السابع من أكتوبر تشكيل لجنة تحقيق حكومية تكشف الحقيقة للجمهور.