الجزيرة:
2025-02-08@11:32:12 GMT

تركيا تنتظر التغيير

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

تركيا تنتظر التغيير

الانتخابات المحلية في تركيا لها روح مختلفة. فعندما يكون الناخبون غاضبين من الحكومة، عادة ما يعطونها رسالةَ تحذير في الانتخابات المحليّة. على هذا النحو، إما أن تتراجع نسبة التصويت، أو أن يعطوا أصواتهم إلى أحزاب أخرى. وهذا التقليد لم يتغير خلال السنوات الأربعة الماضية.

الإنذار الثالث من الناخبين لحزب العدالة والتنمية

لا يوجد زعيم سياسي في تاريخ الجمهورية التركية، تمكّن من البقاء في السلطة بقدر الرئيس أردوغان، الذي يحظى بحب الكثير من الأتراك.

لكن هذا لا ينفي حقيقة أن الفجوة بين نسبة الأصوات التي حصل عليها كمرشح رئاسي، والأصوات التي حصل عليها حزبه تتزايد يومًا بعد يوم. فقد صوّت الناخبون بنسبة 52 بالمئة لصالح أردوغان في عام 2023، مقابل 34 بالمئة لحزب العدالة والتنمية. وهذا يعني أن المواطنين غير راضين عن بعض جوانب أداء حزب العدالة والتنمية.

لقد سبق أن عبّر المواطنون الأتراك بالفعل عن عدم رضاهم عن حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية لعام 2019، حيث تصدّر أردوغان 10 محافظات، بما في ذلك المدن الكبرى، مثل إسطنبول وأنقرة، بينما تراجعت نسبة أصوات حزبه بعشر نقاط. وفي الواقع، مثّل ذلك انعكاسًا لرد فعل الناخبين على المسار العام للبلاد، وأداء الحكومة، وخاصة الاقتصاد وليس البلديات.

وفي مواجهة كل هذه التحذيرات، لم يفعل حزب العدالة والتنمية ما هو ضروري، وواجه موجة صادمة في الانتخابات الأخيرة، حيث خسر 15 بلدية أخرى، من أصل 39 بلدية كان يهيمن عليها، وتزايد تراجع أصواته بنسبة 9 بالمئة. وهذا أكبر تحذير وجّهه الناخبون لحزب العدالة والتنمية خلال 22 عامًا من الحكم.

مطالبة حزب العدالة والتنمية بالتغيير

قال أردوغان: إنه يرى في نتائج الانتخابات "نقطة تحول وليس النهاية". وقد جمع القيادة العليا لحزبه؛ لمعرفة سبب ردود فعل المواطنين. والآن سيعرف لماذا تراجعت نسب التصويت للحزب بشكل عام، وفي كل مدينة، ولماذا خسر تلك المدن.

سيُعقد المؤتمر الكبير لحزب العدالة والتنمية هذا العام، ومن الضروري إجراء تغيير قوي هناك. لقد سافرت إلى عشر مدن في هذه الانتخابات، وأرى أن هناك إرهاقًا شديدًا وتآكلًا ومشاكل في تشكيلات حزب العدالة والتنمية. ويجب أن يفرز هذا المؤتمر تغييرًا في جميع المقاطعات تقريبًا.

وإن لم يكن هذا كافيًا، فمن المتوقع أيضًا أن تشهد القيادة العليا للحزب تغييرًا جذريًا. وأعتقد أن أكثر ما يحتاج إلى تغيير هو الطريقة التي يمارس بها قادة الحزب السياسة. يجب على قادة حزب العدالة والتنمية العودة إلى أسلوب متواضع يستمع إلى المواطنين أكثر. وبما أن أردوغان لم يجرِ هذه التغييرات في الانتخابات المحلية والرئاسية الأخيرة، فقد تلقَّى الكثير من ردود الفعل، وتراجعت أصواته.

توقع حلول للمشاكل العامة

لا تقتصر طلبات التغيير على أسلوب إدارة حزب العدالة والتنمية وموظفيه فحسب. لم تستطع حكومة حزب العدالة والتنمية إيجاد حلول جادّة للمشاكل المزمنة للمواطنين، وأحدثها المشاكل الاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث بلغت نسبة التضخم 65 بالمئة، وبات الناس يعانون من مستويات فقر خطيرة، بينما أصبح سعر صرف الدولار 33 ليرة تركيّة.

وهناك رد فعل كبير على الزيادات التي خُصصت لمعاشات المتقاعدين، لكن ميزانية تركيا ليست في وضع يسمح لها بالمزيد. وبينما يعاني جزء من المجتمع من مشاكل اقتصادية خطيرة، هناك آخرون يعيشون في رفاهية شديدة.

وهذا الظلم في توزيع الدخل يجعل الناس يثورون. وفي بعض البلديات والمؤسسات، هناك ادعاءات مستمرة بالفساد والرشوة والمحسوبية، ومن الطبيعي أن تتزايد ردود الفعل على ذلك. وهناك أيضًا مشاكل في القضاء، وفي نظام التعليم وفي التشغيل، وغيرها التي وعدت الحكومة بحلّها، ولكن لم تفعل ذلك بعد، والتي تراكمت وتسبَّبت في انفجار الناس في هذه الانتخابات.

أردوغان بحاجة إلى إجراء تغييرات جذرية

رد الفعل هذا ومثل هذا الانخفاض في الأصوات وحقيقة عودة هيمنة المعارضة (حزب الشعب الجمهوري) بعد 47 عامًا، وضعٌ لم يتوقعه أحد في تركيا. وفي الوقت الحالي، يناقش جميعُ الخبراءِ السياسيين واستطلاعات الرأي، وكل السياسيين والمعلقين ليلًا ونهارًا سببَ هذا التغيير الملاحظ في الأصوات.

ومن المؤكد أنه ستكون هناك تغييرات جديّة في كل من المعارضة والأحزاب الحاكمة في تركيا، التي خسرت الأصوات.

لكن ما ينتظره الجميع بفارغ الصبر، هو ما سيفعله الرئيس أردوغان في الفترة المقبلة. أنا شخصيًا أتوقع تغييرًا كبيرًا في مجلس حزب العدالة والتنمية، لكنني لا أعتقد حدوث تغيير في مجلس الوزراء، ربما على مستوى وزارة أو اثنتَين فقط.

يحتاج أردوغان إلى إجراء تجديد وتغييرات جادة في البيروقراطية، وفي مجال الاتصالات، وفي فهم الإدارة وفي نفقات الدولة. فالشعب مستاء للغاية؛ لدرجة أنه إذا لم يحدث تحسّن بحلول عام 2028، فقد يمنح الرئاسة لشخص آخر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات لحزب العدالة والتنمیة حزب العدالة والتنمیة فی الانتخابات تغییر ا

إقرأ أيضاً:

حكومة التغيير والبناء: تصريحات ترامب عقيمة

أكد ناطق حكومة التغيير والبناء – وزير الإعلام هاشم شرف الدين، أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يفتقر للفَهمِ العميقِ لنفسيةِ الشعوبِ الحرة، ويُظهر جهلاً مُطبقاً بالنفسيةِ الفلسطينيةِ الصامدِة.

وقال ناطق حكومة التغيير والبناء “أطلَّ الرئيسُ الأمريكي، دونالد ترامب، بتصريحٍ يفتقر إلى الفَهمِ العميقِ لنفسيةِ الشعوبِ الحرة، ويُظهر جهلاً مُطبقاً بالنفسيةِ الفلسطينيةِ الصامدِة، تلك النفسيةُ التي تُشبهُ شجرةَ الزيتون: تُثمرُ صموداً رغمَ قسوةِ الرياحِ، وتتثبَّتُ في الأرضِ رغمَ عُنفِ العواصف”.

وأضاف “حديثُ ترامب عن ضرورةِ مغادرةِ الفلسطينيين النهائيةِ لغزة والعيشِ في مكانٍ آخر لا يواجهون فيهِ الموت لا يُجسّدُ إلاّ جهلاً مُريعاً بعراقةِ الشعبِ الفلسطيني وعُمقِ ارتباطِه بأرضِه”، مؤكدًا أن ترامب بتصريحِه هذا، يُحاولُ أن يرفعَ معنوياتِ الصهاينةِ الذين أُصيبوا بصدمةٍ عميقةٍ، عجزوا عن هضمِها، بعودة مليون فلسطينيّ إلى ديارِهم شمالِ قطاعِ غزة.

وأشار إلى أن أولئك الذين هُجّروا قَسراً في حربِ إبادةٍ لا تُنسى دامت 15 شهرا، شَهِدَت على وحشيةِ العدوِ الإسرائيلي وجبروتِه .. مبينًا أن العدو ظنّ أنه استطاعَ طمسَ الهُويةِ الفلسطينية واقتلاعَ جذورِ شعبٍ يتمسّكُ بأرضِه، لكنّه ومعه الأمريكي والأنظمةُ العربيةُ المتواطئة فوجئوا بِعَودةِ الحياةِ إلى تلك الأرضِ المباركةِ بِعَودةِ القلوبِ التي تُحبّ أرضَها وتُؤمنُ بحقِها في العيشِ الكريمِ عليها.

وتابع وزير الإعلام: “لقد كانت العودةُ بمثابةِ صفعةٍ قويةٍ على وجوهِ مَن ظنّوا أنهم قد انتصروا، لذا يحاولُ ترامب بتصريحهِ المُستَهجَنِ هذا أن يُخفّفَ مِن وَطأةِ هذهِ الصفعة، لكنّه لن يُفلِح؛ فالصمودُ الفلسطينيُّ أقوى مِن أحلامِه البائسة، والفلسطينيون مِن خلالِ صمودِهم الأسطوري وعودتِهم الشامخة أثبتوا للعالمِ أنَ البقاءَ ومواجهةَ العدو خياران حتميان، وأنَ التفريطَ في الهُويةِ هو المستحيلُ بعينِه، لأنهم ليسوا مجرّدَ ضيوفٍ في وطنِهم، وليسوا أغناماً تُقادُ إلى مراعيَ أخرى، بل هم جذورٌ راسخةٌ في ترابِ أرضِ فلسطين”.

وأفاد بأن تصريح ترامب يؤكد الحقيقةَ الثابتة أنّ أمريكا وإسرائيلَ وجهانِ لعملةٍ واحدة، وقال “حديثُ ترامب عن تهجيرِ الفلسطينيين يُذكّرُنا بالنفسيةِ الغاصبةِ الأمريكيةِ، القائمةِ على احتلالِ الأرضِ وقتلِ وتهجيرِ السُكان الأصليين، كما حدثَ مع الهُنودِ الحُمر”.

وأضاف ناطق حكومة التغيير والبناء “هذه النفسيةُ الاحتلاليةُ الاستباحية التي تسيطرُ على الإداراتِ الأمريكيةِ المتعاقبة، تُظهرُ نفسَها بوضوحٍ في الدعمِ الأمريكي للعدوِ الإسرائيلي ومُشاركتِهِ العدوانِ ضدَ الشعبِ الفلسطيني، وهي تؤكدُ أنَ كلا الطرفين “أمريكا وإسرائيل” يتشاركانِ الرؤيةَ التوسعيةَ القائمةَ على سرقةِ أراضي البلدانِ وإخضاعِ شعوبِها، مُظهرينَ بذلك وجهَهُما القبيحَ الذي يحاولان عبثاً تجميلَه باستمرار.

ومضى قائلًا: “على ترامب أن يُدركَ أن الفلسطينيينَ لا يبحثونَ عن مَلاذاتٍ خارجية، بل عن وطنِهم وحقِهم في تحريرِه، وأنهم يحمِلونَ في قلوبِهم إرادةً لا تنكسر، وعزيمةً لا تضعُف، وسيواصلون جهادَهم ونضالَهم حتى تحقيقِ هدفِهم المشروع، وهو: فلسطين حرةٌ مستقلة”.

واختتم وزير الإعلام تصريحه بالقول: “على ترامب أن يُدركَ أيضاً، أنَه مهما تعالَت أصواتُ الباطل، فإن صوتَ الحقِ المتمسكَ بالقضيةِ الفلسطينيةِ وفي مقدّمتهِ الصوتُ اليمني سيبقى عالياً يؤكد أن فلسطين أرضٌ عربيةٌ مقدّسةٌ، والفلسطينيونَ أهلُها الشرعيون، وفلسطين ستظلُ حاضرةً في وجدانِ كلِ حُرٍ في هذا العالَم حتى زوالِ الاحتلال”.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تنتظر الوزير الشيعي الخامس..اورتاغوس تلتقي بري وميقاتي اليوم
  • بعد طرده في لقاء الإسماعيلي.. عقوبة قاسية تنتظر ناصر ماهر
  • الشرع في أنقرة.. هل تغير تركيا وسوريا وجه المنطقة؟
  • عقوبات بالجملة تنتظر هؤلاء في اليوم العالمي لعدم التسامح في جرائم ختان الإناث
  • فسق وفجور.. عقوبات رادعة تنتظر الراقصة هندية في الشيخ زايد
  • تحذير إسرائيلي من “محور جديد” في سوريا بقيادة أردوغان.. “تركيا على حدودنا”
  • حكومة التغيير والبناء: تصريحات ترامب عقيمة
  • ماذا قال الرئيس السوري أحمد الشرع عن زيارته إلى تركيا ولقاء أردوغان؟
  • تحذير إسرائيلي من محور جديد في سوريا بقيادة أردوغان.. تركيا على حدودنا
  • كاتبة إسرائيلية: سوريا تعزز علاقاتها الاستراتيجية مع تركيا