موقع النيلين:
2025-04-22@06:07:51 GMT

حبيبته من تكون؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT


“الرفاق حائرون.. يفكرون يتساءلون في جنون.. من تكون حبيبتي أنا”، هكذا جاء مطلع أغنية العندليب الأسمر من كلمات الأمير خالد بن سعود وألحان الأسطورة بليغ حمدي، والمدهش أن هذه الأغنية خرجت إلى النور على أسطوانة لشركة صوت الفن في 30 مارس 1981 أي بعد رحيله بأربعة أعوام، وكأنها تيمة قدرية، فالجميع ظل يبحث طويلًا عن حبيبة عميد الرومانسية في محياه وحتى بعد رحيله، بل وربما إلى الآن.

أصر البعض على تأكيد فكرة أن السندريلا سعاد حسني كانت زوجته سرًا، ومنهم أختها “جانجاه” وأخوها عز الدين حسني، بالإضافة لطبيبها الخاص دكتور عصام عبدالحميد، حتى الإعلامي مفيد فوزي أكد أن الزواج تم سرًا لمدة خمس سنوات، وظلت على ذمته حتى وفاته، بينما نفى محمد شبانة ابن شقيق عبدالحليم هذا الزواج نفيًا قطعيًا، وأكد أن الوثائق التي نشرت بهذا الشأن غير صحيحة.

كما نفى صديقه المقرب كمال الطويل، وقال: “إن حليم كان إنسانًا عنيدًا وصلبًا وكتومًا، وكان يملك كل صفات الزعامة، ولم أسمعه يومًا يذكر اسم امرأة تربطه بها علاقة، وكان حريصًا على إخفاء أسماء السيدات، وإخفاء تفاصيل علاقته بهنَّ، وكان همه الوحيد هو الفن”.

وظل مونديال الأقوال والاحتمالات قائمًا إلى الآن بعد 47 عامًا على رحيله، وكأنه رحل محتضنًا سره بين ضلوعه، فلا أحد يمكنه التأكيد بالنفي أو الإيجاب.. وهكذا كانت حياة الراعي الرسمي للمشاعر وأسطورة الحب قصيرة.. مثيرة.. غامضة!

كان العندليب شابًا حالمًا مريحًا للنظر، لا تشوبه شائبة خبث أو مكر، والأهم أن ملامحه كانت ملونة بالبهجة، وابتسامته لا تنطفئ رغم بحور الحزن العميق في أحداق عيناه، تركيبة مصرية تفوح منها رائحة طمي النيل وسمرته، وعلى الرغم من ظروفه الحياتية المعقدة والمؤلمة في كثير من الأحيان إلا أن خفة الظل المصري كانت تسري في شرايينه.

مثلما احترقت البنات بنار رومانسيته، كان أصدقاؤه شهود عيان على خفة ظله التلقائية، وغرامه بالمداعبات والإفيهات التي وقفت حائط صد أمام طوفان المآسي وموجات الحرمان التي عرفها عبر محطات حياته المختلفة، فقد كان فعلًا في ضحكته جبارًا.

ومن الأخبار المبهجة في ذكرى رحيله، أن أهله وخصوصًا ابن شقيقه محمد يقوم بفتح شقة حليم بالزمالك التي تم الاحتفاظ بكل محتوياتها من أثاث وأنتيكات وملابسه الشخصية وأدواته الموسيقية وكل متعلقاته، ويتم فتحها لزيارة جمهوره ومحبيه في ذكراه السنوية، على اعتبارها متحفًا خاصًا بالعندليب، ويقوم المعجبون بالكتابة على جزء محدد من حائط الشقة كلمات للذكرى، وكأن بيته هذا ظل شاهدًا على أيام وذكريات وبشر وكثير من الحكايات، ونجى من البيع والإهمال، كما فعلت أسر العديد من رموز الفن والثقافة؛ مثل أسرة كوكب الشرق الذين باعوا فيلتها بالزمالك، ولم يحتفظوا بمقتنياتها، وبالمناسبة أول من أطلق عليه لقب “العندليب الأسمر” الناقد الفني اللامع جليل البنداري، الذي طالما كان له السبق في إطلاق الألقاب على النجوم.

ولكن من الأخبار المزعجة أن أسرة الفنان الراحل رفعت قضية على أحد الإعلانات لأنهم استخدموا جزءًا من أغنية “قاضي البلاج” أو “دقوا الشماسي” على لسان فتاة بطريقة فجة يشوبها بعض الإسفاف لصالح أحد المنتجعات السياحية، وعلى أقل تقدير تم تشويه الأغنية الأصلية المبهجة، التي تركت أثرها في الوجدان بعد أن تم تقديمها في فيلم من أعظم أفلامه، بل ويعد من أجمل الأفلام الكلاسيكية في السينما المصرية “أبي فوق الشجرة” 1969، ويطالبون بوقفه؛ لأنهم لم يحصلوا على تصريح كتابي منهم لاستخدام كلمات الأغنية في إعلان تجاري، ولأن الطريقة التي قدمت بها الأغنية لا تليق بتاريخ عبدالحليم.

وبلا “أي دمعة حزن” و”على قد الشوق” لا نعرف لو حكينا عن حليم “نبتدي منين الحكاية” و”على حسب وداد قلبي” سيبقى دائمًا “موعود” بالمحبة “زي الهوى”.

د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عندما تكون الجغرافيا قدرك


د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

استضافت سلطنة عُمان المحادثات الأمريكية الإيرانية يوم السبت الماضي بشأن برنامج إيراني النووي وملفات أخرى عالقة بين الطرفين تلافيًا للتصعيد في المنطقة التي نعيش فيها، والتي لا تحتمل مزيدًا من التوترات الإقليمية.

ورغم أنّ عُمان احتضنت سابقًا تلكم المحادثات في عام 2015 والتي توجت بالاتفاق النووي؛ إلا أنّه بعد مضي ثلاثة أعوام أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من هذا الاتفاق؛ مما أجّج التوترات مجددًا بين الجانبين، وعودة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووي. ومنذ ذلك التوقيت وحتى اللحظة أصبحت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، وازدادت احتمالية انفجار الأوضاع فيها بسبب زيادة وتيرة السباق النووي خاصة بعد الظروف السياسية والعسكرية المُلتهبة في المنطقة.

بيد أنّ السؤال الجوهري والذي يفرض نفسه وبقوة لماذا تستضيف عُمان هذه المحادثات مجددًا؟ حقيقة لا مراء فيها أنّ عُمان تعي تموضعها الجغرافي جيدًا، وفي ذات الوقت تتكئ على إرثها التاريخي، وعمقها الحضاري وبالتالي تمثل هذه الأبعاد منطلقات أساسية في الدبلوماسية العُمانية. ولا ريب أنّ هذا الموقع كان سببًا رئيسًا لتنافس القوى الإمبريالية على مدار التاريخ لتجد لنفسها موطئ قدم للسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها. ومن جانب آخر ساعد الموقع على التأثير الواضح على الشخصية العُمانية فخلال آخر ثلاثة قرون زار عُمان العديد من الرحالة والدبلوماسيين والسياسيين الأجانب الذين وصفوا العُمانيين بالتسامح والمودة وكرم الضيافة.

وبحكم موقع عُمان الجغرافي تمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية جارة شمالية لعُمان، وشرقية لدول الخليج العربية، وتعبر السفن من مختلف دول العالم قبالة المياه العُمانية وهي في طريقها إلى داخل الخليج العربي ذهابًا وإيابًا أو تلك المتجهة إلى الهند ودول جنوب شرق آسيا والصين. كما إنّ عُمان تُشرف على مضيق هرمز الذي يُعد واحدًا من أهم الممرات البحرية العالمية وبخاصة تصدير النفط الذي يشكل حوالي 40% من النفط العالمي. ونتيجة لذلك ومنذ القدم شهدت هذه المنطقة صراعات دولية متواصلة وما زالت، وإزاء ذلك كان لسلطنة عُمان مواقف إيجابية مستمرة في عدم الانخراط في أي نزاعات أو حروب هذا من جهة، ومن جهة أخرى السعي دائمًا لإطفاء الحرائق التي تشتعل بين فترة وأخرى، وإخماد أية توترات قد تنشأ في هذا الإقليم.

ويؤكد موقع "الحرة" الإخباري الأمريكي أن "عُمان تتمتع بمكانة فريدة باعتبارها وسيطًا موثوقًا ومحايدًا في أزمات الشرق الأوسط، وهذا الموقف الوسطي ينبع من أنها لا مواقف ضد إيران وفي الوقت ذاته لا تتفق كلية مع المواقف الأمريكية". بينما تقول هيئة الإذاعة البريطانية BBC عبر موقعها الإخباري إنّ لعُمان علاقات دبلوماسية جيدة، وتعتمد الحياد والمصداقية في تعاملاتها الدولية، إلى جانب الاستقرار السياسي الداخلي.

ومن هنا ورغم ما يُثار أحيانًا في بعض الوسائل الإعلامية من همز ولمز، واتهام الدبلوماسية العُمانية بميلها نحو الكفّة الإيرانية؛ إلا أنّه لا يصح إلا الصحيح في النهاية، والسياسة العُمانية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ومواقفها ثابتة لا تتزع قيد أنملة رغم العواصف السياسية، وبمرور الوقت تتبين صحة الرؤية العُمانية تجاه مختلف القضايا الإقليمية. وتأسيسًا على ذلك لا غرر أن تتجه الأنظار نحو كعبة السلام العاصمة العُمانية مسقط لاستضافة المفاوضات الأمريكية الإيرانية؛ إذ تبدو الثقة حاضرة في عُمان وحياديتها ونزاهتها من كلا الطرفين.

ومن المُؤمل أن تُفضي هذه المباحثات إلى نتائج إيجابية، وإيجاد حلول دائمة للملفات الشائكة حتى تنعم دول المنطقة بالأمن والاستقرار وهذا بطبيعة الحال سينعكس إيجابًا على الأمن والسلم العالمي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • نجل شقيق عبدالحليم حافظ يكشف التفاصيل الكاملة لفتح مقبرة العندليب
  • آخر كلماته كانت عن غزة.. ماذا قال البابا فرنسيس قبيل رحيله؟
  • لو خايف من حد.. ردد 8 كلمات وآية قرآنية يطمئن قلبك ويشرح صدرك
  • رسائل شم النسيم.. كلمات فرح وتهاني تعبر عن حب الربيع
  • «مؤسسة كلمات» تنقل رسالتها الإنسانية إلى المغرب بـ600 كتاب
  • عندما تكون الجغرافيا قدرك
  • «كلمات» تشارك في «الرباط للكتاب» ببرنامجٍ ثقافيٍّ حافل
  • التلفزيون الإيراني: المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن كانت بناءة ويتوقع أن تكون هناك جولة ثالثة
  • دعاء النبي عند الخروج.. 3 كلمات تحميك حتى تعود لمنزلك
  • الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها