أدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية لولاية ثالثة مع تزايد التوقعات بإجراء تغييرات واسعة النطاق بعد خطة إنقاذ دولية بقيمة 50 مليار دولار حالت دون أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود، وفق ما ذكرت وكالة بلومبيرغ.

وأدى السيسي اليمين الدستورية أمس الثلاثاء لتمديد حكمه حتى عام 2030. وأقيم الحفل في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (أحد المشاريع العملاقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والتي يقول منتقدون إنها ساهمت في معاناة مصر من أزمة شح العملات الأجنبية).

تحديات

وقال السيسي (69 عاما) أمام البرلمان: إن العالم يواجه تحديات اقتصادية وعلمية وسياسية متزايدة تتطلب من المصريين أن يكونوا استباقيين "لأننا في سباق مع الزمن"، وفق قوله.

وحقق وزير الدفاع السابق الذي تحول إلى رجل دولة الفوز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول، والتي لم تشهد منافسة كبيرة، بنسبة 89.6% من الأصوات (حسب المصادر الرسمية المصرية)، في وقت يشعر فيه المصريون بالقلق من الارتفاع القياسي في تكاليف المعيشة، ووسط مخاوف من احتمال امتداد آثار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتهجير الجماعي للفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء في البلاد.

وذكرت بلومبيرغ أن تحول اقتصادي كبير حدث منذ ذلك الحين، فضخ الأموال (بقيادة تعهد استثماري بقيمة 35 مليار دولار من الإمارات في مشروع رأس الحكمة، تلاه دعم متجدد من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي) أعطى السيسي احتمال بداية جديدة.

وتضيف الوكالة أنه لا يزال يتعين أن نرى ما إذا كانت الحكومة ستظل ملتزمة بالإصلاحات المرتبطة ببعض المساعدات، مثل سن تخفيضات في الإنفاق والحد من الدور الكبير الذي تلعبه الدولة في الاقتصاد، بما في ذلك الجيش.

وفي السادس من مارس/آذار، سمحت السلطات للجنيه المصري بالانخفاض بنحو 40%، وهو ما من شأنه أن يضمن حزمة صندوق النقد الدولي، لكنه يزيد من الضغوط على سكان البلاد الذين يزيد عددهم على 105 ملايين نسمة، وحققت العملة مكاسب صغيرة منذ ذلك الحين.

السيسي (يسار) أدى اليمين الدستورية أمس الثلاثاء لتمديد حكمه حتى عام 2030 (رئاسة جمهورية مصر) خطوات حاسمة

وبعد تأكيد مساعدة صندوق النقد الدولي البالغة 8 مليارات دولار الأسبوع الماضي، حذرت المديرة العامة للصندوق كريستالينا غورغييفا، من أن بسبب "استدامة التحول إلى نظام صرف أجنبي محرر، والحفاظ على سياسات نقدية ومالية متشددة، ودمج الاستثمار من خارج الميزانية بشفافية في قرارات سياسة الاقتصاد الكلي" سيكون صنع القرار حاسما".

وتعهد السيسي باعتماد "إصلاح مؤسسي شامل" من شأنه ترشيد الإنفاق العام وبناء الإيرادات والتحرك نحو "مسارات أكثر استدامة للدين العام"، وأضاف أن السلطات ستمضي قدما في خططها لجعل مصر مركزا إقليميا للتجارة والنقل والطاقة المتجددة والعمل على تعظيم دور قناة السويس.

وتراجعت حركة المرور عبر الممر المائي الحيوي بشكل كبير هذا العام بعد الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن في البحر الأحمر، نصرة لغزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي.

ونقلت بلومبيرغ عن زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء الأسبق في مقال بصحيفة المصري اليوم الصادرة من القاهرة، أن الصفقات والقروض الأخيرة في مصر "كانت حلولا مالية مطلوبة وضرورية تم اتخاذها على الرغم من تكلفتها الاجتماعية.. ما ننتظره هو الانتقال إلى البرامج القادرة على تحفيز الاقتصاد الحقيقي حتى يكون ثمة أمل في عدم تكرار نفس السياسات وارتكاب نفس الأخطاء".

ودافع السيسي عن السياسات الاقتصادية للحكومة مع الاعتراف بالصعوبات في بلد تعتمد فيه 70% من الأسر على شكل من أشكال الدعم الحكومي.

وحث المصريين على التحلي بالصبر، قائلا إن بناء ما أطلقت عليه السلطات اسم الجمهورية الجديدة (وهو مفهوم واسع النطاق يتضمن بنية تحتية جديدة ضخمة بالإضافة إلى تطوير المناطق المهملة تاريخيا) يتطلب تضحيات من الجميع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

الحكومة: التسوية الطوعية للوضعية الجبائية مكنت من التصريح بأزيد من 127 مليار درهم

أعلن مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أن عملية التسوية الطوعية للوضعية الجبائية قد أسفرت عن التصريح بأكثر من 127 مليار درهم، متجاوزة التوقعات الأولية.

وأوضح بايتاس خلال لقاء صحافي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة أن هذه العملية التي تم إطلاقها لتشجيع الملزمين على تسوية وضعيتهم الضريبية قبل 1 يناير 2025 حققت نتائج متميزة.

وأضاف بايتاس أن هذه القيمة المصرح بها ساهمت بشكل كبير في تعزيز خزينة الدولة بمبلغ قدره 6 ملايير درهم، مما يساهم في تمويل الاقتصاد الوطني بشكل قوي ويعطي دفعة جديدة للقطاع المالي.

وأكد أن هذه النتائج تعكس نجاح العملية في تحقيق أهدافها، خاصة في ما يتعلق بترسيخ الثقة بين الإدارة الضريبية والملزمين، وتحسين الامتثال الضريبي، فضلاً عن توفير موارد مالية مهمة لتعزيز قدرة القطاع المالي على تمويل الاقتصاد.

وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى أن العائدات الجبائية التي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال سنة 2024 ساهمت في تغطية الزيادة في النفقات، بما في ذلك تمويل الحوار الاجتماعي ورفع الأجور للعاملين في القطاع العام بتكلفة بلغت 13.8 مليار درهم.

كما ساعدت في دعم قطاعات حيوية مثل النقل والكهرباء، وتنفيذ تدابير تهدف إلى التحكم في التضخم ومكافحة آثار الجفاف.

أما بالنسبة لأداء العائدات الجبائية في 2024، فقد سجلت الزيادة في عدة ضرائب، حيث ارتفعت الضريبة على القيمة المضافة بـ12 مليار درهم، والضريبة على الدخل بـ9 ملايير درهم، إضافة إلى زيادات في ضريبة الشركات، والضريبة الداخلية على الاستهلاك، وواجبات التسجيل، والرسوم الجمركية.

تأتي هذه النتائج لتؤكد نجاح السياسات المالية الحكومية في تعزيز إيرادات الدولة وتوفير موارد حيوية لدعم الاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • بيرسي تاو يبدأ مشواره في قطر أمام النصر الإماراتي
  • الرئيس السيسي: الدولة فقدت 7 مليار دولار خلال 11 شهرا بسبب قناة السويس
  • مادورو يبدأ ولايته الثالثة وسط اتهامات بالتزوير وتحديات اقتصادية
  • تقرير: تغير المناخ غذى الكوارث الطبيعية التي تسببت في خسائر بقيمة 320 مليار دولار العام الماضي
  • الحكومة: التسوية الطوعية للوضعية الجبائية مكنت من التصريح بأزيد من 127 مليار درهم
  • البيت الأبيض: بايدن يعتزم زيارة إيطاليا في آخر رحلة خارجية له خلال فترة رئاسته
  • هل ستتأثر الأجهزة التي تعمل بشرائح أجنبية عبر نظام التجوال الدولي؟
  • فتح باب التسجيل لملتقى معًا نتقدم في نسخته الثالثة
  • الدولي المغربي حكيم زياش على ردار الفتح السعودي خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية
  • الإسكان: 1.927 مليار جنيه قيمة المشروعات بخطة العام المالي الحالي بالعاشر من رمضان