قال تعالى «وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ» الآية رقم (4) من سورة قريش تجلت نظرة الشريعة الإسلامية بمفهومها الشامل لمعنى شعور الإنسان بالأمن، على أنه أساس تقدم الأمم ورقيها، يجب أن يتوافر فيها الأمن والأمان، ودون الغوص فى تفسير هذه الآية الكريمة، وفقا للًاساس القرآنى لها، إلا أن شرط وجود نعمة الأمن يكون سببا رئيسا فى رفاهية وسعادة الشعوب المتحضرة، وإن فقدانه أو الإخلال به يكون سببا فى انهيارها، ويمثل هذا الشرط أحد المبادئ التى يتطلبها القانون الوضعى الأعلى والأسمى، حيث تنص المادة (59) من الدستور المصرى على أن «الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها، ولكل مقيم على أراضيها.

»، وإن كان حفظ الأمن والسلام الاجتماعى، إحدى الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية فى الدولة، إلا أنه ولابد أن يلازمه الاستقرار السياسى، وهذا ما تم تحقيقه فى الجمهورية الجديدة.
إن وجود هذا الترابط والتلازم من الاستقرار الأمنى والسياسى، يعتبر أحد الدعائم والأسس الرئيسة، فى تكوين وتشكيل النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل مجتمع متقدم ومتحضر، وهذا ما تبنته الدولة وكان على رأس الأولويات، وبذلت فيه جهودا مضنية لتحقيق الإنجازات والإصلاحات الاقتصادية للجمهورية الجديدة، باعتبارهما الركن الأكبر لبناء دولة المؤسسات لمواجهة التحديات والأزمات، وهذا ينم عن رؤيتها فى رسم خطط تنميتها الاقتصادية والسياسية التى تخدم مصالحها الجوهرية.
أثناء أحداث 25 يناير من عام 2011، تعرضت البلاد فى خضم الأحداث إلى انتكاسة أمنية وسياسية خطيرة، عمت فيها الفوضى والهمجية وغاب عنها الأمن والاستقرار، وتجمدت خططها المستقبلية ومشاريعها التنموية، وتعقدت فيها الحياة السياسية والاجتماعية، ونشطت فيها الأعمال السرية والجرائم الإرهابية، ورأى عام ساخط على سوء حكم جماعة الإخوان الإرهابية وأصبحت العلاقات الإنسانية والأخلاقية بين أفراد المجتمع فى خطر، إلا أن هذا الوضع المحزن لا يدوم طويلا بفضل قيام ثورة 30 يونيو المجيدة لعام 2013، بقيادة الشعب المصرى والذى قام بدور عظيم بخلع هذه الجماعة من حكم البلاد، وعاد الوطن المفقود إلى حضن أبنائه الوطنيين المخلصين، واكتسبت السلطات العامة فى الدولة تأييد الشعب، واهتمت القيادة السياسية الجديدة اهتماما كبيرا بحياة المواطنين من صحة وتعليم وإسكان وبنية تحتية متطورة، ومؤشرات الأداء الاقتصادى إلى أعلى، وعادت للدولة مكانتها الدولية والإقليمية، وشعر كل مواطن بمكانته الاجتماعية وقدرته على المشاركة السياسية، كل هذا التحضر من الحرية والديمقراطية وإرساء دعائم شرعية دولة الحق والقانون والعدل، ساعد فى بناء سواعد الأسس المتينة للجمهورية الجديدة، والتى اتجهت بدورها إلى فتح آفاق المستقبل للمشاريع الاستثمارية العملاقة، من أجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فى ظل مناخ استقرار أمنى وسياسى.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: و آم ن ه م م ن خ و ف شعور الإنسان الأمن والأمان الآية الكريمة

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة وملك الأردن يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية اليوم .. توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والمملكة الهادفة إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلى مستويات جديدة من النمو المتبادل.. بجانب توفير مزيد من فرص العمل في الجانبين وتحسين سلاسل التوريد وتسريع نمو القطاعات ذات الأولوية.
وقع الاتفاقية ــ خلال المراسم التي جرت في قصر بسمان ــ معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية ومعالي المهندس يعرب فلاح القضاة وزير الصناعة والتجارة والتموين في الأردن.
كما شهد سموه والملك عبد الله الثاني توقيع اتفاقية التعاون الإداري في المسائل الجمركية بين دولة الإمارات والأردن.
وقعها من جانب دولة الإمارات..معالي علي بن حماد الشامسي رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ ومن الجانب الأردني معالي المهندس يعرب فلاح القضاة وزير الصناعة والتجارة والتموين.
ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتوقيع الاتفاقية ـ التي تعد الأولى لدولة الإمارات مع دولة عربية ــ مشيراً سموه إلى أنها تطور طبيعي للعلاقات الأخوية والإستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات والأردن.
وقال سموه إن الاتفاقية تشكل قاعدة مهمة لتعزيز التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي بين البلدين بجانب بناء مزيد من الشراكات المثمرة وإطلاق حقبة جديدة من التعاون التجاري والاستثماري طويل الأجل بما يحقق النمو الاقتصادي المستدام في البلدين الشقيقين والازدهار في المنطقة عامة.
من جانبه أعرب جلالة الملك عبد الله الثاني عن تطلعه إلى أن تسهم الاتفاقية في تحقيق رؤية البلدين المشتركة تجاه التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام وفتح آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي بين البلدين..مثمناً دعم دولة الإمارات للجهود التنموية في الأردن.
وينطلق توقيع الاتفاقية التاريخية من قاعدة صلبة من العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين دولة الإمارات والأردن بعد أن تخطت التجارة الثنائية غير النفطية 4.2 مليار دولار.. فيما تواصل مسارها الصاعد بعدما سجلت 2.7 مليار دولار خلال النصف الأول من 2024 بنمو أكثر من 36.8% مقارنة مع ذات الفترة من 2023.
ووفقاً لدراسات الجدوى..ستسهم الاتفاقية في تحفيز التدفقات التجارية المتبادلة عبر إزالة أو تخفيض القيود التجارية والتدابير غير التعريفية على المنتجات السلعية والخدمية.
ويعد الأردن حالياً ثالث أكبر شريك تجاري عربي لدولة الإمارات خارج دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية..كما تعد الإمارات أكبر مستثمر عالمي في الأردن حيث تشير التقديرات إلى بلوغ الاستثمارات المتبادلة بين البلدين حوالي 22.5 مليار دولار.. ولدى دخول الاتفاقية حيز التنفيذ يتوقع إسهامها في زيادة تلك الأرقام إلى مستويات أعلى ما يحفز نمو الفرص عبر قطاعات متعددة تشمل الطاقة المتجددة والمشاريع الصناعية والتصنيع والنقل والأدوية وتصنيع الأغذية.
ويشكل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تواصل دولة الإمارات تنفيذه ركيزة رئيسة لإستراتيجية دولة الإمارات للنمو الاقتصادي الرامية إلى توسيع علاقاتها التجارية مع مختلف دول العالم عن طريق إزالة الحواجز أمام التجارة وتحسين الوصول إلى الأسواق وتسهيل التعاون مع القطاع الخاص.


مقالات مشابهة

  • 5 مرتكزات لتعزيز الاستثمارات وتعظيم العوائد الاقتصادية بالأمن الغذائي
  • رئيس الجمهورية يأمر بمراعاة مسألة الأمن السيبيرياني
  • تجربة نورمان بورلوج: دروس في مواجهة الأزمات الاقتصادية
  • 5 مرتكزات أساسية ضمن "مختبر الأمن الغذائي" لتعزيز الفرص الاستثمارية وتعظيم العوائد الاقتصادية
  • رئيس الدولة وملك الأردن يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين
  • رئيس الجمهورية: يجب أن نصل إلى نقطة يكون فيها إحترام المؤسسات هو السائد
  • حفلة أهداف.. «السكة الحديد 2008» يكتسح مصر للتأمين بخماسية نظيفة في بطولة الجمهورية
  • «شباب المصريين بالخارج»: روح أكتوبر «ملهمة» في بناء الجمهورية الجديدة
  • «ترويج الأكاذيب».. حرب قذرة لزعزعة الاستقرار وضرب الاقتصاد والتماسك المجتمعي
  • أبيلا لـ غوتيريش: موقفنا في مالطا راسخ وهو الدعوة إلى الاستقرار في ليبي