ضغوط متزايدة على المملكة المتحدة لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
في خضم الإدانة المتزايدة والدعوات لاتخاذ إجراءات، تواجه حكومة المملكة المتحدة ضغوطًا متزايدة من داخل صفوفها لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في أعقاب الغارة الجوية القاتلة التي أودت بحياة سبعة من عمال الإغاثة الإنسانية في غزة. وأثار الحادث موجة من الانتقادات، حيث حث السياسيون، بما في ذلك أعضاء حزب المحافظين، على اتخاذ إجراءات فورية.
وأدى الحادث، الذي وقع يوم الاثنين، إلى مقتل ثلاثة من عمال الإغاثة البريطانيين وآخرين، مما أثار الغضب والمطالبات بالمحاسبة. رداً على ذلك، أعرب العديد من أعضاء البرلمان المحافظين عن مخاوفهم، وأصروا على أن تقوم المملكة المتحدة بإعادة تقييم إمداداتها من الأسلحة إلى إسرائيل. ديفيد جونز، النائب المحافظ عن كلويد ويست، وصف الضربة الإسرائيلية بأنها "غير عادية" وشدد على ضرورة إصدار تحذير شديد اللهجة لإسرائيل بشأن سلوكها.
وبالمثل، دعا فليك دروموند، النائب المحافظ عن وادي ميون، إلى تعليق مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل، مشيراً إلى المخاوف بشأن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي. كما شارك وزيرا الخارجية السابقان هوغو سواير وألان دنكان في الأمر، معربين عن تحفظاتهما العميقة بشأن سياسة تصدير الأسلحة في المملكة المتحدة في ضوء تصرفات إسرائيل.
وفي ترديد لهذه المشاعر، دعا الديمقراطيون الليبراليون إلى التعليق الفوري لصادرات الأسلحة إلى إسرائيل، في حين حث الحزب الوطني الاسكتلندي على استدعاء البرلمان لمعالجة الأزمة. وشدد اللورد بيتر ريكيتس، مستشار الأمن القومي السابق، على أهمية احترام القانون الإنساني الدولي، وحث المملكة المتحدة على إرسال إشارة واضحة من خلال وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، يواجه حزب العمال انقسامات داخلية بشأن هذه القضية، حيث أقرت مستشارة الظل راشيل ريفز وعمدة لندن صادق خان بقضية وقف مبيعات الأسلحة إذا أشارت المشورة القانونية إلى انتهاك القانون الدولي. وشدد وزير خارجية حكومة الظل ديفيد لامي على ضرورة تعليق مبيعات الأسلحة إذا كان هناك خطر واضح من استخدامها في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.
تم التعرف على ضحايا الغارة الجوية، الذين كانوا يوصلون المساعدات الغذائية إلى غزة، وهم ثلاثة مواطنين بريطانيين، وفلسطيني، ومواطن أمريكي كندي مزدوج الجنسية، وبولندي، وأسترالي، وجميعهم ينتمون إلى جمعية المطبخ المركزي العالمي الخيرية (WCK). وأثارت وفاتهم دعوات واسعة النطاق للمطالبة بالعدالة والمساءلة.
ومع استمرار التحقيقات في الحادث، تتزايد الضغوط على حكومة المملكة المتحدة لاتخاذ إجراءات حاسمة وإعادة تقييم موقفها بشأن صادرات الأسلحة إلى إسرائيل. ومع مراقبة المجتمع الدولي للتطورات عن كثب، تواجه الحكومة تدقيقًا متزايدًا بشأن دورها في توريد الأسلحة وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
ورداً على هذه المأساة، دعا المستشار ريشي سوناك إلى إجراء تحقيق عاجل في الغارة الجوية الإسرائيلية، مشدداً على خطورة الوضع وضرورة المساءلة.
الحادث، الذي وصفه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي بأنه "خطأ أعقب خطأ في التعرف على الهوية"، يسلط الضوء على التعقيدات والمخاطر الكامنة في الصراع المستمر في المنطقة. مع تزايد الدعوات إلى المساءلة، تواجه حكومة المملكة المتحدة منعطفا حاسما في نهج سياستها الخارجية، مع تسليط الضوء بقوة على دورها في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة وضمان حماية المدنيين في مناطق النزاع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صادرات الأسلحة إلى إسرائیل المملکة المتحدة
إقرأ أيضاً:
ميقاتي يندد بتعامي المجتمع الدولي عن جرائم إسرائيل في لبنان
ندد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بـ"سكوت" المجتمع الدولي حيال العدوان الإسرائيلي على بلاده، مؤكدا أن ذلك جعل إسرائيل تتمادى في عدوانها وجرائمها على لبنان "برسم المجتمع الدولي".
وقال ميقاتي -في بيان له اليوم الاثنين- إن إسرائيل رفضت كل الحلول المقترحة لوقف إطلاق النار وواصلت عدوانها على لبنان. مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على بلاده.
وشدد ميقاتي في بيانه على أن "تمادي العدو الإسرائيلي في عدوانه على لبنان والجرائم التي يرتكبها قتلا وتدميرا، هي برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري، في الوقت الذي ينبغي فيه أن تمارس الدول التي تحمل لواء الإنسانية وحقوق الإنسان أقصى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها".
وأضاف ميقاتي أن الحكومة اللبنانية "أعلنت صراحة التزامها بالقرار 1701، وعزمها على تعزيز الجيش في الجنوب، ورحبت بكل المواقف التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، إلا أن العدو الإسرائيلي انقلب على كل الحلول المقترحة، ومضى في جرائم الحرب بحق مختلف المناطق اللبنانية".
وتابع قائلا إننا "نجدد مطالبتنا بالضغط لوقف العدوان تمهيدا للبحث في السبل الكفيلة بتطبيق القرار 1701 بحرفيته وكما أقر، من دون أي إضافات أو تفسيرات، وشدد ميقاتي على ضرورة الضغط على إسرائيل تحييد المدنيين والطواقم الطبية والإسعافية عن الاستهداف".
نزوح قرى بأكملهاوأشار إلى أنه سلم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي رسالة أكد فيها أن العدوان الإسرائيلي المستمر -وخاصة الهجمات على مدن مثل بعلبك، وصور- أدى إلى نزوح قرى بأكملها وتهديد مواقع تراثية وثقافية لا تقدر بثمن.
ولفت إلى أن "الحكومة تدين بشدة هذه الأعمال التي تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ، وتعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر، ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لوقف العنف العبثي وحماية التراث الثقافي لبلادنا، بما في ذلك المواقع الأثرية القديمة في بعلبك وصور".
وطالب ميقاتي مجلس الأمن "باتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لحماية هذه الكنوز التاريخية التي لا تشكل جزءا من هويتنا الوطنية فحسب، بل إنها تحمل أيضا أهمية باعتبارها معالم تاريخية عالمية. ومن الضروري أن نعمل معا لضمان الحفاظ على هذه المواقع للأجيال المقبلة".