نتحدث دائما عن ضرورة استثمار شهر رمضان فى نشر الأخلاق الحميدة والتسامح والبعد عن التشاحن والفتن والصراعات، لكن يبدو ان بعض صناع الاعلام لهم رؤى أخرى ويعتبرون الشهر الكريم هو شهر الفضائح فيحولون البرامج الى مساحات من الفضح العلنى والشتائم على الهواء مباشرة، تحت مسميات مختلفة وادعاءات بأن الجمهور يحب هذه النوعية من البرامج، بل ويدعى البعض من هؤلاء أن ما يفعله هو انفراد وتميز.
فى هذه البرامج على اختلاف مسمياتها تحدث حالة من التعرية للمجتمع غير مسبوقة، فتخرج أسوأ ما فينا، سلخ وجلد وعرض لمشاهد لا تليق وطرح قضايا فاسدة، وسخرية من الضيوف واهانة لهم، ناهيك عن مشاهد العنف التى نراها فى بعض المسلسلات الرمضانية والاشكال المختلفة للبلطجة، فى بعض المسلسلات نشاهد السنج اكثر مما نشاهد الفنانين،
هل هذا هو الاعلام وهذه هى البرامج التى تحتاجها مصر، ويستفيد منها الشباب؟
المؤكد الاجابة معروفة، الاعلام ليس سخرية واهانة وفضائح وبلطجة وقتل ودماء وعنف وسرقة، الاعلام ليس دوره نشر الغسيل السيئ ولا تقديم نماذج سوداء فى المجتمع، بحجة انها موجودة ولا يمكن إنكارها، لأن هذه حجة باطلة ومردود عليها.
الاعلام قيمة ورسالة، واذا كنا نتحدث عن ان رمضان هو الاكثر مشاهدة فالاولى ان نستغل جميعا هذه النسبة العالية من المشاهدة بمسئولية اخلاقية ومجتمعية فى نشر كل ما يمكن ان يفيد الشباب والاجيال الجديدة، وبدلا من أن تكون مهمة أحد مقدمى البرامج النبش عن الفضائح يمكن ان تكون مهمته البحث عن مواقف فيها معانى اخلاقية وتصرفات راقية أثرت فى حياة الناس،
وبدلا من ان ينفق مذيع فى برنامجه السنوى ملايين الدولارات لمرمطة كرامة الفنانين والمشاهير واهانتهم معتبرا نفسه «جاب م الاخر» كان يمكن ان يستخرج من ضيوفه حكايات افضل وقصصا أكثر فائدة.
بصراحة ما يحدث فى بعض البرامج والقنوات ليس اعلاما بل «قلة» اعلام وتدمير لكل ثوابت وقيم هذه المهنة التى اهينت على ايدى بعض الدخلاء عليها والمتربحين منها، بل والمتآمرين على ضرب القيم والاخلاقيات المجتمعية ونشر العنف والبلطجة.
وحتى لا يعتقد البعض انى اتعمد تسويد الحالة الاعلامية، فهناك نماذج مضيئة وراقية ولها رسالة محترمة مثل دراما الحشاشين، ومليحة، وبعض البرامج الدينية التى تقدم على قنوات مصرية وفيها فكر وحوار راقى،
لكن هناك برامج ومسلسلات على شاشات اخرى بمثابة تحريض على الانحراف والبعد عن الاخلاق ونشر الفوضى وتشجيع على البلطجة وممارسة الفضح.
اعتقد انه من الضرورى ان تلتزم القنوات التليفزيونية والمنتجين بمسئوليتهم الاجتماعية والأخلاقية فى شهر رمضان، وأن يعملوا على تقديم برامج متنوعة تعكس قيم المجتمع وتعزز التعاون والروحانية وترويج العمل الخيرى والتعاون المجتمعى.
باختصار، يجب أن نتحرك جميعًا نحو تغيير هذه الظاهرة السلبية فى البرامج التليفزيونية التى تنشر الفضائح وتخل بالقيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية فى شهر رمضان الكريم، فجميعنا مسئولون عن الحفاظ على قيمنا الأخلاقية والاجتماعية والدينية، ويجب ايضاً أن نطالب بمزيد من البرامج التليفزيونية التى تعزز التواصل الإيجابى وترفع من مستوى الوعى وتعزز القيم الحميدة فى شهر رمضان الكريم، ويجب تشجيع الجهات المختصة على وضع قوانين وضوابط صارمة للحد من المحتوى السلبى والمسيء فى البرامج التليفزيونية خلال هذا الشهر المقدس.
شهر رمضان الكريم هو وقت للتأمل والتجديد الروحي، ويجب أن يكون البث التليفزيونى خلال هذا الشهر متسقًا مع هذه القيم والأهداف، ويجب أن نعمل معًا للحفاظ على روح هذا الشهر المبارك وتحقيق فائدة حقيقية للمجتمع من خلال البرامج التليفزيونية التى تنعكس فيها القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية السامية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر رمضان شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
العور: فجوة المهارات مقولة «غير صحيحة»
دبي: محمد إبراهيم
أكد الدكتور عبد الرحمن العور وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، أن فجوة المهارات بين المخرجات ومتطلبات سوق العمل الراهن والاحتياجات الوظيفية مقولة «غير صحيحة»، ونتائج برنامج نافس شاهد عيان.
قال العور في تصريحات لوسائل الإعلام: «بالحديث عن الكفاءات الوطنية في برنامج نافس، نجد أن هناك قفزة نوعية بأكثر من 230% نمواً في عدد المواطنين في القطاع الخاص، كما أن لدينا في الوقت الراهن أكثر من 118 ألف مواطن يعملون في شركات القطاع الخاص، وبالتالي فالحديث عن وجود فجوة «غير حقيقي».
تعزيز الشراكة
وأوضح: «نتطلع إلى تعزيز الشراكة بصورة أكبر بين مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل والاقتصاد، فلا يمكن الحديث عن مهارة معينة أو تخصص معين أو مسار بعينه، لكن العبقرية تكمن في ضرورة أن تتسم البرامج بالمرونة، وتواكب التغيُّر التكنولوجي المتسارع، وأعتقد أن التكنولوجيا مساهم في جميع البرامج والتخصصات، ومن ثم يجب تعزيز القدرات التكنولوجية لكافة الطلبة في مختلف التخصصات».
وأفاد بأن الإقبال على العمل والتعامل مع المتغيرات جزء من المهارات التي تتطلب من قطاع التعليم العالي أن يبنيها، ومن المهم أيضاً أن تبني مؤسسات التعليم العالي جسوراً مع مؤسسات القطاع الاقتصادي، وتتعرف عليها من كثب كجزء من هذا التعاون لبناء المعرفة.
وأكد العور تركيز الوزارة على تمكين القطاعات الاقتصادية من المساهمة في مسارات التعليم العالي، حيث تم رصد نماذج ناجحة بالفعل لهذا النموذج، إذ ركّز حوار التعليم العالي على قياس المخرجات التي تعد مبنية على هذه النتائج، ولولاها ما كان هذا التعاون وهذه الشراكة.
دور الجامعات
وفي رده على سؤال «الخليج» عن دور ال جامعات في المرحلة المقبلة، أفاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة بأن دولة الإمارات تتمتع باقتصاد حيوي ومرن يتنامى بشكل سريع وكبير، وأعتقد أن مؤشرات الاقتصاد ونمو قطاعاته واضحة للغاية، وهنا ندعو مؤسسات التعليم العالي قراءة هذه البيانات والمعلومات معنا، لاسيما أن معدلات النمو سريعة ولا يمكن إغفالها، كما أنها تعكس مؤشراتها نوعية الوظائف المطلوبة في كل قطاع، ما يمكنها من إعداد برامجها الأكاديمية وفق متطلبات سوق العمل والوظائف المتاحة والمهارات المطلوبة.
وقال العور إن الأدوار المنوطة بمؤسسات التعليم العالي تكمن في بناء جسور قوية مع القطاعات الاقتصادية وتطلعات سوق العمل، والوزارة بدورها ستدعم المؤسسات لبناء هذه الجسور وتمكينهم وتيسير أي علاقة تخدم غايتهم.
وأضاف أن الدعوة تشمل قطاع الأعمال وسوق العمل في ذات الوقت، لبناء شراكات حقيقية وفاعلة مع مؤسسات التعليم العالي، وسندعم الجميع بأي محفزات يمكن أن تمكّنهم من خلق فرص العمل والتدريب وبناء البرامج المشتركة والمجالات البحثية والدراسات ذات الصلة بمجال الأعمال.
بناء البرامج
وفي وقفته مع تقييم الجامعات، قال إنه لا يركز على التعرف إلى مقارنة الجامعات بعضها بعضاً، ولكنه يهدف إلى دعم الجامعات لبناء برامجها، بحيث تواكب تطلعات الطلبة والمجتمع وسوق العمل.
خريطة مطورة
أكد الدكتور عبد الرحمن العور أن دولة الإمارات تتمتع بقيادة ذات رؤية ثاقبة حققت للإمارات سمعة عظيمة ونتائج باهرة في المجالات كافة، واليوم في مجال التعليم العالي، نحاول من خلال «حوار التعليم العالي» مع الجامعات، بناء خريطة جديدة مطورة للتعليم العالي، تواكب النموذج الإماراتي الذي يمثل نموذجاً ناجحاً ومتفرداً على مستوى المنطقة والعالم.
وقال العور إن حوارنا مع شركائنا في مؤسسات التعليم العالي والمنظومة الحكومية يركز على مسارين؛ أحدهما يحاكي الطالب والآخر يخاطب الجامعات، لنؤسس شراكة بين مؤسسات التعليم العالي والعام، ويكون الطالب محوراً لهذه الشراكة، فضلاً عن بناء شراكة بين الجامعات ومجتمع الأعمال وبيئة العمل، حتى نسهم في خلق تواصل بنّاء يخدم نوعية وجودة البرامج، وفي ذات الوقت يعزز من مهارات وكفاءة الطلاب بما يدعم إدماجهم وتنافسيتهم في سوق العمل؛ فالحوار كان ممتازاً، حيث شهد تجاوباً كبيراً من مكونات قطاع التعليم العالي في الدولة.