السيسي بولايته الثالثة.. يتربع على عرش بلد منهك اقتصاديا
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
بعد أن منحه المصريون "تفويضا" في العام 2013 للقضاء على "الإرهاب"، تربّع قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي على رأس السلطة، واليوم يؤكد ذلك بتأدية اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثالثة تمتد لست سنوات في بلد منهك اقتصاديا.
وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت فوز السيسي بنسبة 89,6 بالمئة من الأصوات.
وبفوزه في سباق الرئاسة يبدأ السيسي ولاية حكمه الثالثة والتي تمتد حتى العام 2030.
ويرى البعض أن القاعدة الشعبية للمشير السيسي البالغ 69 عاما لم تعد كما كانت، وكذلك موقعه على الصعيد الدولي، خصوصا مع توجيه اتهامات له بالتنكيل بمعارضين وناشطين في مجال حقوق الإنسان منذ تولّيه الحكم في 2014 بعد إطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسي وشنّ السلطات حملة قمع واسعة شملت إسلاميين وليبراليين.
بالإضافة إلى ما تشهده مصر التي يناهز عدد سكانها 106 ملايين يعيش ثلثهم تحت خطّ الفقر، من أزمة اقتصادية من بين الأسوأ في تاريخها بعدما سجل معدل التضخم مستوى قياسيا حاليا عند 36 بالمئة مدفوعا بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في بلد يستورد معظم حاجاته الغذائية.
"فقدان الشرعية"
فاز في الانتخابات الرئاسية لولايتين بنسبة تخطت 95 في المئة. وألصق بعض المؤيدين صوره على منتجات غذائية ومخبوزات. كذلك ساهمت حملة "100 مليون صحة" التي أطلقها على مدار الأعوام الماضية في تعزيز شعبيته وسط الطبقات المحدودة الدخل، إذ ساهمت الحملة في علاج ملايين المرضى.
ويرى الناشط المصري البارز في مجال حقوق الإنسان حسام بهجت أن السيسي بدأ "يفقد شرعيته بين مختلف الطبقات"، مشيرا إلى أن أنصاره أصيبوا مؤخرا بخيبة أمل على وقع تراجع مدخراتهم في ظل الأزمة الاقتصادية.
ولد السيسي في العام 1954 في حي الجمالية بقلب القاهرة الفاطمية، وهو أب لأربعة أبناء، بينهم محمود الذي يشغل منصبا رفيعا بجهاز المخابرات العامة.
ومنذ وصوله إلى السلطة، يصف السيسي الذي تخرّج من الكلية الحربية عام 1977، نفسه بأنه "أب لكل المصريين"، ويقوم بتوجيه النصائح والإرشادات للمصريين في معظم المناسبات والمحافل العامة ويطالبهم بمزيد من "التضحيات" لتجاوز الأزمة الاقتصادية.
ويعتبر السيسي الذي كان مديرا للمخابرات الحربية في العام 2011، مع انطلاق الربيع العربي، وكان عضوا في المجلس العسكري الذي تسلّم السلطة من مبارك، أن الثورة خطأ وأن الثورات في المنطقة لم يكن مردودها إيجابيا.
ويقول بهجت لوكالة فرانس برس إن "جيلا كاملا بلغ سن الرشد وهو يعتقد أن القاعدة العامة هي الحياة في ظل القمع مع عدم وجود آفاق اقتصادية".
وكانت محكمة مصرية قضت في شباط/ فبراير بالحبس سنة مع وقف التنفيذ بعد دفع كفالة للمعارض المصري أحمد الطنطاوي البالغ من العمر 44 عاما والذي اعتزم ولم يتمكن من خوض انتخابات الرئاسة المصرية، لإدانته بتداول أوراق العملية الانتخابية دون إذن السلطات.
ولجأ الطنطاوي إلى ذلك، إذ ألقى اللوم على السلطة في عدم تمكنه من جمع التوكيلات المطلوبة لإتمام الترشح رسميا، مشيرا إلى منع أنصاره عمدا من تحرير التوكيلات بمكاتب الشهر العقاري المكلفة بهذه المهمة في أنحاء البلاد.
"الجمهورية الجديدة"
وفيما تسعى القاهرة لاحتواء أزمتها الاقتصادية، فهي لا تستطيع التخلي عن دورها في محاولة حل مشكلات الجيران سواء من الناحية الجنوبية في السودان، والتي دفعت الحرب فيها أكثر من نصف مليون سوداني إلى الرحيل إلى مصر، أو الناحية الشرقية في قطاع غزة التي يحذر المصريون من عملية دفع من جانب "إسرائيل" لنزوح جماعي من الفلسطينيين المقيمين في رفح، إلى سيناء.
والشهر الماضي اتخذ البنك المركزي المصري قرارا بتحرير سعر صرف الجنيه ليفقد ثلث قيمته أمام العملة الأمريكية، وهو ما ساعد الحكومة المصرية على عقد اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي لزيادة حجم القرض الأخير من ثلاثة مليارات دولار إلى ثمانية، في محاولة لجمع حصيلة من النقد الأجنبي.
كذلك قررت الإمارات العربية المتحدة ضخ "35 مليار دولار استثمارات مباشرة" في غضون شهرين في مصر، بموجب اتفاق وقع بين الحكومتين المصرية والإماراتية لـ"تنمية 170,8 مليون متر مربع في منطقة رأس الحكمة" على البحر المتوسط بشمال غرب البلاد.
واعتمد السيسي لسنوات طويلة على التمويل الممنوح من صندوق النقد الدولي عبر القروض أو عبر ودائع الحلفاء الخليجيين، وهو ما يصفه الباحث في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية روبرت سبرنغبورغ بأنه نموذج اقتصادي فقدت معظم البلدان في العالم ثقتهم فيه.
وكثيرا ما تتعرض مصر لانتقادات خبراء الاقتصاد حول كيفية إنفاق ما في خزائنها من نقد أجنبي وما هي الأولويات.
كما انتقد الخبراء المشروعات العملاقة التي تبناها السيسي وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة التي كلّفت 58 مليار دولار تقريبا، فضلا عن القطارات الفائقة السرعة والجسور والطرق التي يعتقدون أن لا عائد لها بينما تستنزف موازنة الدولة وتؤدي إلى مضاعفة الديون.
وكان لهذه المشاريع صداها على مؤيدي وأنصار السيسي في شتى المجالات، ووضعت معظم القنوات التلفزيونية المصرية شعار "الجمهورية الجديدة" على يسار شاشاتها، احتفالا ودعما لما تشهده البلاد من تغيير وفق رؤية الرئيس.
ويوضح سبرنغبورغ أن هذا النموذج يتبنى سياسة "العسكرة" و"الإسراف في الاقتراض من أجل مشاريع مرموقة ذات فوائد اقتصادية محدودة". وكثيرا ما يؤكد السيسي للمصريين مدى خبرته في الحكم على الأشياء سواء في مجال الاقتصاد أو غيره من المجالات حتى أنه لا يجد خطأ في أن يعلن أنه المشرف والمراقب على صناديق الثروة السيادية في البلاد وليس الجهاز المركزي للمحاسبات. ويرى بهجت أن السيسي يحكم "لوحده، ولذلك فهو وحده يُلام" على ما تمر به البلاد من أزمات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصريون السيسي اقتصادية مصر اقتصاد السيسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مورو تستضيف قمة التحوّل الرقمي في دورتها الثالثة
استضاف مركز البيانات للحلول المتكاملة (مورو)، الشركة التابعة لـ”ديوا الرقمية”، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي (ش.م.ع)، فعاليات “قمة التحول الرقمي 2024” في دورتها الثالثة التي أقيمت في فندق جميرا ميناء السلام، في دبي يوم الأربعاء (6 نوفمبر الجاري) تحت شعار “بناء المؤسسات المدعومة بالذكاء الاصطناعي”. وقد ضمت القمة قادة وخبراء القطاع التكنولوجي لاستكشاف قوة الابتكار المؤسسي القائم على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية المستدامة وحلول السحابة عالية الأداء.
بدأت القمة بكلمة افتتاحية قدّمها محمد بن سليمان، الرئيس التنفيذي لـمورو، حيث سلّط الضوء على الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل نماذج الأعمال وقيادة التميز التشغيلي في مختلف القطاعات. وفي الوقت الذي سعت فيه الشركات إلى الارتقاء بمسيرة التحول الرقمي الخاصة بها، ساهمت القمة في تمكين الرؤى حول بناء أنظمة بيئية مرنة وقائمة على السحابة ومدعّمة بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز المرونة السلسة والاستدامة وتحسّن أداء الشركات.
وفي هذا السياق، قال محمد بن سليمان الرئيس التنفيذي لـمورو: “بينما تبنت المؤسسات أنظمة وحلول الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لدفع عجلة التحول الرقمي، أصبح من الضروري إنشاء بنية تحتية رقمية عالية الأداء ومستدامة، ليست فقط لدعم الاحتياجات الحالية، بل أيضًا للتكيف مع التطورات المستقبلية. وفي قمة التحول الرقمي هذا العام، جمعنا قادة وخبراء القطاع لاستكشاف كيف يمكن للحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي والنظم البيئية الرقمية المرنة أن تعزز من رشاقة الأعمال، وتعزز الابتكار، وتمهّد الطريق لمستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.”
شارك في قمة التحول الرقمي 2024 متحدثون بارزون مثل ويلسون زافيير، مدير الأبحاث الأول في IDC للأبحاث، سوجيت ناير، مدير إدارة مركز البيانات والخدمات السحابية والمنتجات الرقمية في مورو، وأشيش ديكسيت، رئيس تطوير الأعمال للتطبيقات والتطوير (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) لدى ريد هات، ومحسن رضا خان، مهندس حلول مؤسسية أول لدى ريد هات، وعمرو أبو العينين، الرئيس التجاري في Urbi، ومحمد المالك، الرئيس التنفيذي لأمن المعلومات في مورو، وخلود العوضي، مدير إدارة خدمات التكنولوجيا المتقدمة في مورو، وماكسيميليان هدلبيجر، رئيس علوم البيانات في شركة داتا روبوت، وفارس حسنية، رئيس التكنولوجيا الميدانية من شركة ديل تكنولوجيز، ومروان زين الدين، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط في شركة SAP، والدكتور سعود عبيد المنصوري، مدير إدارة الفتوى والرأي القانوني في اللجنة العليا للتشريعات بإمارة دبي؛ وأحمد الزغْموري، مدير أول للاستراتيجية التنافسية والبرامج لدى Genesys؛ ومروان علي عنبر، المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي ومستشار عمليات الإسعاف لدى مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف؛ وطه خليفة، المدير العام (الشرق الأوسط وأفريقيا) من شركة إنتل.
تضمّن جدول أعمال القمة هذا العام مجموعة من الكلمات الرئيسية والنقاشات التفاعلية. ومن أبرز جلسات هذا العام كانت جلسة بعنوان “تحرير إمكانيات البنية التحتية الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي الشامل”. استكشف المشاركون مواضيع مثل “إعادة تصور مستقبل البنية التحتية الرقمية في ظل الذكاء الاصطناعي” و”التنقل نحو المستقبل: دمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ونظم المعلومات الجغرافية لتحقيق نظام بيئي مستدام للمدن الذكية”. كما تناول البرنامج مواضيع مثل “ما وراء النهج التقليدي: توظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق أمن الجيل الجديد”، بالإضافة إلى “تحقيق قيمة الأعمال من خلال تبني استراتيجية الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات”. وشملت النقاشات البارزة الأخرى “تعزيز المرونة والقدرة الرقمية من خلال الذكاء المؤسسي” و”رؤى من قادة القطاع: بنية تحتية رقمية مستدامة لنجاح الذكاء الاصطناعي”.
تمكن المشاركون في قمة التحول الرقمي 2024 التي نظمتها شركة مورو من اكتساب رؤى استراتيجية وبناء شبكات للتواصل مع أبرز العاملين في القطاع لاستكشاف أحدث التوجهات والحلول في مجالات التكنولوجيا والاستدامة والتحول الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي. وكان هذا الحدث المميز يهدف إلى تمكين المؤسسات والشركات من تسريع وتيرة الاستفادة من الإمكانات الكاملة للتحول الرقمي في عالمنا المتسارع المعتمد على البنية السحابية الهجينة.