بعد أن منحه المصريون "تفويضا" في العام 2013 للقضاء على "الإرهاب"، تربّع قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي على رأس السلطة، واليوم يؤكد ذلك بتأدية اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثالثة تمتد لست سنوات في بلد منهك اقتصاديا.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت فوز السيسي بنسبة 89,6 بالمئة من الأصوات.

وبفوزه في سباق الرئاسة يبدأ السيسي ولاية حكمه الثالثة والتي تمتد حتى العام 2030.



ويرى البعض أن القاعدة الشعبية للمشير السيسي البالغ 69 عاما لم تعد كما كانت، وكذلك موقعه على الصعيد الدولي، خصوصا مع توجيه اتهامات له بالتنكيل بمعارضين وناشطين في مجال حقوق الإنسان منذ تولّيه الحكم في 2014 بعد إطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسي وشنّ السلطات حملة قمع واسعة شملت إسلاميين وليبراليين.

بالإضافة إلى ما تشهده مصر التي يناهز عدد سكانها 106 ملايين يعيش ثلثهم تحت خطّ الفقر، من أزمة اقتصادية من بين الأسوأ في تاريخها بعدما سجل معدل التضخم مستوى قياسيا حاليا عند 36 بالمئة مدفوعا بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في بلد يستورد معظم حاجاته الغذائية.

"فقدان الشرعية"
فاز في الانتخابات الرئاسية لولايتين بنسبة تخطت 95 في المئة. وألصق بعض المؤيدين صوره على منتجات غذائية ومخبوزات. كذلك ساهمت حملة "100 مليون صحة" التي أطلقها على مدار الأعوام الماضية في تعزيز شعبيته وسط الطبقات المحدودة الدخل، إذ ساهمت الحملة في علاج ملايين المرضى.

ويرى الناشط المصري البارز في مجال حقوق الإنسان حسام بهجت أن السيسي بدأ "يفقد شرعيته بين مختلف الطبقات"، مشيرا إلى أن أنصاره أصيبوا مؤخرا بخيبة أمل على وقع تراجع مدخراتهم في ظل الأزمة الاقتصادية.

ولد السيسي في العام 1954 في حي الجمالية بقلب القاهرة الفاطمية، وهو أب لأربعة أبناء، بينهم محمود الذي يشغل منصبا رفيعا بجهاز المخابرات العامة.

ومنذ وصوله إلى السلطة، يصف السيسي الذي تخرّج من الكلية الحربية عام 1977، نفسه بأنه "أب لكل المصريين"، ويقوم بتوجيه النصائح والإرشادات للمصريين في معظم المناسبات والمحافل العامة ويطالبهم بمزيد من "التضحيات" لتجاوز الأزمة الاقتصادية.

ويعتبر السيسي الذي كان مديرا للمخابرات الحربية في العام 2011، مع انطلاق الربيع العربي، وكان عضوا في المجلس العسكري الذي تسلّم السلطة من مبارك، أن الثورة خطأ وأن الثورات في المنطقة لم يكن مردودها إيجابيا.

ويقول بهجت لوكالة فرانس برس إن "جيلا كاملا بلغ سن الرشد وهو يعتقد أن القاعدة العامة هي الحياة في ظل القمع مع عدم وجود آفاق اقتصادية".

وكانت محكمة مصرية قضت في شباط/ فبراير بالحبس سنة مع وقف التنفيذ بعد دفع كفالة للمعارض المصري أحمد الطنطاوي البالغ من العمر 44 عاما والذي اعتزم ولم يتمكن من خوض انتخابات الرئاسة المصرية، لإدانته بتداول أوراق العملية الانتخابية دون إذن السلطات.

ولجأ الطنطاوي إلى ذلك، إذ ألقى اللوم على السلطة في عدم تمكنه من جمع التوكيلات المطلوبة لإتمام الترشح رسميا، مشيرا إلى منع أنصاره عمدا من تحرير التوكيلات بمكاتب الشهر العقاري المكلفة بهذه المهمة في أنحاء البلاد.

"الجمهورية الجديدة"
وفيما تسعى القاهرة لاحتواء أزمتها الاقتصادية، فهي لا تستطيع التخلي عن دورها في محاولة حل مشكلات الجيران سواء من الناحية الجنوبية في السودان، والتي دفعت الحرب فيها أكثر من نصف مليون سوداني إلى الرحيل إلى مصر، أو الناحية الشرقية في قطاع غزة التي يحذر المصريون من عملية دفع من جانب "إسرائيل" لنزوح جماعي من الفلسطينيين المقيمين في رفح، إلى سيناء.

والشهر الماضي اتخذ البنك المركزي المصري قرارا بتحرير سعر صرف الجنيه ليفقد ثلث قيمته أمام العملة الأمريكية، وهو ما ساعد الحكومة المصرية على عقد اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي لزيادة حجم القرض الأخير من ثلاثة مليارات دولار إلى ثمانية، في محاولة لجمع حصيلة من النقد الأجنبي.

كذلك قررت الإمارات العربية المتحدة ضخ "35 مليار دولار استثمارات مباشرة" في غضون شهرين في مصر، بموجب اتفاق وقع بين الحكومتين المصرية والإماراتية لـ"تنمية 170,8 مليون متر مربع في منطقة رأس الحكمة" على البحر المتوسط بشمال غرب البلاد.

واعتمد السيسي لسنوات طويلة على التمويل الممنوح من صندوق النقد الدولي عبر القروض أو عبر ودائع الحلفاء الخليجيين، وهو ما يصفه الباحث في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية روبرت سبرنغبورغ بأنه نموذج اقتصادي فقدت معظم البلدان في العالم ثقتهم فيه.

وكثيرا ما تتعرض مصر لانتقادات خبراء الاقتصاد حول كيفية إنفاق ما في خزائنها من نقد أجنبي وما هي الأولويات.

كما انتقد الخبراء المشروعات العملاقة التي تبناها السيسي وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة التي كلّفت 58 مليار دولار تقريبا، فضلا عن القطارات الفائقة السرعة والجسور والطرق التي يعتقدون أن لا عائد لها بينما تستنزف موازنة الدولة وتؤدي إلى مضاعفة الديون.

وكان لهذه المشاريع صداها على مؤيدي وأنصار السيسي في شتى المجالات، ووضعت معظم القنوات التلفزيونية المصرية شعار "الجمهورية الجديدة" على يسار شاشاتها، احتفالا ودعما لما تشهده البلاد من تغيير وفق رؤية الرئيس.

ويوضح سبرنغبورغ أن هذا النموذج يتبنى سياسة "العسكرة" و"الإسراف في الاقتراض من أجل مشاريع مرموقة ذات فوائد اقتصادية محدودة". وكثيرا ما يؤكد السيسي للمصريين مدى خبرته في الحكم على الأشياء سواء في مجال الاقتصاد أو غيره من المجالات حتى أنه لا يجد خطأ في أن يعلن أنه المشرف والمراقب على صناديق الثروة السيادية في البلاد وليس الجهاز المركزي للمحاسبات. ويرى بهجت أن السيسي يحكم "لوحده، ولذلك فهو وحده يُلام" على ما تمر به البلاد من أزمات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصريون السيسي اقتصادية مصر اقتصاد السيسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سفير الصومال بالقاهرة يشيد بالنهضة الكبيرة التي تشهدها مصر تحت قيادة السيسي

هنأ السفير علي عبدي أواري سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، اليوم، جمهورية مصر العربية قيادةً وحكومةً وشعبًا، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو، مشيدا في الوقت ذاته بالنهضة الكبيرة التي تشهدها مصر حاليا تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمساعي الحثيثة التي تبذلها الحكومة المصرية لتحقيق المزيد من التنمية الشاملة في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات.

وأعرب سفير الصومال بهذه المناسبة عن تمنياته لمصر وشعبها الشقيق المزيد من الرخاء والتقدم والازدهار، مؤكدا خصوصية العلاقات المصرية الصومالية الأخوية والتاريخية التي تجمع بين جمهورية الصومال الفيدرالية  وجمهورية مصر العربية.

وأكد أن العلاقات تشهد تطورًا مستمرًا في ظل القيادة الحكيمة للرئيس د. حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، والرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز التعاون القائم بين الجانبين والدفع بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب في شتى المجالات.

مقالات مشابهة

  • انشقاق الداخل الإسرائيلي.. جيش منهك بلا ذخيرة ونتنياهو متمسك بالحرب
  • الحركة الوطنية: بيان 3 يوليو نقطة تحول تاريخية لانتصار إرادة الشعب
  • حكومة السيسي تتخفف من الملف.. منح شركة سعودية تشغيل محطة كهرباء 25 عاما
  • إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.. وكبار الجنرالات يطالبون بالتوقف
  • وزير المالية يلتقي نظيره القطري لبحث دعم الحكومة اليمنية اقتصاديا
  • مصر: الشعب بين غشم النظام وخرس النخبة
  • حرب غزة.. إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة ونتنياهو يوافق على مشاركة السلطة في إدارة القطاع
  • خيار الادارة السودانية المؤقتة في المهجر
  • سفير الصومال بالقاهرة يشيد بالنهضة الكبيرة التي تشهدها مصر تحت قيادة السيسي
  • حالة الطقس اليوم: ارتفاع في درجات الحرارة وأجواء شديدة الحرارة