قاطعت عائلات محتجزين في غزة جلسة عامة للكنيست، اليوم الأربعاء، وطالبوا بإبرام صفقة تبادل فورية لإعادة كافة الأسرى المحتجزين في غزة، وجاء ذلك بعد يوم من مواجهات اندلعت خلال احتجاجات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وطلى ذوو الأسرى الذين كانوا في جلسة الكنيست أيديهم باللون الأصفر الذي اتخذوه رمزا لاحتجاجهم ورددوا هتافات تطالب بإعادة الأسرى على الفور، وقد انضم إليهم عدد من نواب أحزاب المعارضة.

وأعلن أقارب الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين اعتصامهم داخل الكنيست، وتزامن ذلك مع اليوم الأخير من اجتماعات الهيئة العامة للكنيست قبل خروجها في عطلة تمتد شهرين.

ووجّه زعيم المعارضة يائير لبيد نداء للمتظاهرين وطالبهم بالحفاظ على القانون، ودعا الشرطة للحفاظ على سلامة المتظاهرين، وقال "المتظاهرون هم أهالي المختطفين الذين تخليتم عنهم وأصبحوا في عهدكم داخل أنفاق حماس".

ويلات على إسرائيل

وأضاف لبيد أن استمرار الحكومة الإسرائيلية بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى غاية الآن "يجر الويلات على إسرائيل لأجيال"، وأضاف أنه لا توجد دولة أخرى في العالم كانت ستبقى فيها هذه الحكومة على سدة الحكم، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.

واندلعت أمس مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين، بينهم أفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس.

واقتحم المتظاهرون حواجز نصبتها الشرطة في محيط منزل نتنياهو، بينما استخدمت قوات الأمن العنف لتفريق المتظاهرين. وأعلنت الشرطة اعتقال 5 متظاهرين وإصابة شرطي خلال المواجهات.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشاباك أنه أبلغ مسؤولين في الشرطة أن احتجاجات يوم أمس عند منزل نتنياهو كان من الممكن أن تنتهي بإطلاق النار على المتظاهرين، واعتبر أن ما جرى تجاوز الخطوط الحمراء.

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الشاباك رونين بار قوله إن مظاهرات الليلة الماضية "تسير في اتجاه مثير للقلق، وقد تؤدي إلى أوضاع خطيرة لا ينبغي الوصول إليها".

وأكد رونين أن "هناك خطا واضحا بين الاحتجاج المشروع والاحتجاج العنيف وغير القانوني الذي قد يضر بالأمن العام".

من جهته، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إنه حذر جهاز الشاباك الأسبوع الماضي من الاستهتار بأمن نتنياهو، واعتبر أن اقتحام الآلاف لمحيط منزل نتنياهو دون تدخل الشاباك "أمر غير مقبول".

رد المحتجين

بالمقابل، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن المتظاهرين قالوا -في بيان- إن من حقهم الاحتجاج على حكومة تدمر إسرائيل.

وأردف البيان أن وجود المتظاهرين في الشوارع هو السبيل للتعبير عن ألمهم "النازف"، مؤكدين أنهم لن يتوقفوا عن الصراخ والمطالبة بالانتخابات في مواجهة حكومة "لا ترى مواطنيها". وأكد المتظاهرون أن أساليبهم بالتظاهر ليست عنيفة ولن تكون كذلك أبدا، وفق تعبيرهم.

وتشهد مدينة القدس منذ 3 أيام احتجاجات حاشدة تطالب بتنحي حكومة نتنياهو، وإجراء انتخابات مبكرة، وإبرام اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.

وتقول المعارضة والمحتجون إن نتنياهو يتبع سياسات تخدم مصالحه الشخصية، ولا سيما الاستمرار في السلطة، كما فشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة، بإعادة الأسرى والقضاء على حماس.

ويرفض نتنياهو إجراء انتخابات مبكرة، ويزعم أنها تعني شلّ الدولة وقد تجمد مفاوضات إطلاق سراح الأسرى لمدة 8 أشهر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة

القدس المحتلة- يشهد الجيش الإسرائيلي انخراطا متزايدا في عملياته العسكرية داخل مدينة رفح، في ظل تصاعد ملحوظ لحدة المواجهات ووتيرة النيران داخل ما يعرف بـ"المنطقة الأمنية".

هذا التصعيد أثار قلقا متزايدا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصة مع تكرار الكمائن والهجمات التي تنفذها فصائل المقاومة ضد القوات المتوغلة، وبات يشكل تهديدا متناميا للجنود والآليات العسكرية في الميدان.

في خضم هذه التطورات، برزت توترات داخلية بين القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو، على خلفية الارتفاع المتواصل في أعداد ضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون جراء الغارات الجوية.

فهذه الغارات، رغم كثافتها، لم تحقق نجاحا ملموسا في استهداف عناصر المقاومة، مما أثار انتقادات داخلية بشأن فاعلية هذا النهج، وزاد من الضغط على القيادة العسكرية لتغيير تكتيكاتها.

القيادة الجنوبية دعت إلى توسيع المنطقة العازلة التي يتراوح عرضها حاليا بين 700 و800 متر (الجيش الإسرائيلي) عمليات نوعية

شهدت الأيام الأخيرة حوادث خطرة تمثلت في هجمات مركزة على الجنود والآليات، كان أبرزها في المنطقة العازلة المستحدثة شمال قطاع غزة، إذ أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 8 آخرين، مما أعاد إلى الواجهة تساؤلات بشأن نجاعة خطط الانتشار والمواقع العسكرية.

إعلان

ورغم أن المنطقة العازلة كان يفترض أن تمثل خط دفاع يحد من هجمات المقاومة، فإن الوقائع الميدانية أظهرت وجود ثغرات خطرة فيها، جعلت من القوات الإسرائيلية المتمركزة أهدافا سهلة.

ويقدر محللون عسكريون أن فصائل المقاومة الفلسطينية قد تكثف من عملياتها النوعية في المرحلة المقبلة، مستفيدة من معرفتها الجيدة بالميدان وقدرتها على تنفيذ كمائن مفاجئة، مما يصعب على الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته الكاملة رغم تفوقه التكنولوجي والجوي.

ويضيف هؤلاء أن الجيش يعاني فجوة استخباراتية واضحة، في ظل عدم قدرته على تحديد مواقع المقاومة بدقة، مما يفسر كثافة الضربات الجوية التي لا تحقق أهدافا إستراتيجية حاسمة.

وتضع هذه التطورات الجيش الإسرائيلي أمام معضلة أمنية وتكتيكية، بين تصعيد العمليات لتقويض قدرات المقاومة، وبين المخاوف من الغرق في حرب استنزاف طويلة الأمد داخل بيئة معادية لا تمنحه أي تفوق على الأرض.

تحذيرات أمنية

واستعرض محلل الشؤون العسكرية في الموقع الإلكتروني "والا" أمير بوحبوط، تحذيرات الجيش الإسرائيلي المتزايدة من تصاعد وتيرة كمائن المقاومة، في وقت تقدر فيه الجهات الأمنية أن حركة حماس تستعد لتوسيع رقعة القتال داخل قطاع غزة.

وفقا للمحلل العسكري، ترصد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تغيرا واضحا في أنماط القتال لدى حماس، حيث باتت تعتمد تكتيكات جديدة تتسم بالجرأة والمباغتة، مما يزيد من صعوبة المواجهة في الميدان.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي عبّر عن قلقه من احتمال تكرار هجمات مشابهة لتلك التي وقعت مؤخرا، والتي أسفرت عن مقتل أحد الجنود في عملية مباغتة وصفت بـ"النوعية". ويعتقد أن حماس تسعى إلى تنفيذ مزيد من هذه العمليات لإرباك الخطوط الدفاعية وتعطيل خطط الجيش في القطاع.

ميدانيا، يقول بوحبوط "يكثف الجيش الإسرائيلي من استعداداته لمواجهة سيناريوهات تشمل إطلاق نار مضادا للدبابات، وعمليات قنص، وهجمات برية مباغتة".

إعلان

وتظهر التطورات الأخيرة في غزة، حسب بوحبوط، أن حماس لم تفقد قدرتها على المبادرة، بل إنها تكيفت مع ظروف الميدان وتستعد لمرحلة أكثر تصعيدا.

إيال زامير (الثاني يسارا) في غرفة العلميات بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة رفقة قادة عسكريين (الجيش الإسرائيلي) نقاط الضعف

في قراءة موازية، استعرض يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تصاعد التحديات الأمنية التي تواجه الجيش، مشيرا إلى أن الانشغال بالغارات على رفح سمح بتزايد الكمائن المسلحة في مناطق أخرى من القطاع.

ولفت إلى أن رئاسة هيئة الأركان بقيادة إيال زامير، أصدرت تعليمات للقوات بتجنب المواقع المعروفة باسم "القواعد العملياتية الأمامية"، خصوصا قرب الشجاعية وخان يونس.

في ظل هذه التطورات، دعت القيادة الجنوبية إلى توسيع المنطقة العازلة، التي يتراوح عرضها حاليا بين 700 و800 متر. غير أن التحدي الأكبر، حسب زيتون، يكمن في نقاط الضعف التي باتت مكشوفة فيما يقرب من 15 موقعا عسكريا ثابتا.

كما أوضح زيتون أن المقاومة قادرة على مراقبة نحو 15 موقعا عسكريا ثابتا رغم انتشار دبابات ووحدات احتياط مدربة، وعمليات استطلاع بالطائرات المسيرة.

وأشار إلى أن هذه المواقع تؤدي أيضا دورا نفسيا، إذ يفترض أن توفر شعورا بالأمان لسكان مستوطنات "غلاف غزة"، في انتظار عودتهم بعد صدمة عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أزمة ثقة

وفي خضم هذه التحديات الميدانية، كشف نداف إيال، المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، عن تصاعد حدة الخلاف بين القيادة الجنوبية وسلاح الجو، نتيجة الفشل المتكرر للغارات الجوية في إصابة أهدافها بدقة، وتسببها في سقوط مدنيين.

ويؤكد إيال أن جوهر التوتر يتمحور حول ما يعرف داخل الجيش بمصطلح "الأضرار الجانبية"، أي مقتل المدنيين جراء الغارات الجوية، مما يشكل خطرا على حياة الرهائن الإسرائيليين في غزة، ويهدد بجر الجيش إلى مأزق إستراتيجي معقد.

إعلان

وبينما يفترض أن تستهدف الغارات عناصر المقاومة، يقول إيال فإن "تزايد الإصابات بين المدنيين يُعد إخفاقا إستراتيجيا له عواقب متعددة".

وأشار إلى أن هذه الخلافات تفاقمت مع عدم فتح تحقيقات كافية، مما أغضب قادة سلاح الجو الذين يعتبرون أنهم يتحملون نتائج قرارات لا يشاركون في صنعها.

وكان من المقرر عقد اجتماع يضم القائد يانيف عاسور وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، لكن تم تأجيله، ما اعتبره إيال مؤشرا على اقتراب الوضع من "أزمة ثقة" حقيقية.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يمثل أمام المحكمة مجددا وإطلاق تحقيق حول قضية الأسرى الإسرائيليين
  • سوليفان يكشف تجاهل نتنياهو مسألة الأسرى الإسرائيليين لأشهر خلال مفاوضات عهد بايدن
  • لبنان يحذر من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية على السِّلْم الإقليمي
  • برلين.. مئات المتظاهرين يطالبون بوقف الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب
  • بعد فيديو القسام.. عائلات الأسرى الإسرائيليين: الضغط العسكري يقتل أسرانا
  • عائلات أسرى العدو: نريد إعادة الأسرى دفعة واحد ويجب اسقاط نتنياهو
  • عائلات المحتجزين: الضغط العسكرى الإسرائيلى على غزة يقتل أبناءنا
  • عائلات الأسرى الصهاينة تؤكد: الضغط العسكري بغزة يقتل أبناءنا!
  • وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة