عبد المعطي أحمد يكتب: غائبون احتفلوا معنا بشهر رمضان!
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
أصوات كثيرة ارتبط سماعها بشهر رمضان من كل عام من خلال الإذاعة والتليفزيون والقنوات الفضائية التى تحظى بشغل مساحات من أوقاتها بأصواتهم المميزة، ورغم أن أصحاب تلك الأصوات غائبون عنا، إلا أنهم الغائبون الحاضرون بأعمالهم المميزة التى جعلتهم من نجوم رمضان منهم:
1- قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، الذى وصف بأن دموع قلبه كانت تجرى فى نبرات صوته، حتى أن الفنان نجيب الريحانى كان يستمع إليه، حتى يبكى بين الجموع التى كانت تجتمع لسماعه بمسجد الأمير فاضل باشا بدرب الجماميز، وكان إذا أطال الشيخ اتصل نجيب بالمسرح يطلب تأجيل رفع الستار، وهو أول من رتل القرآن بالإذاعة، وأصيب بمرض"الزغطة" خلال عام 1942 ليتوقف عن التلاوة حتى وفاته عام 1950
2- الشيخ النقشبندى الذى بدأ القرآن كمحترف فى سن العشرين، وأول أجر تقاضاه جنيه واحد فى أول زيارة له إلى القاهرة عام 1948، وذكر إسمه ضمن 11صوتا نادرا فى العالم فى كتاب عن وصف الأصوات، وأطلق عليه صاروخ الإنشاد الدينى، ومن أشهر أعماله التواشيح والابتهالات، ومنها"سبحانك ربى"، و"مولاى"، وجدير بالذكر أن كلمة" نقشبندى" هى إسم لإحدى الطرق الصوفية، وتعنى بالفارسية نقش القلوب.
3- الفنان محمد عبد المطلب صاحب أغنية" رمضان جانا" التى قدمها لأول مرة فى الثلاثينيات تم طبعها على اسطوانات، ورغم أنه قدم خلال مشواره الفنى 1000أغنية، فلم ترتبط بالشهر الكريم سوى أغنية"رمضان جانا".
4- الفنان سيد مكاوى الذى اشتهر بتقديم شخصية المسحراتى من أشعار الراحل فؤاد حداد لعدة سنوات بالإذاعة والتليفزيون، وكان من أشهر أعماله الرمضانية التى ينقل من خلالها الصورة الشعبية للحارة المصرى.
5- الفنان أحمد عبد القادر مطرب أغنية "وحوى ياوحوى" الذى توفى عام 1984، وكان أيضا عازفا للقانون، وقدم ألف أغنية للإذاعة، وارتبط إسمه فى مطلع حياته الفنية بأدوار أغنيات الحج. غنى "وحو ياوحوى" لأول مرة عام 1937، وكان عمره 11عاما، وذلك فى افتتاح معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية بوصفه أصغر الخريجين.
• رمضان شهر العمل والاجتهاد، وليس شهر التراخى والكسل كما يحدث الآن للأسف، ومصر الآن فى حاجة إلى عقول وسواعد أبنائها الأبرار للعمل بجد واجتهاد، وبكل مايملكون من طاقة وإرادة، حتى نجتاز الصعاب ونتغلب على المحن، فلنجعل من هذا الشهر الفضيل بداية حقيقية قوية للطريق الصحيح، ويثبت كل منا ذاته فى مجال عمله.
• الكم الهائل من الألعاب النارية الخطرة التى تمثل تهديدا شديدا للأرواح، بالإضافة إلى الإزعاج والترويع، يؤكد غياب الرقابة والاستهتار بحياة وراحة المواطنين، ولابد من حملات مكثفة وعقوبات مشددة لبائعيها ومستخدميها.
• انتشرت على الفضائيات حالات استضافة الفقراء والمحتاجين والمرضى لجمع التبرعات لهم فى مشاهد تدمى القلوب خاصة فى رمضان، وتمس كرامة أصحابها. يجب أن تكون هناك طريقة لمساعدتهم دون إظهارهم.
• الحب هو حضن خديجة ارسول الله الذى طمأنه، حينما جاءها خائفا من الوحى.
• سورة يوسف هى السورة الوحيدة فى القرآن التى تحكى قصة نبى كاملة، وربنا قال عنها:"أحسن القصص"، والقصة تبدأ بحلم وتنتهى بتفسير الحلم، وهدفها فى النهاية جاء فى آية"إنه من يتق ويصبر، فإن الله لايضيع أجر المحسنين".
• هل تعلم أن أول من جاهد فى سبيل الله هو إدريس عليه السلام.
• يقول الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه:
لاتحزن على خل تفارقه
إذا لم يكن طبع الوفاء فيه
فمنهم كتاج الرأس تلبسه
ومنهم كقديم النعل ترميه
• يقول الإمام الشافعى رحمه الله:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا.
• صوموا عن النفاق والحقد والغل والشر والأذى وكسر الخاطر، قبل أن تصوموا عن الطعام.
• أنا من دراويش رمضان انتظره بفرح، وأودعه بحزن، وبينهما أعيش بهجته قدر ما أستطيع. رمضان كريم بعودة الأيام.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
النائب علاء عابد يكتب: قانون اللجوء.. القول الفصل
حسب بيان للحكومة، فإن التقديرات الأولية تشير إلى وجود 9 ملايين مقيم ولاجئ فى مصر من نحو 133 دولة يمثلون 8.7% من حجم السكان البالغ عددهم نحو 106 ملايين نسمة.
وتُقدّر المنظمة الدولية للهجرة فى تقرير صدر أغسطس 2022، أعداد المهاجرين الذين يعيشون فى مصر بـ9 ملايين شخص من 133 دولة.
فى المقابل، تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى تقرير صدر عنها يناير الماضى، إن مصر تستضيف نحو 840 ألف لاجئ وطالب لجوء من 62 دولة فى عام 2023 بزيادة 64 بالمائة عن عام 2022.
استضافة 9 ملايين لاجئ ومقيم تمثل ضغطاً كبيراً على البنية التحتية للبلاد وحصولهم على الامتيازات نفسها التى يحصل عليها المواطن المصرى، سواء بتوفير المياه أو الكهرباء بسعر مدعم، أو حتى الاستفادة من أسعار العيش والمحروقات المدعومة، وكذلك خدمات التعليم والرعاية الصحية والإسكان، ومن هنا فإن تحديد التكلفة المالية المرتبطة بتلك الخدمات، خطوة مهمة لتحسين توجيه الموارد وتحقيق التوازن المطلوب فى تلبية احتياجات اللاجئين والشعب المصرى.
وقد ازدادت أعباء الحكومة المالية فى توفير الخدمات الأساسية للأجانب على أراضيها، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التى تمرّ بها البلاد، فى ظل ارتفاع معدلات التضخّم، وتراجع إيراد قناة السويس والسياحة، بسبب تداعيات حرب غزة.
ومن هنا يجب العمل فوراً على تقييم كامل لحجم ما تتكفّل به البلاد، لزيادة الدعم المقدّم من المانحين الأوروبيين والدول المستقبلة للهجرة، وهو ما تؤيده مسئولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى القاهرة كريستين بشاى، بضرورة زيادة الدعم الدولى المقدّم، وأن المفوضية تقدّم دعماً محدوداً للحكومة المصرية، فى ضوء الإمكانات التى تمتلكها، وفى ضوء ضعف التمويل المتاح لها.
فى الوقت ذاته الذى نجد فيه الاتحاد الأوروبى يقدّم مساعدات تفوق الـ20 مليار يورو لتركيا مقابل استقبالها عدداً لا يتجاوز 3 ملايين من اللاجئين، طبقاً للمعاهدة الموقّعة بين أنقرة وبروكسل فى 2016 بشأن المهاجرين، مع منعهم من دخول المدينة، وأغلبهم فى مخيمات على الحدود، مصر تحتضن الجميع ليس من اليوم، ولكن منذ أكثر من 100 عام، فحينما نُقلّب صفحات التاريخ، نجد لجوء الروس وهجرتهم إلى الخارج كسبب من أسباب قيام الثورة البلشفية عام 1917 فى روسيا القيصرية، التى أسفرت عن سقوط ضحايا، فضلاً عن نزوح جماعى من الإمبراطورية الروسية إلى الكثير من الدول الأخرى، منها مصر، حيث بلغ عددهم فى مصر قرابة 5 آلاف لاجئ روسى، وحدّده المستشرق الروسى فلاديمير بيلياكوف بنحو 4350 مهاجراً بحلول عام 1920.
ولمصر نهج متفرد فى التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة جداً من اللاجئين، فلم تحتجزهم فى مخيمات كما فعلت كل الدول المستضيفة للاجئين، بل سمحت لهم بالعيش بحرية فى المجتمع المصرى، ووفّرت لهم جميع الخدمات على قدم المساواة مع المصريين.
وتكبّدت مصر تكاليف اقتصادية ضخمة نتيجة استضافة هذا العدد الضخم من اللاجئين، وبالاعتماد على تقرير صادر من منظمة التعاون والتنمية Migration Policy Debates، فوفقاً لقاعدة البيانات تكلفت ألمانيا 17.3 مليار دولار لاستضافة نحو 900 ألف لاجئ، مما يعنى أن اللاجئ يكلّف ألمانيا نحو 19.2 ألف دولار سنوياً، وتكلفة اللاجئ فى الولايات المتحدة الأمريكية نحو 22.3 ألف دولار سنوياً، وترتفع فى السويد إلى نحو 24 ألف دولار سنوياً، وفى فرنسا صرّحت وزارة الداخلية أن تكاليف استضافة 100 ألف لاجئ تقدّر بنحو 500 مليون يورو، مما يعنى أن تكلفة استضافة مليون لاجئ تقدّر بنحو 5 مليارات يورو فى العام.
ولأن هذه الدول تصنّف كدول متقدّمة، وبالتالى مستوى المعيشة فيها مرتفع عن الدول النامية التى تنتمى إليها مصر، ولذلك يتم الاستعانة بمؤشر بيج ماك، وهو الساندوتش الأشهر عالمياً الذى يُباع فى متاجر ماكدونالدز، ويعكس سعره الفروقات بين مستويات المعيشة وتكلفة إنتاجه بكل دولة، ومتوسط سعر الساندوتش فى الدول المذكورة فى عينة الدراسة هو 5.19 دولار أمريكى، بينما يبلغ السعر فى مصر نحو 2.43 دولار أمريكى، وبذلك تبلغ تكلفة اللاجئ فى مصر 12.3 ألف دولار، ووفقاً للبيانات المصرية ومستويات المعيشة، فإن مصر تتحمّل سنوياً ما يقرب من 147 مليار دولار أمريكى، وهو ما يمثل 35.6% من الناتج القومى الإجمالى لمصر البالغ 420 مليار دولار.
من خلال مقارنة نصيب كل من الدول مرتفعة الدخل بالدول منخفضة ومتوسطة الدخل من حيث استيعاب اللاجئين، يظهر لنا وجود فجوة كبيرة بين الفريقين، حيث تحتضن الدول مرتفعة الدخل 10 ملايين لاجئ فقط، بينما تستوعب الدول منخفضة ومتوسطة الدخل 27 مليون لاجئ، مما يشكل عبئاً اقتصادياً عليها.
وأخيراً.. يجب أن ننظر إلى قضية اللاجئين من خلال ما تقدّمه من إيجابيات للدول المضيفة، وما تفرضه من أعباء على الموازنة العامة للدولة وتضييق على المواطنين فى خدماتهم ومعيشتهم، وهنا يجب أن يكون لنا وقفة.
وليس من العيب أن نوضح هذه الحقائق التى تشير إلى أن مصر كدولة تحمّلت الكثير من الضغوط الاقتصادية الفترات الماضية من أجل شعبها العظيم.
ولكن يبقى السؤال: أين دور المجتمع الدولى، خاصة الاتحاد الأوروبى من دعم اللاجئين فى مصر، وتقديم يد العون التى يحتاجها اللاجئون، ولتخفيف تلك الأعباء الاقتصادية عليهم.
مصر تتّسع للجميع، ولكن بشرط تطبيق المعايير العالمية للاجئين وتطبيق القانون وتكاتف جميع المنظمات والدول الأوروبية مع مصر.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب