عواصم " وكالات": أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الأربعاء أن على أعضاء الناتو ضمان إمدادات أسلحة بعيدة الأمد لأوكرانيا، مشيرا الى انه اقترح إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو على مدى خمس سنوات للمساعدة في تسليح أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وقال ستولتنبرغ "لدى أوكرانيا حاجات طارئة.

أي تأخير في تقديم الدعم ستكون له تبعات في ساحة المعركة لذلك يجب تغيير ديناميكيات دعمنا".

وأضاف "يتعين علينا ضمان مساعدة أمنية موثوقة ويمكن الاعتماد عليها لأوكرانيا على المدى البعيد كي نتمكن من الاعتماد بدرجة أقل على المساهمات الطوعية وبدرجة أكبر على التزامات الناتو، وبنسبة أقل على العروض القصيرة الأمد وبنسبة أكبر على تعهدات متعددة السنوات".

وقال ستولتنبرغ "على موسكو أن تفهم أنهم لا يستطيعون تحقيق أهدافهم في ساحة المعركة ولا يمكنهم انتظارنا إلى الأبد"، من دون أن يذكر تفاصيل حول اقتراحه.

الى ذلك اكد دبلوماسيين كثر حذروا من أنه لا تزال هناك أسئلة رئيسية بشأن طريقة عمل أي تمويل، ومن المرجح أن تتغير الخطة بشكل ملحوظ بحلول القمة في واشنطن.

ويتضمّن اقتراح ستولتنبرغ أيضا إشراف الناتو بشكل أكبر على تنسيق إمدادات الأسلحة إلى كييف من مجموعة تقودها الولايات المتحدة تساعد حاليا في الإشراف على الدعم.

واعتبر ستولتنبرغ أن ذلك قد يساعد في الفصل بين إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وأي تغييرات سياسية في دول الناتو، فيما يسعى دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر.

ومن شأن تلك الخطوة أن تمثل تحولا كبيرا للتحالف العسكري الغربي الرافض حتى الآن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا خشية أن يؤدي ذلك إلى جر الناتو إلى نزاع مع روسيا.

ويأتي المقترح في وقت تواجه القوات الأوكرانية صعوبة في التصدي لروسيا التي تتفوق عليها من ناحية التسليح، أمام تضاؤل الإمدادات من داعمي كييف الغربيين.

ولا تزال حزمة تمويل أميركية بقيمة 60 مليار دولار عالقة في الكونجرس لكن برزت آمال في المصادقة عليها في الاسابيع المقبلة.

في هذه الاثناء، ذكر مسؤولون من الدول الحليفة مطلعون على آخر التطورات على خط المواجهة أن أوكرانيا وحلفاءها يخسرون سباق تأمين الذخيرة التي تحتاجها كييف لصد الهجمات الروسية.

وقال المسؤولون إن تدفق المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا تراجع بشكل كبير، وإن بعض الأسلحة الأوكرانية لا تطلق سوى جولة واحدة من الذخيرة يوميا من أجل الحفاظ على مخزوناتها المتناقصة، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.

وأضاف المسؤولون أن هذا جعل الحلفاء يسارعون لمحاولة الحفاظ على تدفق إمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا.

ولكن مع بطء انطلاق هذه المبادرات، فمن غير الواضح ما إذا كانت ستحقق نتائج كافية على المدى القصير للحفاظ على استقرار خط المواجهة في أوكرانيا.

وقالت رئيسة وزراء إستونيا، كايا كالاس، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالة بلومبرج للأنباء، "ليس لدينا وقت لنضيعه".

وأضافت كالاس "إن الالتزامات طويلة الأجل مهمة، ولكن من حقائق الحرب أيضا أن الجانب الذي لديه أكبر قدر من الذخيرة هو الذي سينتصر".

ويشعر حلفاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقلق متزايد من أن الهجوم الذي سيشنه الروس في الصيف يمكن أن يخترق الدفاعات الأوكرانية، بحسب المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

تعزيز القدرات العسكرية في أوروبا

وفي سياق آخر، دعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا بشدة إلى تعزيز القدرات العسكرية في أوروبا.

وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيراها الفرنسي ستيفان سيجورني والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في مقال على موقع "بوليتيكو" الإخباري اليوم الأربعاء: "علينا أن نستخدم كامل الإمكانات الصناعية لقارتنا لتحسين قدراتنا العسكرية"، موضحين أن عملية التسلح الدائمة هذه تحتاج إلى إبرام عقود ملزمة طويلة الأجل بجداول زمنية واضحة، و"مستوى معين من الطموحات"، والتزامات مالية ثابتة، وضمانات شراء من الحكومات الأوروبية، مشيرين إلى أن إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع يمكن أن يكون "مجرد نقطة بداية".

وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي العسكري (الناتو) اليوم الخميس، كتب وزراء الخارجية الثلاثة: "لقد تحملت الولايات المتحدة لفترة طويلة العبء أكثر من بقية تحالفنا. لكن الدفاع الجماعي هو جهدنا المشترك"، مشيرين إلى أنه لابد من هذا المنطلق من تعزيز الدفاع الأوروبي وبالتالي المساهمة في الأمن عبر الأطلسي.

وفي عام الانتخابات الأمريكية تشعر العديد من الدول الأعضاء في الناتو بالقلق من أن القوة العسكرية العظمى - الولايات المتحدة - قد تتراجع عن التزاماتها في التحالف حال فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وفيما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحربه في أوكرانيا، أكد وزراء الخارجية الثلاثة مجددا ضرورة استمرار ظهور الناتو في موقف واضح. وكتب الوزراء: "حتى تتمكن أوروبا من العيش في سلام، يجب وقف الإمبريالية الروسية"، مضيفين أن المواقف الضبابية والتنازلات لبوتين بمثابة تصرفات "ساذجة" لا ينظر إليها رئيس الكرملين إلا على أنها دعوة للسلوك العدواني واستخدام القوة العسكرية.

ازديادا في عدد المتطوّعين في الجيش الروسي

من جهة ثانية، أعلن الجيش الروسي اليوم الأربعاء ازديادا في عدد الأشخاص الذين يتطوّعون للقتال في أوكرانيا منذ الهجوم الإرهابي الدامي على صالة للحفلات الموسيقية في موسكو الشهر الماضي.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي أودى بأكثر من 140 شخصا وكان الأسوأ من نوعه في روسيا منذ سنوات.

لكن الرئيس فلاديمير بوتين واصل مذاك القول، من دون تقديم أدلة، إن أوكرانيا متورطة في التخطيط للهجوم.

وقالت وزارة الدفاع الأربعاء "على مدى الأسبوع ونصف الأخير، سجّلت نقاط التجنيد زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الراغبين بتوقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة".

تطلق موسكو على هجومها الشامل على أوكرانيا "عملية عسكرية خاصة".

وذكرت الوزارة بأن أكثر من 100 ألف شخص تطوّعوا للقتال حتى الآن في 2024، بينهم 16 ألفا في الأيام العشرة التي تلت الهجوم.

وقالت في بيان على تلغرام إن "معظم المرشحين أشاروا إلى أن الدافع الأساسي للتوقيع على العقد كان الرغبة في الانتقام لضحايا المأساة التي وقعت في 22 مارس".

وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين بأن الزيادة في عمليات التجنيد هي "دليل إضافي" على دعم المجتمع الروسي لبوتين والعملية العسكرية.

نفت كييف أي علاقة لها بالهجوم وقال مسؤولون أميركيون لوسائل إعلام إن واشنطن حذّرت روسيا من تهديد محتمل لضواحي موسكو.

لكن بوتين ومسؤولين روس واصلوا ربط الهجوم بأوكرانيا وداعميها الغربيين.

وكان الهجوم على "كروكوس سيتي هول" الأكثر دموية على الإطلاق الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية على التراب الأوروبي.

اقتحم مسلحون الموقع حيث أطلقوا النار على الحاضرين قبل إضرام النيران في المبنى.

وأفاد بوتين العام الماضي بأن لدى روسيا أكثر من 600 ألف جندي يقاتلون في أوكرانيا. كما أمر بزيادة العدد الإجمالي للجنود إلى 1,32 مليون مقارنة عن العدد السابق البالغ 1,15 مليون.

وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو العام الماضي بأنه يخطط لزيادة عدد الجنود المتعاقدين الذين يتطوعون إلى 745 ألفا هذا العام.

تتفوّق القوات الروسية بشكل كبير في ميدان المعركة بينما تحاول كييف جاهدة مجاراة حملة التجنيد الروسية المكثّفة.

يعرض الجيش رواتب عالية نسبيا واتُّهم باستهداف المناطق الروسية الأفقر والجمهوريات العرقية في البلاد في حملاته للتجنيد.

وفي سياق منفصل، نقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن المسؤول الأمني الكبير نيكولاي باتروشيف قوله اليوم الأربعاء إن "أجهزة خاصة أوكرانية" تقف وراء إطلاق النار الذي وقع الشهر الماضي أثناء حفل موسيقي قرب موسكو، مضيفا أن أوكرانيا تخضع لسيطرة الولايات المتحدة.

ولم يقدم باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي، أي دليل على ما قيل في أحدث تصريح يصدر من موسكو بشأن تورط أوكرانيا.

ونفت أوكرانيا أن يكون لها أي علاقة بالهجوم الذي أودى بحياة 144 شخصا على الأقل وقالت الولايات المتحدة إن عناصر بتنظيم داعش المتشدد هم وحدهم من ارتكبوا الهجوم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الیوم الأربعاء إلى أوکرانیا فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

فاينانشيال تايمز: الأوروبيون يتجهون لمصادرة أصول روسية بقيمة 200 مليار يورو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن أكبر القوى الأوروبية تدعم الجهود الرامية إلى مصادرة أكثر من 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة، في حين تضع خططا لاتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير، أن فرنسا وألمانيا، اللتان عارضتا منذ فترة طويلة مصادرة الأصول المُحتفظ بها في الاتحاد الأوروبي، تبحثان مع المملكة المتحدة ودول أخرى السبل التي يمكن من خلالها استغلال تلك الأصول للضغط على موسكو حال الاستمرار في عملياتها في كييف.
وقال ثلاثة أشخاص مطلعون على المحادثات (في لقاء اجروه مع الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم) إن المسئولين الفرنسيين ناقشوا اقتراحًا للعواصم الأوروبية بمصادرة الأصول إذا انتهكت موسكو اتفاق وقف إطلاق النار في المستقبل في أوكرانيا، كجزء من الجهود الرامية إلى توفير ضمانات أمنية لكييف بعد الصراع.
ويرى أنصار ربط وقف إطلاق النار بالإفراخ أو مصادرة الأصول الروسية بأنه الوسيلة الوحيدة لإلزام موسكو بأي اتفاق وتزويد كييف بضمانة. وبحسب الصحيفة، تأتي هذه المحادثات وسط موجة من الجهود الدبلوماسية الأوروبية، بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة، لوضع خطة سلام لأوكرانيا بالتوافق مع اقتراحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فتح نافذة للتفاوض مع موسكو لإنهاء الحرب.
من جانبهم، جمّد حلفاء مجموعة السبع حوالي 300 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي في عام 2022 بعد بدء العمليات العسكرية الشاملة في أوكرانيا، والتي توجد الغالبية العظمى منها وذلك بحوالي 190 مليار يورو في مصرف "يوروكلير" المركزي للأوراق المالية في بلجيكا، مع وجود مبالغ أصغر في فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا والولايات المتحدة.
وحاليًا، يتم استخدام الدخل الناتج عن هذه الأصول ومعظمها نقدًا وسندات حكومية لسداد دول مجموعة السبع لقروض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، لكن الأصول الأساسية لا يتم المساس بها.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى حقيقة أن دولًا بما في ذلك أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق دفعت منذ فترة طويلة من أجل الاستيلاء على الأصول الأساسية، لكن العواصم الرئيسية، بما في ذلك برلين وباريس وبروكسل، رفضت في السابق بسبب المخاوف من أن الاستيلاء على الممتلكات الحكومية من شأنه أن يشكل سابقة بموجب القانون الدولي.
كما أبدى البنك المركزي الأوروبي قلقه من تعرض وضع اليورو كخيار آمن للاحتياطيات الأجنبية للخطر حيث أن معظم الأصول تقوم باليورو. بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال محادثاته مع ترامب الأسبوع الماضي، إن الاستيلاء على الأصول على الفور لن يكون "احترامًا للقانون الدولي" ولكن الأموال يمكن أن تكون "جزءًا من المفاوضات في نهاية الحرب".
وأشار المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرز إلى أنه سيفكر في دعم اقتراح يتضمن الاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة، وفقًا لما ذكره شخص مطلع على الأمر تحدث إلى الصحيفة بشرط عدم ذكر اسمه، وكشف أن ميرز تحدث مع المستشار المؤقت أولاف شولتز لتنسيق المواقف قبل بدء القمة المرتقبة لزعماء الاتحاد الأوروبي بعد غد الخميس، بينما رفض متحدث باسم شولتز التعليق.
وقال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر أمس الاثنين إن لندن تبحث في كيفية استغلال الأصول. وقال ستارمر للنواب، بعد توقيع اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نهاية الأسبوع لإقراض المملكة المتحدة 2.26 مليار جنيه إسترليني لأوكرانيا بدعم من أرباح الأصول السيادية الروسية الخاضعة للعقوبات:" من الواضح أن العائدات والأرباح تُستخدم". وأضاف ستارمر:" فيما يتعلق بالأصول الأساسية نفسها، إنها قضية معقدة للغاية وغير واضحة". "لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والمزيد من العمل للنظر في الاحتمالات على الأقل، جنبًا إلى جنب مع دول أخرى". 

مقالات مشابهة

  • اتحاد السياحة الألماني: مصر في مقدمة الوجهات وحققنا 83 مليار يورو العام الماضي
  • الدفاع الروسية تعلن القضاء على 270 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 93 طائرة مسيرة
  • المفوضية الأوروبية تقترح إنشاء صندوق بـ 800 مليار يورو للاستثمارات في مجال الدفاع
  • تفاصيل المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية
  • رئيسة المفوضية الأوروبية تطرح خطة لجمع 800 مليار يورو
  • فاينانشيال تايمز: الأوروبيون يتجهون لمصادرة أصول روسية بقيمة 200 مليار يورو
  • المفوضية الأوروبية تدعو دول الاتحاد لإنفاق 650 مليار يورو في مجال الدفاع
  • وزير التموين: تمويل ميسر بـ90 مليون يورو من بنك الاستثمار الأوروبي لتعزيز الأمن الغذائي
  • حلف الناتو: علينا الاستعداد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • إيلون ماسك يدعم مبادرة انسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة والناتو