الممثل التونسي مهذب الرميلي: الفن سلاح حضاري والتزام الفنان بقضايا الأمة له كلفته الباهظة
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
استضاف برنامج "مغارب" على منصة أثير الجزيرة الممثل التونسي مهذب الرميلي في حلقة جديدة تطرق فيها إلى تفاصيل مسيرته الفنية انطلاقا من البدايات مرورا بمرحلة الدراسة الأكاديمية في المعهد العالي للفن المسرحي في تونس ووصولا إلى ما حققه من نجاحات مكنته من الإشعاع المغاربي.
وأجاب ضيف "مغارب" على أسئلة مهمة على غرار أهمية الفن وأدوات الصناعة الدرامية والسينمائية في العالم العربي بالإضافة إلى ماهية الفنان ودوره والتحديات التي يواجهها.
ويرى الرميلي أن الفن موهبة تتطور بالبحث والممارسة، وأن الانتساب للمسرح يستوجب الحد الأدنى من الإدراك المعرفي والإلمام بحيثيات مختلف مجالات الفن، حتى يكون الفنان قادرا على التأثير الإيجابي في واقع المجتمع.
وتساءل الممثل التونسي عن مدى فاعلية وضرورة المسرح وغيره من الأشكال الفنية في مجتمعاتنا اليوم، مؤكدا أن الفن "إما أن يكون سلاحا حضاريا أو أن يكون حالة مرضية".
وحول أهمية البحث العلمي في المجال المسرحي يؤكد مهذب الرميلي ضرورة توظيف البحث العلمي من أجل نقد السائد و كسر قداسة النظريات المكتسبة من الغرب وخلق جسم فني يرى فيه المواطن العربي ذاته دون تشويه، معتبرا "وجود هوة بين جمالية الإبداع وجمالية التلقي عند المتقبل".
الفن المغاربي وتحدي الإبداعورد ضيف مغارب تفوق الدراما المصرية والسورية على الدراما المنتجة في بلدان المغرب العربي إلى الإرادة السياسية والتباين في أهمية الفن ضمن أولويات الحكام.
وينحصر الإنتاج الدرامي في المغرب العربي، في شهر رمضان، مما جعل الرهان فيه على معدة المتقبل لا فكره بحسب الرميلي، موضحا أن المستثمرين وأصحاب المصانع يتحكًمون في الإنتاج الدرامي المغاربي بسبب ارتباطه بالإشهار أساسا.
وربط مهذب الرميلي نجاح الدراما المغاربية بضرورة خروج العملية الإنتاجية من الارتباط بموسم شهر رمضان ومراهنة الدولة على الفن باعتباره عنصرا من عناصر التنمية.
الفن في سبيل القضية الفلسطينيةوتناولت حلقة مغارب دور الفن في الانتصار للقضية الفلسطينية، حيث قال الرميلي "إن كل القصائد الشعرية والأعمال الفنية العربية لا تعادل نظرة واحدة من عين طفل فلسطيني" مضيفا أن الفنان العربي لا يقاوم العدو الصهيوني بل يقاوم الموت والضعف الساكن فيه.
ويرجح الرميلي أن إسرائيل فتحت لبعض الفنانين والشعراء العرب نافذة التعبير بالفن والشعر للترويح على النفس وامتصاص غضب الشعوب
وفي هذا الصدد قال الممثل التونسي إن "حمل حجر وإلقاءه في وجه العدو أشرف وأهم بكثير من كتابة 70 مسرحية" مضيفا أن لا معنى للحوار بالفن مع كيان همجي يفتقد أدنى مفاهيم الإنسانية، وتجرَّأ على المتفق الجمعي البشري.
الرميلي وجدل يهود تونسوحول الجدل الذي رافق تصريحات له سابقة كان قد دعا فيها إلى منع اليهود الإسرائيليين من الحج إلى معبد الغريبة في جزيرة جربة التونسية وسحب الجنسية العربية من اليهود العرب الحاملين لجوازات سفر إسرائيلية أوضح مهذب الرميلي أن المقصودين بتصريحاته هم الإسرائيليون وليسوا المنتسبين للديانة اليهودية بصفة عامة.
و بخصوص عرب 48 أكد الرميلي أنهم ليسوا معنيين بفكرة التهجير بالتهجير حاثا اليهود العرب إلى التعبير عن موقفهم مما يحدث في غزة بوضوح على غرار اليهود في بعض البلدان الغربية.
مواقف لها كلفتها الباهظةوردا على سؤال "الكلفة الفنية" لالتزام الفنان بقضايا شعبه وأمته شدَّد الرميلي على أن مثل هذه المواقف تسبب بعض التضييقات ومحاولات الاستبعاد من الساحة الفنية خاصة في مجال السينما المرتبط بتمويلات خارجية مشبوهة غالبا ما تكون ذات علاقة بالصهيونية.
وأضاف الرميلي أن بعض المؤثرين في الإنتاج الفني لا يقبلون وجود ممثل يعبر عن آرائه بصراحة في الشأن العام.
ويذكر أن الفنان التونسي مهذب الرميلي الحاصل على جوائز "أحسن ممثل درامي" في السنوات الأخيرة يغيب عن الأعمال الدرامية الرمضانية منذ سنة 2022.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات أن الفن
إقرأ أيضاً:
"قضايا الفن التشكيلي المصري" مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، استضافت قاعة المؤسسات، اليوم السبت، المائدة المستديرة السادسة تحت عنوان “إشكاليات الفن التشكيلي المصري”. حضر الجلسة نخبة من الفنانين المصريين لمناقشة قضايا الفن التشكيلي وعلاقته بالمجتمع.
افتتح الناقد الفني الدكتور خالد البغدادي الجلسة بكلمة ترحيبية، توجه فيها بالشكر للجنة المنظمة للمعرض، مشيدًا بمكانة معرض القاهرة الدولي للكتاب كثاني أهم معرض دولي بعد معرض فرانكفورت، وبالإقبال الجماهيري الكبير الذي يشهده من مختلف دول العالم.
وأكد البغدادي على الدور الريادي لمصر في الفنون التشكيلية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك مؤسسات فنية رسمية منذ 190 عامًا، في حين أن 99% من الدول العربية تفتقر إلى كليات متخصصة في الفنون، أو تمتلك كليات تقتصر على تخصصات دون غيرها. وأضاف أن مصر تمتلك منظومة متكاملة تضم كليات الفنون الجميلة، وكليات التربية الفنية، وغيرها من المؤسسات التي تساهم في تعليم وإنتاج الفن.
تناولت الجلسة عدة تساؤلات جوهرية حول دور الفنان التشكيلي في المجتمع المصري، ومدى تأثيره، وما إذا كانت هناك قضايا تشغل الفنانين المصريين. وأكد البغدادي أن جوهر الإشكالية المطروحة هو: كيف يمكن للفن أن يُحدث تغييرًا حقيقيًا في المجتمع؟، مشيرًا إلى أن “الفن وحده قادر على إنقاذ العالم”.
وخلال الجلسة، استعرض البغدادي مجموعة من الأعمال التشكيلية لكبار الفنانين، تضمنت: تمثال الفلاحة المصرية وتمثال الفلاح المصري للفنان محمود مختار، مؤسس الحركة التشكيلية المعاصرة، ولوحة بناء السد العالي للفنان عبد الهادي الجزار، وهي لوحة مفقودة منذ أواخر الستينيات، وفن الأرض عن أرواح شهداء الانتفاضة الفلسطينية للفنان أحمد نوار، الذي جسد الشهداء في أعمال فنية تعبر عن تضحياتهم.
وكذلك تناول عمل “السلام” للفنان أحمد نوار، الذي استخدم بقايا المدافع والأسلحة لصنع أعمال فنية تعكس إمكانية تحويل العنف إلى إبداع.
تحدث الفنان أحمد الجنايني عن التحديات التي تواجه الفن التشكيلي المصري، موضحًا أنه لو كانت الحركة التشكيلية بخير، لما كانت هناك إشكالية من الأساس. وأكد أن المشكلة تكمن في غياب لغة بصرية يتحدث بها المجتمع، مما يجعل الصلة بين الفنان والمجتمع شبه منقطعة.
وأشار الجنايني إلى أن الاقتصاد الأمريكي يعتمد بشكل أساسي على الصناعات الثقافية، التي تأتي في المرتبة الأولى قبل أي قطاع آخر، مشددًا على أهمية إعادة دمج الفن في الحياة اليومية، لأن ابتعاد المجتمع عن اللغة البصرية أدى إلى فقدان قيمتها، مما جعل الفنان يعيش في عزلة عن محيطه.
كما لفت إلى أن الفنون بمختلف أشكالها مترابطة، فلا يمكن لفنان تشكيلي أن ينتج أعمالًا متميزة دون ارتباطه بالمسرح والشعر والفنون الأخرى، مؤكدًا أن غياب المشروع الثقافي المتكامل هو التحدي الحقيقي الذي يواجه المجتمع والفن معًا.
وشارك الفنان مصطفى غنيم تجربته الشخصية، مؤكدًا على تأثير الفن في حياته، حيث انتقل من كونه طيارًا مدنيًا إلى دراسة الفنون الجميلة، وأسس مؤسسة للفنون الجميلة بالشرقية، بالإضافة إلى مركز للموهوبين تابع لوزارة التربية والتعليم في الزقازيق ومنيا القمح. وقامت المؤسسة بتنظيم ورش عمل فنية في شوارع الزقازيق، بمشاركة فنانين من القاهرة، في خطوة لتعزيز التواصل بين الفن والمجتمع.