قدم الجنرال الإسرائيلي، والخبير العسكري، إسحاق بريك نظرة متشائمة لمستقبل "إسرائيل" في ظل إخفاقات الجيش الإسرائيلي، ورئيس الحكومة، في إدارة المعركة والحرب على غزة، مشيرا إلى بنيامين نتنياهو وقادة الجيش يفعلون كل شئ من أجل بقائهم في السلطة.

وتحت عنوان "نتنياهو والجيش يقوداننا إلى الهاوية"، كتب بريك بريك لصحيفة "هآرتس"، قائلا، إن "إسرائيل" تقف الآن على مفترق طرق حاسم، نتيجة إخفاق الجيش والحكومة في إدارة المرحلة الدقيقة، والمفصلية في حياة الإسرائيليين ومستقبلهم.

 

ومحذرا من بقاء الطبقة السياسية الحالية في المشهد قال بريك، "إذا لم يقم الشعب الإسرائيلي بإجراء تغيير لاستبدال المستوى السياسي والأمني الفاسديْن، فإننا ببساطة لن نبقى على قيد الحياة هنا".

واستبعد الخبير العسكري إمكانية القضاء المطلق على حماس قائلا: "هذا الشعار الفارغ الذي بناء عليه يقود المستوى السياسي والأمني الحرب، سيؤدي إلى فقدان المخطوفين والإنجازات العسكرية في قطاع غزة واقتصاد إسرائيل والدول الصديقة لنا في العالم والأمن الاستراتيجي للدولة". 

وذكر بريك أن"التهديد النووي الإيراني لإسرائيل، الذي كان الشعار الأمني في كل فترة حكم نتنياهو، اختفى، وبدلا منه جاء تدمير حماس بشكل مطلق، وهذا شعار لا أساس له لأنه يكرره كل يوم وتحول لديه إلى الموضوع الأمني الوحيد الذي ينشغل به".


وقال: "في نهاية المطاف حتى لو بقيت حماس قائمة وسليمة ودون أن يلحقها أي ضرر؛ فإن تهديدها لإسرائيل لا يقارن مقابل التهديد الوجودي النووي والتقليدي لإيران ووكلائها، والنتيجة بسيطة وصادمة، فنتنياهو يختار التهديدات حسب مصالحه الشخصية، وهو مستعد أيضا للقضاء على هذه التهديدات الاستراتيجية الكبيرة، وكل ذلك من أجل الحفاظ على حكمه".

ولفت في مقالة إلى نتنياهو يجر المستوى السياسي والأمني خلف رغباته الشخصية، وهم ينشغلون بالبقاء الشخصي بعد الفشل الذريع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وذلك عبر إطالة مدة الحرب ".
لا ثقة بنتنياهو وغالانت ورئيس الأركان.

في مقال آخر بصحيفة معاريف، قال بريك إنه لا ثقة بنتنياهو ووزير الحرب، يوآف غالانت ورئيس الأركان، هرتسي هاليفي، طالما أن القرارات على المستوى السياسي والعسكري مصنوعة من المصالح الضيقة والسياسة والمعتقدات والأيديولوجية والغرور والعجرفة والغطرسة.

ودعا بريك الإسرائيليين إلى أن يكونوا قادرين "على الخروج من المتاهة التي أدخلنا فيها المستوى السياسي والمستوى العسكري ظلماً، وهم يتصرفون بهذه الطريقة بسبب غياب الرؤية الاستراتيجية، وبسبب الهروب من الحقيقة وضرورة استخدام القوات في الحرب بناء على الهلوسة والأوهام، والرغبة الشديدة لدى المستوى السياسي في البقاء سياسيا على قيد الحياة بأي تكلفة".

وأكد أن شعار "التدمير الكامل لحماس" هو وهم بلا هدف، وحتى دخول رفح وتدمير الكتائب الأربع لن يأتي بالنتيجة المرجوة، بل العكس هو الصحيح، وهذا الدمار سيضع "إسرائيل" في مرتبة أدنى من جنوب أفريقيا في السنوات التي كانت فيها سياسة الفصل العنصري، وسيشتد انهيار "إسرائيل" من المقاطعة العالمية، وهو ما أصبح واضحا بالفعل على أرض الواقع.


ماذا بشأن دخول رفح؟
وحذر بريك قائلا: "كلما واصلنا الخوض في صحراء غزة، سنفقد المزيد من الجنود، وسنفقد المختطفين، وأمن مواطني البلاد، وسنفقد اقتصاد إسرائيل، وسنفقد أصدقاءنا في العالم، وسنخسر".

وعن دخول "الجيش" إلى رفح قال بريك إنه لو كان نتنياهو ينوي فعلاً دخول رفح، لكان قد شهدنا منذ أسابيع بناء مدينة الخيام للنازحين، والتي اشترطتها واشنطن، والتي يمكن إقامتها حتى خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن غياب أي إشارة لبدء بناء مدينة الخيام يدل على عدم الرغبة الحقيقية في دخول رفح،وأن كل تصريحاته بهذا الشأن تهدف إلى كسب الوقت السياسي والبقاء في السلطة، وهو غير مهتم بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار حتى لا تنتهي الحرب ولو كان الثمن ثمناً باهظاً جداً من الدماء من خسارة المختطفين وكل ما ذكرته أعلاه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة نتنياهو الحرب الفشل رفح غزة نتنياهو فشل رفح الحرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المستوى السیاسی دخول رفح

إقرأ أيضاً:

أكاديمي إسرائيلي يهاجم حكومة نتنياهو بشدة.. أدخلتنا عصر جمهورية الموز

في الوقت الذي يزعم فيه الاحتلال أنه يقاتل أعداءه على سبع جبهات حربية عسكرية، فإن هناك جبهة ثامنة لا تقل شراسة عن تلك الجبهات، وتتمثل بالجبهة الداخلية، حيث تتمثل استراتيجية الحكومة في "قصفها" من خلال وضع العديد من القضايا الإشكالية على أجندة الجمهور، وبالتالي إرهاقه، وتعزيز الأغراض التي لا يمكن الترويج لها في سياق الشؤون العادية، وبعضها قد تكون مجرد كلام فارغ.
 
البروفيسور يديديا شتيرن، رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI) وأستاذ القانون بجامعة "بار إيلان"، أكد أن "آخر عمليات القصف التي تقوم بها الحكومة على جبهتها الداخلية تمثلت بقرارها حجب الثقة عن المستشارة القانونية، وهذه خطوة دعائية لن تؤدي لنتائج عملية، إذ تقف في طريقها عقبات قانونية لا يمكن التغلب عليها، وفي حالات أخرى، يكون الهدف تغيير الواقع، مثل مشروع قانون تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، الذي يوشك أن يدخل القانون الأساسي، دون أي احتجاج شعبي تقريباً، رغم خطورته الهائلة". 

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "قرارات الحكومة تشعل بكل قوتها الجبهة الداخلية الثامنة: "إسرائيل ضد إسرائيل"، فالحكومة ووزراؤها يدفعون الإسرائيليين إلى حافة خلاف عميق حول القضايا الأكثر محورية في حياتهم، وكأنها "تقطع اللحم الحي أثناء الحرب"، وعشية التعبئة الواسعة النطاق لجيش الاحتياط، وتثير عواقبها قلقاً هائلاً وإحساساً واضحاً بالطوارئ بين غالبية الجمهور، بما في ذلك أنصارها".  


وأشار إلى  أن "كل واحدة من هذه القضايا هي قضية رئيسية بحد ذاتها، في حين أن قضايا أخرى أكثر خطورة لا تستحوذ على اهتمام الحكومة، لاسيما معضلة إعادة المختطفين في مواجهة الحرب المتجددة في غزة، مما يثير أسئلة مهمة ذات طبيعة وجودية، وأخلاقية، وأمنية، صحيح أن اختيار القتال هو قرار الحكومة، لكن الاحتجاج ضده خشية ان يؤثر على عودة المختطفين، لا يجب أن يكون مرتبطا بالاحتجاجات الأخرى ضد تحركات الحكومة الأخرى ذات الطابع الإشكالي". 

وأوضح أنه "كان ينبغي أن تنتهي محاكمة رئيس الوزراء منذ زمن طويل، وقد تم اقتراح أفكار بشأن صفقة إقراره بالذنب، والوساطة الجنائية، وأكثر من ذلك، وعرضت الدوائر القانونية كثيرا من المقترحات لحلّ هذه الإشكالية، لاسيما من قبل أهارون باراك الرئيس الأسبق للمحكمة العليا، المسمى "قائد الدولة العميقة"، وأفيخاي ماندلبليت المستشار القانوني الأسبق للحكومة، الذي قدم لائحة الاتهام ضد نتنياهو". 

 وأضاف أن "الجهات القانونية الحالية في الدولة تتجاهل هذه الصيغ الوسط لحل معضلة محاكمة نتنياهو، وهي في ذلك لا تتخذ القرارات الشجاعة التي ترى الصورة الكبيرة، وبالتالي تتحمل المسؤولية عن مستقبل الدولة، ومقدمة لـ"هدم المعبد على رؤوس الإسرائيليين جميعاً" وفق صيغة علي وعلى أعدائي، وهذا منهج لا ينبغي لنا أن نسير على خطاه، مما يجعل من خطوة إنشاء لجنة تحقيق حكومية في كل أخطاء الحكومة وإخفاقاتها أمرٌ بالغ الأهمية لتعزيز بقاء الدولة". 

ولفت إلى أنه "سيتم الاتفاق مسبقًا على أن يقتصر تفويض اللجنة على التحقيق في العمليات والمؤسسات، وليس بالضرورة العثور على الجناة، الأمر الذي يتمثل بعدم توجيه إصبع الاتهام إلى فرد بعينه، بل التحقيق في إخفاقات البنية التحتية في عمليات التفكير والتشغيل للنظام المسؤول عن أمن الدولة، وأن يكون هدف اللجنة هو تصحيح مسارها، وهنا يُمكن إجراؤه بكفاءة أكبر، دون تحذيرات أو محامين، وبصورة علنية، ودون أن تُصبح نتائجه موضع جدل، وبالتالي يتم تقويضها من قبل صناع القرار في الدولة". 


وأكد أن "العديد من إخفاقات حكومة الاحتلال بحاجة لتوضيح كامل، بمهنية، وسرعة، لأن تقويض النظام السياسي للدولة هو الخطر الأكبر على مستقبلها، وهذا ممكن بعد أن نجحت التحركات الحكومية في خلق حالة من عدم الثقة لدى الكثيرين تجاه الأفراد والمؤسسات المسؤولة عن سيادة القانون، ويجب أن نعترف بصراحة أن قرارات وسلوك أجزاء من النظام القضائي ساهمت أيضًا في هذه النتيجة الكارثية، مع أن جزءً أساسياً منها قد يكون استوحاه بنيامين نتنياهو من أفكار الرئيس دونالد ترامب". 

وحذر من أن "القلق الكبير والفوري أن تحكم المحكمة العليا بأن إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار غير قانونية، لكونها إجراءً غير سليم، ولأن المعايير القانونية المنصوص عليها في القانون الإداري، وتشكل شرطاً لشرعية الإقالة، لم يتم استيفاؤها". 

وختم بالقول إنه "في هذه الحالة سيجادل رئيس الوزراء بأن المحكمة تجاوزت سلطتها، ولا ينبغي الامتثال لحكمها، وفي هذه الحالة قد يُرسّخ رئيس الشاباك نفسه في منصبه، وهنا سيسأل الجميع: من سيقرر، أم ستصبح دولة الاحتلال "جمهورية موز"، وتدخل في مواجهة مباشرة ومصيرية بين مراكز قواتها". 

مقالات مشابهة

  • مع دخول العيد.. خبير يحذر: لا تقعوا في فخ ديون البطاقات الائتمانية
  • جنرال إسرائيلي يحذر: خطة تهجير الفلسطينيين من غزة قد تنفجر في وجه الاحتلال
  • دبلوماسي إسرائيلي سابق يحذر تل أبيب من تراجع العلاقة مع مصر
  • وزير إسرائيلي: الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا عبر إسرائيل السبب في الحرب
  • المجلس الانتقالي .. الجيش السوداني لا يرغب في الانخراط بالعمل السياسي
  • رفض إسرائيلي لخطة زامير لاحتلال غزة .. كيف تهدد الأسرى وتخدم نتنياهو فقط؟
  • رفض إسرائيلي لخطة زامير لاحتلال غزة.. كيف تهدد الأسرى وتخدم نتنياهو فقط؟
  • أكاديمي إسرائيلي يهاجم حكومة نتنياهو بشدة.. أدخلتنا عصر جمهورية الموز
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يحذر من أزمة تتفاقم في صفوف قوات الاحتياط
  • بالفيديو.. سيدة سودانية تبكي فرحة وتدخل في حالة هستيرية بعد دخول الجيش منطقتهم الجريف غرب لأول مرة منذ بداية الحرب: (الحمدلله صبرنا ونلنا)