الحرة:
2024-10-06@11:35:10 GMT

النتائج خطيرة.. احذر من الشعور بالوحدة

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

النتائج خطيرة.. احذر من الشعور بالوحدة

عندما تم تشخيص، تيريزا تشاكلوس، بسرطان الدم الليمفاوي المزمن، في 2010 كانت تعيش بمفردها ودائما ما كانت شخصا مستقلا. 

ولكن بعد أن أصابها المرض، تحول استقلالها إلى الشعور بالوحدة، مما أدى إلى تفاقم حالتها الصحية والجسدية، وخسرت نحو ستة سبعة غرامات في أسبوع واحد لأنها لم تتناول الطعام، "كنت بائسة للغاية ولم أرغب في الخروج".

 

لحسن حظ تشاكلوس، أن أقنعها أحد زملائها في عملها في محاكم العاصمة الأميركية واشنطن بأن تطلب من أصدقائها المساعدة، وبدأ مزاجها في التحسن "إنه شعور رائع أن تعرف أن هناك أشخاصا آخرين على استعداد لأن يظهروا معك ويساعدوك". 

تشير مجلة نيتشر إلى أن بعكس حالة تشاكلوس، فإن هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون الخروج من نوبة الوحدة بهذه السهولة، "وعندما تصبح الوحدة الحادة مزمنة، يمكن أن تكون الآثار الصحية بعيدة المدى". 

ووفقا للجراح العام الأميركي فيفيك مورثي، ترتبط الوحدة المزمنة بمخاطر عدة مثل السمنة والخمول البدني والتدخين، والاكتئاب والخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الموت المبكر. 

ويشعر حوالي ربع البالغين في العالم بالوحدة الشديدة أو إلى حد ما، بحسب استطلاع للرأي أجرته شركة ميتا لوسائل التواصل الاجتماعي المالكة لفيسبوك عام 2023، وشركة استطلاعات الرأي غالوب.

وفي العام نفسه، أطلقت منظمة الصحة العالمية لجنة جديدة معنية بالتواصل الاجتماعي، لمعالجة الشعور بالوحدة الذي يشكل "تهديدا صحيا ملحا"، وتعزيز التواصل الاجتماعي باعتباره أولوية وتسريع زيادة نطاق الحلول في البلدان من جميع فئات الدخل.

وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، إن "ارتفاع معدلات العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة في جميع أنحاء العالم يخلف عواقب وخيمة على الصحة والرفاه. فالأشخاص الذين يفتقرون إلى روابط اجتماعية قوية كافية هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية والقلق والخرف والاكتئاب والانتحار وأمراض أخرى".

وتشير الدراسات إلى أنها ترتبط بالقلق والاكتئاب ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 30 في المئة بحسب منظمة الصحة العالمية.

لماذا يؤدي الشعور بالوحدة إلى اعتلال الصحة؟ 

على مدى السنوات القليلة الماضية، بدأ العلماء في الكشف عن الآليات العصبية التي تتسبب في تفكك جسم الإنسان عندما لا يتم تلبية الاحتياجات الاجتماعية. 

يقول عالم الأعصاب الإدراكي بجامعة ماكغيل الكندية ناثان سبرينغ إنه "على الرغم من أن الصورة ليست كاملة بعد، فإن النتائج المبكرة تشير إلى أن الوحدة قد تغير جوانب كثيرة من الدماغ، من حجمه إلى الاتصالات بين الخلايا العصبية". 

ما هو مفهوم الشعور بالوحدة؟ 

الشعور بالوحدة لا يعني العزلة الاجتماعية، التي تحدث عندما يكون لدى شخص ما عدد قليل من العلاقات الاجتماعية ذات معنى، على الرغم من أنهما "وجهان لعملة واحدة"، بل إن الوحدة هي تجربة شخصية للشخص لعدم رضاه عن علاقاته الاجتماعية، كما يقول الطبيب النفسي لكبار السن في جامعة كوليدج لندن أندرو سومرلاد. 

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف، وارتفاع ضغط الدم واختلال وظائف الجهاز المناعي مقارنة بأولئك الذين لا يشعرون بالوحدة، بحسب مجلة نيتشر. 

بالإضافة إلى المخاطر الصحية، فإن هناك تأثيرات فسيولوجية بحسب المجلة، بما في ذلك القدرة على النوم، وزيادة مستويات هرمون التوتر وزيادة التعرض للعدوى. 

وتنتشر الشعور بالوحدة أكثر بين من يشعرون بضائقة مالية أو من الفئات التي تعتبر أقلية. 

وبينما كان يعتقد أن الشعور بالوحدة ينتشر بين كبار السن، فإن البيانات تظهر أن مستوياته في الواقع أعلى بكثير بين الشباب.

وبحسب استطلاع لمجموعة "سيغنا" للتأمين الصحي في عام 2021، أفاد 79 في المئة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما أنهم يشعرون بالوحدة، مقارنة بـ41 في المئة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 66 عاما أو أكثر.

الشعور بالوحدة يؤدي إلى مشاكل في النوم وأضرار صحية عديدة ما هي الحلول؟ 

في حين أن هناك حلولا ترتبط بزيادة إمكانية الوصول إلى الأنشطة الاجتماعية والانخراط في اجتماعات أو محادثات مع آخرين، يقترح باحثون أيضا ممارسة الرياضة أو أداء تمرينات رياضية.

ووجدت دراسة أجراها المعهد المركزي للصحة العقلية في مانهايم بألمانيا أن المشي مسافة أربعة إلى خمسة كيلومترات على مدار ساعة أدى إلى عكس مشاعر انخفاض الحالة المزاجية المرتبطة بالوحدة لدى بعض الأشخاص. 

علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة عالية على الاتصال بشبكاتهم الافتراضية التي تشعرهم بالاكتئاب كانوا من بين أولئك الذين استفادوا أكثر من التمارين الرياضية.

أحد التفسيرات المحتملة لهذه الملاحظة هو أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب "عالقون في اجترار الأفكار"، وهو سلوك يعتمد بشكل كبير على الشبكة الافتراضية.

يمكن أن تجبرهم التمارين الرياضية على استخدام أجزاء أخرى من الدماغ عن طريق مقاطعة العمليات العصبية المرتبطة بالتأمل الذاتي وتحويل النشاط إلى المناطق المرتبطة بالأنشطة البدنية، مما يحررهم من دائرة الأفكار السلبية.

تعتبر ممارسة الرياضة أيضا سببا رائعا للتواصل الاجتماعي. في هذه الأيام، تقاعدت تشاكلوس، لكنها الآن تقود فرع بوسطن لبرنامج أميركي يسمى "المشي مع طبيب"، حيث يدعو الأطباء أفراد المجتمع للسير معهم. 

وفي مسيرة المجموعة في شهر فبراير، تجاذب حوالي 14 شخصا أطراف الحديث وتجولوا داخل مركز تجاري في بوسطن في ولاية ماساتشوستس. 

وتقول تشاكلوس إن هذا النشاط "يحسن مزاج الشخص، حتى لو كنت ستكون بمفرد عندما تعود إلى المنزل لكنك لم تعد تشعر بالوحدة التامة بعد الآن".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الشعور بالوحدة الأشخاص الذین إلى أن

إقرأ أيضاً:

المعضلات النفسية والاجتماعية في السودان: جذور الصراع وافاق الحلول

المشكلة السودانية التاريخية، التي تتجاوز الأزمات السياسية المباشرة أو الصراعات المسلحة، يمكن فهمها بشكل أعمق إذا نظرنا إليها من خلال الأبعاد النفسية الجماعية والاجتماعية. هذه الأبعاد تسهم في تشكيل التصورات، وتحديد أنماط السلوك، وخلق علاقات معقدة بين مكونات المجتمع السوداني، مما يؤدي إلى نشوء صراعات مزمنة وإعادة إنتاج الأزمات.

1. البعد النفسي الجماعي:

يُمكن تفسير المشكل السوداني جزئيًا من خلال ما يُعرف بعلم النفس الجماعي (Collective Psychology)، حيث أن الجماعات الإثنية والقبلية في السودان تحمل في طياتها مظاهر نفسية تراكمت عبر الأجيال بفعل التاريخ الطويل من التهميش، الصراعات، والاستغلال. هذه المظاهر النفسية تشمل:

الذاكرة الجمعية المتألمة: مثل الشعور بالمظلومية التاريخية لدى الجماعات المهمشة، حيث يتوارث الأفراد الشعور بعدم العدالة والاضطهاد، مما يُعزز من توجههم نحو العزلة أو حتى التمرد على النظام القائم.

الشعور بالدونية أو التفوق: نشأت بعض الفئات في السودان على فكرة تفوقها الإثني أو العرقي، مما أدى إلى ترسيخ الشعور بالتمايز وهو شعور تعويضي اكثر منه شعور طبيعي وله مصداقية في الواقع وانما هو الية بقاء و توازن علي سبيل تحويل عقد النقص الي عقد تفوق كحيلة دفاعية ، سواء في المناطق التي شهدت تجارة الرقيق أو في العلاقة بين المركز والأطراف، وبالتالي تأسيس علاقات هيمنة وخضوع متبادلة.

الشعور بالعجز والإحباط الجماعي: العجز الذي تعانيه بعض الجماعات في التعبير عن هويتها الثقافية أو المطالبة بحقوقها يُولد شعورًا باليأس، والذي قد يتحول إلى عدائية مفرطة، سواء تجاه السلطة المركزية أو حتى تجاه المكونات الاجتماعية الأخرى.

الصورة النمطية المتبادلة: ترسيخ الصور النمطية السلبية بين الجماعات المختلفة (مثلاً الجلابة كمستغلين، الغرابة كمتمردين، النوبة كمتمسكين بالتقاليد)، وهذا يؤدي إلى تنميط الأفراد وفق تصنيفات ضيقة يصعب معها بناء روابط اجتماعية صحية.

2. البعد الاجتماعي:

الشق الاجتماعي يتداخل مع الشق النفسي، حيث أن التكوينات الاجتماعية في السودان تتسم بعدم التجانس الواضح، مما يؤدي إلى نشوء علاقات اجتماعية متناقضة ومتداخلة. بعض مظاهر هذه المعضلات الاجتماعية:

هيكلية القبلية والعرقية: هيمنة القبلية والانتماءات العرقية في تشكيل الهوية السودانية، مما يجعل ولاء الفرد لقبيلته أو عرقه أعلى من ولائه للوطن. هذه الديناميكية الاجتماعية تؤدي إلى تجزئة المجتمع إلى وحدات مستقلة تعيش في تنافس دائم، ويُنظر إلى الآخر على أنه منافس أو خصم محتمل.

الفوارق الاقتصادية والتنموية: تعمق الفجوات التنموية بين المركز والأطراف يُساهم في تشكيل تصور اجتماعي عام بأن الدولة تخدم مصالح فئة محددة دون غيرها. وهذا يولد الإحساس بالحرمان النسبي، والذي يُعتبر من العوامل المحركة للصراعات.

التمدد الحضري والهجرة الداخلية: هجرة الأفراد من الأطراف إلى المدن الكبرى مثل الخرطوم بسبب النزاعات أو التصحر أو الفقر تُعيد تشكيل التركيبة الاجتماعية في هذه المدن، مما يؤدي إلى خلق صراعات جديدة على الموارد وفرص العمل.

تسييس الانتماءات الاجتماعية: الصراعات الاجتماعية في السودان كثيرًا ما يتم تسييسها واستغلالها من قبل النخب السياسية لتعزيز سلطتها، سواء عبر استمالة جماعات معينة أو تهميش أخرى، مما يُزيد من تعقيد الحلول الاجتماعية والسياسية الممكنة.

3. التأثيرات النفسية التاريخية:

للتاريخ السوداني الطويل في العبودية، الاستعمار، ثم السياسات المركزية القمعية، أثر نفسي عميق على التركيبة الاجتماعية والنفسية للمجتمع السوداني:

استمرار آثار العبودية: ما زال تأثير العبودية قائمًا في اللاوعي الجماعي لبعض الجماعات، حيث أن هذا الإرث خلق تباينًا اجتماعيًا وتمييزًا مبنيًا على الأصول العرقية، مما يجعل الصراعات الإثنية تستمد جزءًا من قوتها من هذه المخلفات التاريخية.

تأثير الاستعمار في إعادة تشكيل الهويات: الاستعمار البريطاني فرض أنماطًا من الحكم تعتمد على التفرقة بين الأعراق، مما أدى إلى تعميق الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة.

الأنظمة العسكرية الشمولية: الأنظمة العسكرية، خاصة خلال فترة نظام الإنقاذ (1989-2019)، أسست لانقسامات نفسية جماعية عبر التلاعب بالدين، والقيم الثقافية، والانتماءات القبلية. هذا التلاعب ساهم في خلق شعور بالعداء المتبادل، وعدم الثقة بين السودانيين أنفسهم.

4. نتائج هذه المعضلات النفسية والاجتماعية:

إن التداخل بين العوامل النفسية الجماعية والاجتماعية أدى إلى خلق حلقة مفرغة من الصراعات والانقسامات. فعلى سبيل المثال، المفاوضات التي تُجرى بين الأطراف المتنازعة غالبًا ما تنتهي بالفشل، لأن الأطراف المختلفة تحمل تصورات وصورًا ذهنية سلبية عن بعضها البعض، مما يجعل الوصول إلى تفاهم مشترك أمرًا صعبًا.

حتى في حالة النجاح في الوصول إلى اتفاق، يبقى هناك تردد في الالتزام به، لأن الخلفية النفسية والاجتماعية التي تشكل تصورات الأفراد والجماعات عن السلطة، والعدالة، والحق، والانتماء لا تزال مشبعة بالمفاهيم السلبية والشك المتبادل.

5. سبل الحل:

لحل المشكلة السودانية من جذورها، يجب اتباع نهج شامل يأخذ في الاعتبار العوامل النفسية والاجتماعية إلى جانب الحلول السياسية والعسكرية. من بين هذه السبل:

العمل على بناء ذاكرة جمعية إيجابية: من خلال تسليط الضوء على أوجه التكامل والتفاعل التاريخي بين الجماعات المختلفة، والسعي نحو إعادة صياغة تاريخ مشترك يُبرز المساهمات المتبادلة.

إصلاح النظام التعليمي والإعلامي: لمحو الصور النمطية السلبية، وبناء جيل جديد يُدرك أن التعددية هي مصدر قوة وليس ضعفًا.

برامج المصالحة المجتمعية: تنظيم برامج للمصالحة تشمل حوارات مجتمعية تهدف إلى معالجة الجروح النفسية المتوارثة، وإعادة بناء الثقة بين الجماعات.

التنمية المتوازنة: الاستثمار في المناطق المهمشة اقتصاديًا، واجتماعيًا، وثقافيًا، للقضاء على الشعور بالحرمان والتمييز.

إن النظر إلى المشكلة السودانية من زاوية المعضلات النفسية والاجتماعية يُمكننا من فهم أعمق للتعقيدات التي تواجه هذا البلد. فالقضية ليست فقط صراعًا على السلطة أو موارد، بل هي صراع على الهوية، والانتماء، والمظلومية. الحلول الناجعة يجب أن تعالج جذور هذه المعضلات، لا أن تكتفي بإبرام اتفاقات سياسية قد تنهار في أي لحظة بسبب هشاشة الأسس النفسية والاجتماعية التي تقوم عليها.

hishamosman315@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية بتونس
  • التونسيون ينتخبون رئيسهم الأحد
  • تونس تنتخب رئيسها اليوم
  • برج العذراء.. حظك اليوم الأحد 6 أكتوبر: احذر القيام بهذا الأمر
  • احذر من ظاهرة ديون النوم.. علامات تدل على أنك تؤذي نفسك دائمًا
  • هذا ما يحدث لجسمك عند نقص فيتامين ب 12.. يهدد بأمراض خطيرة
  • المعضلات النفسية والاجتماعية في السودان: جذور الصراع وافاق الحلول
  • تفسير حلم رؤية الثعبان الأسود في المنام.. احذر في تلك الحالة
  • احذر.. هذا الأمر يسرع من شيخوخة الدماغ!
  • للحصول على نوم هادئ .. تناول هذه الوجبات