ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر: الاعتذار دليل قوة وتواضع وسبب لمغفرة الذنوب
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء، فعاليات ملتقى الظهر (رمضانيات نسائية)، برواق الشراقوة تحت عنوان (ثقافة الاعتذار) بحضور الدكتورة أم أحمد أمين، أستاذ ورئيس قسم أصول اللغة بجامعة الأزهر، وأسماء عوض، واعظة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر.
استهلت الدكتورة أم أحمد أمين، حديثها ببيان أن الاعتذار خلق إسلامي تحدث عنه القرآن الكريم في مواطن كثيرة، وحث عليه الرسول الكريم ﷺ في عدة أحاديث، والاعتذار من شيم العظام فقد اعتذرت الملائكة، مبينة أن الاعتذار دليل قوة وتواضع وهو سبب لمغفرة الذنوب، وإذا اعتذرت الملائكة عليهم السلام، وكذلك الأنبياء- عليهم السلام- والملوك، فالأولى أن نربي عليه أولادنا فيسود الأسرة الحب والمودة، ويعم المجتمع هذا الخلق القويم الذي يدل على التحضر فتصبح المجتمعات خالية من الحقد والكراهية وتسود روابط الألفة والمحبة بين البشر.
من جانبها أوضحت أسماء عوض أن الاعتذار خلق إسلامي دعانا إليه الله- عز وجل- وطلب النبي ﷺ منا التخلق به، فإذا تأملنا حديث النبي ﷺ:« كل ابن آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخطَّائينَ التوَّابون» سنجد أننا نخطئ في حق الله عزوجل ونعتذر عن هذا الخطأ بالتوبة إلى الله والاستغفار من هذا الذنب، بينما إبليس استكبر وأصر على موقفه ولم يعترف بخطئه ولم يعتذر عنه، فكان جزاؤه أن أصبح من الملعونين، لذلك علينا أن نعتذر لمن أسأنا إليه وأن نربي أبناءنا ومجتمعنا على ثقافة الاعتذار.
من جانبها أوضحت الدكتورة سناء السيد أن شجاعة الاعتذار لا يتقنها إلَّا الكِبار، ولا يحافظ عليها إلا الأخيار، ولا يغذِّيها وينمِّيها إلَّا الأبرار، فالاعتذار صِفة نابعة من قَلبٍ أبيض، لا يَحمل غشًّا، ولا يضمر شرًّا، ولا يتقن حقدًا، إنَّه طريق ممهد للتوبة، وسبيل ميسر للأَوبة، وأجمل الاعتذار وأهنأه وأروعه، هو الاعتذار لرَبِّ العالمين، والالتجاء إليه، والدعاء بقبول التوبة والمغفرة والرحمة، والستر على الدوام.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث ٢٠ ركعة يوميًّا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- 30 ملتقى بعد التراويح- صلاة التهجد في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات إلى ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم).
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
حقيقة عديدة يس.. وكيف تحصن نفسك بالسورة الكريمة
تُعتبر سورة يس من السور العظيمة التي وُردت بشأنها فضائل كثيرة، ومن أبرز فوائدها أنها سبب لمغفرة الذنوب عند قراءتها في الليل، كما ورد في عدة أحاديث صحيحة وحسنة.
مغفرة الذنوب بقراءتها في الليلذكر ابن حبان في صحيحه، بسندٍ رجاله ثقات، عن جندب رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:
«من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له» (صحيح ابن حبان رقم 2574).
وقد أكد السيوطي في "اللآلئ"، والشوكاني في "الفوائد"، أن إسناد هذا الحديث على شرط الصحيح. كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه بزيادة في اللفظ: «غفر له تلك الليلة»، مما يعزز المعنى ويؤكد الفضل العظيم لقراءتها قبل النوم.
ما سبق يوضح سبب اهتمام الناس، من العامة والخاصة، بقراءة سورة يس، لما فيها من قضاء الحوائج، وتيسير الأمور، ومغفرة الذنوب. وقد أدرج ابن حبان هذا الحديث في كتاب "الصلاة" تحت باب قيام الليل، مشيرًا إلى استحباب قراءتها للمجتهد كل ليلة طلبًا لمغفرة الله.
تصحيح مفهوم "عدية يس"من الشائع بين الناس الاعتقاد بأن قراءة "عدية يس" قد تضر الظالم، لكن لا صحة لهذا الأمر في السنة النبوية. فالضرر الذي قد يلحق بالظالم يكون نتيجة دعاء المظلوم واستجابة الله له، وليس بسبب تلاوة السورة. قال تعالى:
﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: 62].
ختامًا، من الفضل العظيم أن يحرص المسلم على قراءة سورة يس كل ليلة بنية التقرب إلى الله وطلب مغفرته، فالله سبحانه وتعالى يغفر لمن شاء من عباده، ويكرم من يتوجه إليه بصدق وإخلاص.