يديعوت احرونوت: الجيش يناقش حملة لاختبار جاهزية السكان لحرب في الشمال
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
استعرض تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" للكاتب الصحفي يوسي يهوشع، تحدث فيه عن الأوضاع على الجبهة الشمالية وتعليمات من وزير الحرب بإجراء استطلاع يفحص جاهزية الجمهور لحرب في الشمال.
وقالت الصحيفة، "على افتراض أن إسرائيل مسؤولة بالفعل عن تصفية المسؤول الكبير في الحرس الثوري في دمشق أمس، فالحديث لا يدور فقط عن انجاز هام في الجبهة الشمالية بل وأيضا عن تذكير إضافي بالحاجة الحقيقية لاعداد عموم الجمهور للمعركة الكاملة ضد حزب الله واسياده من ايران".
وكشفت "يديعوت احرونوت" عن مداولات أجريت في 28 الشهر الماضي، برئاسة وزير الحرب يوآف غالنت، عرضت قيادة الجبهة الداخلية عليه "حملة إعلامية تستهدف تنسيق التوقعات مع الإسرائيليين في حالة تدهورت المناوشات بالفعل الى حرب مفتوحة".
وأضافت، "يدور الحديث عن انجاز هام جدا، محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس في لبنان وفي سوريا، شغل منصب رئيس شعبة العمليات، قائد القوات البرية وكذا سلاح الجو في الحرس الثوري وهو الشخصية الإيرانية الأقرب إلى نصر الله منذ تصفية عماد مغنية".
وأوضحت، "حتى الآن لجم الإيرانيون حزب الله عن توسيع الحرب والآن السؤال هو كيف سيرد المحور؟"،
وبينت، "من الواضح بما يكفي بأن التصفية ليست ردا على تسلل المُسيرات التي أطلقتها الميليشيات المؤيدة لإيران عبر العراق والأردن إلى إيلات، وإذا كانت هذه بالفعل عملية إسرائيلية، كما زعم، فهذا انجاز لشعبة الاستخبارات التي تعرضت لانتقاد مبرر على إخفاق 7 أكتوبر".
وعلمت "يديعوت أحرونوت" "أنه توجد في هذه اللحظة خيارات مهدئة إلى هذا الحد أو ذاك وأن القرار سيتخذ بناء على طلب وزير الحرب إجراء مزيد من المشاورات مع مسؤولي هيئة الأركان وقادة الاستخبارات".
وذكرت، "أن وزير الحرب وجه تعليماته لإجراء استطلاع يفحص مواقف الجمهور في المسألة، وليس واضحا أي أسئلة ستعرض وكيف ستؤثر على القرارات المتعلقة بالأمن القومي لكن الأمر يدل على الحساسية التي تتعاطى بها المنظومة كلها تجاه الموضوع".
وبحسب الصحيفة، "يتبين من خلاصة المداولات أنه الى جانب الخوف من الفزع الجماهيري الناشيء عن رفع الوعي، فإن غالانت قلق أيضا من الشكل الذي ستؤثر فيه الحملة على أمين عام حزب الله الذي يعد مستهلكا مدمنا للاعلام الإسرائيلي ويكثر من تحليل المزاج العام في إسرائيل ومن شأنه أن يفكر بأن مجرد طرح الحملة يشكل لحظة مناسبة لعمل ما امتنع عنه في 7 أكتوبر".
وبرأي الصحيفة، "حتى الآن وصل نصر الله إلى إنجاز استراتيجي في شكل إخلاء بلدات خط التماس (ويدور الحديث عن عشرات آلاف المخلين، لكن أقل من مئة ألف)، لكنه يتعرض لخسائر فادحة جدا، قوات الرضوان أبعدت نحو 5 كيلومتر عن الحدود ولا حاجة أيضا للاستخفاف ببوادر الضغط الداخلي في لبنان في أعقاب تعميق الهجمات. غني عن البيان أن العملية في دمشق أمس اخذت منه عنصرا مقربا جدا".
وذكرت الصحيفة، "أن معضلة الحملة ترافق كل مسؤولي الجيش منذ 2006 تقريبا، حتى لو كان الإعلام ينشغل بعدد الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، فإن الرأي السائد هو أننا لا نعرف الحقائق، فمثلا يمكن لحزب الله أن يطلق كل يوم عدد الصواريخ التي اطلقتها حماس في 7 أكتوبر، أي 4 آلاف إضافة الى ذلك، مثلما كشفت لعبة الحرب الأخيرة للجيش الإسرائيلي، فإن السيناريو المعتمد يتضمن قدرة على إدخال أجزاء من الدولة في الظلام".
واستدركت، "من المهم التذكير بأن لدى إسرائيل منظومات دفاع من الأكثر تطورا في العالم وسلاح الجو مزود بقدرات تجعل غزة تبدو لاس فيغاس إلى جانب ما سيحصل لبيروت في ساعة الحرب".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله، "إن على المواطنين أن يعرفوا بالضبط ما الذي يستعدون له لا لضغطهم لكن لرفع الوعي، والاستعداد بدلا من الكبت، وهذا لا يعني أن غدا ستندلع حرب شاملة لكن الدفاع عن النفس ينقذ الحياة".
"في هذا السياق من المهم الإشارة الى أن الجهات المدنية أيضا واعية للوضع وتستعد بالتنسيق مع فرق الطوارئ، ومن الصعب التقليل من أهمية هذه الجهات في حالة الطوارئ"، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة، "إن السكان لن يعودوا دون شرطين، الأول: تعهد الدولة بالتصدي لكل خرق لاتفاق وقف النار. فقد انتهت الأيام التي كان الناس فيها يثقون بنكات مثل جيش لبنان وقوة اليونيفيل، والثاني: مضاعفة قوة الحراسة في الحدود كي لا تكرر أحداث 7 أكتوبر في الشمال".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الشرط الثاني يستوجب توسيع هام للجيش (ومن هنا الأزمة الكبرى مع الجمهور الحريدي)، لكن أيضا ميزانيات طائلة للتسلح ولتنمية تكنولوجيات الدفاع الحديثة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حزب الله حزب الله الاحتلال التصعيد جنوب لبنان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزیر الحرب حزب الله
إقرأ أيضاً:
شاهد.. هكذا تبدو المناطق التي استعادها الجيش من الدعم السريع
الخرطوم- دمار كبير للبنية التحتية ونهب شبه كامل للممتلكات، هكذا بدت المناطق التي استطاع الجيش السوداني تحريرها من قبضة قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم بعد قرابة عامين من سيطرة المليشيا على تلك المناطق.
وتعتبر منطقة وسط الخرطوم -التي تم تحريرها مؤخرا من سيطرة الدعم السريع- من أكثر من المناطق الحيوية في السودان، فهي تعج بالأسواق والمؤسسات الحكومية والقطاعات الخاصة من شركات ومنظمات، فضلا عن أنها تحتضن أكبر أسواق الخرطوم وفيها المستشفيات والجامعات والمدارس والبنوك والفنادق وأماكن الترفيه، لكن الحالة التي بدت عليها تلك المنطقة الآن بعيدة تماما عن ماضيها.
فبحسب شهادة تجار وموظفين كانوا يعملون في منطقة وسط الخرطوم، فإن قوات الدعم السريع نهبت وسرقت جميع المحلات التجارية في المنطقة، ولا سيما البنوك والأسواق، ومن بينها أسواق الذهب المعروفة في قلب السوق العربي، فضلا عن سرقة أكثر من 10 بنوك ومصارف وحرقها وتدميرها كليا.
طال التدمير عددا من الأبراج الشاهقة المملوكة للقطاع الحكومي والخاص كبرج النيل للبترول الذي دمر كليا ثم أُحرق، وتم تدمير فندق كورال وفندق برج الفاتح وفندق المريديان والفندق الكبير وفندق برج إيواء وأبراج بيلوس، وجميع هذه المباني كانت جزءا من ملامح العاصمة الخرطوم.
وبحسب مصدر قيادي في الجيش السوداني تحدث للجزيرة نت، فإن منطقة المقرن التي تضم عددا من الأبراج كانت تستخدمها قوات الدعم السريع مكانا للقنص وأدخلت فيها المدفعية الثقيلة لقصف سلاح المهندسين غرب المقرن ودفاع الجيش غرب جسر الإنقاذ، فضلا عن استخدام بعض الأبراج مثل برج يبلوس لقصف القيادة العامة للجيش.
ولم تسلم البنوك والمصارف في وسط الخرطوم من التخريب والسرقة، إذ وثقت الجزيرة نت حجم الدمار الذي طال كلا من بنك السودان المركزي وبنك الساحل والصحراء وبنك فيصل الإسلامي وبنك أم درمان الوطني وبنك الادخار وبنك النيل والبنك الزراعي.
واتهم الجيش السوداني في بيان صحفي قوات الدعم السريع بنهب البنوك في وسط الخرطوم، خاصة بنك السودان المركزي الذي كان يحتوي على احتياطي من الذهب والنقد الأجنبي، وكان تحت سيطرة قوات الدعم السريع على مدى 20 شهرا، مشيرا إلى أن جميع المصارف في منطقة وسط الخرطوم تحولت إلى أكوام من الرماد بعد سرقتها وحرق محتوياتها وتحويلها لثكنات عسكرية.
إعلانولم تكن المستشفيات أفضل حالا من البنوك في وسط الخرطوم، ويقول مصدر حكومي -طلب حجب اسمه- إن بعض المستشفيات نقلت محتوياتها إلى إقليم دارفور غربي البلاد، ونهبت الأموال التي كانت في خزائنها، في حين حولت مستشفيات أخرى إلى مخازن للسلاح.
ويقول ضباط في قيادة الجيش السوداني للجزيرة نت إن مستشفيي الزيتونة وإمبريال غرب القيادة كانت تنطلق منهما مدفعية وصواريخ قناصة الدعم السريع، مما أدى إلى إصابة ومقتل عناصر الجيش في القيادة العامة.
وخلال 72 ساعة من بدء الحرب في أبريل/نيسان 2023 سُرقت كامل محتويات الأسواق في منطقة وسط الخرطوم من قبل قوات الدعم السريع، فتلك المنطقة لا تضم أحياء سكنية رغم اتساع مساحتها لكنها تضم أهم الأسواق في العاصمة.
وتوثق المشاهد حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له المنطقة، فالأسواق باتت مهجورة وهي التي كانت تعج بالحياة، فالسوق العربي الذي كان أكثر الأسواق ازدحاما تنتشر المقذوفات المتفجرة والدبابات المحروقة والآليات الحربية المدمرة وبعض الجثث الملقاة على الأرض في محيطه.
والوضع في جزيرة توتي الواقعة في وسط ملتقى النيلين الأزرق والأبيض ليس أفضل حالا، فالجزيرة -التي تعد من أقدم المدن السودانية وتسكنها قبائل، معظمها من شمال السودان- كان لها نصيب من انتهاكات الدعم السريع، إذ تعرضت لأكبر حصار خلال الحرب.
ووثقت بيانات المنظمات المدنية والطوعية مقتل عشرات المواطنين من جزيرة توتي، فضلا عن إجبار جميع مواطني الجزيرة على إخلائها، ومع مرور الأيام تحولت إلى جزيرة تسكنها قوات الدعم السريع وتقصف منها أم درمان وتسند بها قواتها في بحري والخرطوم.
ومؤخرا تمكن الجيش من استعادتها ضمن حملته العسكرية في وسط الخرطوم، لكن الجزيرة الحيوية صارت مدينة صامتة لا تكاد تسمع فيها غير أصوات الطيور.
وتفرق أهل جزيرة توتي في رحلة نزوح طويلة إلى مدن السودان المختلفة، كما أن الدمار بات أحد المشاهد الثابتة في كل المدن التي تتم استعادتها من قوات الدعم السريع، فالأسواق باتت منهوبة ولا توجد في الجزيرة حركة غير حركة النيل الشاهد الأبرز على تلك الانتهاكات.
وفي حي المقرن بوسط الخرطوم، يقول أحد سكان الحي للجزيرة نت إن الحي من أوائل المناطق التي تم طرد سكانها منها منذ بدء الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع.
وأضاف أنه بعد سيطرة الدعم السريع على المقرن في شهور الحرب الأولى حضرت قوة منها إلى منازل المواطنين وأمرتهم بإخلاء منازلهم فورا "علمنا لاحقا أن الإخلاء والطرد كان سببهما تأمين زيارة عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع الذي حضر فعليا إلى المقرن وخاطب جنوده.
إعلانوبعد استعادة الجيش للمقرن صارت خالية من السكان، وباتت منازلها مهجورة لا يكاد يسكنها أحد وحطمت معظم أبواب المنازل، قبل أن تطالها يد السرقة المعهودة.