مغادرة جماهير فريق بيرنلي بسبب مخاوف من سقوط سقف أحد مدرجات الملعب
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
اضطر المئات من جماهير بيرنلي الإنجليزي إلى إخلاء أحد مدرجات ملعب النادي "تيرف مور" بسبب سقوط جزء من سقف المدرج خلال مباراة فريقها أمام وولفرهامبتون -أمس الثلاثاء- في الجولة الـ31 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وفي منتصف الشوط الأول من المباراة لاحظ الفريق الأمني في الملعب شريطا معدنيا متدليا من سقف مدرج "جيمي ماكيلروي"، لتتدخل الشرطة وأمن الملعب لاصطحاب الجماهير خارج المدرج.
وعلق النادي -الذي ينافس على مراكز الهبوط في البريميرليغ- عبر حسابه بمنصة "إكس" عن الحادثة، وقال "نقل عدد من جماهير بيرنلي من جزء في مدرج جيمي ماكلروي، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة بشأن السقف، نشكر المشجعين على تعاونهم وصبرهم أثناء قيامنا بذلك".
وكانت هناك تقارير عن شريط معدني يتدلى بشكل خطير من أعلى السقف، مع صور تظهر شيئا معلقا منها، ونقلت الجماهير التي أخليت من المدرج، إلى منطقة المشجعين بالنادي لمشاهدة ما تبقى من المباراة.
وكتب المراسل الإنجليزي "ستيف مادلي" -الذي كان حاضرا في ملعب المباراة- على منصة إكس "تم إخلاء جزء من مدرج جيمي ماكيلروي، بسبب تعليق قطعة معدنية بشكل خطير من السقف العلوي، مشجعو بيرنلي الحاضرون في تلك المقاعد مدعوون لمشاهدة بقية المباراة في منطقة الجماهير بالنادي".
ويتسع مدرج جيمي ماكيلروي في ملعب "تيرف مور" لحوالي 400 متفرج، وأبقت جزءا من المدرج خاليا لبقية المباراة حفاظا على سلامة الجماهير.
وانتهت المباراة بين بيرنلي وولفرهامبتون، بالتعادل 1-1.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الدوري الإنجليزي
إقرأ أيضاً:
مدرجات كرة القدم والحرب على غزة: تضامن كسر كل الحواجز
في ذروة سعي وسائل الإعلام التقليدية والحديثة للجم المحتوى الفلسطيني وتوثيق فظاعات الاحتلال في قطاع غزة الأبي؛ وجد الآلاف من الشباب المتنفس الحقيقي في ملاعب كرة القدم كي يتمكنوا من إيصال رسائلهم الصادحة بالتضامن والوقوف بجانب الفلسطينيين في الحرب الشرسة ضدهم.
الآن وبعد أن توقفت الحرب يبدو من الإنصاف سرد بعض المواقف البطولية للشباب العربي؛ أولا ممن هتفوا لفلسطين وأهلها وحولوا مدرجات الملاعب لمنبر حر يؤكد بجلاء مدى ارتباطهم الوثيق بالقضية المركزية للأمة، رغم كل محاولات التضييق وتحريف الحقائق التي باتت "موضة" دارجة وصار سوقها رائجا في زمن الخيانة والتواطؤ مع الكيان الغاصب.
لن يكون سهلا إحصاء عدد "التيفوهات" (اللوحات الفنية) المعبرة التي صاغتها عقول مبدعة خلاقة تنبض حبا وإيمانا بقضاياها المصيرية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر؛ اللوحة المميزة لجماهير الوداد البيضاوي المغربي التي تحمل عنوانا عريضا مفاده "المقاومون في قلب الأنفاق"، وعلى نفس المنوال سارت الجماهير الجزائرية بلوحة أخرى تقول: "صاموا قبل شهر الصوم؛ جوع وظمأ في غزة كل يوم"؛ وبأغنيتها الذائعة الصيت "رجاوي فلسطيني" تكرر جماهير الرجاء موقفها الثابت بل ورفعت صور القائد يحيى السنوار بعد استشهاده؛ وفي ديربي تونس بين النجم الساحلي والترجي الرياضي حضر تيفو عملاق برسالة واضحة المعالم "يحيى شهيدا" تنعي فيه رحيل "أبو إبراهيم".
لم يقتصر التضامن في الملاعب على الشباب العربي؛ بل امتد ليشمل أحرار العالم ممن تصدوا لازدواجية المعايير الغربية لا سيما بعد تفشي موجة "البكائيات" المستمرة على أوكرانيا، وبالتالي الضرب بعرض الحائط كل الشعارات السابقة للهيئات المختصة بالرياضة بضرورة إبعاد السياسة عن الرياضة
النماذج متعددة ومن مختلف الملاعب التي توحدت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لرفع صوتها واعلان موقفها الرافض للظلم وعربدة الاحتلال؛ ورغم التضييق والمطاردات نجحت روابط المشجعين العرب أو ما يعرف بـ"الألتراس" في مهمتها بنجاح منقطع النظير، واكتسحت مقاطع الفيديو الخاصة بها مواقع التواصل الاجتماعي وشكلت نقطة ضوء مهمة وسط مستنقع الصمت الرسمي العربي المخجل.
ولم يقتصر التضامن في الملاعب على الشباب العربي؛ بل امتد ليشمل أحرار العالم ممن تصدوا لازدواجية المعايير الغربية لا سيما بعد تفشي موجة "البكائيات" المستمرة على أوكرانيا، وبالتالي الضرب بعرض الحائط كل الشعارات السابقة للهيئات المختصة بالرياضة بضرورة إبعاد السياسة عن الرياضة. ومن هذا المنطلق لا بد من الإشادة بالموقف الصارخ لجماهير نادي سيلتيك الأسكتلندي التي تحدت بشجاعة إدارة فريقها بعد أن تبرأت الأخيرة من دعم الفريق للقضية الفلسطينية؛ حين رفعت مجموعات المشجعين "ألتراس" و"غرين بريغاد" الخاصة بسلتيك لافتتين في مباراتهم مع فريق كليمانروك في الدوري المحلي كتب عليها "الحرية لفلسطين" و"النصر للمقاومة".
جماهير النادي وصفت إدارته بـ"النفاق" لمساندتها أوكرانيا وتجاهل فلسطين مؤكدين "ستظل جماهير سيلتيك ثابتة في دعمها للشعب الفلسطيني فبعد بيان مجلس إدارة النادي الأخير، نود أن نكرر إيماننا الراسخ بأن لدينا الحق في التعبير عن وجهات نظرنا السياسية وأننا دائما نقف الى جانب المظلومين"؛ قبل أن يضيفوا في البيان الناري: "ما يقوم به مجلس الإدارة هو نفاق، حيث يتضامن مع أوكرانيا بشكل كبير ولا يبدي ردود فعل حول ما يحدث في فلسطين.. منذ أكثر من عقد من الزمن ونحن على علاقة وطيدة بمخيمات اللاجئين وقمنا بإنشاء أكاديمية لكرة القدم في مدينة بيت لحم في فلسطين".
وذكّر البيان بمواقف سابقة تعرض لها المشجعون بسبب تضامنهم مع فلسطين، وذلك بالقول: "عام 2016 تحدينا الجميع ورفعنا العلم الفلسطيني وتم فرض غرامة علينا، والآن أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الشعب الفلسطيني إلى تضامننا.. في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، ضد أتلتيكو مدريد، نطلب من جميع مشجعي سلتيك رفع علم فلسطين في دوري أبطال أوروبا وأن يظهروا للعالم أن نادي سلتيك يقف مع المظلوم، وليس الظالم".
مدرجات الملاعب العربية وحتى العالمية ظلت تغلي منذ بداية "طوفان الأقصى" ورسمت ملامح لن تُنسى وأسقطت كذبة خلط السياسة بالرياضة، وأكدت أن فلسطين قضية كل حر شريف في أي بقعة من العالم؛ وستظل تمثل انعكاسا للواقع الأصلي
وختم البيان: "وُلد سيلتيك من رحم المجاعة والقمع، نتيجة الحكم الاستعماري والموت والتهجير الجماعي للناس. وبسبب هذا التاريخ، اشتهر مشجعو سيلتيك بتعاطفهم وتضامنهم. يقف دائما سيلتيك إلى جانب المظلومين والمحرومين. إن مجلس الإدارة الحالي يقوم بالإدانة بسرعة عندما تتحدى وجهات النظر المعبر عنها وجهة النظر العالمية المخادعة".
وسبق للجماهير ذاتها جمع أكثر من 34 ألف جنيه إسترليني (نحو 45 ألف دولارا) لصالح جمعيتين خيرتين فلسطينيتين، وظل العلم الفلسطيني حاضرا في ملاعب أوروبية عديدة سواء في الدوري الإسباني والإنجليزي والفرنسي. ولعل من أشهر العبارات التي لا تنسى ما كتبته جماهير غلطة سراي التركي حيث رفعت لافتة تقول: "لو لم تتحرر القدس، فالعالم كله أسير".
وأيضا ظلت الملاعب الأيرلندية تشهد موجة تضامن لا ينتهي أسوة بموقف البلاد المشرف كلها من القضية؛ وأعلن نادي بوهيميان الأيرلندي عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) التبرع بمبلغ 5 آلاف يورو لصالح أهالي غزة في ذروة الحرب الطاحنة؛ كما لا يمكن التغافل عن "تيفو" جماهير باريس سان جيرمان الفرنسي في مباراتهم ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا بعبارة "فلسطين حرة"، وضمت اللافتة رسما للمسجد الاقصى وصورة لأحد المقاومين مع خارطة فلسطين وعلم لبنان؛ وما أعقبها من ردود فعل عنيفة ضدهم لا سيما من وزير الداخلية "برونو ريتايو" الذي لم يتوان في إشهار سيف العقوبات ضدهم.
الخلاصة أن مدرجات الملاعب العربية وحتى العالمية ظلت تغلي منذ بداية "طوفان الأقصى" ورسمت ملامح لن تُنسى وأسقطت كذبة خلط السياسة بالرياضة، وأكدت أن فلسطين قضية كل حر شريف في أي بقعة من العالم؛ وستظل تمثل انعكاسا للواقع الأصلي حتى تنعتق من براثن الاحتلال وتعانق الحرية من النهر إلى البحر.