مُزنة المسافر
داريا: ماذا تعرف؟
نيكولاس: لا أعرف شيء.
وأنت ماذا تعرفين؟
ولماذا تسألين؟
داريا: لست مثل باقي النبلاء.
إنك أسير صغير.
هل تملك حظوة وسطوة؟
لا اعتقد.
نيكولاس: وكيف تجرئين؟
داريا: إنني أقول ما يحلو لي.
وما يزهو لقلبي الضمآن.
وفؤادي العطشان للحرية.
إنني داريا يا صاح.
لست بوقاحة الآخريات.
لكنني نبيهة.
ولا أسهى عن اليقظة أبداً.
نيكولاس: وماذا سيفعلون بي؟
ماذا تعتقدين؟
داريا: العربات هاجرت.
وغامرت وخرجت في سرعة.
وغيبت رجال الدَّرك.
وقادت الغجر جميعهم إلى باب النجاة.
لكن ليس هنالك من حُماة.
لقد رفعوا سكاكينهم في الهواء.
ونصبوا الآن الخيام الواقفة في جفاء.
وأرادوا أن يكونوا بعيدين في خفاء.
عن الأعين الواسعة.
التي تبحث عن ظهورهم.
لتأتي بالغدر.
يقولون أن الأعداء في خِدر عميق.
يا إلهي لقد نال منهم العتم السحيق.
لقد هُزمنا يا صاح.
ليس لنا مجد أو رغد.
لنا الخواء والفراغ.
لقد فقدنا كل شئ.
لم يخبرك أحد، لكنني أخبرك الحقيقة.
لست أكذب.
ولن أغلب.
إنك غريب أريب.
لكنك تعرف كل شئ.
إنك رجل العظمة.
والهيبة.
الصلب الصعب.
نيكولاس: وماذا تريدين الآن أيتها الغجرية؟
داريا: أود أن أساعدك.
هل تسمح لي؟
نيكولاس: ليس هنالك فسحة للمشاعر مع الأعداء.
هل تعلمين أنك إن أحببت الغريب؟
سيدركك الهلاك والخيبة.
داريا: والقتل والأفل؟
لست مهتمة أصلاً بهم.
إنهم يدركون أحلاماً واهية.
وغائبة عن الحقيقة.
الحقيقة مُرّة وأراضينا لم تعد حرة.
وأخشى أن رجالك هنالك في تلك القلعة.
سيهدمون قصورنا المبنية على الوحل.
بقصد ودون قصد.
سيهدمون كل شئ.
وينتقمون انتقاماً شديداً.
مريداً للهزيمة.
وأنا أعلم أن هذا نكران وبطلان.
لما نحن.
لكنني اليوم لست غجرية.
ولا أريد أي خلخال في رجلي.
وأي قرصٍ فوق جذعي.
ولا أريد أي وشم أو رسم.
إنني أرغب أن يعيش فؤادي حراً.
كطير يطير فوق الأكتاف.
ويحط فوق السفح.
كعقاب عظيم.
ونسر قديم.
يعرف المساكن والأماكن.
ويدرك الأعشاش.
ويشعر بالأنفاس.
والنوايا.
وهل من خطايا؟
نيكولاس: نعم لقد قاموا بالخطيئة الكبرى.
لقد كذبوا وسلبوا.
ونهبوا بقصد.
داريا: لست مثلهم.
أنا أخرى.
أنا داريا.
أبية، نقية.
كما هي روحك المعطاءة.
والتواقة للمحبة.
دعني أساعدك.
وأساندك مساندة أخيرة.
جديرة بأن تحملنا معاً للأمان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل.. ماذا يُقال في تل أبيب؟
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن مدى وجود فُرصٍ لإنضمام لبنان إلى "إتفاقات إبراهام" المرتبطة بالسلام مع إسرائيل. وقال
التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إن لبنان شهد على تبدل سياسي يتمثل في انتخاب رئيسٍ للبلاد وتولي رئيس للوزراء لا يُرضيان إيران، إذ منعا الطائرات الإيرانية المحملة بالنقود المخصصة لحزب
الله من الهبوط في مطار بيروت، وأضاف: "أيضاً، وجه رئيس البلاد جوزاف عون رسالة واضحة لطهران خلال لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي في بعبدا، بأنَّ لبنان سئم حروب الآخرين". وتابع التقرير: "بعبارة أخرى، قال عون بصراحة للإيرانيين الذين سيطروا على لبنان لفترة طويلة من خلال حزب الله وبدعم من النظام السوري السابق، إن بيروت لم تعد تريد أن تكون مجرد بيدق في اللعبة الطويلة التي تخوضها إيران ضد إسرائيل". وسأل التقرير: "هل يعني هذا أن لبنان مرشح حقيقي للتطبيع مع إسرائيل، كما أشار ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط؟.. لا، ليس بهذه السرعة". وأكمل: "خلال الأسبوع الماضي، قالت نائبة مستشار الأمن القومي السابقة للشؤون الخارجية أورنا ميزراحي في تل أبيب إنه إذا كان الحديث في العام الماضي يدور حول التهديدات القادمة من لبنان، فإن المناقشة هذا العام تدور حول الفرص. كذلك، تحدثت ميزراحي عن وجود فرصتين رئيسيتين أمام إسرائيل، واحدة تتعلق بحزب الله والأخرى تتعلق بالحكومة اللبنانية. عن الحزب، قالت ميزراحي إنَّ الضربات التي تلقاها من
إسرائيل أضعفته بشكل كبير، والآن أصبحت لدى إسرائيل الفرصة للحفاظ على هذا الوضع، بل وحتى جعله أسوأ، وتغيير ميزان القوى". وتابع التقرير: "ما الذي يعمل لصالح إسرائيل؟ هناك عدة عوامل تعمل لصالح إسرائيل هنا. أولا، كما قالت ميزراحي، فقد تغيرت الحالة الذهنية لإسرائيل، فهي لم تعد مستعدة للتسامح مع الحشد العسكري لحزب الله كما فعلت في الماضي. كذلك، ذكرت أنه من المستحيل على أي شخص أن يتبنى سياسة التسامح". ووفقاً للتقرير، فقد رأت ميزراحي أنَّ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يمنحُ إسرائيل قدراً من الحرية ضد لبنان، وأضاف: "وفق ميزراحي، إذا لم يتحرك الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ضد نشاطات حزب الله، وبعد أن تنبه إسرائيل لجنة دولية تقودها الولايات المتحدة، فيمكنها التدخل لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته أو انتهاك الاتفاق". وبحسب تقرير "جيروزاليم بوست"، فإنه "بالنسبة للبنان، فقد حذرت ميزراحي من أنَّ الحديث عن التطبيع وإدراجه في إتفاقات أبراهام سابقٌ لأوانه، رغم أن هذه رؤية للمُستقبل"، ويُضيف:"هنا، تقول ميزراحي أنها تعتقد أن أمر إدماج لبنان بالاتفاقات المذكورة يعتمد على مدى نجاح القيادة الجديدة اللبنانية في تحقيق الاستقرار والتعامل مع التحديات التي يفرضها حزب الله، وعدم الانجرار إلى حرب أهلية أخرى". وفي الختام، وجد التقرير أنّ "التطبيع بين لبنان وإسرائيل لا يزالُ رؤية طويلة الأمد وليس احتمالاً وشيكاً". المصدر: ترجمة "لبنان 24"