القاهرة تودع مقاليد الحكم بعد 1155 عاما.. حلف اليمين وانتقال الرئاسة للعاصمة الإدارية
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
مرحلة جديدة من تاريخ مصر بدأت الساعات الماضية، بعدما أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيساً لمصر، الثلاثاء، من مبنى البرلمان الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة.
فمنذ تأسيس مدينة القاهرة التاريخية على يد جوهر الصقلي، في عصر الفاطميين، لم ينتقل مقر الحكم منها إلا مع بداية الولاية الثالثة والجديدة للسيسي، حيث ينتقل مقر الحكم إلى العاصمة الإدارية الجديدة، بعد أكثر من 1155 عاماً، منذ دخول الفاطميين للبلاد عام 969، بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي.
فبعد قضاء الفاطميين على الدولة الإخشيدية، فكر جوهر الصقلي في بناء عاصمة جديدة للخليفة المعز لدين الله الفاطمي، الذي كان لايزال يقيم في بلاد المغرب، تمهيدا لانتقاله إلى مصر.
وبدأ جوهر الصقلي بناء المدينة بالقصر الكبير، والذى أعده لاستقبال الخليفه المعز لدين الله وفى اليوم الذى خط فيه جوهر القاهرة اتخذت كل قبيلة من القبائل التى تكون منها جيشه خطة لتستقر بها، نسبت اليها فيما بعد، ومن ثم أحاطها بالأسوار والأبواب المحصنة كباب النصر وباب الفتوح وباب زويلة.
اليوم، وبعد أداء اليمين الدستورية من مبنى البرلمان بالعاصمة، أكد خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة ونائب وزير الإسكان للمشروعات القومية، أن حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورفع العلم بساحة الشعب بالعاصمة الإدارية؛ بمثابة افتتاح المرحلة الأولى من العاصمة.
وأكد «عباس» أن العاصمة جاهزة لاستقبال الأحداث الكبرى في أي وقت، لافتا أنها ستحتضن جميع الاجتماعات والاحتفالات الفترة المقبلة، وهو ما يعني أن العاصمة الإدارية الجديدة، دخلت حيز التنفيذ وأصبحت العاصمة الفعلية والتي يدار منها مقر الحكم.
لمتابعة أخبار حفل تنصيب الرئيس السيسي اضغط هنا
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حفل تنصيب الرئيس السيسي رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 الطقس أسعار الذهب سعر الدولار سعر الفائدة رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان اضغط هنا الرئيس عبد الفتاح السيسي حلف اليمين العاصمة الإدارية العاصمة الإداریة الجدیدة
إقرأ أيضاً:
عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.